المزة أبرزها.. أحياء سورية راقية في مرمى غارات الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
تشهد الأراضي السورية تصعيدا غير مسبوق بالغارات الإسرائيلية خلال الآونة الأخيرة، لا سيما على حي المزة فيلات غربية الذي يعد واحدا من الأحياء الراقية بالعاصمة دمشق، الأمر الذي أعاد تسليط الضوء على الاستهدافات الإسرائيلية التي وقعت بأحياء توصف بأنها "راقية" في سوريا.
ومنذ مطلع شهر تشرين الأول /أكتوبر الجاري، شن الاحتلال الإسرائيلي 3 هجمات عنيفة على مبان سكنية في حي المزة المكتظ بالسكان، في إطار عملياته المتواصلة ضد المليشيات الإيرانية المتحالفة مع النظام السوري.
وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط عدد من الشهداء في صفوف المدنيين وإصابة عشرات آخرين بجروح مختلفة، حسب منصات محلية.
كما أسفرت عن اغتيال شخصيات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله، بما في ذلك حسن جعفر قصير، صهر حسن نصر الله، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي كذلك بغارة على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 أيلول /سبتمبر الماضي.
ومساء الثلاثاء، شن الاحتلال الإسرائيلي غارة عنيفة على بناية سكنية بحي المزة، ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص على الأقل وإصابة 14 آخرين بجروح مختلفة.
ووفقا لمنصات محلية، فإن من بين الشهداء الذين سقطوا إثر الغارة الإسرائيلية أكاديمي يمني و4 من أفراد عائلته، بالإضافة إلى سيدة سورية وطفلها، وطبيبة باختصاص أمراض الكلى بمديرية صحة دمشق، تدعى رهف قمحية، وتنحدر من محافظة حمص.
وأظهرت لقطات مصورة من موقع الحادثة دمارا واسعا في الطوابق الثلاثة الأولى من المبنى السكني المستهدف، فضلا عن الدمار الذي لحق بعدد من المركبات المتوقفة بجانب البناء.
ويعد حي المزة من الأحياء التي توصف بـ"الراقية" بالعاصمة السورية، كما يتمتع بأهمية استراتيجية بسبب بعده عن مركز العاصمة وقربه من الطريق الدولي الواصل بين دمشق وبيروت، فضلا عن وجود السفارة الإيرانية فيه، حسب الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، نوار شعبان.
وأوضح شعبان في حديثه لـ"عربي21"، أنه سبق لهذا الحي أن كان في مرمى النيران الإسرائيلية قبل حتى السابع من تشرين الأول / أكتوبر عام 2023.
وتعرض حي المزة للقصف نحو سبع مرات قبل الهجمات الأخيرة في الشهر الحالي، وكانت الغارات الإسرائيلية تهدف لتصفية شخصيات تشكل "خطرا على الأمن الإسرائيلي"، وفقا لشعبان.
وأوضح الباحث أن العلة وراء تكرار الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للمزة لا تتعلق بالحي، بل بوجود المليشيات الإيرانية التي انتقلت إلى الأحياء الراقية بهدف الانخراط ببيئة مختلفة من المجتمع من أجل حماية نفسها.
وأشار إلى أن الغارات الإسرائيلي التي طالت حي المزة قبل السابع من أكتوبر كانت تجري "وفقا لاستراتيجية إسرائيلية كانت تتعلق باستهداف شخصيات تشكل تواجده خطر على الأمن الإسرائيلي".
لكن بعد السابع من أكتوبر، أصبح القصف الإسرائيلي "يستهدف شخصيات مرتبطة بالدعم اللوجستي والعسكري لحزب الله في لبنان"، وفقا لشعبان.
والمزة ليست الحي "الراقي" الوحيد الذي كان مسرحا للغارات الإسرائيلي المتصاعدة على الأراضي السورية، حيث سبق أن تعرضت أحياء أخرى سواء في العاصمة دمشق أم خارجها للقصف العنيف.
وفي مطلع شهر شباط /فبراير الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي حي "الحمرا" بحمص، الذي يعد أيضا من أرقى أحياء المحافظة الواقعة وسط سوريا، ما أسفر عن انهيار مبنى بشكل كامل.
وأسفرت الغارة حينها عن سقوط عدد من الشهداء في صفوف المدنيين بينهم سيدة وطفل، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفقا لشعبان، فإن الغارة الإسرائيلية على "الحمرا" استهدفت حينها اجتماعا متعلقا بنقل شحنة من الأسلحة، مشيرا إلى أن ذلك يأتي ضمن "سعي إسرائيل لاستهداف الشخصيات المرتبطة بالمليشيات الإيرانية، بغض النظر عن الأحياء الموجودة فيها".
وفي الشهر ذاته، تعرض حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق إلى غارة إسرائيلية عنيفة، كانت هي الأولى من نوعها منذ عام 2019.
ويلفت شعبان إلى أن "المعهود سابقا هو تواجد المليشيات الإيرانية في أحياء مثل حي السيدة زينب جنوبي دمشق، لكن ذلك أصبح يعزز فرص استهدافه، الأمر الذي دفعها للانتقال إلى مثل الأحياء الراقية".
واللافت للانتباه هو تكرار الغارات الإسرائيلية على المواقع ذاتها التي سبق أن استهدفت فيها المليشيات الإيرانية، وهو الأمر الذي يعلله شعبان بارتباطه "بالاستراتيجية الإسرائيلية التي لا تستهدف هذا المواقع بهدف إزالة الوجود الإيراني منها، بل هي تقوم بعمليات ذات أهداف محددة تهدف إلى استهداف أهداف معنية لحظية".
ويؤكد أن "هذا سبب وراء استمرار وجود هذه المليشيات في هذه الأحياء على الرغم من استهدافها بشكل متكرر".
ويشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية على مواقع مختلفة في سوريا لقوات النظام وأهداف إيرانية وأخرى لحزب الله منذ عام 2011، الذي شهد بداية اندلاع الأزمة في البلاد جراء قمع النظام الوحشي للثورة الشعبية.
وتكثفت الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية منذ بدء العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية المزة سوريا الاحتلال حمص سوريا حمص الاحتلال المزة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الملیشیات الإیرانیة الغارات الإسرائیلی السابع من حی المزة
إقرأ أيضاً:
"القاهرة الإخبارية": 24 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة منذ فجر اليوم
أفاد يوسف أبو كويك، مراسل “القاهرة الإخبارية” من خان يونس، بسقوط 5 شهداء وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا للمواطنين بجباليا النزلة شمالي قطاع غزة، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ “القاهرة الإخبارية”.
تصريحات يوسف أبو كويك مراسل “القاهرة الإخبارية”: القسام تُعلن مقتل 5 جنود إسرائيليين شمال قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي ينسف مباني عدة سكنية في رفح بجنوب قطاع غزةوأوضح مراسل “القاهرة الإخبارية”، أنه ارتفع عدد الشهداء نتيجة العدوان وغارات الاحتلال الإسرائيلي منذ الفجر لـ24 شهيدا 19 منهم شمالي القطاع.
وفي ضوء جرائم الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة، فقد استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، الليلة، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في دير البلح وسط قطاع غزة، وفقا لما أوردته وكالة الانباء الفلسطينية "وفا".
وأفادت، بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة أبو سمرة، في شارع المزرعة شرق مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء.
وجرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، فيما تواصل طواقم الإنقاذ البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,227 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,573 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
ومن جانبه، دعا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية الدكتور أمجد الشوا، إلى توفير الدعم العاجل لإنقاذ الأرواح في غزة.. مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار الشوا - في مداخلة هاتفية لبرنامج (هذا الصباح) المذاع على قناة (النيل للأخبار) اليوم /السبت/ - إلى الاستهداف المباشر للمدنيين، والذي يؤدي إلى سقوط عشرات الشهداء يوميًا واستهداف عائلات كاملة، لافتا إلى الكارثة الإنسانية المتفاقمة، التي تهدد الصحة العامة مع ازدياد حالات المجاعة وسوء التغذية بين الأطفال والنساء.. موضحا أنه مع دخول فصل الشتاء تعاني العائلات من نقص حاد في الملابس الشتوية في ظل الظروف الجوية القاسية.
ونوه بتقرير وكالة "الأونروا" الذي أظهر نقصاً حاداً في حليب الأطفال، مما يزيد من معاناة الأمهات والرضع، مشيرا إلى أن القطاع الصحي في غزة يواجه انهياراً تاماً، حيث توقفت 80% من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل بسبب الدمار.