مع الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، أصبح سكان ولاية فلوريدا على استعداد لاستقبال إعصار ميلتون الذي وُصف بالأقوى والأكثر عنفا منذ عقود، وذلك بعد 3 أيام من الاستعدادات وخطوات الإجلاء من المنازل إلى مدن مجاورة.

ومن المتوقع أن تصل العاصفة القوية التي وصفت بالكارثية، وهي حاليا إعصار من الفئة الرابعة، إلى اليابسة في وقت متأخر من هذه الليلة ما بين الساعة العاشرة مساء والثانية غدا صباحا.

ازدحام أمام محطات الوقود في فلوريدا قبل إعصار ميلتون بيومين (الجزيرة)

تغطي تحذيرات العواصف الساحل الغربي لفلوريدا بالكامل تقريبًا، وهناك تحذيرات من العواصف في معظم أنحاء الولاية، بما في ذلك الساحل الشرقي. يمكن أن تشهد منطقة الساحل بين تامبا وفورت مايرز غمرًا يصل إلى 12 إلى 18 قدما.

في الساعة 11:50 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي، كان ميلتون على بعد 145 ميلا جنوب غرب تامبا مع رياح مستدامة تبلغ سرعتها 145 ميلا في الساعة، ويتحرك باتجاه الشمال الشرقي بسرعة 17 ميلا في الساعة.

تتجه هذه العاصفة المدمرة من الساحل الغربي لولاية فلوريدا من الغرب متجهة إلى الشرق مرورا بمدينة أورلاندو والمنطقة المحيطة بها، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من هطول أمطار غزيرة، وقالوا إن المدينة والمنطقة تواجهان "تهديدا شديدا بأمطار الفيضانات".

بعد ازدحام دام 3 أيام، إغلاق متاجر الجملة بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا قبل ساعات من إعصار ميلتون (الجزيرة)

وكان المدير التنفيذي لإدارة الطوارئ بفلوريدا كيفن جوثري قد صرح يوم الأحد في مؤتمر صحفي مع حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي أعلن حالة الطوارئ في 51 مقاطعة من مقاطعات الولاية البالغ عددها 67 مقاطعة، أن قسم إدارة الطوارئ بالولاية يستعد لأكبر عملية إخلاء منذ عام 2017.

وقالت عمدة تامبا جين كاستور لشبكة سي إن إن "أستطيع أن أقول دون أي تهويل على الإطلاق، إذا اخترت البقاء في إحدى مناطق الإخلاء، فسوف تموت"، وحثت السكان بشدة على الاستجابة للتحذيرات قبل فوات الأوان.

إعلان حالة الطوارئ في 51 مقاطعة. ومن ثم إجلاء سكان المناطق المصنفة A وB وهي الأكثر عرضة للخطر خلال ساعات الإعصار.

بواسطة حاكم فلوريدا رون ديسانتيس

 

قبل 72 ساعة من الآن

في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي، تلقى سكان بعض مدن ولاية فلوريدا رسائل تحذيرية تفيد بضرورة الاستعداد لإعصار مدمر متوقع وصوله إلى عدد من المقاطعات خلال 3 أيام، تلتها إشعارات رسمية تحدد المناطق المهددة وتأمر بالإجلاء الإجباري لسكان بعض المناطق، لا سيما المقابلة للسواحل.

شهدت الطرق الرئيسية ازدحاما غير معتاد، خاصة أمام متاجر الجملة لشراء السلع الأساسية في حالات الطوارئ القصوى، سواء من قبل النازحين إلى مدن مجاورة أقل عرضة للخطر أو سكان المدن الذين لم تصلهم أوامر بالإجلاء الإجباري.

متاجر المدن المهددة بالإعصار خالية من السلع الغذائية (الجزيرة)

المناديل الورقية والمياه وبطاريات الشحن كانت من أبرز السلع التي اختفت سريعا من الأسواق، وبعد ساعات قليلة من صدور التحذيرات الحكومية الرسمية، اتجه السكان إلى متاجر الصيانة وبيع الأخشاب لشراء ألواح خشبية وأكياس الرمل لحماية النوافذ والأبواب من الإعصار، ومع الازدحام والتدافع اضطرت بعض المتاجر الكبرى إلى الاستعانة بحرس مسلح لحماية المتاجر.

في أحد متاجر الجملة ملأت ميشيل عربة التسوق بالمناديل الورقية والمخبوزات والأطعمة الجاهزة والمعلبة وبطاريات الشحن والمقرمشات، وقالت للجزيرة نت "لدي 3 أطفال، أحاول تأمين الطعام والسلع الأساسية الآن، لا أشعر كثيرا بالقلق من الفيضانات لأن منزلي بالدور الرابع في البناية، ولكن أخشى من انقطاع الكهرباء وسرعة الرياح".

المناديل الورقية والخبز والمياه وبطاريات الشحن من أبرز السلع التي اختفت سريعا من الأسواق (الجزيرة)

توقفت المدارس عن العمل وتلقى أولياء الأمور إشعارات بتعطل الدراسة لمدة 3 أيام لحين إشعار آخر، وأفادت أحدث الرسائل من قبل مقاطعة هيلزبورو في مدينة تامبا، بأن المدارس سوف تفتح أبوابها للطلاب يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول.

من خلال مجموعة من التطبيقات والمواقع الرسمية، بدأ سكان مدينة تامبا البحث عن ملاجئ قريبة ضمن مناطقهم السكنية، بعضها يستقبل الحيوانات رفقة أصحابها وهو أحد العوامل المهمة لكثير من السكان الذي يمتلكون حيوانات أليفة ولا يستطيعون مغادرة منازلهم من دونها، والبعض الآخر بات ممتلئا وأغلق أبوابه.

موقف سيارات خال تماما أمام أحد متاجر السلع الغذائية الكبرى بمدينة تامبا قبل ساعات من الإعصار (الجزيرة) احتياطات لحماية الأرواح والممتلكات

كانت مغادرة المنازل خيارا متاحا لدى عشرات الآلاف من السكان خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، غير أن النزوح إلى مدن مجاورة بات كابوسا بنهاية يوم الاثنين الماضي، بعد ازدحام الطرق وتوقفها بصورة كاملة واختفاء الوقود من المحطات، والوصول إلى السعة الكاملة للملاجئ.

وأشارت نتائج استطلاع رأي عبر مجموعة محلية لسكان ولاية فلوريدا على منصة فيسبوك، إلى أن 1 من بين كل 4 من سكان المدن المهددة بالخطر قد نزحوا إلى مدن مجاورة.

وبداية من ظهيرة اليوم، انقطعت الكهرباء في عدد من مدن ساراسوتا وتامبا، مع هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة.

تقول أنجلينا مارتينيز التي غادرت منزلها الساحلي في منطقة مانتي إلى منطقة براندون الأكثر أمانا، "أشعر بالقلق من أنه لن يكون لدينا منزل نعود إليه".

محطة بنزين مغلقة بمدينة تامبا، صباح يوم الأربعاء قبل ساعات من إعصار ميلتون (الجزيرة)

وتراقب ميرسيدس منزلها، الذي يقع في مناطق الإخلاء، عن بعد من خلال الكاميرات المنزلية، وتؤكد أنه حتى اللحظة (الظهيرة) لا يوجد ما يثير القلق من أمطار أو فيضانات.

وتخشى بيرتني إيفانز التي تسكن في مدينة أوكالا من نفاد الأكسجين الذي يعتمد عليه جدها خلال الأسبوع القادم.

تأمينات بألواح خشبية لحماية المنازل في مدينة تامبا فلوريدا (الجزيرة)

بينما قرر سيف محمد ألا يغادر منزله بعد اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أسرته وكافة أركان منزله، ويتوقع أن تقل قوة الإعصار خلال الساعات القليلة القادمة، مثل الأعاصير السابقة في السنوات الماضية.

يأتي إعصار ميلتون بعد أسبوعين من إعصار هيلين المدمر الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا في ولايات كارولينا الجنوبية وفلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية وفرجينيا وتنيسى، وعشرات المفقودين، وخلّف آثارا مدمرة في المنازل والبنية التحتية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ولایة فلوریدا إعصار میلتون قبل ساعات من من إعصار

إقرأ أيضاً:

الظاهرة الجوية الأكثر فتكا في فلوريدا.. كارثة متوقعة خلال أيام

خطر جديد يداهم ولاية فلوريدا، التي تعد من أكثر الولايات الأمريكية، تعرضًا للظواهر الجوية الكارثية، كونها منطقة حساسة للغاية لتأثيرات تلك الظواهر القوية والمدمرة، ويتوقع خبراء الأرصاد أن تتعرض لظاهرة جوية جديدة، ستكون الأكثر فتكًا خلال هذا الأسبوع.

ما الظاهرة الأكثر فتكًا في فلوريدا؟

يبدو أن ولاية فلوريدا الأمريكية، ستكون على موعد مع الظاهرة الجوية الأكثر فتكًا هذا الأسبوع، ضمن سلسلة من الكوارث التي تشهدها الولايات المتحدة، بسبب حالة الطقس المتقلبة، التي تسببت في حرائق لوس أنجلوس وغيرها من الظواهر الكارثية، التي نتج عنها خسائر بشرية واقتصادية، بحسب شبكة «wesh» الإخبارية الأمريكية. 

التيارات المائية العاتية، هي الظاهرة المتوقع أن تضرب فلوريدا في الأيام المقبلة، والتي يطلق عليها الأكثر فتكًا، متقدمة على الأعاصير الرعدية  والبرق وحتى الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة، وهي عبارة عن قنوات مائية تتحرك بقوة كبيرة وعنيفة في الاتجاه المعاكس للأمواج، لتجذب الأشخاص بعيدًا عن الشاطئ في اتجاه البحر.

إجراءات لمواجهة الكوارث الجوية في فلوريدا

بينما تعمل التقنيات الحديثة على تعزيز قدرة الولاية في التحضير لمواجهة هذه المخاطر، يبقى التهديد دائمًا حاضرًا، خاصة مع وجود توقعات بحدوث أعاصير كبير في فلوريدا، يتم تصنيف العديد منها ضمن الفئات الأعلى في مقياس «سافير-سمبسون» للأعاصير، الذي يقيس شدة الرياح ومدى تأثير الإعصار على المناطق المتضررة. 

فلوريدا تقع في منطقة حوض البحر الكاريبي، ما يجعلها عرضة للأعاصير الاستوائية التي تتشكل في المحيط الأطلسي، إلى جانب الرياح العاتية والأمطار الشديدة التي تتعرض لها، إذ تعتبر هذه الظروف المناخية عاملا رئيسيا في تكرار هذه الظواهر الكارثية. 

وتتبع ولاية فلوريدا هذا الأسبوع استراتيجية شاملة للتعامل مع الأعاصير، تشمل أنظمة الإنذار المبكر ضمن مساعي الحفاظ على أرواح الأشخاص، إلى جانب بناء الهياكل المقاومة للأعاصير التي تتعرض لها بشكل مستمر، فضلًا عن تخزين الموارد الغذائية الأساسية، بينما تحدث إدارة الطوارئ في الولاية الخطط والتوجيهات بشكل دوري، لضمان سرعة استجابة فرق الطوارئ، حال وقوع أي كوارث.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يقترب من إعلان ولاية الجزيرة خالية من التمرد
  • الجيش السوداني يستعيد سيطرته على ثلاث بلدات شمال ولاية الجزيرة
  • الجيش السوداني يتقدم في ولاية الجزيرة ويسيطر على ثلاث بلدات (شاهد)
  • سكان غزة يستعينوا بالطاقة الشمسية لمواجهة أزمة شح الكهرباء بالقطاع المدمر
  • الظاهرة الجوية الأكثر فتكا في فلوريدا.. كارثة متوقعة خلال أيام
  • مدير شرطة ولاية الجزيرة يتفقد إدارة المباحث المركزية ومباحث شرطة الولاية ويشيد بالأداء ويوجه بتكثيف العمل خلال الفترة المقبلة
  • شرطة ولاية الجزيرة تنشر قواتها بمحليتي الكاملين وأم القرى عقب تحريرهما من المليشيا المتمردة
  • ثلثا سكان سانتوريني يغادرون الجزيرة في ظل استمرار الزلازل
  • شهادات حيّة ترصدها الجزيرة نت عن مجازر حافظ الأسد في حماة
  • المرور السريع ولاية البحر الأحمر ينظم تفويج البصات السفرية وبرنامج العودة الطوعية لولاية الجزيرة