لجريدة عمان:
2024-10-09@20:24:57 GMT

خطر نتنياهو على مصائر الشرق الأوسط!

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

تسارع وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط نحو حافة الهاوية، عبر تشابك ملفاته الأمنية الاقليمية على خلفية تداعيات عملية طوفان الأقصى، بات اليوم أقرب من أي وقت مضى، وصولاً إلى نهايات لا يرغب فيها أحد في المنطقة، لا الدول العربية، ولا إيران، ولا إسرائيل؛ أي تلك الحرب الإقليمية الموسعة.

فسياقات التصعيد الحاد والمتهور إذ تؤشر خلفية صناعتها إلى شخص واحد في الشرق الأوسط، هو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تنعكس نتائجها الخطيرة تلك في الأيام القليلة المقبلة، لاسيما في ضوء ما حذر منه مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز الذي أشار إلى أن: «سوء التقدير قد يؤدي إلى دوامة تصعيد غير مقصودة».

فهذا التحذير من مدير الاستخبارات الأمريكية والدبلوماسي الأمريكي السابق، مضافاً إليه نوايا نتنياهو المعلنة هو ما سيعني احتمالا لنشوب الحرب الإقليمية.

وإذا ما أضفنا إلى ذلك؛ المقاطع المسربة من الكتاب الجديد "الحرب" الذي سيصدر بعد أسبوع في الولايات المتحدة؛ للصحافي الأمريكي المخضرم بوب وودوارد (يعمل في صحيفة «واشنطن بوست» منذ نصف قرن ويتناول في مقالاته ما يدور في كواليس البيت الأبيض، وذاع صيته قبل نصف قرن في كشف فضيحة ووترغيت التي دفعت الرئيس ريتشارد نيكسون إلى التنحي في عام 1974) وما نقلته بعض مقاطع الكتاب؛ من كلام للرئيس الأمريكي جو بايدن عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ حيث وصف الأولُ الأخيرَ بأنه: " كاذب ولا يهمه سوى صموده السياسي" فإن الكثير من المخاطر تبدو حقيقية حيال حرب إقليمية متوقعة على خلفية الرد الإسرائيلي المرتقب على إيران.

الزلازل التي خلفها الرد الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى في كل من غزة ولينان، ستطال آثارها القريبة والبعيدة كافة الشرق الأوسط. فما حدث، سواءً أكان في أسلوب تنفيذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، أو في الرد الإسرائيلي عليها؛ هو أمر غير مسبوق وكان بمثابة زلزال جيوسياسي في المنطقة وسيخلف معادلات جديدة وأوضاعاً جديدة لامحالة.

لكن الأوضاع الجديدة حتى الآن رهينة بما ستتكشف عنه الأيام والأسابيع القليلة القادمة؛ من طبيعة الرد الإسرائيلي على هجوم إيران وطبيعة الرد الإيراني على رد الرد. في كل الأحوال ستكون المتغيرات في المنطقة برمتها وسيشمل ذلك اسرائيل ومصير نتنياهو ومستقبله السياسي كذلك.

ذلك أن ما يفسر لنا تهور قرارات نتنياهو يكمن، تحديداً، في ما قاله الرئيس الأمريكي عنه، أي حين ذكر بايدن أن كل ما يهم نتنياهو من التعنت الخطير والاصرار على الحرب هو: " صموده السياسي" أي الخوف على مصيره. وهي عبارة دبلوماسية، لكنها تعبر عن حقيقة أخطر من ذلك؛ أي في كونها عبارة دالة على أن نتنياهو أصبح اليوم خطراً على نفسه، وعلى إسرائيل وعلى المنطقة كلها بطبيعة الحال.

فنتنياهو يظن أنه لن يلاقي مصيراً مظلماً عبر ذلك التهور الذي قد يسوق المنطقة إلى جحيم حرب اقليمية طاحنة، بحيث يتحول معها مصيره نحو الأحسن، أي من سياسي فاسد إلى بطل قومي لإسرائيل.

في هذا السياق المعقد، الذي تتعارض فيه مصلحة نتنياهو الشخصية مع أمن اسرائيل القومي الاستراتيجي، وكذلك مع أمن المنطقة والإقليم برمته؛ يمكننا أيضاً فهم خلفية الصراع بينه وبين وزير دفاعه يؤاف غالانت، الذي تم تأجيل زيارته إلى واشنطن بإيعاز من نتنياهو، حيث يرى الأخير أنه الأولى بزيارة واشنطن من وزير دفاعه، خصوصاً بعد عدم تمكنه من الاتصال بالرئيس الأمريكي جو بايدن.

هذا يعني أن الرد الاسرائيلي على إيران بات مفتوحاً على كل الاحتمالات بما في ذلك أخطر تلك الاحتمالات؛ ضرب مشروع إيران النووي.

وفي ظل تكتم إسرائيل عن اتخاذ القرارات الخطيرة دون إخطار الولايات المتحدة حتى، إلا نادراً (وأحياناً قبل دقائق من اتخاذ القرار مثل قرار تصفية زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي علمت به الولايات المتحدة قبل دقائق من تنفيذه) قد يبدو احتمال ضرب منشآت نووية إيرانية وارداً جداً، وبقرار من نتنياهو شخصياً، وبالتالي الوقوع فيما حذر منه مدير جهاز المخابرات الأمريكية وليام بيرنز، حين قال، أيضاً، خلال مؤتمر التهديدات السنوي بولاية جورجيا:"نواجه خطراً حقيقياً يتمثل في تصعيد الصراع الإقليمي"!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرد الإسرائیلی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

هل تصبح الحرب أداة الرئيس الأمريكي الجديد لتحقيق السلام؟

في ذورة المخاوف من اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط، يرى المراقبون الذين يبحثون عن بصيص أمل أن تحقيق إسرائيل انتصاراً حاسماً على خصومها قد يخلق الظروف الملائمة للرئيس الأمريكي المقبل للدفع باتجاه محادثات سلام جديدة في المنطقة.

هذا الرئيس سيظل يواجه بعض العقبات والتحديات نفسها

وقالت مجلة "نيوزويك" إن إحدى الحجج تفترض أن إسرائيل قد تستمع إلى الدعوات الدولية لوضع خطة لما بعد الحرب قد تتضمن إنشاء دولة فلسطينية إذا أنهت الحرب في موقع حاسم، بعد أن أضعفت حماس وحزب الله وإيران.
وعندما تنتهي المعارك، فإن التفكير يذهب إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يمكنهم الاستفادة من إعادة تشكيل الشرق الأوسط للضغط على إسرائيل لحل أحد أكثر الصراعات صعوبة في العالم. 

Could a clear Israeli victory help next U.S. president make peace? https://t.co/XpWm6G74xh via @Newsweek

— Nino Brodin (@Orgetorix) October 6, 2024

وقال جون ماكلولين، القائم بأعمال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش إن "الفرضية مثيرة للاهتمام، ولكنها تفترض أن كل هذا من شأنه أن يمنح إسرائيل قوة أكبر. وهذا أمر معقول، لكننا لا نعرف بعد إلى أين يتجه الأمر".
بعد مرور عام على الحرب، قضت إسرائيل على حماس في حملة عسكرية لا هوادة فيها في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات هناك. ولم يذكروا عدد المقاتلين بينهم. وأشعلت حماس الحرب بهجوم داخل إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص. 

Could a clear Israeli victory help next U.S. president make peace? https://t.co/o6BaFABGvx

— Steven Stahl (@Synsidar) October 6, 2024

ولا تزال حماس تقاتل إسرائيل بنشاط في غزة ولا تزال تحتجز حوالي 100 رهينة. لكن قدرتها العسكرية تقلصت بشكل كبير ولا تشكل نفس التهديد لإسرائيل كما كانت قبل الحرب.
كما كبدت إسرائيل حزب الله خسائر فادحة في لبنان. ووفقاً لخبراء عسكريين، تم تدمير ما يقرب من نصف ترسانة الأسلحة الضخمة للجماعة من خلال الغارات الجوية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، ومن المتوقع أن تؤدي العملية البرية التي شنتها إسرائيل في جنوب لبنان إلى تقليل قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل.

عام على 7 أكتوبر... الجميع خاسرون - موقع 24رأى أستاذ الأمن والدبلوماسية في كلية باترسون الدكتور روبرت فارلي أن جميع الأطراف المنخرطة في الصراع الحالي الذي اندلع بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أصبحت أسوأ حالاً مما كانت عليه عندما بدأت الحرب.

وأثار تصاعد التوترات في أعقاب الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني على إسرائيل مخاوف من اندلاع حرب إقليمية. ولكن حتى مع عدم وضوح نتيجة الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله والمواجهة مع إيران، قال محللون في شؤون الشرق الأوسط وخبراء عسكريون إن إسرائيل نجحت بالفعل في إعادة تأسيس ردعها العسكري بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وقال محمد حافظ، الخبير في سياسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات العليا البحرية: "لقد استعادوا بالتأكيد ردعهم"، ولكنه استدرك: "لقد رأينا هذا يحدث من قبل، حيث تفوز إسرائيل تكتيكياً بالحرب أو المعركة، وبعد بضع سنوات تنهض نفس المجموعات من الرماد، وأحياناً تصبح أقوى...في النهاية، يتطلب حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حلاً سياسياً".

الحرب على حزب الله.. هكذا تجنبت إسرائيل إخفاقات 2006 - موقع 24اعتبرت حرب إسرائيل على حزب الله عام 2006، إخفاقاً من قبل معظم العاملين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وكان سلاح الجوي الإسرائيلي يملك لائحة ضعيفة من الأهداف، وعانت القوات البرية خلال القتال في التضاريس الوعرة في جنوب لبنان، وأخفقت الحرب في تحقيق أهدافها المعلنة بإعادة جنديين مختطفين وإبعاد حزب ... اختراق دبلوماسي

ورأى حافظ ومراقبون آخرون للشرق الأوسط ومسؤولون سابقون في الأمن القومي ودبلوماسيون أمريكيون إن إسرائيل أقوى لن تفتح بالضرورة الباب أمام تحقيق اختراق دبلوماسي في المستقبل، وخاصة في ظل احتمال وقوف السياسة الداخلية الإسرائيلية والأمريكية في الطريق.
وقالت مارا رودمان، التي عملت مبعوثة للسلام في الشرق الأوسط في إدارة أوباما: "لدينا بعض الديناميكيات الإقليمية المختلفة بشكل كبير وأصحاب المصلحة الذين ربما تغيرت مصالحهم بعض الشيء على مدار العام الماضي. وهذا يمثل فرصة إعادة ترتيب الطاولة للرئيس الأمريكي القادم"، ولكن "هذا الرئيس سيظل يواجه بعض العقبات والتحديات نفسها" كما كان من قبل.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تهدف إليه خطة نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط ؟!
  • بايدن وهاريس يناقشان مع نتنياهو الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران
  • نتنياهو وبايدن يناقشان خيارات الرد الإسرائيلي على إيران
  • أكسيوس: نتنياهو التقى الليلة الماضية مسؤولين سياسيين وعسكريين للتوصل إلى قرار الرد الإسرائيلي على إيران
  • ما مدى توسع الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر؟
  • الشرق الأوسط ساحة للتنافس الانتخابي| ماذا غيرت حرب غزة في النهج الأمريكي؟.. خبير يجيب
  • ترجيحات حول تنفيذ إيران تجربة نووية تدفع الاحتلال الإسرائيلي نحو أزمة نفسية وتراجع عن الرد
  • أسوشيتد برس: على الرئيس الأمريكي المقبل إيجاد صيغة جديدة للسلام في الشرق الأوسط
  • هل تصبح الحرب أداة الرئيس الأمريكي الجديد لتحقيق السلام؟