بين لبنان وأميركا.. رسالة أممية عاجلة: لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أعلنت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس - بلاسخارت أن الوقت حان لوقف إطلاق النار في لبنان والعودة الى طاولة المفاوضات"، وقالت: "سنة كاملة منذ أن تحول وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق إلى تبادل إطلاق نار شبه يومي، ذلك التبادل الذي استمر في التصاعد على مستوى الحجم والنطاق. مرت سنة من التحذيرات بأن العنف بين لبنان وإسرائيل، على خطورته، سيتصاعد إلى ما هو أسوأ بكثير إذا لم يتم التعامل معه بشكل عاجل.
وللأسف، هذا ما حدث بالضبط".
وفي تصريح لها خلال "إحاطة الظهر اليومية" التي ينظمها يوميا الناطق باسم الامم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في نيوريورك عن بعد، قالت بلاسخارت: "في أواخر أيلول، تبخرت القواعد غير المكتوبة المتعلقة بالردع المتبادل، واختفت معهاالمعادلات غير المستقرة للقوة والخطوط الحمراء المعلنة ذاتيًا، عندما تصاعد العنف وأصبح خارج السيطرة. واليوم، يواجه لبنان صراعًا وأزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية".
أضافت: "أتواصل معكم بعد ظهر هذا اليوم من بيروت لأقول لكم، بدون تحفظ، أن الوضع خطير.القصف المستمر أصبح الآن جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في لبنان حيث يتكبد عدد هائل من الناس ثمنًا لا يُمكن تصوره من القتلى (أكثر من ألفين) والجرحى فضلاً عن مئات الآلاف من النازحين، وفي ما يزيد قليلا عن أسبوع واحد، تجاوز عدد القتلى ما شهدناه خلال حرب 2006 التي استمرت شهرا. في الوقت نفسه، يواصل حزب الله إطلاق القذائف والصواريخ نحو إسرائيل، مما يمنع عشرات الآلاف من الإسرائيليين من العودة إلى منازلهم".
وتابعت: "من الواضح أن 7 تشرين الأول غير كل شيء، بما في ذلك تغيير مفهوم التهديد بالنسبة لإسرائيل. لكن ما أريد التأكيد عليه اليوم هو أن استمرار الموت والدمار الذي شهدناه لغاية الآن لن يؤدي، ولا يمكن أن يؤدي، إلى تحقيق الأمن أو الأمان. نعم، قد يؤدي إلى انتصارات تكتيكية على المدى القصير، أما المكاسب الاستراتيجية على المدى الطويل فستظل بعيدة المنال".
وأكملت: "الأمر بسيط للغاية: آلة الحرب لا تعالج ولا يمكن أن تعالج القضايا الأساسية التي يمكن تلخيصها بأفضل شكل على أنها تفاعل معقد بين اعتبارات الأمن والسيادة والشواغل المرتبطة بالتراب الوطني، فكما أظهر التاريخ، بما في ذلك التاريخ الحديث، فإن العنف لا يولد إلا مزيدا من العنف".
واردفت: "لذا، فالسؤال الآن: ماذا الذي يمكن عمله؟ أولا: يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار كنقطة بداية. هذه هي الطريقة الوحيدة لتخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة التي تحدث الآن. هذا الوقف لإطلاق النار سيوفر مجالا للجهود الدبلوماسية لكي تأخذ مجراها وتنجح. لا يمكن إجراء أي نقاش عقلاني تحت نيران القصف. أود من جديد أن أعبر عن أملي في أن تكون إسرائيل مستعدة الآن لدعم العديد من الدعوات والنداءات المطروحة لهذا الوقف.
كما أنه من الضروري أن نضاعف جهودنا جميعًا، بما في ذلك الدول الأعضاء، ونستفيد من النفوذ الذي نملكه مهما كان حجمه لاستغلال تلك "النافذة" دون مزيد من التأخير.
ثانيا: نحتاج إلى خارطة طريق واقعية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 من كلا الجانبين. ويجب أن تشمل هذه الخارطة آليات إنفاذ وتطبيق واضحة. في نهاية المطاف، فإن عدم تنفيذ القرار 1701 على مدى الثمانية عشر عامًا الماضية هو ما أدى إلى الواقع الصعب الذي نشهده اليوم.
ثالثا: بالتوازي، نحتاج إلى رؤية الدولة اللبنانية تعود إلى المعادلة. لقد كانت الحكومة واضحة في دعمها لوقف إطلاق النار وأكدت التزامها الكامل بتنفيذ القرار 1701، وهذا أمر صحيح. لكن لا أستطيع أن أؤكد بما فيه الكفاية: إن وجود الدولة اللبنانية الموحدة والمتمكنة والمجهزة بات ضروريا للغاية.
وقالت: "يعاني الناس على جانبي الخط الأزرق، في لبنان، يموت الناس أو يتشردون أو يعيشون في حالة من الخوف الدائم. كما يشعر المواطنون في شمال إسرائيل بالقلق على سلامتهم، ولا يزالون يتوقون للعودة إلى منازلهم بعد مرور عام على الهجوم الرهيب في 7 تشرين الأول.
في هذه الأثناء، يحبس الناس في جميع أنحاء المنطقة والعالم أنفاسهم، محذرين من العواقب الكارثية لاندلاع نزاع إقليمي أكبر. نحن نمر بأوقات غير طبيعية. الوضع مخيف وغير مستقر. لا يجوز أن نغض النظر عنه أو نقبله كوضع طبيعي جديد، لأن ذلك سيكون بمثابة السير نحو الهاوية".
وختمت: "بعبارة أخرى، يجب أن يتوقف إطلاق النار، ونحتاج إلى نافذة الآن، ونحتاج إلى مسار للعودة إلى طاولة المفاوضات، حيث يمكن طرح مصالح جميع الأطراف وأخذها بعين الاعتبار، وإيجاد حلول مستدامة والاتفاق عليها. أكرر مجددا، حان الوقت لوقف إطلاق النار، هناك الكثير على المحك، لنعمل للحد من الخسائر".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لوقف إطلاق النار فی لبنان بما فی
إقرأ أيضاً:
مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار في غزة ودعم إقامة الدولة الفلسطينية.. فيديو
يودع العالم عام 2024، في وقت تواصل فيه القاهرة جهودها السياسية والدبلوماسية والإنسانية لدعم القضية الفلسطينية، وعلى مدار هذا العام استمرت الجهود المكثفة والاتصالات الحثيثة التي بذلتها مصر لايقاف حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة ووضع حد لمعاناة إنسانية تخطت حدود التدمير الشامل والإلغاء الكامل لكل مقومات الحياة الآمنة، وهو ما جاء في تقرير تلفزيونيًا مصورًا بعنوان: «مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار في غزة ودعم إقامة الدولة الفلسطينية».
نهج راسخدعم قوي ونهج راسخ يشكلان العنوان الأبرز للدور المصري تجاه القضية الفلسطينية قبل أحداث السابع من أكتوبر 2023 وما بعدها، كما تكثف طوال العام 2024 في مسارات وثقتها الحقائق وتطورات الأحداث.
السعي الحثيث منذ اليوم الأولبدأت مصر هذه المسارات بالسعي الحثيث منذ اليوم الأول لوقف الحرب، واستضافت مصر وشاركت بالمقترحات والأفكار في كل جولات التفاوض سواء بشكل منفرد أو بالشراكة مع الوسطاء القطريين والأمريكيين، وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من لقاءات القمة سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد لحشد الرأي العام العالمي لدعم جهود وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع.
وطوال العام 2024، أكدت الدبلوماسية المصرية في كل تحركاتها رفضها المطلق لأي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وشددت على أن مصر ستظل تدعم الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولة فلسطينية على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كما حذرت مراراً من أن استمرار الحرب في غزة ينذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخرى، وبتهديد السلم والأمن الدوليين في كامل منطقة الشرق الأوسط.
واستمرارا لمساعي الدبلوماسية التي لم تتوقف، كثفت القاهرة من دورها الإنساني للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطينى سواء عبر معبر رفح البري أو بتنفيذ جسر جوى للمساعدات ولتأمين تدفق المساعدات العاجلة للقطاع حشدت العالم بالقاهرة ونظمت المؤتمر الدولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية في القطاع مطلع شهر ديسمبر، كما استضافت آلاف الجرحى الفلسطينيين ووفرت لهم كل أوجه الرعاية الصحية.. وأنشأت كذلك أول مخيم إيواء بجنوب القطاع ويسرت إدخال أربعة مستشفيات ميدانية إلى قطاع غزة.
لم يكن عام 2024 عاما عاديا على صعيد القضية الفلسطينية جراء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وفي كل الأراضي المحتلة، وستظل أحداث العام الثقيلة حاضرة لسنوات وعقود ممتدة، كما سيبقى لمصر دورها الأبرز والأكثر اتساقا مع مبادئ القانون والشرعية الدولية تجاه الحقوق الفلسطينية فإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وبدء مسار جديد نحو تسوية تاريخية تنهي هذا الصراع الممتد هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم.