خبراء: فيديو هدهد حزب الله الأخير يعكس استعادته توازنه وقدرته على الضرب بقوة
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
يرى محللون أن صور "الهدهد 3" التي نشرها حزب الله اللبناني اليوم الأربعاء لمنطقة حيفا-الكرمل تؤكد احتفاظه بقدرته على اختراق دفاعات إسرائيل وتحديث بنك أهدافه، وقالوا إنها قد تكون مقدمة لهجوم كبير وواسع ما لم يتوقف العدوان على لبنان.
ونشر الحزب صورا لمنطقة حيفا-الكرمل أظهرت رصده منشآت صناعية واقتصادية وبنية تحتية وقواعد عسكرية ودفاعات جوية وعديدا من الأماكن الإستراتيجية كمصفاة نفط حيفا والمنطقة الصناعية في كريات آنا.
وقال مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم إن هذا الفيديو "خاص بقاعدة رامات ديفيد (التي تخرج منها المقاتلات لضرب لبنان)، ولا يمكن فصله عن بيان غرفة العمليات المشتركة للمقاومة اللبنانية الذي قالت فيه أمس الثلاثاء إن حيفا وغيرها ستتحول إلى ما يشبه كريات شمونة إذا واصل الاحتلال شن هجماته على اللبنانيين".
وقالت المقاومة -في بيانها- إن حيفا ستتحول إلي هدف مفتوح كبقية مستوطنات الشمال بكل ما فيها من منشآت، وهو أمر يتماشى -كما يقول إبراهيم- مع حديث نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الذي قال أمس الثلاثاء "إن المقاومة جاهزة، وستضرب عميقا، ما لم تتوقف إسرائيل".
حيفا كلها باتت هدفاويرى مدير مكتب الجزيرة أن حزب الله -من خلال هذه الصور الجديدة- "يبعث برسائل مفادها أن منطقة حيفا-الكرمل كلها باتت ضمن الأهداف وأصبحت داخل دائرة النيران، وهو ما تؤكده هجمات اليومين الماضيين".
وعن تنوع الأهداف التي تناولها الفيديو، قال إبراهيم إنه يهدف لإيصال رسالة مفادها أن استهداف اللبنانيين وبنيتهم التحتية سيقابل باستهداف الإسرائيليين وبينتهم التحتية أيضا.
وأشار إبراهيم إلى أن الفيديو أظهر مستشفيات وأنفاقا تتحول لملاجئ في وقت الخطر وقواعد عسكرية وبرج كهرباء ومصفاة نفط حيفا ومصانع في كريات نحوم، وهي أهداف مهمة في مجملها ومتنوعة في طبيعتها.
وتعليقا على هذه الصور الجديدة، قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إنه يركز على مراكز ثقل في مدينة حيفا، مما يعني أن الحزب قادر على تحديث بنك أهدافه رغم عنف الضربات الإسرائيلية.
وأضاف حنا أن المهم في هذا الفيديو هو أنه يعكس قدرة الحزب على رصد الأهداف ذات القيمة الإستراتيجية من عقد قتالية ومواقع إستراتيجية، وهو ما يتضح في عمليات القصف التي نفذها خلال اليومين الماضيين التي بدأت تتصاعد في أهمية أهدافها.
توقيت مهم جداوقال حنا إن موعد تصوير الفيديو مهم جدا، ولو كان التصوير جديدا، فإنه يؤكد أن لا يوجد أمن مطلق وأن الاختراق حدث فعليا كما حدث عندما وصلت الصواريخ إلى ضواحي تل أبيب.
في المقابل، أبدى الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي استغرابه من نشر الحزب لهذه الصور الجديدة، وقال إنها تعطي إسرائيل فرصة نقل مواقع هذه الأهداف المهمة التي كان على الحزب ضربها بعد ما تعرض له من ضربات واغتيالات طالت أكبر رأس فيه.
وقال الفلاحي إن هذه الصور الجديدة تعني تحديث الحزب معلوماته حسب تحريك القطعات العسكرية، وتظهر أيضا قدرته على الدخول والتصوير في ظل حالة التأهب القصوى الحالية، مؤكدا أنها تعكس فشلا عسكريا ودفاعيا كبيرا للجانب الإسرائيلي.
ومع ذلك، قال الفلاحي إن نشر هذه الصور يعني أن الحزب يريد إيصال رسائل للجانب الآخر "بينما المواجهة تخطت هذه المرحلة، ويفترض أنها وصلت إلى نقطة الضرب دون إنذار"، ومن ثم فإن الاحتلال سيشرع في نقل القطعات العسكرية التي تم رصدها.
وقال الفلاحي إن حزب الله تجاوز أزمة اغتيال قادته وانتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب واستعادته للقيادة والسيطرة ظهرت على الأرض، ولو وقعت حرب برية مباشرة ستكون مكلفة جدا للاحتلال الذي لا يزال يتحرك في مساحة ضيقة جدا على نقاط التماس.
تصعيد محتملوخلص إلى أن هذا الفيديو يعكس أن الأيام القادمة ربما تشهد تصعيدا كبيرا من الحزب ضد إسرائيل لو قررت مواصلة هجومها.
وردا على مسألة نقل القطعات العسكرية، قال حنا إن بعض القواعد العسكرية كبيرة ولا يمكن نقلها مثل رامات ديفيد، وإن الدفاعات الإسرائيلية عموما لا يمكنها توفير الحماية الكاملة بدليل أن 80 صاروخا من أصل 180 أطلقتها إيران مؤخرا تجاوزت هذه الدفاعات وضربت قواعد عسكرية باعتراف إسرائيل.
وقال حنا إن هذا الفيديو "يدخل ضمن الحرب النفسية، ويقول لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت: لقد أثبتنا قدرتنا على ضرب حيفا"، مضيفا "لو كان الحزب يريد الضرب لفعل هذا مباشرة دون نشر صور".
واعتبر حنا أن المقاومة اللبنانية "عادت لما كانت عليه قبل الضربات الأخيرة، وتقول إنها تنشر الآن وستضرب في لحظة محددة، لكنها لم تقرر تدفيع حكومة الاحتلال الثمن الباهظ حتى الآن بضرب هذه المناطق دون تلويح".
وقال حنا إن حيفا تمثل بنك أهداف خطيرا من كل النواحي، لأن بها نحو 700 ساكن سينزحون، وبها قواعد جوية وعسكرية وبحرية ومصافي نفط ومنشآت اقتصادية، وصناعية، وبنية تحتية واسعة.
وخلص حنا إلي أن الحزب لا يزال ملتزما بقاعدة عدم استهداف المدنيين، لأنه ربما يريد إجبار إسرائيل على التفاوض وهو أمر تريده الدولة اللبنانية الرسمية، لكنه قال أيضا إن مبدأ التناسب في الخسارة "يحتم على الحزب إلحاق هزيمة كبيرة بإسرائيل توازي ما تعرض له من خسارات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه الصور الجدیدة هذا الفیدیو حزب الله
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: “إسرائيل” ستتحرك بقوة ضد الحوثيين
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن “إسرائيل” ستواصل التحرك ضد جماعة الحوثي في اليمن، متهما إياها بتهديد الملاحة العالمية والنظام الدولي.
وأضاف في بيان مصور، بثّه مكتبه، بعد يوم من سقوط صاروخ أطلق من اليمن على منطقة تل أبيب مما تسبب في عدد من الإصابات الطفيفة، “مثلما تحركنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فسوف نتحرك بقوة أيضا ضد الحوثيين”.
يأتي ذلك وسط حديث مسؤولين أمنيين إسرائيليين أمس السبت عن استعداد تل أبيب لشن هجوم آخر في اليمن، يتضمن مشاركة دول أخرى، وذلك بعد فشل منظومتها الدفاعية في التصدي أمس السبت لصاروخ باليستي آخر أُطلق من اليمن وسقط في تل أبيب مخلفا 30 مصابا وأضرارا بعشرات الشقق في المنطقة.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي يستعد للرد على الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي خلال الأيام الأخيرة، لكنها تواجه صعوبة في جمع معلومات استخباراتية تمكّنها من الوصول إلى مستودعات صواريخ الحوثيين في اليمن.
وأضافت الصحيفة في تقرير أن شعبة الاستخبارات بجيش الاحتلال الإسرائيلي تركّز نشاطها على رصد مجموعة من الأهداف العسكرية والإستراتيجية للحوثيين في اليمن.
وقالت إن “الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية يعترفان بأن مشكلة محاربة منظمة إرهابية مثل الحوثيين معقدة بشكل خاص، بسبب صعوبة جمع معلومات استخباراتية عن رؤساء القبائل على رأس المنظمة، وكذلك صعوبة الوصول إلى مستودعات الصواريخ، وعدم الاكتفاء بقصف المنشآت في الموانئ وبراميل الوقود”.
وأوضحت الصحيفة أن الصاروخ الذي فشلت “إسرائيل” في اعتراضه السبت، وسقط في تل أبيب (وسط)، هو من طراز مطور لصاروخ “خيبر” إيراني الصنع، وقالت إنه تم خفض كمية المادة المتفجرة في رأس الصاروخ، مقابل إضافة المزيد من الوقود الصلب لتحسن مدى طيران وسرعة الصاروخ مباشرة، بعد خروجه من الغلاف الجوي.
وفي وقت سابق اليوم قال سلاح الجو الإسرائيلي، في نتائج تحقيق بشأن فشله في اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون، إن الصاروخ سقط في تل أبيب بسبب خلل في الصاروخ الإعتراضي، وليس في منظومة الدفاع الجوي نفسها، وفق القناة الـ12 الإسرائيلية الخاصة.
وقال سلاح الجو الإسرائيلي إن “المخاوف من أن يكون الصاروخ الحوثي مزودا برأس حربي قادر على المناورة جرى استبعادها”، وذلك بعدما برزت مخاوف بأن الرأس الحربي للصاروخ كان رأسا حربيا مناورا، أي أن محركها يغير المسار، ما يجعل مهمة كشفه واعتراضه صعبة، وفق المصدر ذاته.
لكن وفق التحقيق الأخير، فإن خللا حدث في صاروخ “حيتس (آرو/السهم)” الذي تم إطلاقه لاعتراض الصاروخ الباليتسي في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي، حسب القناة الـ12.
لماذا يشكل الحوثيون تحدياً لم تواجهه المخابرات الإسرائيلية من قبل؟.. صحيفة عبرية تجيب