بوابة الوفد:
2025-03-04@01:05:47 GMT

الخير للجميع

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

يقول ابن خلدون «الخير هو المناسب للسياسة وليس الشر» لذلك نجد «سيدنا نوح» عندما صعد إلى السفينة لتعصمه من الطوفان لم يصعد منفردًا، فالدنيا من غير ناس لا تُحكم، ولا يستطيع شخص مهما كانت قوته وحكمته أن ينعزل عن الناس، فالكل يحتاج للكل مهما كان جهدك أو عملك، من ثم يجب على السياسة التى تُدير هذا المجتمع أن تتمتع بالأفكار التى تجلب الخير للجميع، وهذا ما دعا إليه أفلاطون فى جمهوريته الفاضلة، فهذه الدعوة لم تكن دعوة خيالية، إنما حقيقة تؤكد على فكرة الخير للجميع من خلال تنظيم توزيع الثروة بنظام.

لذلك جاء دور السياسة فى تنظيم هذه العلاقة لتطوير المجتمع وانحسار السلطة فيه. ولقد جاء ذلك من خلال تطور الفكر الإنسانى منذ تحسس الإنسان وجوده على هذه الأرض، ونجد أنه من الضرورى تبادل المنافع مع بنى البشر، فالعلاقة التبادلية أنفع له من العلاقة المنفردة بينه وبين من حوله من كائنات وجماد. فهذا الأمر يعتمد على دوام انضباط العلاقة بين الناس القائمة على قاعدة الخير للجميع، فإذا لم تتعاون هذه النظم ينهار النظام ويفقد المجتمع أخلاقه وينتشر داخله الضحالة الثقافية والفكرية ويتحول إلى مجتمع هلس فى هلس، ويصبح فيه السافل محترما، والمحترم مجنونا.

لم نقصد أحدًا!!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخير للجميع ابن خلدون سيدنا نوح الخیر للجمیع

إقرأ أيضاً:

إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى

من المعلوم أن التحزب والانقسام غير الموضوعي هما من الأسباب الأساسية التي ساهمت في تخلف السودان السياسي. فمنذ الاستقلال، لم تشهد البلاد بيئة سياسية مستقرة تؤسس لحكم ديمقراطي رشيد، بل ظلت تتأرجح بين النظم العسكرية والانقلابات، وبين الأحزاب المتصارعة التي لم تستطع تقديم رؤية متماسكة لخدمة الوطن والمواطنين.
إن الممارسة الديمقراطية الحقيقية تستند إلى تمثيل بعض المواطنين للكل عبر تنظيمات سياسية قوية تتبنى رؤى واضحة حول قضايا الحكم، بحيث يتمتع الجميع بالحرية والسلام والعدالة. غير أن المشهد السياسي السوداني ظل يعاني من تعددية حزبية مفرطة تفتقد للبرامج الواقعية، مما أدى إلى ضعف الأداء السياسي وعدم القدرة على تحقيق الاستقرار.
نحو هيكلة جديدة للحياة السياسية
تجارب الدول الكبرى أثبتت أن وجود حزبين رئيسيين يمثلان الاتجاهات الفكرية العامة في البلاد يحقق استقرارًا سياسيًا أفضل، في حين أن نظام الحزب الواحد قد يؤدي إلى تسلط السلطة وغياب المحاسبة، كما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقًا. ورغم أن النموذج الصيني يقدم مثالًا على نجاح الحزب الواحد، إلا أن هذا النجاح مرتبط بعوامل ثقافية وسياسية خاصة بالصين، ولا يمكن استنساخه في السودان.

إن السودان اليوم في مفترق طرق خطير، وإذا استمر على نهجه الحالي فإنه قد يسير نحو مزيد من الفوضى والانهيار. لذا، تبرز الحاجة إلى إعادة صياغة المشهد السياسي عبر تأسيس نظام حزبي جديد يعتمد على:

تحديد عدد محدود من الأحزاب التي تستند إلى برامج سياسية واقتصادية واضحة، وليس على الولاءات القبلية أو العقائدية.

إعادة تعريف النخب السياسية بحيث يتم استبعاد الأجيال التي كانت جزءًا من الخراب السياسي، وإتاحة الفرصة للشباب القادرين على طرح رؤى جديدة ومتطورة.

وضع دستور واضح المعالم يحدد الإطار العام للممارسة السياسية ويمنع تعدد الأحزاب غير المنتج.
مقترح لنظام حزبي جديد
يمكن اقتراح نظام حزبي يتكون من حزبين رئيسيين:

حزب الاتحاد الفيدرالي (FUP): يقوم على مبدأ سيادة الدستور والقانون كأساس للحكم الرشيد.

حزب الاتحاد والتنمية (UDP): يركز على التخطيط الحديث، والتنمية المستدامة، والعدالة في توزيع السلطة والثروة.
قد توجد أحزاب صغيرة أخرى لإثراء الساحة السياسية، ولكن بشرط أن تقدم أفكارًا مبتكرة، لا أن تكون مجرد أدوات لانقلابات أو صراعات على السلطة.
إزالة الولاءات التقليدية
ينبغي أن يقوم هذا النظام الجديد على إنهاء هيمنة الطائفية والقبلية والوراثة السياسية، واستبدالها بمنظومة حديثة تعتمد على الكفاءة والقدرة على تحقيق تطلعات المواطنين. كما ينبغي استيعاب المجددين من مختلف الخلفيات الفكرية في هذه الأحزاب، شرط أن يكون تأثيرهم قائمًا على الإقناع الفكري لا على الإقصاء والهيمنة.
مستقبل السودان السياسي
من المتوقع أن تكون المنافسة بين الحزبين الرئيسيين قائمة على اختلاف الرؤى حول آليات التنمية وسياسات الحكم المحلي، ولكن ليس حول المبادئ الأساسية للحكم الرشيد. فبهذه الطريقة، يمكن أن تتحقق الديمقراطية الفاعلة التي تستند إلى اختيار القيادات على أساس الإنجاز والكفاءة وليس على أساس الولاءات الضيقة.
الخطوة التالية في هذا المشروع الطموح هي صياغة هذه المبادئ في دستور جديد وقوانين واضحة تنظم العمل الحزبي، بحيث يتم تجاوز أزمات الماضي والانطلاق نحو مستقبل سياسي مستقر ومزدهر.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • سلة الخير وصندوق المحتاجين من الطقوس والعادات الرمضانية في درعا
  • روسيا تعرب عن اندهاشها من التغيير الهائل في السياسة الأمريكية
  • أحمد موسى: الشعب المصري بيحب يعمل الخير في شهر رمضان
  • «الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية
  • رمضان كريم
  • وليد جنبلاط: سأزور دمشق مجددا لأقول للجميع إن الشام هي عاصمة سوريا
  • إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى
  • عندما تُملي السياسة على التكنولوجيا.. كيف غيّر ترامب مسار غوغل؟
  • السياسة الطاقية بالمغرب.. أية رهانات للانتقال؟ قراءة في كتاب
  • بريطانيا بين مراجعة ميزانيات الإنفاق وحسابات السياسة