ريزا علّق على تصعيد الأعمال العدائية في لبنان.. وهذا ما قاله
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
رأى منسق "الشؤون الانسانية" في لبنان عمران ريزا في كلمة لمناسبة مرور عام على "التصعيد المستمر للأعمال العدائية في لبنان"، انه "على مدار العام الماضي، أدت الأعمال العدائية المتصاعدة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمدنيين في جنوب لبنان". وقال: "في الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، شهدنا تصاعدًا شديداً في العنف، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، ونزوح جماعي، وتدمير واسع النطاق في جميع أنحاء لبنان.
اضاف: "على مدار العام الماضي اسشتهد أكثر من 2000 شخص، بمن فيهم 100 طفل و300 امرأة على الأقل؛ وتضرّر ما يزيد عن مليون شخص من المهجّرين والنازحين وعائلاتهم، ومنهم من أجبر على النزوح مرات عديدة، عدا عن استشهاد أحبائهم وتدمير منازلهم وسبل عيشهم وفقدانهم الإحساس بالأمان. كما هناك أكثر من 600,000 شخص نازح داخلي في جميع أنحاء البلاد – أكثر من نصفهم من النساء والفتيات. وتم تهجير ما لا يقل عن 350,000 طفل. ويعاني الأطفال من ظروف مروعة نتيجة النزاع – فأغلبهم أصبح خارج المدرسة، بسبب تحويل 75% من المدراس إلى مراكز إيواء وتأجيل العام الدراسي حتى 4 تشرين الثاني. ولجأ 185,000 شخص عالأقل إلى 1,000 مركز إيواء، 80% منها وصلت طاقتها الاستيعابية إلى الحد الأقصى. وفي الوقت نفسه، ينام الآلاف من الأشخاص في الشوارع بعد أن أجبرتهم "أوامر النزوح" التي صدرت بإشعار قصير وبعد منتصف الليل على مغادرة منازلهم. ويفوق عدد الذين فروا إلى الدول المجاورة، مثل سوريا والعراق وتركيا، 300,000 شخص".
وعن العاملين في مجال الرعاية الصحية وفي الخطوط الأمامية للهجوم، قال ريزا: "تطال الاعتداءات مراكز الدفاع المدني وأنظمة إمدادات المياه والمعابر الحدودية، ما يدفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار"، كاشفا عن استشهاد أكثر من 100 من المسعفين والعاملين في الرعاية الصحية والموظفين العموميين يضعف القدرة على الاستجابة للطوارئ في لبنان".
واردف: "يجب وقف هذه الهجمات. الحروب لها قواعد واضحة"، مطالبا "جميع الأطراف الإيفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. ويجب حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية ويجب تفادي استهداف المرافق المدنية الأساسية التي يعتمد عليها المدنيون للبقاء على قيد الحياة". وتابع في كملته: "نشدد أننا في الأمم المتحدة، مع شركائنا، نوفر المساعدات للفئات الأكثر حاجة بالتنسيق مع الوزارات المعنية والمنظمات المحلية. وإلى جانب تقديم المساعدات الضرورية للنازحين، نسعى جاهدين للوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها لمساعدة المدنيين الذين لا يزالون في قراهم. وأصبح الكثير من عمّال الإغاثة اللبنانيين في عداد النازحين أو يستضيفون عائلاتهم النازحة، ورغم ذلك يبقون متفانين لتقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة في هذه الأوقات العصيبة. وندعو جميع الأطراف إلى حماية العاملين الإنسانيين وتسهيل مهامهم، وحماية المدنيين أثناء تلقيهم للمساعدات".
وقال: "الأسبوع الماضي، أطلقنا النداء الإنساني للبنان لتمويل 426 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة والمتزايدة. ورغم الإعلان عن تعهدات جديدة بالمساهمة، إلا أنها لا تزال غير كافية مقارنة بحجم الاحتياجات".
وختم منسق "الشؤون الانسانية" في لبنان: "هناك ضرورة ملحة لمزيد من الدعم والمساعدات. ومع ذلك، لن تُحل هذه الأزمة من خلال العمل الإغاثي، بل تحتاج إلى تنسيق الجهود لضمان احترام القانون الدولي الإنساني، بالإضافة إلى خطوات سياسية ودبلوماسية فعالة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار. بدون ذلك، سنشهد للأسف مزيدًا من التفاقم والتوسع للمعاناة الإنسانية. يجب على المجتمع الدولي التحرك الآن لوضع حد للمزيد من المعاناة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تصعيد خطير في لبنان.. حزب الله يرفض نزع سلاحه وأميركا تسخر من تصريحاته
تشهد الأجواء اللبنانية توترًا سياسيًا متصاعدًا مع تصاعد التصريحات النارية من قيادات حزب الله، في ظل رفض قاطع لفكرة نزع السلاح، ما يفتح باب التساؤلات حول مستقبل الاستقرار الداخلي في البلاد. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل دولية، خاصة من الجانب الأميركي، وسط تحذيرات من أن تعيد هذه التوترات سيناريوهات الحرب الأهلية إلى الواجهة.
التطور اللافت جاء على لسان نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الذي رفض بشكل صريح أي محاولة لنزع سلاح الحزب، قائلًا بلهجة حادة: "بدكن تشيلوها من القاموس... فكرة نزع السلاح"، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بقوته العسكرية. التصريح استفز نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، التي علقت بسخرية على منصة "إكس"، ووصفت كلام قاسم بأنه "ممل وغير مؤثر"، مما أضفى بُعدًا دوليًا جديدًا على الأزمة.
ردود فعل داخلية وخارجيةتصريحات قاسم أعادت إلى الأذهان حالة الشلل السياسي التي تعيشها البلاد، وأثارت تساؤلات حول مستقبل الحوار الوطني، في ظل تشدد حزب الله وتمسكه بخيارات السلاح كجزء من معادلته السياسية. في المقابل، عبّر عدد من الشخصيات اللبنانية عن مخاوفهم من التصعيد، معتبرين أن مثل هذه اللهجة لا تخدم مسار التهدئة الذي تنشده معظم القوى الداخلية، ولا تساهم في معالجة الانهيار الاقتصادي والفراغ الرئاسي.
دوليًا، قرأ مراقبون تعليق أورتاغوس على أنه إشارة ضمنية إلى تململ واشنطن من تعنت حزب الله، خاصة في ظل المفاوضات الجارية في المنطقة لإيجاد تسويات شاملة تتضمن تقليص نفوذ التنظيمات المسلحة المدعومة من طهران، والتي تعتبرها الولايات المتحدة مصدر تهديد دائم لأمن حلفائها في الشرق الأوسط.
مخاوف من عودة مشهد السلاحالتلويح بالسلاح داخل الخطاب السياسي اللبناني، يُنذر بإعادة تفعيل خطوط التماس الطائفية، ويهدد بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. فالخلافات السياسية تحولت إلى تهديدات ضمنية باستعمال القوة، وسط غياب سلطة مركزية قادرة على فرض الحلول أو حتى ضبط الخطاب السياسي.
ويرى خبراء أن تمسك حزب الله بسلاحه يُفقد الدولة اللبنانية هيبتها ويضعف مؤسساتها، ما قد يزيد من عزلة لبنان دوليًا، في وقتٍ تحتاج فيه البلاد إلى دعم اقتصادي عاجل وإصلاحات هيكلية تفتح أبواب الإنقاذ.
لبنان اليوم يقف على مفترق طرق حساس، بين من يسعى لبناء دولة مدنية خالية من الميليشيات، ومن يتمسك بمنطق السلاح كخيار استراتيجي. فهل تستطيع القوى السياسية لجم التصعيد وإعادة مسار التهدئة؟ أم أن البلاد على موعد مع موجة جديدة من الصراع؟ الإجابات قد تكون رهينة الأسابيع المقبلة، التي يُتوقع أن تشهد تطورات إقليمية ومحلية حاسمة.