"رحلة التعافي".. ندوة تتحدث عن كيفية إدراك الإنسان لاحتياجه للتعافي النفسي وما مراحل هذه الرحلة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
قال الدكتور مصطفى النحاس استشاري الصحة النفسية أن طلب الإنسان للآخر للمساعدة هذا غير خاطىء في وجود الثقة والشخص المناسب للاستشارة النفسية وخطوة هامة في رحلة التعافي، متحدثًا عن الوقت المناسب لإدراك مدى الاحتياج للعلاج النفسي والذهاب للطبيب عند الشعور بالعجز في سد الاحتياجات اليومية بإضافة ألى الشعور السىء لفترات الطويلة وإدمان أشياء معتمد عليها ولا يمكن الخروج منها، بالإضافة إلى الشعور بأفكار سوداوية اتجاه معظم الأشخاص وتكون خاطئة طوال الوقت.
وجاء ذلك ضمن فعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية وعلى غرار احتفالية اليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك بداية من اليوم الأربعاء وحتى غدًا الخميس بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية وتهدف الاحتفالية إلى إذكاء الوعي بقضايا الصحة النفسية وتعبئة الجهود من أجل دعم نفسية الفرد، والقضاء على الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية، وبناء مجتمع يتمتع بصحة نفسية جيدة وأكثر دعمًا وشمولًا وإيجابية.
وأكد "النحاس" أن العلاج النفسي ورحلة التعافي هي رحلة عبارة عن مجموعة من المحطات يتخللاها مشاعر القلق والتوتر لدى المريض في فترات العلاج، موضحًا أن عدد الأشخاص التي لا تستمر بالعلاج النفسي يتعدى نسبة أكثر من 57 ٪ وذلك لأسباب نفسية وعدم الوعي بأولية العلاج النفسي في حياتهم مما يؤدي إلى الانتكاسة في منتصف الطريق والرجوع من البداية مرة أخرى.
ونوه " النحاس" على ضرورة معرفة نوع المعالج هل هو طبيب نفسي ام أخصائي نفسي موضحاّ أن الطبيب النفسي يستطيع صرف روشتة علاج بالإضافة إلى الخطة العلاجية بالجلسات سواء فردية أو جماعية أما الاخصائي لم يستطيع كتابة علاج طبي مشددًا على ضرورة أن يكون مصدر ثقة للمريض.
وأضاف "النحاس" أن لا بد من معرفة المفاهيم والتفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطىء وضرورة معرفة النفس واحتياجاتها وأردف حديثه عن التعافي التدريجي وهي المرحلة التي تأتي بعد معرفة النفس ويحدث من خلالها مرحلة هامة الا وهي الانتكاسة وهي أحد مراحل التغيير والتعافي.
وانتقل "النحاس" إلى مرحلة الحفاظ على التعافي متحدثًا على الهدوء النفسي الذي يتخلل هذه المرحلة، مشيرًا إلى أنها محطة من محطات التعافي واعطى على ذلك مثالًا لشخص ما يتناول المخدرات عند شعوره برائحة الأتربة والطعام مرة أخرى بعد التعافي.
وقدم شرحًا للخطوات التي يحتاجها الإنسان للتعافي، وهو احترام الشعور الداخلي للنفس، وفصل الأفكار السوداوية عن الحياة غير حقيقية مؤكدًا أنها تؤدي إلى الفصل عن الأمر الواقع واللحظة الحالية ويتم ذلك عن طريق فصل هذه الأفكار في الحال، وضرورة توازن نمط الحياة الصحي والذي يؤثر على نمط الحياة النفسي مثل النوم مبكرة وعدم أخد الكافيين والسكريات بشكل مبالغ فيه بالإضافة إلى الحرص على النشاط والمجهود البدني المستمر وكل هذا يؤدي إلى الهدوء النفسي، واختتم بضرورة رسم حدود نفسية مع الآخرين.
وشارك العديد من الحضور من الشباب أسئلتهم حول الصحة النفسية مع الدكتور النحاس، ورد على بعضها وذلك لكثرة الأسئلة الموجهه وسط حضور جماهيري مكتمل العدد بالقاعة الكبرى بمكتبة الإسكندرية ويذكر أنه شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم في وقت انعقاد الندوة أقبال تاريخي على أبوابها من الآلاف من المواطنين السكندريين لحضور هذه الندوة ولم تحوي قاعات المكتبة سواء الكبرى والصغرى بشاشات العرض، أيضًا هذا العدد الجم من الشباب الذي حرص على تواجده منذ بداية اليوم.
IMG-20241009-WA0258 IMG-20241009-WA0260 IMG-20241009-WA0255 IMG-20241009-WA0252 IMG-20241009-WA0249
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استشاري الصحة النفسية احتفالية اليوم الاحتياجات اليومية الخميس الذهاب للطبيب القلق والتوتر القاعة الكبرى اليوم العالمي للصحة النفسية اليوم العالمي للصحة قضايا الصحة النفسية مصطفى النحاس IMG 20241009
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: يجب أن نربى الأجيال الجديدة على ثقافة التعددية
أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن الأوضاع التي يعيشها العالم أجمع مخيفة وأصبحت التأثيرات سريعة وقوية وعميقة، ما يجعل متابعتها ودراستها، غاية في الصعوبة، لذا فمن الضروري التركيز على الأجيال الجديدة للحفاظ على الهوية المصرية والثقافة بمفهومها الشامل.
جاء ذلك خلال استضافته في ندوة "دور الثقافة في بناء الإنسان" التي نظمها نادي سبورتنج الرياضي، بحضور رئيس مجلس الإدارة، ولفيف من أعضاء النادي.
وشدد زايد على أن الثقافة هي أساس تكوين المجتمعات حتى وإن كانت في منطقة نائية، مشيرًا إلى أن الثقافة مقولة عمومية لا تقتصر على فئة من الفئات وهي ما تميز الإنسان عن باقي الكائنات.
وقال زايد إن كلمة ثقافة في اللغة العربية تدل على هذا المعنى المشتق من كلمة ثقف وهو ما يعني تهذيب الشيء، فالإنسان عندما يحمل الثقافة يصبح سلوكه أكثر تهذيبًا عن سلوك الحيوان، وبقدر تنمية هذه الثقافة بقدر الابتعاد عن العنف والتناحر، وبقدر امتلاك الانسان العلم والمعرفة يصبح سلوكه أكثر رقيا.
وأوضح أن المجتمعات المعاصرة شهدت مشكلات دفعت العالم أجمع إلى التساؤل حول أهمية الثقافة، بعدما أصبحت هناك صور قاسية وغليظة للثقافة وتفسيرات دينية عنيفة، وأصبح من يمتلك القوة والسلاح يمارس البطش على من لا يملكه، وهذا شكل من أشكال الانحراف الثقافي الذي ينزع الإنسان من هويته وتجعله يتخذ سلوكًا منحرفًا.
وأضاف زايد أن “الثقافة بالمعنى المثالي أصبحت غير موجودة في عالم اليوم، حيث شهدت حالة من الإرباك وأصبح الإنسان لا يعرف ما هي المخططات التي يتبعها، وهو ما خلق خوفا من الجيل الأكبر على الجيل الأصغر، لذا لا بد أن نستخدم ما لدينا من أطر ثقافية حتى يصبح لدينا جيل قادر عن بناء المجتمع”.
وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية عن مراحل بناء ثقافة الإنسان والتي تتضمن بناء المعارف والاتجاهات والوعي والأخلاق، موضحًا أن بناء المعرفة يبدأ بالتعليم والذي بدوره ينقل إلى التعمق في القراءة وإلغاء المعارف المشوهة، والأمر هنا لا يقتصر على المعرفة التعليمية ولكن المعرفة المصاحبة لها التي تخلق مواطنا صالحا قادرا على التمييز.
وتابع: “هناك أشياء نتعلمها بالسليقة في البيت مثل الدين، فكل إنسان يستطيع أن يتعلم الدين ويميز بين الحق والباطل، وتعلم السلوك الراقي والمحب في المجتمع”.
وذكر أن المرحلة الثانية من بناء الإنسان هي الإيمان بأن كل إنسان مهما بلغ مستوى وضعه الاقتصادي والتعليمي، لديه مخططات ثقافية يتبعها، لذا فإن احترام الآخر أحد المبادئ التي يجب أن نربي أبناءنا عليها، وأن يكون لدينا جميعًا إيمان بالتعددية في الاتجاهات.
وعن المرحلة الثالثة وهي "تكوين الوعي"، أشار زايد إلى أن العقل البشري يدرك من خلال المعارف التي يكونها ومن خلال الأفعال التي يقوم بها أن هناك خيطا يفصل بين الشخصي والعام، والوعي يعني أن يكون الإنسان ناصع الرؤية والسريرة والنفس والعقل، تجعله يغلب المصلحة العامة على الشخصية.
وعن المرحلة الرابعة وهي بناء الأخلاق، أكد مدير مكتبة الإسكندرية، أن الدين إذا فهم بشكل صحيح يصل بالإنسان إلى بناء ذاته الأخلاقية، مشيرًا إلى وجود عوامل تؤدي إلى الوهن الأخلاقي، ففي مصر على سبيل المثال تسببت الظروف التاريخية بداية من عصر محمد علي والدخول إلى العصر الحديث بمنظوماته الحديثة في حدوث كثير من التقلبات السياسية والتدخلات العسكرية من استعمار وثورات وتغيير في الطبقات وخلل التعليم.
وشدد زايد على أن ثروة الأمة تنقسم إلى، مادية بشكلها المعروف، وبشرية وهي ما يجب أن ينصب عليها الاهتمام لإعداد إنسان قادر على العطاء لخدمة وطنه ولا يصبح عالة عليه، وثروة أخلاقية وتعني أن يكون الإنسان لديه مجموعة من القيم تدفعه للمساهمة في تقدم مجتمعه.
واختتم زايد بالتشديد على أن المرأة هي القائمة على الضبط الأخلاقي في المجتمع لأنها القائمة على تعليم الأطفال وتربيتهم أكثر من الرجال الذين ينشغلون بأعمالهم.
أدار الندوة أحمد حسن، رئيس مجلس الإدارة، ورانيا الجندي، رئيسة اللجنة الثقافية بنادي سبورتنج، وبحضور المهندس ممدوح حسني، نائب رئيس مجلس الإدارة، ودينا المنسترلي، وشاهيناز شلبي، أعضاء المجلس، واللواء رمزي تعلب، المدير التنفيذي.
وفي نهاية الندوة، قام أحمد حسن، رئيس مجلس إدارة نادي سبورتنج، بتكريم الدكتور زايد وإهدائه درع النادي.