بوابة الوفد:
2025-01-16@10:54:29 GMT

معركة الحكيم ويحيى حقى

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

شهد عام ١٩٣٣ نشاطًا مكثفًا لتوفيق الحكيم فقد صدر له رواية (عودة الروح) ومسرحية (أهل الكهف) والعملان أحدثًا دويًا ما بين مؤيد بقوة وبين معارض يصل به الشطط أنه يحرف فى سورة قرآنية من خلال مسرحية أهل (الكهف) والعملان يطرحان الفكرة الأسيرة عنده وهى فكرة صراع الإنسان مع الزمن من خلال ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد موت ثلاثة قرون؛ ليفاجأ كل منهم بعوالم أخرى وأنماط بشرية مغايرة؛ والحكيم كان يرمى فى هذه المسرحية إلى فكرة بعث الروح، ولم يقصد أن يؤلف مسرحية دينية بقدر ما كان يؤكد على نظريته التى لا تتوه عن كتبه وهى انتصار الإنسان دائما على الحضارة باعتبار أنه أحد صناعها ولكن فى نهاية الطريق يتراجع أمام الزمن معترفا أنه لم يتجاوز كونه مجرد ترس تديره عجلات قطار الحياة؛ ظهر هذا المعنى جليا فى رواية (سجن العمر) وهى سيرة ذاتية له تلتقط مكانًا بارزًا فى طبقات أحقاب حياته؛ لكن الحكيم كتب أعماله المهمة بعد رحلته فى فرنسا عام ١٩٢٥ والتى استمرت ثلاث سنوات؛ وبعد خمس سنوات من عودته من باريس كتب (عودة الروح) و(أهل الكهف) وكان تأثير باريس عليها واضحًا.

فى عام ١٩٦٣وبعد ثلاثين عامًا من صدور العملين فوجئ الوسط الأدبى بسيل من الاتهامات من الأديب يحى حقى وقد وصل الأمر أنه بدأ يحذر الشباب ويطلب منهم الابتعاد عن قراءة كتب الحكيم واتهمه بأن الحضارة الغربية عامة والفرنسية خاصة؛ قد سلبت فكره العربى مدللاً أن المدافع عن مصر فى (عودة الروح) هو مؤرخ فرنسى.!.

والحقيقة أن تصريحات يحيى حقى لم تجد صدى إيجابيا؛ خاصه أن الزعيم جمال عبدالناصر صرح بأن رواية (عودة الروح) هى التى ألهمته بثورة يوليو ١٩٥٢ وهو عمل أدبى اعتبره نجيب محفوظ إحدى أمهات الروايات التى أشعلت شرارة الإبداع عند أكثر من جيل. ويوسف إدريس اعتبر عودة الروح بداية نمط جديد استلهم منه الروائيون الشباب أهم أعمالهم. أما الناقد الدكتور محمد مندور فكان يرى أن الحكيم انتهى من حيث بدأ؛ وكان يقصد الهموم المصرية لا تعالجها الحلول الغربية خاصة النمط الفرنسى؛ بينما الحكيم كان يزاوج فى حلوله بين نجاح الحضارة الفرنسية وبين مجد الفراعنة وكلاهما ملهم ذو جذور راسخة.

شئنا أم أبينا فإن الحكيم تأكدت نظريته ونجحت مبرراته على مدى سنوات إبداعه التى اقتربت من السبعين؛ وتكفى شهادة الأديب الفيلسوف جان بول سارتر حين قال عنه إنه أحد أبرز مؤسسى الأدب العربى الحديث. وكان سارتر قد زار مصر فى مارس ١٩٦٧ وفى زيارته لجريدة الأهرام أهداه توفيق الحكيم كل كتبه مترجمة إلى اللغة الفرنسية. وعلق الكاتب لطفى الخولى أثناء الزيارة أن صداقة الحكيم وسارتر توطدت فى باريس منذ الخمسينيات. واليوم يزورنا سارتر ليجد الحكيم فى إبداعات عشرات الأدباء العرب.

انتصر الحكيم على يحبى حقى فى معركة حركت رموز الكتابة بأشكالها.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما عودة الروح أهل الكهف سجن العمر عودة الروح

إقرأ أيضاً:

الحكيم للسفير الايطالي: العراق يعيش حالة استقرار غير مسبوقة

بغداد اليوم -  بغداد

أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، اليوم الثلاثاء (14 كانون الثاني 2025)، أن العراق يعيش حالة استقرار غير مسبوقة.

وقال الحكيم في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، إننا "التقينا صباح اليوم السفير الإيطالي الجديد لدى العراق، نيكولو فونتانا، وتداولنا في تطور العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين".

واكد الحكيم على "أهمية تعزيز الاستقرار في المنطقة، وأن تأخذ الدول المؤثرة في العالم دورها في ذلك"، مشددا على "ضرورة إيقاف الحرب في غزة وإعادة إعمارها وإعمار لبنان".

واوضح انه "وفي تطورات الواقع العراقي، أكدنا أن العراق يعيش حالة استقرار غير مسبوقة، وقلنا بأهمية تعزيز هذا الاستقرار وتحويله إلى استقرار دائم، حيث أن استقرار العراق ضرورة لاستقرار المنطقة والعالم".

في تطور الأوضاع في سوريا، شدد الحكيم على "أهمية تمكين الشعب السوري من حكم نفسه بنفسه وكتابة دستوره، ووحدة الأرض السورية وحفظ سيادتها".

مقالات مشابهة

  • الحكيم: انسحاب إسرائيل الكامل من غزة انتصار للشعب الفلسطيني
  • الحكيم: انسحاب إسرائيل الكامل من غزة وعودة النازحين لشمالها انتصار للشعب الفلسطيني
  • الحكيم من الموصل: نجاح نينوى بالبناء رسالة لكل العراقيين
  • على 3 أجزاء.. مسار إجباري يعلن ألبومه الجديد
  • الحكيم: الإعمار في نينوى قصة نجاح يُحتذى بها ويجب تصفير موضوع المختطفات
  • وجهة مراكش تبث الروح في مطار لاروشيل الفرنسي
  • الأعلى للإعلام: 2025 عام استعادة الروح الرياضية ونبذ الكراهية والتعصب
  • الترابي: رسائل ونصائح مهمة لكل القوات المقاتلة ضمن معركة الكرامة
  • الحكيم: يجب جعل استقرار العراق حالة مستدامة
  • الحكيم للسفير الايطالي: العراق يعيش حالة استقرار غير مسبوقة