بيونج يانج تقرر إغلاق الحدود مع كوريا الجنوبية بشكل دائم
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
سول"أ.ف.ب ": أعلن الجيش الكوري الشمالي اليوم الأربعاء أنه يتحرّك باتّجاه "إغلاق الحدود الجنوبية بشكل دائم"، مشيرا إلى أنه أبلغ الجيش الأمريكي بالخطوة لمنع وقوع أي مواجهة عن طريق الخطأ.
وأفادت بيونج يانج في بيان بأنها "ستقطع الطرقات وخطوط سكك الحديد" التي لربما سهّلت في الماضي التنقل بين الكوريتين.
لكنها خطوة رمزية إلى حد كبير نظرا إلى أن المبادلات عبر الحدود والسفر بين الكوريتين متوقف منذ سنوات.
وبلغت العلاقات بين شطري شبه الجزيرة أدنى مستوياتها منذ سنوات مع إغلاق بيونج يانج الوكالات المكرّسة لإعادة التوحيد وإعلانها كوريا الجنوبية "عدوّها الأساسي".
وتأتي هذه الخطوة عقب دعوة الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول مجددا إلى توحيد شبه الجزيرة الكورية لإعتاقها من التهديدات النووية، في تحد جديد لخطوات بيونجيانج لاستبعاد إمكانية التقارب.
وقال يون اليوم الأربعاء في خطاب في سنعافورة "إن شبه الجزيرة الكورية الموحدة الحرة المنفتحة ستثير زخما قويا للتطور الاقتصادي والرخاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، حسب وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الأربعاء.
وأضاف يون "في قطاعات الطاقة والخدمات اللوجستية والنقل والبنية التحتية والسياحة، سيرتفع الطلب على الاستثمار القوي والتعاون".
تأتي تصريحاته، التي أدلى بها، خلال زيارة تشمل ثلاث دول إلى جنوب شرق آسيا في إطار هدف، كشف عنه النقاب في بلاده في أغسطس الماضي.
وتتناقض دعوة يون إلى الوحدة تكون قيم مثل الحرية والديمقراطية هي جوهرها، مع أمر زعيم كوريا الشمالية، كيم جون يون في وقت سابق من هذا العام بإزالة أي إشارات للتوحيد من دستور كوريا الشمالية.
ورأى بعض المحللين بأن الإعلان قد يكون خطوة أولى باتّجاه تحرّك أكثر جديّة مثل تعديل دستور كوريا الشمالية للإعلان عن حدود بحرية جديدة جنوب الخط القائم حاليا بحكم الأمر الواقع.
كان من المتوقع بأن تلغي الدولة النووية اتفاقا تاريخيا بين الكوريتين تم التوقيع عليه عام 1991 خلال اجتماع برلماني رئيسي انتهى امس، في إطار مساعي الزعيم كيم جونغ أون لتصنيف كوريا الجنوبية رسميا على أنها دولة معادية.
لكن في تقرير اليوم كشف عن تعيين وزير جديد للدفاع، لم يأت الإعلام الرسمي على ذكر إلغاء الاتفاق.
لكن الجيش أعلن بعد ساعات بأنه يخطط لـ"خطوة عسكرية كبيرة" من شأنها أن "تقطع بالكامل الطرقات وخطوط سكك الحديد المرتبطة بجمهورية كوريا (أي كوريا الجنوبية) وتحصّن المناطق ذات الصلة على جانبنا بتحصينات دفاعية قوية".
وأضاف بأنه بعث برسالة نصيّة إلى القوات الأمريكية "لمنع أي سوء تقدير ونزاع عن طريق الخطأ".
وبينما تعد الحدود بين الكوريتين من الأكثر عسكرة في العالم، إلا أنها فشلت في منع كوريا شماليا من عبورها باتّجاه الشطر الجنوبي في اغسطس.
وأفادت سول في يوليو بأن بيونج يانج قضت شهورا وهي تزرع ألغاما وتقيم حواجز مع تحويل المنطقة إلى أرض قاحلة.
وفي يونيو، أفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن "العديد من الضحايا" سقطوا في أوساط جنود كوريين شماليين يتولون مهمة حماية الحدود جراء حوادث انفجار ألغام.
وفي الشهر ذاته، أفادت وكالة الاستخبارات في سول بأنها رصدت مؤشرات على أن كوريا الشمالية تهدم أجزاء من خط سكك حديد يربط بين الكوريتين.
وقال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول يانغ مو-جين لفرانس برس إن "كوريا الشمالية تهدم بالفعل أجزاء من خط دونغاي لسكك الحديد، على ما يبدو بنية قطع أي ارتباطات بالجنوب بالكامل"، واصفا البيان الأخير بأنه "تأكيد رسمي" لذلك.
وأفاد الجيش الكوري الشمالي بأن القرار "إجراء للدفاع عن النفس" ردا على "مناورات الحرب" الكورية الجنوبية والزيارات التي تقوم بها وحدات استراتيجية نووية أمريكية.
في المقابل، لفت الجيش الكوري الجنوبي إلى أن الإعلان "إجراء يائس نابع عن انعدام الشعور بالأمن لدى نظام كيم جونغ أون الفاشل".
وأفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن تحرّك الشطر المالي سيؤدي إلى "عزلة أكثر شدة" وحذّر من أنه "لن يقف مكتوف الأيدي قط" إذا سعت بيونج يانج إلى تغيير "الوضع القائم".
ورجّح المحلل البارز لدى "معهد كوريا للتوحيد الوطني" هونغ مين بأن تكون كوريا الشمالية تنتظر صدور نتائج الانتخابات الأمريكية الشهر المقبل قبل الإعلان عن أي تغيير دستوري.
وعيّنت بيونج يانج اليوم الأربعاء نو كوانغ شول وزيرا للدفاع مكان كانغ سون نام.
ويأتي الإعلان عن تعيين نو بعد يوم على قول وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون إن جنود الشطر الشمالي يقاتلون على الأرجح في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا حيث يعتقد بأن عددا منهم قُتل فيما يتوقع بأن يتم نشر المزيد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة الکوری الجنوبی الیوم الأربعاء کوریا الشمالیة بین الکوریتین الجیش الکوری بیونج یانج
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية.. الرئيس المؤقت يستقيل ويوجه تهماً جديدة للرئيس السابق
أعلن الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية، هان دوك-سو، اليوم الخميس، استقالته من منصبه، ملمّحًا إلى عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في الثالث من يونيو المقبل.
وجاء إعلان هان خلال مؤتمر صحفي عقده في المجمع الحكومي بالعاصمة سيئول، منهياً بذلك أسابيع من التكهنات حول موقفه من السباق الرئاسي، الذي فُتح بعد عزل الرئيس السابق يون سيوك-يول، وفقا لما ذكرته وكالو “يونهاب”.
وقال هان: “بعد التفكير في ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي في هذه المرحلة الحرجة، قررت أن أقدم استقالتي، إذا كان هذا هو الخيار الوحيد المتاح أمامي”.
وفي سياق متصل، وجّهت النيابة العامة في كوريا الجنوبية، اليوم الخميس، تهمة “إساءة استخدام السلطة” للرئيس السابق يون سوك يول بعد محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية في ديسمبر.
وأوضحت النيابة العامة الذي عزل من منصبه في مطلع أبريل أن “تحقيقات إضافية في مسألة إساءة استخدام السلطة أفضت إلى توجيه هذا الاتهام الإضافي” بعد اتهام الرئيس السابق بـ”التمرّد” في يناير، ولم تطلب النيابة العامة توقيف يون.
يُشار إلى أن الرئيس المعزول، يون سيوك-يول، حاول ليل 3 إلى 4 ديسمبر الماضي فرض الأحكام العرفية، عبر إصدار أوامر للجيش بمنع الوصول إلى البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة. إلا أن عددًا كافيًا من النواب تمكن من الانعقاد وإحباط المحاولة.
وفي 4 أبريل، أصدرت المحكمة الدستورية قرارًا بعزل يون، الذي يواجه حاليًا محاكمة جنائية. ورغم خطورة التهم الموجهة إليه، لا يزال مفرجًا عنه بعد أن ألغى القضاء أمر توقيفه الاحتياطي بسبب خلل في الإجراءات القانونية.
وفي حال إدانته، سيصبح يون ثالث رئيس كوري جنوبي يُدان بتهمة “التمرد”، بعد تشون دوو-هوان وروه تاي-وو اللذين أدينا عام 1996 على خلفية انقلاب عام 1979.
هذا، وقد رشّح الحزب الديمقراطي، أبرز أحزاب المعارضة، مرشحه الرسمي للانتخابات، في حين يُتوقع أن يعلن هان ترشحه رسميًا خلال الأيام المقبلة.