الكاساديا طبق مكسيكي يقدم بعدة طرق وحشوات
المقادير اللازمة
جبن شيدر مبشور
جبن موزاريلا مبشور
جبن أزرق مفتت
جبن قشطة مربعات مقطع
بقدونس
خبز تورتيلا
ذرة حلوة
زبدة وزيت
طريقة العمل
نقوم بخلط الأجبان والبقدونس والذرة الحلوة معاً في وعاء
نحضر الخبز
نقوم بحشو منتصف الخبز فقط بالخليط
ثم يغلف بالنصف الأخر من الخبز علي شكل هلالي
في مقلاة غير لاصقة
ندهن الزبدة وتترك لتسخن مع الزيت
يضاف التورتيلا ويترك دقائق حتي يصبح الجانب الأسفل ذهبي
يقلب بحذر علي الجانب الآخر ويترك حتي يصبح ذهبي
يرفع الكاساديا من المقلاة
وتقدم ساخنة مع الاضافات المفضلة
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
دور الجانب الرمادي في جعل رمضان في مصر حاجة تانية
لو قرأ أحد عن معاناة المصريين من السلطة الفاطمية ومقاومتهم لها، لظن أنهم قد محوا كل أثر لهذه الدولة من التاريخ، وأحرقوا كل ما يربطهم بها، فقد كره المصريون الفاطميين كرها شديدا، وبالغوا في مقاومتهم بكل الوسائل، بالسلاح حينا، وبالعصيان والتمرد حينا آخر، وحتى بالسخرية اللاذعة التي يجيدها المصريون إجادة منقطعة النظير أحيانا كثيرة، كانت الدولة الفاطمية بالنسبة لهم غربة عن هويتهم، دخيلا شيعيا يحاول فرض نفسه بالقوة، فكانت المقاومة عندهم واجبا يوميا، حتى صارت من أقذع الشتائم أن يُقال لأحدهم: يا ابن الرفضي (الرافضي)، وصارت الدولة الفاطمية في الوجدان المصري مرادفا للظلم والطغيان والانحراف، حتى إن بعضهم رأى أن هذا العصر هو الأنسب لخروج الدجال، فكتب أحد الشعراء في سطور ثقيلة الظل على الخليفة الفاطمي:
وذلت دولة الإسلام طرا
وصار الأمر في أيدي العلوج
فقل للأعور الدجال هذا
زمانك إن عزمت على الخروج!
لم يكن هذا مجرد غضب فارغ أو شتائم تُلقى على عواهنها، بل كان انعكاسا حقيقيا لحالة الغليان الشعبي، فالمصريون لم يهادنوا الدولة الفاطمية يوما، بل رفعوا السلاح في وجهها، وأشعلوا الثورات في كل أنحاء البلاد، من الصعيد إلى الدلتا، من ثورة عبد العزيز الكلابي إلى تمرد القبائل العربية إلى انتفاضات أهل تنيس والفسطاط، وكاد حكم الفاطميين يسقط أكثر من مرة، ولم يتركوا وسيلة للاحتجاج إلا استخدموها، حتى إن الأسواق لم تسلم من غضبهم، فكانوا يقتحمونها ليمزقوا المنشورات الشيعية التي كان الفاطميون يستخدمونها لنشر مذهبهم، بل إن مقاومتهم لم تقتصر على السلاح، فحين تسلّط الفاطميون على عقائد الناس، واجهوهم بسلاحهم الأكثر فتكا: السخرية. فالسخرية عند المصريين ليست مجرد فكاهة، بل أداة مقاومة لا تقل قوة عن المدافع والسيوف، ولهذا، عندما بالغ الفاطميون في تقديس أئمتهم وادعوا لهم علم الغيب، وجد الخليفة العزيز بالله منشورا ساخرا على منبر الأزهر عندما صعد عليه ليخطب، مكتوبا فيه:
بالظلم والجور قد رضينا
وليس بالكفر والحماقة
إن كنت أعطيت علم غيب
فقل لنا: كاتب البطاقة!
وعندما فرض الفاطميون الحزن في يوم عاشوراء، حوله المصريون إلى يوم من الفرح والسرور والنكات الساخرة، بل إنهم هتفوا جهارا نهارا باسم معاوية بن أبي سفيان وقالوا: "معاوية خال علي بن أبي طالب"، وهم يعلمون أن هذه الكلمة تؤلم قلوب الفاطميين كما تؤلم السياط ظهور العبيد!
في أماكن أخرى من العالم، حين يكره الناس عهدا، يجتثونه من جذوره، ويمحون آثاره، وكأنهم يريدون أن ينكروه من الذاكرة، أما في مصر، فالأمر مختلف تماما. هنا تحديدا، يحدث السحر الذي لا يتكرر في أي مكان آخر، فمع كل هذا العداء والرفض والكره، لم يفقد المصريون قدرتهم العجيبة على التمييز بين القبيح والحسن، فلم يجعلوا بغضهم للفاطميين حاجزا بينهم وبين الموروثات التي رأوا فيها خيرا، بل انتقوا منها ما استحسنوه وحافظوا عليه حتى صار جزءا من الهوية المصرية، فكما أنهم قادرون على رفض الشيء بقوة، فهم قادرون أيضا على أن يلتقطوا من بين أنقاضه ما يمكن أن يعيش معهم طويلا، فإذا نظرت اليوم في مصر فلن تجد مجتمعا أكثر ارتباطا بأسماء آل البيت منهم، فكم من "علي" و"حسن" و"حسين" و"فاطمة" و"زينب" و"خديجة" في البيوت المصرية، أكثر مما تجده في أي من دول الشيعة، وإذا تأملت رمضان في مصر فستجد أن المصريين احتفظوا من الفاطميين بكل ما فيه بهجة وفرح، حتى الفانوس الذي استقبلوا به المعز لدين الله الفاطمي بأمر من جوهر الصقلي، رغم أنهم كرهوا المعز نفسه ورفضوا حكمه، إلا أنهم أحبوا الفانوس وأبقوه، حتى صار رمزا رمضانيا لا تخلو منه زاوية في مصر.
ومنهم أخذوا زينة رمضان التي كانت الدولة الفاطمية تهتم بها اهتماما بالغا، فكانت الشوارع تُزخرف وتُعلق عليها المصابيح، وتحولت هذه الزينات إلى تقليد مصري خالص يستمر كل عام. ومن الفاطميين أخذ المصريون موائد الرحمن، التي كانت تُقام في القاهرة لإطعام الصائمين في رمضان، لكنها لم تكن وسيلة دعاية كما أرادها الفاطميون، بل تحولت إلى واحدة من أعظم العادات الرمضانية التي تعكس روح الكرم المصري، ولم تعد مجرد موائد يوزعها الحاكم، بل صارت مبادرات شعبية ضخمة يشارك فيها الجميع، حتى إنك لا تكاد تجد شارعا في رمضان إلا وفيه مائدة عامرة تستقبل الغني والفقير، فصارت من أبرز سمات رمضان المصري.
ومن الفاطميين أخذ المصريون المسحراتي، تلك الشخصية الرمضانية التي تجوب الشوارع ليلا تنادي على الناس ليصحو للسحور، فقد كان الفاطميون أول من نظّم هذه العادة، والمصريون حافظوا عليها وأضافوا إليها الطابع الشعبي الذي يميزها، فأصبح المسحراتي جزءا لا يتجزأ من رمضان، يتغنى باسمه الأطفال، وينتظرون صوته في الساعات المتأخرة من الليل. ومن الفاطميين جاء اهتمام المصريين بالياميش والمكسرات في رمضان، فقد كانوا يحرصون على استيراد المكسرات والفاكهة المجففة لتوزيعها على الناس.
وكان الخلفاء الفاطميون يغدقون بهذه الهدايا على المصريين في الشهر الكريم، ورغم انتهاء حكمهم، لم تختف هذه العادة، بل صارت من أبرز مظاهر الاستعداد لرمضان في مصر، ومن الفاطميين كذلك أخذ المصريون المواكب الاحتفالية التي كانت تجوب الشوارع ابتهاجا برؤية الهلال، فقد كانت القاهرة في العصر الفاطمي تشهد احتفالات ضخمة عند الإعلان عن دخول رمضان، وكانت المواكب تخرج، والمصابيح تُشعل، والموسيقى تُعزف، ورغم انتهاء الدولة، لم تختف هذه المظاهر، بل تطورت مع الزمن، حتى صارت جزءا من الفرحة الرمضانية التي تميز مصر عن غيرها من البلدان.
ولو تأملت مدى تأثر المصريين بالعادات والتقاليد التي خلفتها الدولة الفاطمية، لظننت أنهم قد تشيعوا جميعا كما أراد حكامها، لكن المفاجأة أن هذا الشعب، رغم كل التأثيرات، ظل عصيا على التغيير العقائدي. فبقي المصريون على مذهبهم السني، ولم يستطع الفاطميون، رغم قرنين من الحكم، أن يغرسوا فيهم عقيدتهم. بل إنك إذا بحثت عن آثار التشيع في مصر آنذاك، فلن تجد سوى جماعة "بيتان"، كاستثناء نادر وسط تيار شعبي جارف حافظ على هويته السنية.
هو دأب المصريين مع كل من حكمهم، حتى لو كان ظالما مستبدا، فلديهم قدرة فريدة على الفرز والانتقاء، فيأخذون من كل العصور ما يعجبهم، ويتجاهلون ما لا يعجبهم، وكأنهم أمام بوفيه مفتوح يختارون منه ما يطيب لهم فقط، ولهذا صار رمضان في مصر "توليفة عبقرية" من كل الحقب
وهذا العجب ليس خاصا بالفاطميين وحدهم، بل هو دأب المصريين مع كل من حكمهم، حتى لو كان ظالما مستبدا، فلديهم قدرة فريدة على الفرز والانتقاء، فيأخذون من كل العصور ما يعجبهم، ويتجاهلون ما لا يعجبهم، وكأنهم أمام بوفيه مفتوح يختارون منه ما يطيب لهم فقط، ولهذا صار رمضان في مصر "توليفة عبقرية" من كل الحقب، من الفراعنة الذين استقبلوا القمر الجديد بأغنية "وحوي يا وحوي"، فأخذها المصريون فيما بعد لاستقبال رمضان، إلى الطولونيين الذين أضافوا الاحتفالات الرسمية، إلى الفاطميين الذين كانت دولتهم أكثر من أثرى رمضان بالاحتفالات، إلى المماليك الذين أضافوا مدفع الإفطار، والذي أصبح ينتظره المصري بلهفة كأنه صوت الموسيقى التصويرية الرسمية للمغرب في رمضان.
فالمصريون ببساطة لا يرون العالم بلونين فقط، أبيض أو أسود، بل هم أبرع شعوب الأرض في رؤية الرمادي، وفي التقاط الضوء من بين العتمة، في انتقاء التفاصيل، والجمع بين التناقضات، في رؤية الجوانب الجيدة وسط القبح، وهذا ما لا تجيده كثير من الشعوب الأخرى، التي تنظر إلى المصريين فتراهم متناقضين، حتى ولو كانت الأمور مركّبة، لكن قدرة المصريين العجيبة على الفصل بين الجوانب المختلفة لأي شخصية أو حدث، هي التي جعلت رمضان في مصر متحفا مفتوحا لطبقات التاريخ، حيث يمتزج الفانوس الفاطمي مع الأغنية الفرعونية، والمدفع المملوكي مع موائد الرحمن، والمسحراتي الشعبي مع المواكب الاحتفالية، ولهذا السبب، كلما جاء رمضان تجده يهمس في أذن الدنيا قائلا: رمضان في مصر حاجة تانية.