أكتوبر 9, 2024آخر تحديث: أكتوبر 9, 2024

شبيب المدحتي

فنان تشكيلي

 

استطاعت الرسامة العراقية الملهمة سماء الأمير (12 آب 2003 ـ 16 كانون الأول 2020)، من خلال موهبتها الفنية وتفكيرها الذي سبق عمرها، التعامل مع إعاقتها الجسدية من خلال طرح المشكلة إلى الفضاء اللوني، لكي تنقذ نفسها مما تواجه في حياتها، بأعمالها الفنية الغريبة التي لا تخلو من سعادة الأطفال ومرحهم، وهذا يمثل جزءًا من التحدي الذي قامت به سماء تجاه الإعاقة، فقد كانت تتصارع مع اللون والخط والكتلة لكي تجعل من نفسها شيئا آخر، حيث أن العديد من لوحاتها انعكاس شخصيتها ودواخلها وأحلامها على سطوح بيض صامتة تجعلها سماء تنطق قائلة.

. هذه هي أحلامي.

هل كانت لوحاتها تعبر عن أحلامها وحدها؟

كلا، لقد عبرت عن أحلام الآخرين مشتغلة على موضوعات الشعور الإنساني والتفكير الإيجابي والقيم الأخلاقية، فمن خلال فعالياتها التي أقامتها مع والدتها عبر شبكة الحياة لوحة رسم، ومع معارضها الفنية التي أقامتها في مكتبة الأجيال / دار الكتب والوثائق ودار ثقافة الأطفال ودائرة الفنون العامة ونقابة الصحفيين العراقيين ومشاركاتها بمعارض وفعاليات ومنصات دولية، لاحظنا تفاعل الأطفال والشباب مع موضوعات لوحاتها وكتاباتها الفتية وكذلك ثمة كبار وجدوا أن لوحاتها تعبر عن دواخلهم حين كانوا بعمرها، وهذا يعبر عن أحد ملامح إبداع سماء الذي لفت نظر مؤسسات عالمية قامت بتكريمها، كاليونسكو التي نشرت عن فنها مقالا في موقعها الرسمي وشبكات التواصل الاجتماعي لمناسبة يوم الشباب العالمي 2020، وكذلك مؤسسة تبادل الاستثمار المؤثر (Impact Investment Exchange- IIX) الدولية السنغافورية التي خصصت سنة 2021، جائزة عالمية باسم سماء، وهي (جائزة سماء الجميلة ـ Beautiful Samaa Award) للحب والجمال والعدالة، باعتبارها ملهمة للفنانين الشباب في العالم، وبذلك تكون سماء أول فتاة عربية وعراقية تسمى جائزة عالمية باسمها. كان ذلك خلال فعالية مهرجان (SHE IS MORE) السنوية، وقد فازت بالجائزة رسامتان شابتان من المملكة المتحدة وروسيا، وجدت لجنة التحكيم أن لوحتيهما تجسدان قيم سماء.

وقد نشرت مؤسسة (IIX) مقالا في موقع ( The people of Asia) عن قوة الشباب وتشكيل صانعي الغد، وصفت فيه سماء الأمير بملهمة وصانعة تغيير تركت وراءها إرثا تطلب صلابة وإيجابية لا تتزعزعان، بالرغم من ولادتها بإعاقة جسدية شديدة عرقلت الكثير من روتينها اليومي الطبيعي. المؤسسة نفسها اختارت قصة حياة سماء واحدة من خمس قصص للشجاعة في العالم، بعد أن أختيرت لوحتها (امرأة تنشر السعادة في الحاضر والمستقبل) ضمن اللوحات الفنية المتميزة في مسابقة (SHE IS MORE) لسنة 2019.

وها هي سماء، وعلى الرغم من مرور نحو أربع سنوات على رحيلها بسبب أمراض عدّة كانت من مضاعفات إعاقتها الجسدية المركبة، لا تزال تنبض بالحياة عبر إرثها الفني والفكري، تلهم الآخرين، مثلما ألهمت الفنان تميم التميمي ليقيم، مؤخرا، معرضا فنيا في دار الكتب والوثائق تحت عنوان (سماء الأمير.. حضور متجدد) تكريما لذكراها وأثرها.

ختاما، نذكر أن سماء هي أصغر فنانة عربية رسمت بأسلوب ما بعد الحداثة وكان عمرها 14 سنة، كما إنها أصغر عضو لجنة تحكيم مسابقة دولية هي مسابقة (أرسم للأمل) التي أقيمت في المملكة المتحدة سنة 2020، وقد حازت سماء جوائز دولية كثيرة من كوريا الجنوبية وسنغافورة والمملكة المتحدة واستراليا والهند وبنغلادش والمغرب وكذلك من اليونيسيف وتكريمات من مؤسسات دولية وعربية وعراقية مختلفة، كما نشرت عنها صحف ومجلات عالمية كـ (Morning Star) و(Thalassaemia Matters) البريطانيتين، و(LE TEMPS) السويسرية الفرنسية، و (Pulso) و( Aulas Multicolores) الموقعين الإسبانيين.

ولسماء مجلة ألكترونية تحمل اسمها، معنية بالملهمين والمشرقين والمحبة والسلام والتسامح والتعايش واحترام التنوع الثقافي والتحفيز، تديرها والدتها حتى الآن، انطلاقا من روح سماء وأفكارها الإنسانية النبيلة ومنهجها في الحياة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: سماء الأمیر

إقرأ أيضاً:

وسيم يوسف: محبة الناس ودعواتهم كانت من أسباب قوتي وانتصاري على السرطان

أكد الداعية الإمارتي وسيم يوسف، أنه خاض المعركة مع مرض السرطان وحده تماما، موضحا أنه رفض أن يرافقه أحد خلال العمليات الجراحية، لأنه لا يحب نظرات الشفقة.

وأضاف «يوسف » خلال لقائه مع الإعلامية نهال طايل في برنامج 'تفاصيل' المذاع عبر قناة صدى البلد 2،  أن مرافق المريض مريض.. وأنا لا أريد أن أُثقل على أحد بمعاناتي، وروى موقفا مؤثرا عندما سألته الممرضة إن كان معه أحد، فأجابها بأنه وحده، مما دفعها إلى الاحتفاظ بحقيبته والوقوف بجانبه بعد العملية.

وتحدث عن فلسفته في مواجهة التحديات قائلا: «هناك معارك يجب أن تخوضها وحدك، فإما أن تنتصر وتفرح بانتصارك، أو تنهزم فتتحمل الخيبة وحدك»، مؤكدا أن محبة الناس ودعواتهم كانت من أسباب قوته وانتصاره على المرض.

مقالات مشابهة

  • بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب
  • شريف حجار يعلن استقالته من العارضة الفنية لاتحاد خنشلة
  • شريف حجار يعلن إستقالته من العارضة الفنية لإتحاد خنشلة
  • صحف عالمية: حل الدولتين ضرورة إستراتيجية ويتطلب تعبئة دولية
  • أحمد موسى: 100 مليون مصري يشكرون الأمير عبد العزيز بن سلمان
  • جائزة عالمية للإعلان التشويقي "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"
  • جائزة عالمية لـ الإعلان التشويقي البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • صحف عالمية: التصدي لخطة ترامب بشأن غزة يتطلب تعبئة دولية
  • وسيم يوسف: محبة الناس ودعواتهم كانت من أسباب قوتي وانتصاري على السرطان