لجريدة عمان:
2024-10-09@19:29:13 GMT

ثقافة القتل.. وحرب الوجود

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

كلما أطلقت إسرائيل رصاصة على فلسطيني، خلتُها الرصاصة الأخيرة، ولكن شلال الدم لا ينتهي، و«دراكولا» الذي نراه فـي الأفلام لا يرتوي من دم ضحاياه، يقتلهم شر قتلة، ويمتص دماءهم، ولا يجد الضحايا إلا الفرار أمامه، إنها «ثقافة الموت» الذي ينتهجها الإسرائيليون، يقتلون أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين لأجل اصطياد طائر جريح، يهدمون المنازل على رؤوس أصحابها، ويصورون قتلاهم وهم يتفاخرون بأشلائهم، ينتهكون عرض السجناء ويرتكبون أبشع الجرائم، والعالم كله يتفرج، ويكتفـي بالنداءات والتنديدات، بل ويدين الضحية أحيانا، فأي عالم أعمى هذا الذي يصفق للقتل، ويشجع القاتل، بامتناعه عن إدانته؟

فعلها الأمريكان فـي سجن «أبو غريب» العراقي، كان عملا ممنهجا، مر بسلام، وها هم الإسرائيليون يفعلونها فـي سجون فلسطين، وكل شيء يمر دون عقاب، إنه «الإذلال النفسي» الذي تستخدمه الجيوش، لكي تنال من أقصى نقطة فـي عمق الشخصية الوطنية، فعلها الألمان فـي الحرب العالمية الثانية، وكذلك الصرب فـي البوسنة، وفعلتها معظم الجيوش فـي معاركها لكي تمعن فـي الإذلال، وها هم الإسرائيليون يفعلون ما تعلموه، إنهم يمثلون دور الضحية التاريخية، ويتباهون بالقتل، والدمار، إنهم ينتقمون من كل من أذلهم على مر التاريخ، وكل من حرّقهم، وأبادهم، إنهم ينتقمون من النازيين، ولكنهم -فـي كل أحوالهم- ينتقمون من الأشخاص الخطأ، الأشخاص الذين تعايشوا معهم -كمواطنين- طيلة سنين فـي فلسطين -طبعا غير اليهود المهاجرين والمهجرين- غير أن هؤلاء اليهود يريدون دائما كل شيء، الأرض والسلام والتفوق، ولذلك تظل الشخصية اليهودية -مهما تعاطف معها الإعلام الغربي فـي الظاهر- شخصية مكروهة غربيا، وغير قابلة للتعايش، والتاريخ يشهد على روح الكراهية لليهود التي يحاول الغرب تخفـيف حدتها، والتي ابتدعوا لها ما يسمى بقوانين «معاداة السامية» للحد من كره مواطنيهم لهذا العرق المندس بينهم، والذي لا يؤمن جانبه.

لقد تم طرد اليهود على مر التاريخ من أراضي أوروبا (إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا، روسيا، المجر، فرنسا، وغيرها)، وتم التنكيل بهم فـي كل مكان لجأوا إليه، لأن الروح القومية الغربية الكارهة لليهود، والتي يحاول البعض إخفاءها، كامنة فـي نزعته الداخلية، فالطبع اليهودي الطامع فـي كل شيء، والغادر، والباحث عن موطئ قدم له فـي أرض ما، ولو كان فـي جهنم، لا يؤمن جانبه، ولذلك كانت فلسطين أرضا مخلصة لهم، مستندين على المقولة السياسية: «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض»، وهي القشة التي تعلق بها اليهود، وعلقوا آمالهم عليها، حتى أهداها لهم الإنجليز بتواطؤ غربي وعربي، وما زالوا يكذبون ويصدقون الكذبة التاريخية التي رسخت فـي أذهانهم كحقيقة ثابتة، بها يقاتلون، وبها يقتلون، تساندهم أوروبا والولايات المتحدة، ودول أخرى، دون خجل، أو تأنيب ضمير، إنهم يحاولون التكفـير عن «ذنوب هتلر»، ولكنهم يرتكبون فـي ذات الوقت، جرائم أفظع مما ارتكبها النازيون، والغريب أن عقيدة «الإحلال» والإبادة العرقية تتشارك بها الولايات المتحدة، التي أبادت الهنود الحمر، وأحلت مكانهم الرجل الأبيض، وكذلك دول أوربية أخرى والتي مارست نفس السياسة فـي أستراليا مثلا، وجنوب أفريقيا، ودول كثيرة حول العالم، حيث تم تهميش السكان الأصليين، وإحلال عرق آخر مكانهم، وهذا ما هو حاصل حاليا فـي فلسطين، ولذلك سيستمر الصراع التاريخي والوجودي الإسلامي ـ اليهودي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما حاول البعض «تدجين» القضية، وإفراغها من محتواها من خلال عمليات التطبيع والسلام الزائفـين.

مسعود الحمداني كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فون دير لاين: ندعم حل الدولتين و"قلوبنا مع اليهود"

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن "قلوبنا مع اليهود في أنحاء العالم" في الذكرى الأولى لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

Statement on the one-year anniversary of the 7 October 2023 acts of terror against Israel ↓

— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) October 6, 2024

وقالت في بيان مكتوب: "في هذه الذكرى المأساوية، أريد تكريم ذكرى الضحايا"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي "يقف مع كل الأبرياء الذين دمرت حياتهم حتى النخاع منذ ذلك اليوم المشؤوم".

وأضافت أن هجوم حماس "جلب معاناة هائلة ليس فقط على شعب إسرائيل ولكن أيضاً على الفلسطينيين الأبرياء".

وجددت فون دير لاين دعوة الاتحاد الأوروبي من أجل وقف إطلاق نار فوري في غزة والإفراج غير المشروط عن كل الرهائن.

كما تعهدت بمساعدة مالية وإنسانية لكل من الشعب الفلسطيني ولبنان.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن الحوادث المعادية للسامية آخذة في التزايد وتعهدت بتوفير مزيد من الموارد للتصدي للمسألة.

وبينّت ان الاتحاد الأوربي سيواصل تنفيذ وتحديث استراتيجيتنا لمكافحة معاداة السامية وتعزيز الحياة اليهودية حسب الضرورة.

وأبدت أورسولا استعدداً لتخصيص المزيد من الموارد لتحقيق هدف معاداة السامية بما يضمن للجميع التمتع بالحرية.

وأضافت بينما نتعامل مع الأزمة الحالية، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساعدة في الاستعداد لليوم التالي. وسوف نعمل على دعم جميع الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف لسلام دائم، يؤدي إلى حل الدولتين (دولة إسرائيل ودولة فلسطين) حيث تتعايش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام، مع الأمن لكليهما. إنه المسار الوحيد القابل للتطبيق إلى الأمام، لإنهاء المعاناة أخيراً.

مقالات مشابهة

  • اليهود.. وعقدة أكتوبر
  • بالفيديو| شاهد لحظة سقوط صواريخ مجاهدي حزب الله في كريات شمونة والتي أدت لمقتل 2 من الصهاينة
  • ما مدى توسع الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر؟
  • عام على الطوفان.. حرب الوجود ومعارك الحدود
  • رئيس فنزويلا: الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن حقنا في الوجود
  • السودان بين حربين، حروب الأطراف تاريخيا وحرب المركز راهنيا
  • فون دير لاين: ندعم حل الدولتين و"قلوبنا مع اليهود"
  • %61 من الإسرائيليين لا يشعرون بالأمن بعد عام على 7 أكتوبر
  • وزارة الثقافة تشعل حماس الجماهير بأعمال وطنية ملهمة في احتفالات أكتوبر بالأوبرا