لجريدة عمان:
2025-03-04@06:34:22 GMT

ثقافة القتل.. وحرب الوجود

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

كلما أطلقت إسرائيل رصاصة على فلسطيني، خلتُها الرصاصة الأخيرة، ولكن شلال الدم لا ينتهي، و«دراكولا» الذي نراه فـي الأفلام لا يرتوي من دم ضحاياه، يقتلهم شر قتلة، ويمتص دماءهم، ولا يجد الضحايا إلا الفرار أمامه، إنها «ثقافة الموت» الذي ينتهجها الإسرائيليون، يقتلون أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين لأجل اصطياد طائر جريح، يهدمون المنازل على رؤوس أصحابها، ويصورون قتلاهم وهم يتفاخرون بأشلائهم، ينتهكون عرض السجناء ويرتكبون أبشع الجرائم، والعالم كله يتفرج، ويكتفـي بالنداءات والتنديدات، بل ويدين الضحية أحيانا، فأي عالم أعمى هذا الذي يصفق للقتل، ويشجع القاتل، بامتناعه عن إدانته؟

فعلها الأمريكان فـي سجن «أبو غريب» العراقي، كان عملا ممنهجا، مر بسلام، وها هم الإسرائيليون يفعلونها فـي سجون فلسطين، وكل شيء يمر دون عقاب، إنه «الإذلال النفسي» الذي تستخدمه الجيوش، لكي تنال من أقصى نقطة فـي عمق الشخصية الوطنية، فعلها الألمان فـي الحرب العالمية الثانية، وكذلك الصرب فـي البوسنة، وفعلتها معظم الجيوش فـي معاركها لكي تمعن فـي الإذلال، وها هم الإسرائيليون يفعلون ما تعلموه، إنهم يمثلون دور الضحية التاريخية، ويتباهون بالقتل، والدمار، إنهم ينتقمون من كل من أذلهم على مر التاريخ، وكل من حرّقهم، وأبادهم، إنهم ينتقمون من النازيين، ولكنهم -فـي كل أحوالهم- ينتقمون من الأشخاص الخطأ، الأشخاص الذين تعايشوا معهم -كمواطنين- طيلة سنين فـي فلسطين -طبعا غير اليهود المهاجرين والمهجرين- غير أن هؤلاء اليهود يريدون دائما كل شيء، الأرض والسلام والتفوق، ولذلك تظل الشخصية اليهودية -مهما تعاطف معها الإعلام الغربي فـي الظاهر- شخصية مكروهة غربيا، وغير قابلة للتعايش، والتاريخ يشهد على روح الكراهية لليهود التي يحاول الغرب تخفـيف حدتها، والتي ابتدعوا لها ما يسمى بقوانين «معاداة السامية» للحد من كره مواطنيهم لهذا العرق المندس بينهم، والذي لا يؤمن جانبه.

لقد تم طرد اليهود على مر التاريخ من أراضي أوروبا (إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا، روسيا، المجر، فرنسا، وغيرها)، وتم التنكيل بهم فـي كل مكان لجأوا إليه، لأن الروح القومية الغربية الكارهة لليهود، والتي يحاول البعض إخفاءها، كامنة فـي نزعته الداخلية، فالطبع اليهودي الطامع فـي كل شيء، والغادر، والباحث عن موطئ قدم له فـي أرض ما، ولو كان فـي جهنم، لا يؤمن جانبه، ولذلك كانت فلسطين أرضا مخلصة لهم، مستندين على المقولة السياسية: «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض»، وهي القشة التي تعلق بها اليهود، وعلقوا آمالهم عليها، حتى أهداها لهم الإنجليز بتواطؤ غربي وعربي، وما زالوا يكذبون ويصدقون الكذبة التاريخية التي رسخت فـي أذهانهم كحقيقة ثابتة، بها يقاتلون، وبها يقتلون، تساندهم أوروبا والولايات المتحدة، ودول أخرى، دون خجل، أو تأنيب ضمير، إنهم يحاولون التكفـير عن «ذنوب هتلر»، ولكنهم يرتكبون فـي ذات الوقت، جرائم أفظع مما ارتكبها النازيون، والغريب أن عقيدة «الإحلال» والإبادة العرقية تتشارك بها الولايات المتحدة، التي أبادت الهنود الحمر، وأحلت مكانهم الرجل الأبيض، وكذلك دول أوربية أخرى والتي مارست نفس السياسة فـي أستراليا مثلا، وجنوب أفريقيا، ودول كثيرة حول العالم، حيث تم تهميش السكان الأصليين، وإحلال عرق آخر مكانهم، وهذا ما هو حاصل حاليا فـي فلسطين، ولذلك سيستمر الصراع التاريخي والوجودي الإسلامي ـ اليهودي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما حاول البعض «تدجين» القضية، وإفراغها من محتواها من خلال عمليات التطبيع والسلام الزائفـين.

مسعود الحمداني كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الحزب الشيوعي السوداني: وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة ولا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023

الحزب الشيوعي السوداني يكرر ويجدد موقفه الثابت والرافض لمحاولات حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بقيادة عبدالفتاح البرهان لتكوين حكومة فترة انتقالية مع الموالين له من فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول. كذلك يرفض الحزب محاولات مجموعة نيروبي بقيادة محمد حمدان دقلو التي تسعي لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها

بيان من المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني

#وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة
#لا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023

الحزب الشيوعي السوداني يكرر ويجدد موقفه الثابت والرافض لمحاولات حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بقيادة عبدالفتاح البرهان لتكوين حكومة فترة انتقالية مع الموالين له من فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول. كذلك يرفض الحزب محاولات مجموعة نيروبي بقيادة محمد حمدان دقلو التي تسعي لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
يؤكد الحزب الشيوعي ان الجهتين المذكورتين تفتقران للتفويض الجماهيري المطلوب من قبل الشعب كضرورة اساسية للحصول علي الشرعية الدستورية.
يعتبر الحزب ان طرفي النزاع هما وجهان لعملة واحدة. وانهما مسؤولان بالتضامن والانفراد عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في دارفور وهما مسؤولان عن تفجر الكارثة الإنسانية هناك في العام 2003 التي نتجت عنها جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب الي جانب ارتكاب الانتهاكات الواسعة والممنهجة في بقية أنحاء البلاد من بينها مجزرة القيادة العامة في الخرطوم.
طرفا الحرب أيضا شريكان في إجهاض وتقويض العدالة بتقاعسهما عن ملاحقة المتورطين في ارتكاب المجازر والانتهاكات واسعة النطاق ولجوئهما الي تكوين لجان تحقيق صورية عديمة الصلاحية والقدرة علي الوصول الي نتائج وتوصيات من شأنها تحقيق العدالة بهدف تضليل الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي وتضليل الضحايا وذويهم وكذلك بهدف قطع الطريق أمام اللجان الدولية المحايدة.
يحذر الحزب ان محاولات الطرفين واعوانهما في الداخل والخارج في تشكيل الحكومتين ستقود الي تعقيدات لا حصر لها وستفاقم من خطورة الوضع الراهن من بينها زيادة الاستقطابات علي أسس قبلية وجهوية في بلد تعاني فيها المؤسسات الإدارية وهياكل الحكم من الهشاشة بسبب الفساد. كما تحمل الكثير من مجتمعاتها ارثا ثقيلا بسبب الصراعات القبلية والجهوية.
سكان المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع مضطرون للتعايش مع سلطات الدعم السريع ولكنهم ليسوا خاضعين لها بكل تأكيد حيث لا يزال الملايين من ضحايا الجنجويد والدعم السريع يعانون من مهانة اللجوء والنزوح وهم ينتظرون تحقيق العدالة والانصاف.
من الجانب الاخر فإن حكومة البرهان المرتقبة والتي ستتشكل من خصوم واعداء الشعب؛ فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول والموالين لهم الذين قطعوا الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة وظلوا يخططون لتقسيم السودان تارة ب( مثلث حمدي) و( دولة البحر والنهر) وتارة بضم ولايات سودانية الى مصر ! هؤلاء لن تقبل بهم جماهير الشعب السوداني وقواه الحية خاصة في ظل استمرار جذوة الثورة التي لا تزال متقدة رغم العثرات.
اصرار طرفي الحرب علي رفض الجلوس حول طاولة المفاوضات للوصول الي اتفاق بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية والداخلية يعرض حياة اكثر من خمس وعشرين مليون شخص لخطر الموت جوعا بسبب حرمانهم من الحصول علي معينات الحياة الضرورية من الغذاء والدواء. كما يزيد من معاناة اكثر من عشرة مليون سوداني من العالقين في مخيمات النزوح واللجوء.
الحزب الشيوعي السوداني يحمل البرهان والمليشيات التي تحارب معه من انصار النظام المباد بمختلف مسمياتها
كما يحمل الحزب مجموعة
نيروبي الموالية للجنجويد المعروفة باسم مجموعة التاسيس مسؤولية الانتهاكات التي ستشهدها مناطق سيطرة الدعم السريع واي مناطق اخري في البلاد باعتبارهم شركاء لمليشيا الجنجويد.
الحزب الشيوعي يتابع مبادرات المؤسسات الإقليمية والدولية من بينها مجلس الأمن و الاتحاد الافريقي و الاتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان التي صدرت مع بداية هذا العام بخصوص الوضع في السودان خاصة فيما يتعلق بعدم الاعتراف بحكومة بورتسودان ورفض قيام اي حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها الدعم السريع. ومع ذلك فالحزب يطالب بعدم الاكتفاء بإصدار البيانات وتكرار التصريحات المصحوبة بالقلق.بدلا عن ادانة والزام القوى الدولية والاقليمية الكف عن مد طرفي الحرب بالسلاح والعتاد والمعلومات اللوجستية. والمطلوب هو المضي قدما في تطبيق وتنفيذ القرارات التي صدرت من المؤسسات المذكورة بشأن الوضع الكارثي في السودان خاصة حول وقف الحرب واتخاذ تدابير ملموسة بشأن حماية المدنيين ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور وتطبيق العدالة.
يتحمل مكتب مدعي المحكمة الجنائية الدولية مسؤوليته في الشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في مواجهة عناصر حكومة الأمر الواقع في بورتسودان كذلك في مواجهة عناصر الدعم السريع وحلفائهم الجدد في مجموعة التاسيس التي انضمت لمليشيا الجنجويد في نيروبي.
يدعو الحزب الشيوعي السوداني جماهير الشعب السوداني وقواه الحية للتصدي لمحاولات طرفي الحرب وحلفائهم في الداخل والخارج والتي تسعي لقطع الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة وتفتيت وحدة البلاد.

عاش نضال الشعب السوداني من أجل الحرية والعدالة والاستقلال ومن اجل وحدة البلاد.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني
٣/مارس/٢٠٢٥  

مقالات مشابهة

  • الوعد الإلهي بخسارة المسارعين نحو اليهود يتحقق على أرض الواقع..
  • أعداء السامية الإسلامية لا سامية اليهود
  • الحزب الشيوعي السوداني: وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة ولا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • بالقانون.. حبل المشنقة في انتظار قاتـ.ل والدته بالشرقية| ماذا حدث؟
  • رمضان في غزة.. حصار وأزمة إنسانية ومساجد مدمرة وحرب مستعرة
  • عاجل | سانا عن مدير أمن دمشق: قواتنا ستعمل على إنهاء حالة الفوضى والحواجز غير الشرعية في جرمانا
  • حبيبتي غزة.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعة
  • قتل والده في أول رمضان بسبب بيع المواشي.. شاب يواجه هذه العقوبة
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة