‏الإنسان كائن ومخلوق مدهش ومعقد ،يملك تنوع مذهل ،خليط من المشاعر والأفكار ، منبعها العقل والقلب ،يحركهاالإدراك، قادر على بناء حضارات متقدمه وقادر على خلق نزاعات دمويه مدمره هدامه ، ثنائيه الخير والشر تجدها فيه ،يملك قدره على التكيف وهذا سر بقاءه واستمراره بأصعب الظروف .

ميزالله تعالى الإنسان بامتلاكه العقل، وهو القدرة على الفهم والإستيعاب للمعاني والأفكار
وقدرته على التحليل والوصول إلى استنتاجات جديدة يصل بها إلى شيء مجهول كحل مشكلة أو إجابة سؤال.

الإنسان يبدأ حياته حين يلبي احتياجات نفسه "بنفسه"
لذالك ‏يجب العناية بالنفس في جميع شؤونها باعتبارها وديعة ربانية. هذبها، جللها، واعدلها، فلا تنفخها بغرورك فتنفجر يوما كالبالون، ولا تحتقرها بتبخيسك يقول ديفيد هاوكينز :إن ارتحت لذاتك، سيرتاح إليك الناس 
ويقول أوشـو: من لا يستمتع برفقة نفسه، لا يمكن لأحد أن يسعد برفقته.

لذلك لا ينتظر الإنسان ممن حوله أن يقوموا بشيء لأجله ،لأن الإنتظاريجلب مزيدًا من الإحتياج ومزيدًا مِن الألم.

كل شيء تريده "افعله أنت لنفسك"ولا تنتظره من أحد حتى ولو كان مسؤولًا عن تلبيته لك ،المنشغل بالناس:يعاقب " بغفلته عن نفسه "لذلك أفضل انشغال ينشغل به الإنسان هو العمل على نفسه، ومن سمات رقي الإنسان لا يعنيه تتبع الآخرين، وما قالوا، وما فعلوا، فهو منهمك في عوالمه الخاصة، محلق في آفاقه التي تعنيه، مدرك أن الانشغال بحياة الغير استنزاف، وفراغ، وانعدام للجدوى.

ميزة الله الإنسان ميزة اخرى هي “حرية الاختيار” ليست حرية مطلقة بالطبع ولا حرية تتعارض مع الإرادة الإلهية ولكنها ميزة حقيقية يتمتع بها الإنسان وحده.

فالانسان  أمامه كم هائل يومياً من الخيارات والبدائل وحتى أنه يمتلك حرية التصرف تجاه ما فرض عليه وله مجال في إمكانية تغييره والتأثير فيه.

فغاية وجود الإنسان إذا تتعلق بقدرته العقلية الفريدة وتتعلق أيضاً بحرية الاختيار، وبما أن القيمة تتحدد بالوظيفة، فقيمة الإنسان تتحدد بمدى استخدامه لعقله ومدى تصرفه بما يمتلك من إرادة حرة  فكل لحظة محسوبة عليه، و الحياة صارمة لا تبالي، و لا تنتظر أحدًا. 
فلماذا تؤجل عيش الحياة وتكون بطلاً في قصتك ؟
ياليتك تدري أيّ حسرةٍ ستبلي قلبك بينما يمربك العمرأمدًا، فتجد أنك أمضيت حياتك، لا معاشة، و إنما حدادًا على حياة متخيلة.

‏لا يهرم الانسان الا عندما تحل حسراته محل احلامه، لذا يقول الكاتب الامريكي جوناثان لوكوود هوي «الندم هو دموع الخيارات المتاحة التي تجاهلناها»

يقال أن الندم رقم واحد للمحتضر على فراش الموت: «أتمنى لو امتلكت الشجاعة لأعيش حياة صادقة مع نفسي، وليست الحياة التي توقعها الآخرون مني»

في هذه الحياة، وبعد تجاوزنا مرحلة الطفولة والدراسة وبداية دخولنا معترك الحياة، نجد أنفسنا وحياتنا اليومية تحتك وتتقاطع مع عدد من الدوائر نقضي خلالها باقي حياتنا: الذات، العائلة، الأصدقاء، العمل، المجتمع.
هل حقاً أنتم واثقون أن حياة الإنسان تبدأ من الولادة ؟
نحن فقط تواريخ ،ورق، سفن مبحرة.
وقتنا في هذا العالم محدود،
إنسانيتك ثابتة ولا تتزعزع طالما تسير في طريق تكاملك وفق إطار قدراتك وظروفك، وقيمتك تكون بمدى سعيك لتحقيق أقصى استخدام سليم لعقلك ومدى اتباعك الحر للحق وعملك الحر للخير.
أي تتحدد القيمة بما تقوم به من تفكير سليم وما تفعله بإرادتك الحرة.

ومنتهى التفكير السليم أن يصل بك لحقيقة الوجود ومصدره وهو الإله، ومنتهى الاختيار الحر هو التوجه بكليتك إليه.

فلا تظلم نفسك وتعلق قيمتها بما لا يليق بها، ولا تضيع فرصة تحقيق قيمتك الحقيقية كإنسان.
خذ حقي من الحياة عنوة،أعطي بسخاء، فيض الحب من قلبك فينبع ويثمر ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة أقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، أكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء..

هبة الحياة وتنوعها وروعتها أجمل وأعظم من أن يقضي المرء عمره كله لا يعمل ولا يهتم ولا يجرب إلا في مجال واحد
،خطورة هذه الرؤية أنها يمكن أن تقود المرء للتشتت والضياع وربما قضاء العمر وعدم إنجاز شيء يذكر فيه.

‏يُفني الإنسان نفسه ويبعثر طاقته إن وضع الأشياء تحت عدسة مكبرة وطفق يحلل البواعث والمآلات دائماً، الحياة ليست معادلة رياضية والنفس البشرية تتقلب في مدوجزر؛ تقبل وتحجم وتعلو وتنخفض، فحري بالإنسان مراعاة الإنسان؛ يحترم مسافات الآخرين ويقدم حسن ظنه ويجعل الحياة به أرحب

إن راقت الأيام أو رانت؛ لابد أن يجتهد الإنسان ويترك بصمة تفردك في ذكريات من عرفك، وفي قلوب من أحبك، وفي أذهان من فهمك.

يجب علي كل إنسان أن يضع له رؤية شخصية ما لكيف يريد قضاء عمره على سطح هذا الكوكب، حتى لا يصيبه الندم بعد عمر طويل على فوات الوقت لأن الناس تختلف من حيث القدرات والتفكير والظروف، والمنهجية التي ربما نجحت معي لا تناسب غيري، وما نجح مع غيري ربما لم يكن ليناسبني.

كل شيء في الوجود عندما يؤدي وظيفته جيداً فإنما يحقق الغاية من وجوده”.

وطالما أن الإنسان موجود فلا بد من وجود غاية من خلقه، وبما أنه متفرد بميزة عن سائر المخلوقات فحتماً الغاية من وجوده تتعلق بتلك الميزة، وإلا لما وجدت من الأساس.

جرب أن يكون لك عالمك الخاص وأحلامك الشخصية وأهداف تشتغل عليها وحياة خاصة تشغلك ؛ جرب أنك تترك الناس في حالها وما تهتم لهم صدقني بتشوف جمال ما قد شفته وبتشعر براحة كبيرة تخليك تظن أن من يقول: "الله يشغلك في نفسك" يدعو لك ما يدعو عليك.

من يقرأ.. أنت شخص عظيم أوجدك الله لهدف وغاية، ووضع فيك ما يميزك، قد تتعثر في طريقك، قد تفقد توازنك، وقد تحزن وتنطفئ روحك، لكنك لست بعاجز أو أقل من غيرك، لا تلتفت لكل ما يحبطك، أنت وحدك من يستطيع أن يفجر طاقاتك، أنت من تصنع سعادتك وتغير حياتك، تأمل نفسك واعرف قيمتك جيدًا،اشتغل على نفسك ، بنفسك ،لنفسك ،إن كنت تريد السلام الداخلي،ركز على نفسك، وكن زاهدًا في أن يكون لك رأي في الناس.

يجب على المرء ‏أن لا يتوقف عن السعي وأن يجتهد لأن اجتهاده يضيف لروحه الكثير من الجمال ،وأن يكون فخوراً بنفسه
والأحلام ستتحقق يومًا ما، ليس هناك هدف أعظم في الحياة من أن تتطور وتتطور وتختبر طريقك الخاص، بينما تساعد الآخرين في طريقهم.

كن شجاعًا، وكن جريئًا، وكن ذاتك الطبيعية الحقيقية، كن ايجابياً،كل فشل تجربة جديدتضيف الى رصيد خبرتك،اجعل لك هدف في الحياة تسمو إليه وتكابد من أجله لا تكون بلا معنى في الحياة ، كن إنسانًا ثم ضع  بصمة لن تزول، حتى بعد رحيلك من الدنيا .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

دينية الشيوخ: مبادرة "بداية" تتفق مع جوهر الشرع في البدء ببناء الإنسان

أكد الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن مبادرات القيادة السياسية الحكيمة كانت ولا زالت محطات مضيئة على طريق مسيرة وطننا العزيز، و تعكس حرص القيادة الحكيمة على إحداث تغيرات نوعية ونهوضٍ وثَّابٍ بالوطنِ يبدأُ من بناءِ الإنسانِ المصريِّ على كافة الأصعدة: الصحية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والثقافية.

رئيس "دينية الشيوخ": المؤتمر الدولي التاسع للإفتاء يأتي ضمن الدور الريادي لمصر

وأوضح في بيان له بمناسبة ندوة دار الإفتاء "الفتوى وبناء الإنسان"، التي تعقد غدا بقاعة المؤتمرات بمبنى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» جاءت لتفتحَ أمام جميع مؤسسات المجتمع، بل أمام جميع أبنائه أن يشاركوا في هذا البناء المهم، وهل يوجد أهم من بناء الإنسان؟ وهل يوجد رأس مال يُثمّرُهُ الإنسان خير من أبنائه وأحفاده؟!

وأشار إلى أن المؤسساتُ الدينية في مصرَ -الأزهر الشريف، ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف، والتي تُمثّل المنهج الوسطي الرشيد في: العقيدة، والأحكام، والتزكية والأخلاق- يأتي دورها لتقدَّم ما لديها في بناء الإنسان، وعلماؤنا الأجلاء هم الذين علمونا هذه القواعد العظيمة التي استخرجوها بالنظر الثاقب في الشرع الشريف وأحكامه ومقاصده وغاياته، فعرَّفونا أنَّ الساجدَ مُقدّم على المساجد، وأنَّ الإنسانَ قَبلَ البُنيان، وقد جاءت المبادرة متفقة مع جوهر الشرع الشريف في البدء ببناء الإنسان.

الدكتور يوسف عامر - رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ

وقال عامر، إنه إذا كان الدين الشريف يقوم على محاور ثلاثة هي محور العقيدة، ومحور الأحكام (التشريعات)، ومحور الأخلاق والتزكية، فإن دور علمائنا الأجلاء في المؤسسات الثلاثة أن يُحْكمُوا تأسيسَ هذه الأصول الثلاثة في نفس وعقل وقلب كل إنسان مصريٍّ، فالعقيدة الصحيحة التي تقوم على أسسٍ قويمة سديدة غير متطرفة هي أساسُ تَحرُّكِ الإنسان المؤمن في المجتمعِ بالخيرِ لا يبتغي به إلا وجه الله تعالى.

ونوه إلى أن العقيدة هي الدرع الواقي للمجتمع من خطر الإلحاد؛ العقيدة الصحيحة التي يقوم على حفظها وتدريسها الأزهر الشريف، والتي تقوم على الأدلة العقلية كما تقوم على الأدلة النقلية، فينشأ الإيمان على قناعة عقلية ثابتة أمام موجات التشكيك والشبهات.

وأكد عامر أن الأحكام هي المرآة التي تتجلى فيها وسطية هذا الدين للمسلمين ولغير المسلمين، وهي التي تُثْبتُ للمسلمين وغيرِهم بصورة عملية واقعية كيف أن هذا الدين مناسب لأي زمان ومكان وأشخاص وأحوال، وأن التشدد الممقوت الذي ينفّر الناس عن الدين شيء بعيد عن حقيقة هذا الدين المبنيِّ على التيسير، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]. إنَّ التيسيرَ الذي يُقدّمهُ السادة أُمناءُ الفتوى للناسِ حفاظٌ على الدين؛ لأنه يُبينُ لهم مساحةً تَسعُهُم من سماحةِ الدِّين، فلا يميلون إلى الحُرمات ولا يَستحلُّونها.

ولفت إلى أن التزكية والأخلاق هما المحور الثالث الذي يشمل الارتقاء النفسي للإنسان، سواءٌ فيما بينه وبينَ نفسِه، وفيما بينه وبين الناس، وهو في هذين الحالين لا يعامل في الحقيقة إلا الله تعالى، فهو يُحسنُ إذا كان بين الناس، وهو يحسن إذا كان منفردًا؛ لأنه في الحاليْنِ مراقبٌ لله تعالى، وقد بيَّن لنا سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الإحسان مرتبط بمراقبة الله تعالى، فقال في تعريف الإحسانِ «أنْ تعبدَ اللهَ كأنَّكَ تراهُ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنّه يراك» [متفق عليه].

وكشف أن العبْءُ الكبيرُ في قضيةِ الأخلاق يقعُ على كاهل علماء الدين الأجلاء، فهم الذين يُعرّفون الناس أنَّ الأخلاق عندنا من الدين، وهي أحد أصولِه الكبرى، فهي ثابتة ثبات هذا الدين، لا تتغير ولا تتبدل، وهم بهذا يبنون درعًا واقيًا من الموجاتِ الفاسدة التي تستهدفُ الجانبَ الأخلاقيَّ لدينا لتدمرَه، فتدمرَ أبناءَنا وأوطانَنا.

مقالات مشابهة

  • لحظات من الوعي في مسار الحياة
  • في ذكراه السنوية الأولى.. كيف قيّم مثقفون عرب السابع من أكتوبر؟!
  • أمين البحوث الإسلامية: الفتوى لها مكانة عظيمة في بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة
  • أمين البحوث الإسلامية: الفتوى تساعد على بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة
  • أمين البحوث الإسلامية: نرى في الآونة الأخيرة فتاوى تصطدم ببناء الإنسان
  • في« ندوة بناءالإنسان».. أمين البحوث الإسلامية: الفتوى ليست مرتعًا للمتشدقين والمتنطعين
  • وزير الشباب والرياضة يشهد حفل تخرج 500 متدرب لدورات فن إدارة الحياة
  • عالم بالأزهر الشريف: الصحة من أعظم نعم الله على الإنسان
  • دينية الشيوخ: مبادرة "بداية" تتفق مع جوهر الشرع في البدء ببناء الإنسان