سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أكدت منظمة الصحة العالمية أن دولة الإمارات تقدم لها دعماً «منقطع النظير» لتقديم خدماتها الصحية وطبية في لبنان انطلاقاً من الإمارات، مشيرة إلى أنها تمكنت عبر أبوظبي ودبي من تسيير 4 رحلات جوية خلال 24 ساعة فقط، مع بداية الأوضاع الراهنة في لبنان. وقالت المنظمة، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: «إن فرق المساعدات والجهات الرسمية الإماراتية، كانت من الأوائل الذين قدموا المساعدات والدعم للبنان، وأيضاً ساعدت المنظمة على تحقيق مستهدفاته في وقت قياسي».

 
وأشارت الدكتورة نيفين عطا الله، مدير العمليات في مركز الإمدادات اللوجستية التابع لمنظمة الصحة العالمية في سلطة «دبي الإنسانية»، إلى أن التعاون الإماراتي مع المنظمة في لبنان هو أحد أمرين، الأول تقديم الدعم اللوجستي، وتسهيل نقل الشحنات المقدمة من المنظمة، انطلاقاً من الإمارات وحتى لبنان. 
وذكرت أن النوع الثاني من الدعم الإماراتي هو تحميل حصص من نفقات النقل والشحن، موضحة أن المنظمة إذا احتاجت إلى مساعدة لتوفير مستلزمات طبية وأدوية فستكون الإمارات الخيار الأول لإنجاز ذلك.

وأعلنت أن مستودعات «الصحة العالمية» استعدت لتسيير رحلة جوية خامسة إلى لبنان تحتوي على ما يتراوح بين 30 و35 طناً من المساعدات الطبية التي تركز على توفير الأنسولين وأدوية الأمراض المزمنة، مثل القلب والسرطان والسكري والكوليسترول، وهو ما يعني أنها ستكون شحنة مستلزمات طبية كاملة. 
وذكرت أن الرحلات الجوية الأربع الأولى للمنظمة انطلاقاً من الإمارات، ركزت على شيء آخر، وهو المستلزمات الصحية وما يتعلق بالحروق والطوارئ والمستلزمات الخاصة بالعمليات الجراحية، وجميع هذه الأشياء تتناسب مع الاحتياجات الملحة في بداية الوضع الراهن. 
وأوضحت أن هذه الرحلة التي بدأ العمل على تحضيرها سيتم تحديد وقت تسييرها في غضون الأيام القليلة المقبلة، لافتة إلى أن منظمة الصحة العالمية لديها قائمة من قبل السلطات اللبنانية بالاحتياجات الطبية والصحية والأدوية التي يمكن أن تقدمها المنظمة، ويتم حالياً العمل على توفيرها. 
وكشفت عن أنه يتم بحث تسيير رحلات برية محملة بالمواد الطبية انطلاقاً من الإمارات، في ظل توفير الدولة كل أنواع الدعم والتسهيلات.

أخبار ذات صلة حمدان بن زايد: القيادة توفر سبل الاستقرار والحياة الكريمة للمواطنين الجالية اللبنانية: دعم الإمارات للبنان رسالة أخوة وإنسانية

ونوهت بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية والمختصة بدولة الإمارات، ما ساعدها على توصيل المساعدات إلى لبنان بسهولة وسرعة، مشيرة إلى أن قيادة دولة الإمارات تقدم نموذجاً رائداً عالمياً في توفير الدعم والمساندة والتنسيق. 
وثمنت الدور الرائد للإمارات في العمل الإنساني على مستوى العالم، حيث تقوم بتقديم مساعدات سخية للدول المتأثرة بالأزمات والكوارث. 
وأكدت عطا الله أن هذه الاستجابة الإنسانية المستمرة تسلط الضوء على أهمية التعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية والإنسانية في دولة الإمارات، وعلى رأسها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وسلطة دبي الإنسانية لتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب اللبناني الشقيق. 
وقالت: «تتميّز «دبي الإنسانية» بموقع استراتيجي في دبي التي تُعتبر همزة وصل بين أفريقيا وأوروبا وآسيا، ممّا يسمح بالوصول، في غضون 8 ساعات، إلى ثلثي سكان العالم الذين يعيشون في مناطق معرضة للخطر في آسيا أو أفريقيا».
وأشارت إلى أن المنظمات والمؤسسات الموجودة في «دبي الإنسانية»، أصبحت تشكل مع بعضها البعض قوة عظمى في العمل الإنساني، وأصبحنا عنصراً أساسياً في منظومة الاستجابة الإنسانية العالمية.

وتطرقت إلى دور «دبي الإنسانية» في تسهيل عمل أعضائها، وتعزيز الاستجابة السريعة للأزمات وتنفيذ برامج التنمية؛ بهدف التخفيف من معاناة المحتاجين والمعوزين وضحايا الحروب والكوارث الطبيعية في مختلف بقاع الأرض من دون أي تمييز. 
وقالت: «يرتكز عمل «دبي الإنسانية») على دعم العمل الإنساني الدولي من خلال المؤسسات والجهات الموجودة فيها، ويكمن جوهر رسالتها في سعيها إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف السابع عشر، باعتبار المدينة تشكّل منبراً لبناء الشراكات والابتكار وتبادل المعرفة».
وأكدت أن منظمة الصحة العالمية استفادت من مركزها اللوجستي بدبي، حيث تُعد «دبي الإنسانية» مركزاً لمختلف وسائل النقل والخدمات اللوجستية والخدمات ذات القيمة المضافة، وتقدّم المدينة نهجاً مبتكراً لدعم الاستجابة الإنسانيّة من خلال مرافقها ومستودعاتها وشبكة علاقاتها الوثيقة مع الشركاء في القطاع الخاصّ والمجتمع المحليّ والحكومة. 
وبدأت «دبي الإنسانية» بنحو 30 ألف متر مربع من المستودعات، واليوم تجاوزت 145 ألف متر مربع، ويوجد بها أكثر من 89 جهة ومؤسسة إنسانية منها 10 مؤسسات دولية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وتعمل إقليمياً انطلاقاً من دبي. 
ويشكّل أعضاء «دبي الإنسانية» مجتمعاً يتألّف من وكالات تابعة للأمم المتّحدة ومنظّمات غير ربحية ومنظّمات حكوميّة دولية، بالإضافة إلى شركات تجاريّة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية الإمارات لبنان المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية العمل الإنساني حملة الإمارات معك يا لبنان الصحة العالمیة دبی الإنسانیة من الإمارات إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. خمسة عقود من الدعم المستمر للبنان

تمثل حملة "الإمارات معك يا لبنان" التي تنطلق، غدا الثلاثاء، وتستمر حتى يوم 21 أكتوبر(تشرين الأول) الحالي، محطة جديدة في المسار التاريخي والنهج الثابت لدولة الإمارات، قيادة وشعباً بالوقوف إلى جانب لبنان في المراحل كافة، خصوصاً خلال حالات الطوارئ والأزمات، التي تعرض لها على مدى 5 عقود.

وتجسد الحملة، التي وجه بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ويشارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة، إرادة دولة الإمارات وعزمها على تسخير الإمكانات كافة، وتقديم كل ما يلزم لدعم الأشقاء اللبنانيين، ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات الراهنة والصعوبات الحالية.
وأرسلت الإمارات في ضوء هذه الحملة 6 طائرات محملة بقرابة 205 أطنان من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية ومعدات الإيواء، للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والصحية الحرجة، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين.
كان رئيس الدولة  قد أمر في 30 سبتمبر (أيلول)الماضي، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني.
ووجه اليوم الإثنين، بتسيير 6 رحلات جوية إضافية، لنقل المساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني، إلى جانب تقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار للنازحين من الشعب اللبناني إلى الجمهورية العربية السورية. نصف قرن ويسجل التاريخ لدولة الإمارات، مواقف مشرفة منذ عام 1974، في دعم الشعب اللبناني، حيث منح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لبنان مبلغاً قدره 150 مليون دولار لتمويل مشروع الليطاني.
وشهدت مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1990، العديد من المبادرات الإماراتية الهادفة، لترسيخ السلم الأهلي في لبنان، وإعادة إعماره، ودعم أسس استقراره وازدهاره، حيث قدمت الإمارات هبات وقروضاً مالية للحكومة اللبنانية، لتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة وغيرها من المجالات.
وجددت الإمارات التزامها بمساعدة الشعب اللبناني في مسيرة البناء والتعمير، في أعقاب تحرير جنوب لبنان عام 2000، وأعلنت في 25 أكتوبر 2001، عن تنفيذ مشروع التضامن الإماراتي، لإزالة الألغام في جنوب لبنان، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية.
ولمواجهة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي شهدها لبنان، منذ مطلع الألفية الثالثة، اكتتبت الإمارات في يناير(كانون الثاني)2003 في سندات خزينة بقيمة 300 مليون دولار، لدعم الخزينة اللبنانية تنفيذاً لمقررات مؤتمر “باريس-2”، ووقعت اتفاقية خاصة بذلك. المشروع الإماراتي وأكدت الإمارات في عام 2006 أنها من أوائل الدول الداعمة للبنان، بهدف الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، وذلك مع إطلاقها في سبتمبر من العام ذاته "المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان"، الذي لم يوفر جهداً أو مبادرة لتجاوز الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب على لبنان آنذاك.
وقامت الإمارات، في إطار المشروع نفسه، بتسيير جسر جوي وخط ملاحي وخط بري مباشر، لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، التي شملت المواد الغذائية والأدوية والخدمات الطبية ونقل الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات الإماراتية، إضافة إلى إعادة إعمار وتأهيل المدارس والمستشفيات وموانئ الصيادين، التي دمرتها الحرب، إلى جانب إطلاق مبادرة إزالة الألغام والقنابل العنقودية من الجنوب اللبناني. كوفيد وكانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للشعب اللبناني، خلال جائحة كورونا "كوفيد 19"، إذ أعلنت في 6 أغسطس(آب) 2020، عن تقديم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان، شملت 12 طناً من أجهزة الفحص والمستلزمات الطبية لدعم الأطقم الطبية والعاملين في مجال الخدمات الصحية، عبر توفير أدوات الحماية الشخصية والوقائية، وأجهزة تشخيص "كوفيد 19"، وكذلك دعم الإجراءات الاحترازية الوقائية.
وبادرت الإمارات بإنشاء “مركز الشيخ محمد بن زايد الإماراتي- اللبناني الاستشفائي لمعالجة مرضى كورونا” كمستشفى ميداني متخصص للتعامل مع المصابين، بقدرة استيعابية تبلغ حوالي 80 سريراً مزود بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.
وفي 24 سبتمبر من العام 2020، وصلت إلى العاصمة اللبنانية بيروت، باخرة مساعدات سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تحمل على متنها 2400 طن من الاحتياجات الإغاثية، التي تضمنت المواد الغذائية، والطبية والمكملات الغذائية للأطفال، والمعقمات ووسائل الوقاية وأدوات التخفيف من آثار تفشي جائحة كوفيد-19، على الساحة اللبنانية إلى جانب الملابس المتنوعة. مرفأ بيروت وسارعت الإمارات إلى مد يد العون والنجدة إلى لبنان، بعد تعرضه لإحدى أكبر الكوارث الإنسانية التي شهدها في العصر الحديث، نتيجة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، وخلف آلاف الضحايا والجرحى، فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بالمرفأ والمباني في العاصمة بيروت.
وأعلنت الإمارات بعد ساعات قليلة من وقوع الانفجار تقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين، تضمنت أدوية ومعدات طبية، إضافة إلى مواد ضرورية أخرى، جرى نقلها على وجه السرعة إلى بيروت عبر عدة طائرات.
وأطلقت حينها حملة "الإمارات تتطوع" مبادرة وطنية إنسانية عاجلة لمواطني ومقيمي الدولة، تحت عنوان " من الإمارات ومن أجل لبنان"، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، وذلك في إطار التضامن ومساندة ودعم الشعب اللبناني.

مقالات مشابهة

  • الجالية اللبنانية: دعم الإمارات للبنان رسالة أخوة وإنسانية
  • مسؤول بالصحة العالمية لمصراوي: غلق معبر رفح يُعيق إدخال المساعدات الطبية لغزة
  • مسؤول باالصحة العالمية لمصراوي: غلق معبر رفح يُعيق إدخال المساعدات الطبية لغزة
  • الصحة العالمية: استشهاد 1000 عامل صحي في غزة و36 هجوماً على مرافق صحية لبنانية
  • الصحة العالمية: 6% من سكان غزة استشهدوا أو أصيبوا
  • كوريا تقدم 3 ملايين دولار للاستجابة الإنسانية الطارئة في لبنان
  • الإمارات.. خمسة عقود من الدعم المستمر للبنان
  • وزير الصحة: العاصمة الطبية تعد ثالث أكبر مدينة تقدم خدمات متخصصة عالميا
  • فرنسا تستعد للدعوة إلى مؤتمر دولي دعما للبنان.. ميقاتي: لتطبيق القرار 1701 كاملاً