دينا محمود (واشنطن، لندن)
أظهرت دراسة تحليلية، أجراها خبراء في الحملات الانتخابية بالولايات المتحدة، أن المرشحيْن للسباق الرئاسي، كامالا هاريس ودونالد ترامب، أدخلا خلال الشهرين الماضييْن، تعديلات ملحوظة على استراتيجية ما تبثه حملتاهما من إعلانات تليفزيونية، وذلك مع دنو المنافسة بينهما من مراحلها الأخيرة.


وبحسب الدراسة، تبدلت طبيعة الحملات الإعلانية التلفزيونية الديمقراطية والجمهورية، في أغسطس وسبتمبر، في ظل استمرار التقارب الشديد في شعبية كلا المتنافسيْن، وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، كما تغيرت الولايات التي يركز الجانبان، على توجيه الإعلانات إلى الناخبين فيها.
فحملة هاريس ابتعدت على مدار الأسابيع الثمانية الأخيرة عن الإعلانات ذات الطابع الدفاعي، التي كانت تركز عليها منذ أن اضطلعت نائبة الرئيس جو بايدن، بمهمة تمثيل الديمقراطيين في الانتخابات بدلا من بايدن نفسه في يوليو الماضي. وتحول تركيز الإعلانات التلفزيونية للمرشحة الديمقراطية، إلى إبراز مواقفها حيال القضايا المحورية، التي تهم الناخبين الأميركيين، وعلى رأسها الحد من الهجرة وملف الإجهاض.
وكشفت بيانات نشرتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية عن أن الملف الأخير استحوذ في أغسطس، على 15% من إجمالي ميزانية حملة هاريس المخصصة للإعلانات التلفزيونية، بإنفاق وصل إلى 7.8 مليون دولار. 
وفي سبتمبر، ارتفع ذلك المبلغ لما يقارب 25 مليون دولار، لتصل الحصة المرصودة لتلك القضية وحدها، إلى 32% من الميزانية الإعلانية للحملة.
أما الحملة الجمهورية فقد بدأت اعتباراً من شهر أغسطس في بث إعلانات تتمحور بشكل أكبر حول سبل إنعاش الاقتصاد الأميركي، وهي القضية التي تبدو الأهم من غيرها للناخبين في اقتراع 2024، دون إغفال التطرق إلى ملفات أخرى، مثل الهجرة ومكافحة الجريمة.
ووفقاً لما كشفت عنه «سي إن إن»، قرر المسؤولون عن حملة ترامب تعديل أوجه الإنفاق الخاصة بالإعلانات التلفزيونية، التي يتم بثها لتعزيز فرص ترامب، في العودة إلى البيت الأبيض، لتسليط الضوء بشكل أكبر على مسألة التضخم وسبل الحد منه.
وبذلك أصبح هذا الملف القضية الرئيسة التي جرت الإشارة إليها، في قرابة 57% من الإعلانات الدعائية المؤيدة للمرشح الجمهوري في أغسطس، قبل أن تقفز تلك النسبة، إلى نحو 80% في الشهر التالي لذلك مباشرة.
بجانب ذلك، استحوذ ملف الإسكان على جانب كبير من الإنفاق المخصص للإعلانات التلفزيونية الجمهورية، إذ زادت الميزانية الخاصة به، بواقع ثلاثة أضعاف خلال شهر واحد، بالتوازي مع خفض الأموال، التي أُنفِقَت على الإعلانات المتعلقة بملفيْ الهجرة والجريمة، بنسبة تقارب 40% في غضون أسابيع قليلة.
من جهة أخرى، حجزت الحملتان الديمقراطية والجمهورية أوقاتاً لبث إعلانات تلفزيونية، بمئات الملايين من الدولارات، على مدار الأسابيع الخمسة، الممتدة ما بين الأول من الشهر الجاري وحتى يوم التصويت في الخامس من نوفمبر. وبينما أنفق الديمقراطيون بوجه عام نحو 344 مليون دولار لحجز أوقات البث هذه، مقابل قرابة 225 مليوناً أنفقها الجمهوريون، يضيق الهامش بين الجانبين، فيما يتعلق بالإعلانات الموجهة للولايات المتأرجحة، إذ لا يزيد على 50 مليون دولار.
وكانت حملة هاريس قد تفوقت على مدار الشهور القليلة الماضية، في إنفاقها على الإعلانات التليفزيونية، في الولايات المتأرجحة على نظيرتها الجمهورية.
وبرزت بنسلفانيا باعتبارها الولاية التي حظيت بالقدر الأكبر من الاهتمام في هذا الصدد، فقد أنفق الديمقراطيون هناك نحو 144 مليون دولار، مقابل 105 ملايين أنفقها الجمهوريون.
ويقول مراقبون إن استمرار الإنفاق الإعلاني من جانب الغريميْن على هذه الشاكلة، سيجعل الانتخابات الحالية هي الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، بإجمالي إنفاق قد يفوق 10 مليارات دولار، وهو ما يزيد بنسبة 13% تقريباً على الرقم القياسي السابق، البالغ 9.02 مليار دولار، والذي سُجِل خلال انتخابات 2020.

أخبار ذات صلة كيف تتحكم قلة من الولايات في انتخابات الرئاسة الأميركية؟ ترامب يقلص الفارق مع هاريس إلى 3 نقاط مئوية انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الانتخابات الأميركية ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

بنك الخرطوم يسعى لتأسيس مصرف في مصر برأسمال 150 مليون دولار

تقدّم بنك الخرطوم السوداني بطلب إلى البنك المركزي المصري للحصول على رخصة لتأسيس بنك تجاري في القاهرة، لخدمة الجالية السودانية المتزايدة، منذ الصراع العنيف الذي اندلع قبل ما يقرب من عامين، وذلك بحسب مسؤول بالبنك لـ”الشرق” شرط عدم نشر اسمه.
أدى القتال المحتدم في السودان إلى نزوح حوالي 11 مليون شخص من سكان البلاد الذين يبلغ عددهم 48 مليون نسمة، مع إجبار الكثيرين على اللجوء إلى الدول المجاورة ومنها مصر، وفقاً للأمم المتحدة.
وأوضح المسؤول أن اعتزام البنك التواجد في مصر يهدف إلى خدمة الجالية السودانية، وتسهيل الأعمال التجارية والاستثمارات المشتركة بين البلدين.
تأسس بنك الخرطوم عام 1913، وقامت حكومة السودان عام 2005، ببيع 60% من أسهمه إلى بنك دبي الإسلامي، ويضم هيكل المساهمين 10% لمؤسسات وبنوك إماراتية وسعودية منها مصرف أبوظبي الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية في جدة، ومصرف الشارقة الإسلامي، و30% مستثمرين سودانيين.

خطة توسع في مصر
المسؤول أضاف أن مصرفه خاطب البنك المركزي المصري للموافقة علي منح رخصة تأسيس بنك برأسمال مدفوع 150 مليون دولار تسدد نقداً لتصل بعدها مستقبلاً إلى 250 مليون دولار مع خطة التوسع وزيادة الانتشار الجغرافي للبنك.
البنك المركزي المصري لم يرد على طلبات “الشرق” للتعليق.
يستهدف بنك الخرطوم تأسيس 4 فروع كمرحلة أولى وفقاً للخطة المستهدفة للتواجد في السوق المصرية، بحسب المسؤول.
ويمتلك بنك الخرطوم فرعين في البحرين وإمارة أبوظبي في الإمارات.
يستهدف السودان استبدال عملته الورقية لجذب الكتلة النقدية إلى النظام المصرفي، ومواجهة تزييف الجنيه، والتصدي للنهب، ودعم التحول باتجاه الرقمنة، وذلك بحسب وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم في مقابلة مع “الشرق” مطلع الشهر الجاري.
يتكون الجهاز المصرفي المصري حالياً من 36 بنكاً، تنقسم إلى 9 بنوك حكومية، و6 بنوك خاصة برأس مال مشترك مصري عربي، و21 بنكاً عربياً وأجنبياً وخاصاً.

الشرق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مع اقتراب عامها الثالث.. كيف استفادت الولايات المتحدة من الأزمة الأوكرانية؟
  • سام ألتمان يستثمر 180 مليون دولار في مشروع يقضي على ألزهايمر
  • بنك الخرطوم يسعى لتأسيس مصرف في مصر برأسمال 150 مليون دولار
  • تركيا تجني 60 مليون دولار من صادرات الزيتون في 2024
  • بعد إقراره.. التفاصيل الكاملة للتيسيرات الضريبية للمشروعات التي لا تتجاوز أعمالها سنويًا 20 مليون جنيه
  • النواب يوافق نهائيًا على تيسيرات ضريبية للمشروعات التي لا تتجاوز أعمالها سنويًا 20 مليون جنيه
  • 240 مليون دولار استثمارات سودانية في مصر
  • 1.17 مليون دولار منحة من اليابان لتطوير دار الأوبرا المصرية
  • سلطة النقد تكشف حجم الأموال التي نُهبت من بنوك غزة خلال الحرب
  • ليلة المفاجآت: عودة السينوار وترامب يغير خليج المكسيك وأمريكا تخسر 250 مليار دولار (فيديو) | عاجل