إسرائيل تفرض حصارا بحريا على لبنان والصيادون أول المتأثرين
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
صيدا- على طول الخط البحري من قلعة صيدا البحرية وصولا إلى سوق السمك الشعبي "الميرة"، يسود صمت غير مسبوق، بعد أن كانت المنطقة تعج بالحركة والنشاط، بعد أن فرضت إسرائيل حصارا بحريا على المرافئ التجارية وموانئ الصيادين على طول الشاطئ الجنوبي.
جاء ذلك عقب تحذير جيش الاحتلال الإسرائيلي للسكان بضرورة الابتعاد عن الساحل "حتى إشعار آخر"، حيث أصبحت المنطقة من نهر الأولي -مدخل صيدا الرئيسي- حتى الناقورة بمسافة نحو 60 كيلومترا شمال المنطقة الحدودية خالية تماما من الحركة البحرية الاعتيادية.
بدا سوق السمك الشعبي في صيدا شبه فارغ، ويتوقع أن يفقد نشاطه نهائيا يوم الخميس ويقفل أبوابه، بانتظار رفع الحظر البحري، وأشار عضو نقابة صيادي الأسماك في صيدا محمد بيضاوي للجزيرة نت إلى تلقيهم بلاغا رسميا من قوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني بمنع السباحة أو أي نشاط بحري بشكل قاطع، بدءًا من منطقة الأولي، الزيرة، سينيق، حتى الناقورة.
وأضاف بيضاوي أنهم أوقفوا جميع عمليات الصيد في البحر، بما في ذلك منطقة المسمكة في ميناء صيدا البحري، حيث كانت الكميات التي يجلبها الصيادون عادة تتراوح بين ألف إلى ألفي كيلوغرام، ولكن الكمية المعروضة اليوم لم تتجاوز 500 كيلوغرام، موضحا أنهم يفتحون المسمكة جزئيًا اليوم لبيع ما تبقى من أسماك طازجة، لكن بدءا من الخميس سيتم الإغلاق بشكل نهائي.
وأكد أنهم يعملون حاليا بمساعدة الأمم المتحدة والدولة اللبنانية لدعم البحارة وضمان تأمين قوت يومهم، وأشار إلى أن طبيعة عمل البحار بنظام يومي، حيث إنه إذا لم يتمكن من العمل فلن يستطيع تأمين رغيف الخبز أو علبة الحليب لطفله، وذكر أن هناك 275 مركب صيد وقرابة 400 بحار، مما يعني أن حوالي 6 آلاف شخص (عائلات الصيادين) يعتمدون على هذا القطاع.
وبينما كانوا يتفقدون مراكبهم ويشدون وثاقها، لم يخف الصيادون مخاوفهم من طول أمد الحرب والحصار البحري المفروض عليهم، وأعرب الصياد سليم وهبي في حديثه للجزيرة نت، عن صعوبة الوضع الحالي في لبنان، مشيرًا إلى أن هذه الصعوبات تشمل جميع المناطق وليس فقط منطقته.
وبيّن وهبي أن الصيادين يشبهون في حالهم المزارعين، ويعانون من غياب المدخول والخدمات الطبية، وأكد أن الحصار له تأثير واضح عليهم، لأنهم يعتمدون على العمل اليومي، لذلك شدد على ضرورة متابعة هذا الموضوع.
وأضاف أنه تم إبلاغهم بقرار منع الصيد، وقد التزموا بتعليمات قيادة الجيش التي حظرت الصيد من الناقورة إلى الأولي، وأشار إلى أنهم تواصلوا مع النقابة بشأن هذا الأمر، موجها مناشدة لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بضرورة معالجة هذه المشكلة، "فالعالم بحاجة إلى العيش" حسب قوله.
سوق السمك الشعبي في صيدا شبه فارغ ويتوقع أن يفقد نشاطه ويقفل أبوابه إلى أجل غير مسمى (الجزيرة) كابوس متكرروفي سياق آخر، وصف وهبي وضع البلد واقتصاده بأنه سيئ جدا، موضحا أن الصيادين يعيشون تحت ضغط كبير، حيث يعملون لتأمين لقمة عيش أطفالهم وعائلاتهم بالحد الأدنى، كما أضاف أن معظمهم لديه التزامات مالية مثل إيجارات البيوت، فضلا عن احتياجات أطفالهم الأساسية، واعتبر أن أقل ما يمكن تقديمه لهم هو توفير الحليب أو أي شيء يحتاجونه بشكل أساسي.
وعلى بعد أمتار قليلة من السوق، يجلس بائع السمك محمد سكافي أمام عربته، حيث تنعكس أشعة الشمس عليه كاشفة عن ملامح القلق والهموم التي تساوره، ويتحدث للجزيرة نت بصوت خافت قائلا "الحصار البحري يؤثر على العالم بأسره، لكن تأثيره علينا كبحارة وبائعين أشد قسوة، الأمر محزن للغاية".
ويستعرض سكافي التحديات التي تواجهه قائلا "بعد يومين تقريبًا، ستنفد كميات السمك المتاحة، وكأننا نترقب ساعة الصفر، الوضع يتدهور من سيئ إلى أسوأ، وكأننا عالقون في كابوس متكرر".
ويضيف "كنا مستعدين، وضعنا سيناريوهات أسوأ، لكننا وجدنا أنفسنا فيها بسرعة، وكأننا محاصرون في قفص من الخوف والقلق، اليوم نفتح مصلحتنا، وغدًا قد نضطر لإغلاقها، الوضع في البلد بشكل عام غير مطمئن، نحن نسير نحو المجهول، ونسأل الله أن يسترنا من القادم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
"تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة"، نشرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
اعلانالتقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج "60 دقيقة" على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة "البيجر".
يظهر في هذا الفيديو جهاز اتصال لاسلكي تم تفجيره داخل أحد المنازل في بعلبك شرقي لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.AP/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه "لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها".
وأضاف أن "الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين".
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن "الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور".
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
مقاتلو حزب الله يحملون أحد نعوش رفاقهم الذين قضوا في انفجار أجهزة النداء المحمولة الخاصة بهم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.Bilal Hussein/Copyright 2024 The AP. All rights reservedوتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل".
Relatedبعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب اللهكيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع "أكسيوس" قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه "عدوان كبير وغير مسبوق". وأضاف: "العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية".
وأوضح أن "التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال".
اعلانمواطنون يتجمعون خارج مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد وصول عدد من المصابين جراء انفجار أجهزة النداء، الثلاثاء 17 سبتمبر 2024AP Photo/Bassam Masriوبعد أشهر من تنفيذ الضربات، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحمل مسؤولية هجمات أجهزة الاتصال، بالإضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وذلك خلال اجتماع للحكومة. وكشف نتنياهو أن عملية تفجير أجهزة البيجر واغتيال نصر الله تمت على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية النرويج تباشر التحقيق مع شركة للاشتباه بتورطها في بيع أجهزة "البيجر" إلى حزب الله الرئيس الإيراني يزور ضحايا تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي في طهران "تلقت تهديدات".. المخابرات المجرية تحمي صاحبة الشركة المرتبطة بأجهزة "البيجر" المنفجرة في لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهبنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next ماغديبورغ تودع ضحايا الهجوم المأساوي في أجواء يملؤها الحزن يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الجولاني؟ يعرض الآن Next فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية يعرض الآن Next آمال تُعلّق على أبواب سنة مقدسة في روما، فهل ستكون سنة 2025 علامة فارقة؟ اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادإسرائيلضحاياروسياأبو محمد الجولاني جنوب السودانسوريافيضانات - سيولبشار الأسدألمانياالحرب في أوكرانيا حزب اللهالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024