لجريدة عمان:
2024-10-09@20:21:07 GMT

الجسد يتذكر .. والضمير حي

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

يظن الناس أن عليهم أن يُذكروا أنفسهم باستمرار: "لا تعتد المشهد". هيهات أن يعتادوه. هم وإن تركوا الأخبار ليوم، تحمل أجسادهم القلق، والهم، والألم، حتى وإن لم يدركوا. يقولون إنهم مكتئبون، ويقولون إنهم لا يدرون السبب؛ لأنه ولكثرة ما قيل لنا أن كل امرأ لنفسه، لا نكاد نصدق ما في قلوبنا من خير. ولكثرة ما قيل لنا أن كل شيء يعدي، لا نصدق أننا لن نعود أبداً كما كنّا.

بالرغم من أن الأخبار من العالم تنقل لنا بشكل يومي، قصص أولئك الذين يعترضون بأكثر الطرق إيثاراً وشجاعة. الذين يعتصمون موقنين أن مصيرهم الاعتقال، الذين يعترضون على شرَاكات الشرِكات التي يعملون بها فيُفصلون. الذين يصبون ليترات الغزولين على أجسادهم ويضرمون فيها النار.

لا يتغير شيء، ليس لأن البعض اعتاد، بل لأن من وقفوا في صف كل استعمار، مازلوا يصطفون مع آخر مستعمر، ومن ارتكبوا الإبادات، يمولون الإبادة الموثقة، ومن بنوا حضارتهم على أجساد أسلافنا، يُكملون دائرة الاستغلال دون كلل، ودون مساءلة.

ما أغرب الحديث عن اعتياد المشهد، ومصير الغزاويين لم يُحدد بعد، والضاحية تُحال رماداً، والمهاجرون السوريون يعبرون على أرجلهم إلى الجحيم الذي فروا منه، بعد أن قُصف الطريق الوحيد الذي يضمن نجاتهم. يعز على غرور الصهيوني أن يكون للعربي قول حتى في مسألة فراره.

نتحدث مع أصدقائنا عن شعور الخيانة ونحن نواصل الذهاب إلى أعمالنا. نُضرب حين يُعلن الإضراب، ونتساءل ماذا لو امتد أكثر، ماذا لو امتد حتى ننجح في أن نشل الحياة، لكن هذا لا يحدث أبداً. الطرق المتبقية للجهاد قليلة. أحياناً ننجح في إقناع أنفسنا بأن ما نفعله رغم ضآلته ضروري. ولابد أن يستمر. وأنه قد لا يُصبح بعمره أكثر من ضئيل، مع ذلك، لابد أن يستمر. مهما منحنا النظام الضخم الذي لا يتزعزع، شعوراً مفزعاً وقاطعاً بأنه غير قابل للتغيير. إنه يتغير.. ببطء يتغير. مع كل مساحة تُشغل بالحديث عن القضية بدل أن تُشغل بغيرها. مع كل محاولة في بيئة العمل باستبدال الخدمات الداعمة للكيان. مع كل بحث خارج المصادر الانجلو-أوروبية. أحياناً ننجح في بث الأمل في أنفسنا. أحياناً لا نعرف كيف نُقاوم العجز.

عصر العلم جاء بمحاولات لمنطقة وشرح كل ظاهرة إنسانية عنوة. ثمة تيارات من الأفكار مخصصة لتكريس أننا كائنات أنانية، أننا نُراعي مصالحنا، أننا ننتصر لقرابة الجين، لكن كل هذه النظريات التي تضمها المجلدات الصقيلة تتساقط أمام أمهات الشهداء، أمام المقاومين، أمام كلمات والد ماهر الجازي فخوراً بما ربى، وهو يُصرّ أن كل من يُشاهد المجازر سيفعل ما فعله ابنه "لو يصحلّه". ومغزى كلامه أن الفعل البطولي لابنه جاء لأن الظروف توفرت له ليفعل ذلك، وأما إذا ما تحدثنا عن الحافز، فتجد كل حر في العالم متوثب، راغب، ومستعد.

والآن لنتحدث عنّا. عمن لا يصح لهم. عمّن لا تشمل مواهبهم لا تصنيع السلاح ولا حمله، لا تقطيب الأعين ولا زراعة الأطراف. صحيح أننا لن ننجح في فعل الكثير. لكننا لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن نيأس. اليأس ليس خياراً. سنبقى نُشاكس بالقليل الذي نملك. باقون، ومقالاتنا التافه باقية. لن نرتاح، ولن نتوقف عن الكلام. وسنُخضع للمراجعة كل ما كُتب عن الإنسان، وكل ما قيل عن السياسة، وكل التعميمات عن الحقيقة، عن الإيمان، عن الشرور، مراعاة المصالح، وقوة البقاء. وسندفع بحدود الاعتراض، ونستمر في التجاوز بصبر لا حد له. ثمة شيء سحري في الإنسان، أقوى من المادة، يجعل الفكرة تخترق الأجواء، وتثقب الدروع، وتقهقر الجيوش.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ننجح فی

إقرأ أيضاً:

سيناتور أمريكي لـ ماكرون: الذين يبتغون هلاك إسرائيل يريدون تدميرك أيضًا

أشار السيناتور الأميركي ليندسي جراهام، الذي التقى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في إسرائيل، إلى دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل.

وقال السيناتور الأمريكي: "أصدقائي في فرنسا، لقد فهمتم الأمر بالعكس. أنتم بحاجة إلى زيادة المساعدات لإسرائيل، لأن نفس الأشخاص الذين يريدون تدمير إسرائيل يريدون أيضًا تدمير الشعب الفرنسي". 

ووفقا له، "إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا، فسوف تستخدمه. والسؤال هو من الذي سيستخدمه ضده أولا - ضدنا، ضد إسرائيل، ضد المملكة العربية السعودية؟ لا يمكننا أن نسمح بذلك أبدا".

 

وقف إطلاق النار في غزة ولبنان

وأكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، أنه قد حان الآن وقت وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

وقال ماكرون، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن "أمن إسرائيل لن يتحقق بإطالة أمد حرب غزة ولبنان".

وشدد على أنه "يجب العمل على حلول سياسية تضمن أمن إسرائيل والمنطقة".

وقبل قليل، قال رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي، إنه أبلغ الرئيس الفرنسي، بأن حظر السلاح على إسرائيل سيعزز قوة محور إيران.

ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أخبر نتنياهو الرئيس الفرنسي، أن "فرض قيود على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل لن يساعد إلا طهران، بعد يوم من سجال حاد بين الاثنين بسبب دعوة ماكرون إلى فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل".

وقال نتنياهو لماكرون عبر الهاتف: "من المتوقع أن يقف أصدقاء إسرائيل وراءها، ولا يضعوا قيودا عليها تعزز محور الإرهاب الإيراني فقط"، وفقا للقراءات الإسرائيلية.

وتابع نتنياهو بالقول إن عمليات الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله، التي يعارضها ماكرون، "تخلق فرصة لتغيير الواقع في لبنان نحو الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة بأكملها".

ووافق الطرفان على مواصلة المحادثة خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى المنطقة غدا.

مقالات مشابهة

  • السوداني يوجه بتسمية مواطني لبنان الذين قدموا للبلاد بـ “ضيوف العراق”
  • استشاري: الجسد البشري قادر على التعامل مع أي عدد من الوجبات يوميًا.. فيديو
  • من الذين عجزوا عن السفر..باريس تجلي 50 فرنسياً من لبنان
  • من هم أبرز قادة القسام الميدانيين الذين استشهدوا خلال طوفان الأقصى؟
  • سيناتور أمريكي لـ ماكرون: الذين يبتغون هلاك إسرائيل يريدون تدميرك أيضًا
  • نقابة الصحفيين تكرّك 7 من المحررين العسكريين الذين شاركوا في تغطية نصر أكتوبر
  • رسالة إسرائيلية جديدة إلى الذين أخلوا منازلهم: لا تعودوا!
  • 4 مشروبات تقوي الجسد في الخريف.. تعرف عليها
  • خالد الغندور يكشف تفاصيل التقرير الذي يهدد بمعاقبة جوميز قبل مثوله أمام الانضباط