بايدن وهاريس يناقشان مع نتنياهو الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أعلن البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس أجريا مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تركزت على مناقشة خطط إسرائيل للرد على إيران ، وتعد هذه المكالمة الأولى بين بايدن ونتنياهو منذ 21 أغسطس، وتأتي في وقت تدرس فيه إسرائيل شن هجوم كبير على إيران، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد واسع في المنطقة.
ووفقاً لتقرير موقع "أكسيوس"، اجتمع نتنياهو مساء الثلاثاء لساعات طويلة مع كبار الوزراء ورؤساء الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في إسرائيل، حيث تم بحث نطاق وتوقيت الهجمات المحتملة. ويُتوقع أن يشمل الرد الإسرائيلي هجمات جوية على أهداف عسكرية في إيران، بالإضافة إلى عمليات سرية مثل تلك التي أسفرت عن اغتيال قيادات من "حماس" و"حزب الله" في طهران.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني يوم الخميس، وذلك وفقًا للقانون الإسرائيلي الذي يشترط موافقة المجلس على تنفيذ أي عمل عسكري واسع النطاق قد يقود إلى حرب شاملة مع إيران.
تأتي هذه التطورات بعد إطلاق إيران نحو 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل، في رد على سلسلة اغتيالات طالت قيادات من "حماس"، "حزب الله"، ومسؤولين إيرانيين. وأعلنت طهران أن ردها قد انتهى عند هذا الحد ما لم تهاجم إسرائيل إيران، فيما تعهدت إسرائيل بالرد بشكل أكبر.
من جانبها، حثت واشنطن إسرائيل على ضبط النفس. وفي مكالمة سابقة، دعا بايدن إسرائيل إلى تجنب استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، مشيراً إلى الجهود الأمريكية لحشد دعم دولي لتجنب اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. وأكد بايدن على أهمية الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال اتخاذ نتنياهو قراراته المقبلة، قائلاً: "لو كنت مكانهم، كنت سأفكر ببدائل غير ضرب حقول النفط".
وزير الخارجية الإيراني: وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان ضروري لمنع تصاعد التوتر
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات لوسائل الإعلام، أن وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان يعد ضرورة ملحة من أجل تجنب تصعيد التوتر في المنطقة ومنع اندلاع نزاع شامل. وأشار إلى أن الوضع الحالي في كل من قطاع غزة وجنوب لبنان ينذر بتطورات خطيرة في حال استمر التصعيد العسكري الإسرائيلي.
عراقجي شدد على أهمية التحرك الدولي العاجل لوقف الأعمال العسكرية من جانب إسرائيل، مشيراً إلى أن استمرار هذه الهجمات يهدد بجر المنطقة إلى نزاع أوسع قد يصعب احتواؤه. وأضاف أن إيران تدعو جميع الأطراف الفاعلة إلى بذل جهود دبلوماسية مكثفة من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة.
في سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن قلق بلاده من تداعيات هذه الهجمات على المدنيين، مؤكداً أن الحلول العسكرية لن تؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة والدمار في المنطقة. وأكد عراقجي أن إيران ستواصل دعمها لكل الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني في الدفاع عن أنفسهم ضد أي اعتداءات.
وختم وزير الخارجية الإيراني حديثه بالتأكيد على ضرورة وحدة الصف بين دول المنطقة لمواجهة هذه التحديات والتعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البيت الأبيض الرئيس الأمريكى جو بايدن ونائبته كامالا هاريس مكالمة هاتفية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرد على إيران وزیر الخارجیة الإیرانی فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
الملاجئ في إسرائيل.. المهرب الأخير من الهجمات الصاروخية
الملاجئ الإسرائيلية مبان من الخرسانة المسلحة والمعادن المصفحة يحتمي بها الإسرائيليون عند دوي صفارات الإنذار، وتتنوع بين ملاجئ خاصة في المنازل وأخرى مشتركة في العمارات السكنية، إضافة إلى الملاجئ العامة.
تزامن إنشاؤها مع إعلان قيام دولة الاحتلال عام 1948، وابتداء من مطلع الخمسينيات من القرن الـ20 ألزم قانون الدفاع المدني الإسرائيلي بإنشاء ملاجئ عامة في جميع المدن والقرى، وبعد الهجوم الصاروخي العراقي عام 1991 أصبح المقاولون والمطورون العقاريون ملزمين بإنشاء ملجأ في كل منزل جديد.
ويشهد الرأي العام الإسرائيلي جدلا مستمرا حول مدى الحماية التي توفرها الملاجئ، خصوصا أن 65% فقط هم من يستطيعون الوصول إليها، ورغم التحصينات لا يستبعد بعض المسؤولين الأمنيين أن تتسبب الضربات المباشرة للملاجئ في قتل من بداخلها.
الفكرة والأهدافيعود تاريخ بناء الملاجئ إلى السنوات الأولى لإعلان قيام إسرائيل عام 1948، وأصبحت وسيلة للاحتماء أثناء الحروب.
وفي عام 1951، صدر قانون الدفاع المدني الإسرائيلي، الذي يلزم بإنشاء ملاجئ في جميع المدن والقرى الإسرائيلية تخصص لحالات الطوارئ، ثم تطورت أنظمة الملاجئ العامة تحت الأرض في عقد السبعينيات من القرن الـ20.
وعقب الهجوم العراقي على تل أبيب بعشرات صواريخ سكود في عهد الرئيس الراحل صدام حسين عام 1991، أصبحت قوانين إسرائيل تلزم المقاولين والمطورين العقاريين بإنشاء غرفة محصنة في أي مبنى جديد، وجعلت ذلك شرطا للحصول على إذن البناء.
إعلانكما تأسست بعد هذا الهجوم الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي، لتحل محل الدفاع المدني بعد أن ظهر ضعف جاهزيته للتعاطي مع الهجوم العراقي الذي خلف 74 قتيلا، فأصبح بناء وتسيير الملاجئ العامة والتدريب عليها وصيانتها ضمن تخصصات الجبهة بالتعاون مع السلطات المحلية.
وبعد حرب يوليو/تموز على لبنان عام 2006، وضعت إسرائيل خطة لبناء مزيد من الملاجئ العامة والخاصة في المناطق الشمالية لمواجهة صواريخ حزب الله اللبناني، ولاحقا شملت الخطة مناطق أوسع مع تطور صواريخ المقاومة في قطاع غزة.
أنواع الملاجئ في إسرائيلوفق إحصائيات رسمية تعود لعام 2021، يقدر عدد الملاجئ في إسرائيل بنحو مليون ملجأ، من بينها 700 ألف ملجأ خاص، حسب رصد قسم الأبحاث في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي.
وتتعدد أنواع الملاجئ الإسرائيلية، فيطلق عليها "مماد" إذا كانت خاصة بشقة واحدة، و"مماك" إذا كان ملجأ جماعيا في عمارة سكنية، أما الملاجئ التي تقع في الأماكن العامة وتتبع للبلديات فيطلق عليها "ميكلت".
كما توجد غرف محصنة تابعة للأجهزة الحكومية، وبعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصبحت معظم الاجتماعات الأمنية والحكومية في تل أبيب تجرى داخل هذه القاعات المحصنة.
وتنص اللوائح التنظيمية على مواصفات خاصة لبناء الملاجئ، تشمل استخدام الخرسانة المسلحة في الجدران والأسقف، وتصميم الأبواب والنوافذ من المعادن المصفحة، لجعلها قادرة على مقاومة الانفجارات وتحمل الشظايا الصاروخية.
كما تشمل أنظمة التهوية والتكييف للاستخدام العادي والطارئ، ويتوفر بعضها على معابد وحانات وأماكن للرقص وغيرها، وتتحدث بعض المصادر الإسرائيلية عن وجود ملاجئ محصنة ضد الهجمات بالأسلحة الكيميائية.
ويشترط القانون ألا تقل مساحة الملاجئ الخاصة بالمنازل عن 5 أمتار مربعة وألا تتجاوز 12.5 مترا مربعا.
إعلان خط الدفاع الأخيريعتبر الإسرائيليون الملاجئ خط الدفاع الأخير أثناء الحرب بعد منظومة الدفاع الجوي ذات المستويات المتعددة والمخصصة لاعتراض الهجمات الصاروخية داخل وخارج الغلاف الجوي.
وتنظم الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تدريبات دورية للسكان حول التصرف عند دوي صفارات الإنذار وكيفية الولوج إلى الملاجئ والمدد الكافية حسب كل منطقة للوصول إلى الملجأ الأقرب، والتصرف في حال عدم توفر ملجأ قريب.
وتتضمن توصيات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تخزين كميات من المياه والأطعمة والمستلزمات الطبية الأساسية تكفي لعدة أيام في الملاجئ الخاصة والمشتركة، بينما توفر الملاجئ العامة المياه فقط.
وحسب المدينة والموقع تتراوح المدة المتاحة للعثور على الملاجئ الأقرب ودخولها ما بين 10 ثوان و60 ثانية بعد دوي صفارات الإنذار.
وتعكس خارطة انتشار الملاجئ في إسرائيل أحد عناوين التمييز بين السكان، فالمناطق التي يسكنها العرب الفلسطينيون (فلسطينيو الـ48) شبه خالية منها، وفي بعض الوقائع سقطت قذائف وشظايا على هذه المناطق دون أن تدوي صفارات الإنذار.
بل إن إسرائيل تصنف العديد من القرى العربية مناطق مفتوحة، ومن ثم تعتبرها مواقع مثالية لاعتراض وإسقاط الصواريخ.
نصف الملاجئ غير جاهزةحسب الإحصائيات الرسمية في 2020، فإن الحكومة الإسرائيلية نجحت في تأمين ملاجئ لنحو 6 ملايين فرد من أصل 9 ملايين هم مجموع السكان، وهو ما يعني أن أكثر من الثلث لا يملكون ملاجئ في منازلهم وليسوا على مقربة من ملاجئ عامة.
ورغم مرور أكثر من 3 عقود على إلزامية بناء الملاجئ في كل منزل، تؤكد المعطيات الرسمية أن 65% فقط من الإسرائيليين لديهم ملاجئ، كما أن غالبية المنازل التي أقيمت قبل 1990 لا تتوفر على ملاجئ.
وتلجأ الجبهة الداخلية الإسرائيلية في بعض الأحيان إلى الاستعانة بمواقف السيارات تحت الأرض في المجمعات التجارية والمستشفيات للتغلب على النقص في الملاجئ.
إعلانورغم أن إسرائيل تتحدث عن إجراء تدقيق كل 3 سنوات لفحص جاهزية الملاجئ للحرب، فإن الوقائع تكشف اختلالات كبرى، وضعفا في الاستجابة للتهديدات.
فقد أظهرت تقديرات عقب عملية طوفان الأقصى أن أكثر من 50% من الملاجئ العامة غير جاهزة لحماية الإسرائيليين في حالة الطوارئ، وفق صحيفة "غلوبس" الاقتصادية.
جدل حول مستوى الحمايةفضلا عن الإصابات التي تسجل أثناء التدافع، وافتقاد ثلث الإسرائيليين للملاجئ، والتقارير التي تشير إلى عدم جاهزية 50% من الملاجئ المتوفرة، فإن الرأي العام الإسرائيلي يشهد جدلا مستمرا بشأن مستوى الحماية الذي توفره الملاجئ.
وتنضاف الشكوك التي تثار حول مدى القدرة الفعلية للملاجئ على الصمود في وجه الهجمات الصاروخية، إلى كونها تعكس -من جانب آخر- فشل منظومة الدفاع الجوي التي تشمل عدة مستويات، في توفير الأمان للإسرائيليين.
وتتضارب تصريحات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، ففي حين يتحدث بعضهم عن أن الملاجئ قادرة على التصدي لمختلف التهديدات بما في ذلك الصواريخ الباليستية، يقر آخرون بأنها مصممة خصيصا لمواجهة صواريخ سكود قادمة من العراق كما حصل في 18 يناير/كانون الثاني 1991، ولا تستبعد بعض هذه التصريحات أن تتسبب الضربات المباشرة للملاجئ في قتل من بداخلها.
وحسب تقرير لصحيفة "هآرتس"، فإن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أظهرت أن الغرف المحصنة مصممة لمواجهة تهديد محدد فقط، مثل شظايا الصواريخ بعيدة المدى وشظايا الصواريخ الاعتراضية، بينما اتضح أنها غير مصممة لمواجهة ضربة صاروخية مباشرة، أو أي تهديد غير معروف.
بل إن المراجعة التي أجراها المراقب الإسرائيلي في أبريل/نيسان 2023، كشفت أن ما يقرب من نصف الملاجئ العامة في إسرائيل ليست ذات نوعية جيدة وبلا جهوزية لحالات الطوارئ، مما يعني أنها لا توفر الحماية للإسرائيليين من الصواريخ.
إعلان