يقول ابن خلدون «الخير هو المناسب للسياسة وليس الشر» لذلك نجد «سيدنا نوح» عندما صعد إلى السفينة لتعصمه من الطوفان لم يصعد منفردًا، فالدنيا من غير ناس لا تُحكم، ولا يستطيع شخص مهما كانت قوته وحكمته أن ينعزل عن الناس، فالكل يحتاج للكل مهما كان جهدك أو عملك، من ثم يجب على السياسة التى تُدير هذا المجتمع أن تتمتع بالأفكار التى تجلب الخير للجميع، وهذا ما دعا إليه أفلاطون فى جمهوريته الفاضلة، فهذه الدعوة لم تكن دعوة خيالية، إنما حقيقة تؤكد على فكرة الخير للجميع من خلال تنظيم توزيع الثروة بنظام.
لم نقصد أحدًا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخير للجميع ابن خلدون سيدنا نوح الخیر للجمیع
إقرأ أيضاً:
تحرروا من السياسة
لقد أصبح قدرنا في السودان أن نظل في استقطاب سياسي مستدام… خصماء السياسة كل يتخندق في موقعه وإذا ظهرت اي مساحة للتلاقي يسرع الجميع إلى إعدامها ليظل الصراع متقدا وبذلك تنفرد النخب السياسية بتولي زمام الأمور ومن هذا ياكلون عيش ويجدون الزيطة والزمربيطة والذي منه.. لذلك تتراجع دوما الأجندة الوطنية وتحل محلها الأجندة الذاتية الضيقة… الذاتية يدخل فيها الحزبي والجهوي والقبلي والشخصي والذي منه ولكن الأخطر هو دخول الخارجي بامكانياته المهولة واجندته المدمرة
نضرب أمثلة لما قلناه أعلاه فموضوع مثل تغيير العملة وهو أمر اقتصادي وكان يجب أن يخضع للمعايير الاقتصادية.. بالطبع للناس فيه مذاهب شتى فالاقتصاد هو علم البدائل والخيارات… كان يمكن أن يتفق عليه اقتصاديون من الحكومة ومن المعارضة وبالمقابل يرفضه اقتصاديون من الطرفين وهنا ستكون هناك مساحة رمادية تتلاقى فيها جميع الأطراف لكن للأسف اختطف السياسيون الأمر ونظروا إليه من زوايتهم الضيقة وتم إقصاء الرأي الاقتصادي فأنت مؤيد لاستبدال العملة إذا كانت مؤيدا للحكومة ومعارض له إذا كنت معارضا للحكومة ولاعزاء للرأي العلمي أو الفني
موضوع مثل امتحانات الشهادة الثانوية فهو موضوع تربوي يهم الكافة كان ينبغي أن يكون الرأى فيه لأهل التربية لكن سطت عليه السياسة فإذا كنت معارضا للحكومة فأنت معارض له حتى ولو كانت بنتك أو ولدك جالسا له وانت مؤيد له إذا كنت في صف الحكومة حتى ولو لم يكن لك فيه ولد او بنت لأنك في منطقة لأيقام فيها الامتحان
نحن الآن أمام العودة للوطن للذين هم في الخارج وهو موضوع اجتماعي ووطني يهم الجميع وليس اللاجئين فقط ينبغي أن نناقشه بإبراز محاسنه وإبراز مساوئه َوكيفيه اسراعه أو حتى ابطائه حتى يتم بصورة سلسلة ولكن كالعادة اختطفته السياسة فايده المؤيدون للحكومة دون أي محازير وعارضه المعارضون للحكومة دون التوقف عند أي حسنة له.. وهكذا يتلاشى الموقف الصحيح في زحمة السياسة… الذي ندعو له هو تحرير حياتنا من السياسية وهذا يبدأ بالركون للرأى الفني وهذا يقع على عاتق العلماء والمتخصصين فهؤلاء يجب أن يتحرروا من قبضة السياسي الذي في داخلهم اولا ثم ذلك العاطل الذي يحترف السياسة.. ساعتها سوف تتسع مساحات التلاقى ويقل الاستقطاب وبالتالي حدة الصراع السياسي ويضيق الباب لدخول الأجنبي وننعم بشي من الاستفرار مثل بقية خلق الله… اقطعوا هذة الدائرة المرزولة بمحاربة الاحتراف السياسي… قوم يا عاطل شوف ليك شغلة تانية..
عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتساب