قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الغناء إذا كان مرتبطًا بألفاظ غير لائقة أو أنغام تدعو إلى الفسق والانحلال، فلا شك في أن هذا مرفوض تمامًا.

 وأكد أن الأخلاق الفاسدة أو الكلام البذيء لا يجوز بأي حال من الأحوال، حيث لا يمكن تبرير أو قبول أي نوع من السلوكيات التي تتعارض مع الأخلاق الحميدة.

وخلال ظهوره في أحد البرامج الدينية ، أضاف الورداني أن المسألة المتعلقة بالموسيقى والغناء تتطلب فهمًا عميقًا، موضحًا أن الموسيقى في حد ذاتها ليست محرمة، بل هي في الأساس انعكاس للأصوات التي خلقها الله.

 وأشار إلى أن الأصل في الموسيقى هو الحل، إلا أن الإشكالية تكمن في استخدامها.

 فإذا تم توظيف الموسيقى في أشياء تخالف تعاليم الله، فإن هذا الاستخدام هو ما يصبح محرمًا وليس الموسيقى نفسها. وأضاف: "ما حرم الله هو الفعل المرتبط بالموسيقى وليس الموسيقى في حد ذاتها".

أمين الإفتاء يصحح مفهوما خاطئا لقوله تعالى: «والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات» تصرفات غير جائزة يقع فيها البعض فترة الخطوبة.. أمين الإفتاء يكشف عنها


هل يجوز امتهان الموسيقى  كمورد رزق للإنفاق على أسرتي

قالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن سماع الموسيقى وحضور مجالسها وتعلمها أيا كانت آلاتها من المباحات، ما لم تكن محركة للغرائز باعثة على الهوى والغواية والغزل والمجون مقترنة بالخمر والرقص والفسق والفجور أو اتخذت وسيلة للمحرمات أو أوقعت في المنكرات أو ألهت عن الموجبات؛ وقد عقد الغزالي في كتاب "إحياء علوم الدين" الكتاب الثامن في السماع وفي خصوص آلات الموسيقى (2/ 282، ط. دار المعرفة)؛ قال: [إن الآلة إذا كانت من شعار أهل الشرب أو المخنثين وهي المزامير والأوتار وطبل الكوبة؛ فهذه ثلاثة أنواع ممنوعة، وما عدا ذلك يبقى على أصل الإباحة؛ كالدف والطبل والشاهين والضرب بالقضيب وسائر الآلات] اه.

ونقل الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" في (باب ما جاء في آلة اللهو) (8/ 118، ط. دار الحديث): كل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه عن قوسه. فردوا عليه فقالوا: إنه باطل لا يدل على التحريم، بل يدل على عدم الفائدة. اه.

وفي "المحلى" للإمام ابن حزم (7/ 567، ط. دار الفكر): أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»؛ فمن نوى استماع الغناء عونا على معصية الله تعالى فهو فاسق، وكذلك كل شيء غير الغناء، ومن نوى ترويح نفسه ليقوى بذلك على طاعة الله وينشط نفسه على البر.. ففعله هذا من الحق، ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه. اه.

وجاء في "حاشية رد المحتار" للعلامة ابن عابدين (5/ 482، ط. دار الفكر) وفي "المغني" للإمام ابن قدامة (10/ 153، ط. دار الكتاب العربي): أن الملاهي على ثلاثة أضرب: محرم؛ وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها والعود والطنبور والمعزفة والرباب.. وضرب مباح؛ وهو الدف؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أعلنوا النكاح، واضربوا عليه بالدف».

هل يجوز الدعاء بقول "يارب أجيب عربية معينة".. أمين الفتوى يرد هل يجوز التأمين أثناء الصلاة عند المرور بآية بها دعاء.. أمين الإفتاء يوضح


وذكر أصحابنا وأصحاب الشافعي أنه مكروه في غير النكاح، وهو مكروه للرجال، وأما الضرب بالقضيب فمكروه إذا انضم إليه محرم أو مكروه؛ كالتصفيق والغناء والرقص، وإن خلا عن ذلك لم يكره. اه.

وبناء على ما تقدم وبسؤال السائل نقول: إن سماع الموسيقى وحضور مجالسها وتعلمها أيا كانت آلاتها من المباحات، ما لم تكن محركة للغرائز باعثة على الهوى والغواية والغزل والمجون مقترنة بالخمر والرقص والفسق والفجور واتخذت وسيلة للمحرمات، أو أوقعت في المنكرات أو ألهت عن الواجبات؛ فإنها في هذه الحالة تكون حراما، وعلى هذا لا يجوز له في هذه الحالات اتخاذها كمورد رزق ينفق منه عليه وعلى أسرته، فعلى المسلم أن يتحرى الكسب الحلال ويبتعد عن كل ما فيه شبهة الحرام؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» أخرجه البخاري في "صحيحه".

أما إذا كانت الآلات الموسيقية لم تكن مقرونة بمحرم أو لم تكن محركة للغرائز أو لم تتخذ وسيلة للمحرمات أو أي صنف مما ذكر فتكون مباحة، ويجوز له في هذه الحالة اتخاذها كمورد رزق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء حكم الموسيقى أمين الفتوى بدار الأفتاء المصرية الدكتور عمرو الورداني الموسیقى فی لم تکن

إقرأ أيضاً:

سلامة داود: النقد صعب فاستعينوا عليه بحسن البيان مع ضرورة الاعتدال وعدم التشدد

قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر: من الصعب مواجهة الإنسان بخطئه، ونحتاج إلى ضرورة حسن البيان، وكما قيل: النقد صعب فاستعينوا عليه بحسن البيان، مشيرًا إلى ضرورة الاعتدال وعدم التشدد حيث الجهل داء ودواؤه العلم. 

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية وترأسها فضيلةُ الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم-  على هامش انعقاد ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" التي نظمتها دار الإفتاء يوم 8 أكتوبر 2024، تفاعلاً مع مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" الهادفة إلى تنمية الإنسان والارتقاء به، والاستثمار في رأس المال البشري من خلال برنامج عمل يركز على تنمية الإنسان وتعزيز الهُوية المصرية، وذلك بحضور كوكبة من قيادات الأزهر الشريف وإعلاميين ومتخصصين من تخصصات شتى.


ومن جانبه قال الإعلامي والكاتب الصحفي حمدي رزق: إن المؤشر العالمي للفتوى هو منتج مهم جدًّا خرج من مصنع الفتوى في مصر، ويلبي الحاجات الاستهلاكية الإفتائية باستمرار، مشيرًا إلى أن المؤسسة الإفتائية والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف تشكل معًا علامة ثقة وجودة تستقطب راغبي الفتوى.


وأضاف: أذهب إلى نقطة خاصة بموضوع الجلسة، وهي فقه الكراهية وفقه المحبة في المواجهة، مشيرًا إلى أن نهر الكراهية تم حفره منذ عقود، ومن ثم مهمة حاملي مشاعل المحبة صعبة، وبحاجة إلى جهد مستمر، لكن ما يُطمئننا أن المحبة متجذرة في أعماق الشعب المصري، والطيبون في مصر يضربون نموذجًا ومثالًا حيًّا للوقوف عند حسن الظن دائمًا.


وتابع: من الهبات التي أكرمنا بها الله أنَّ نهر المحبة تسير فيه الكثير من السفن، مثل سفينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تسير المراجع مثل شيخ الأزهر الذي يعيد ترسيخ فقه المواطنة على درب الليث بن سعد، وكذلك فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور "نظير عياد" الذي يؤسس لفقه المحبة، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري عبر الخطبة الموحدة يؤذن بالمحبة.


وفي ختام مداخلته أكد على ضرورة تشبيك المراجع السياسية العليا، والمراجع الدينية السمحة، والمرجعيات المدنية المعتبرة، لكونه أمرًا يبشر بفجر المواطنة في الجمهورية الجديدة، قائلًا: ما هو مطلوب عاجلًا "هش" الغربان والحدآن الناعقة بالطائفية من على شجر الوطن، وكبح شرورهم أقوالًا وأفعالًا .. بالحكمة والموعظة الحسنة .. وبالقانون.


وتوجه الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ بالشكر لفضيلة المفتي على تنظيم هذه الندوة الهامة، التي تمثل بداية لسلسلة من الفعاليات التي تسعى إلى تعزيز قوتنا كأفراد وكأمة جمعاء، قائلًا: لقد اقتبسنا كثيرًا من كلمات الأستاذ الدكتور، التي تحمل معاني عظيمة تلخص دور الفتوى في بناء الأفراد والمجتمعات، فهي ليست مجرد رأي بل نتيجة لفهم عميق للقرآن الكريم والسنة النبوية. 


وأضاف أن الفتوى الصحيحة هي التي تساهم في تحمل الأفراد والمجتمعات لمسؤولياتهم وتوجيههم نحو عمارة الأرض في كل زمان ومكان. أما إذا كان الفهم خاطئًا، فإنه ينتج عنه فتاوى تؤدي إما إلى التطرف أو إلى الانحلال، حيث إن الإرهاب لا يُمارس بالسلاح فقط، بل قد يظهر في أشكال أخرى، كالفكر المتطرف أو الانحلال الأخلاقي.


وقد أشار فضيلته إلى تأكيد الإمام الشافعي على أهمية التوازن، محذرًا من الإفراط والتفريط، وهما نتيجتان لفهم غير متزن للنصوص الشرعية. فكبار علماء الأزهر عبر الأجيال درسوا الأحوال المختلفة والأزمان المتعددة، وأسهموا في حفظ العلوم ونقلها للطلاب، مما جعل الأزهر حصنًا للعلم الشرعي المنضبط.


واليوم نتساءل: هل سنوات الدراسة في كليات العلوم الشرعية كافية لتأهيل الخريج للإفتاء؟ فمع تحديات العصر وتغير الأجيال، قد نحتاج إلى التفكير في زيادة عدد سنوات الدراسة أو تأسيس معهد متخصص لتأهيل المفتي يمتد لعدة سنوات، على غرار كليات الطب والصيدلة التي تتطلب خمس سنوات من الدراسة. فالتحديات التي تواجهها الأجيال الحالية تختلف كثيرًا عن الأجيال السابقة، مما يجعلنا ندعو إلى مراجعة المناهج والتأكد من أنها تتناسب مع متطلبات العصر.
واختتم فضيلته كلمته بالفخر بدار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أن الدراسة التي قدَّمها المؤشر خلال هذه الورشة استغرقت شهورًا من العمل، فهي تمثل مؤشرًا هامًّا للأجيال القادمة، تلك التي ستحمل المسئولية بعد مائة عام.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز دفع رشوة للحصول على حقي؟ أمين الفتوى يجيب
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: «السحر» لن يعطل الزواج لأنه رزق من الله
  • أمين الفتوى: الموسيقى حلال.. وأصوات جميلة خلقها الله
  • هل يجوز الحصول على حقي بالرشوة.. أمين الفتوى يجيب
  • أمين الفتوى: مصطلحات "الإكرامية والشاي والدخان" تحسين خطير للرشوة
  • رد مزلزل من أمين الفتوى على فتاة تخطط للزواج دون علم أسرتها.. فيديو
  • سلامة داود: النقد صعب فاستعينوا عليه بحسن البيان مع ضرورة الاعتدال وعدم التشدد
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: قذف المحصنات جريمة نكراء
  • هل تبادل الذهب بالذهب عليه إثم شرعا؟.. أمين الفتوى يجيب