جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-23@01:29:21 GMT

لحظات من الوعي في مسار الحياة

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

لحظات من الوعي في مسار الحياة

 

رهف العولقية

تتوالى أحداث الحياة وتستمر، شاء الإنسان أم أبى، سواء تعلَّق بالماضي أو خاف من المستقبل أو عجز عن مُواجهة صعوبات الحاضر بسبب تعلقه أو خوفه، كما ذكرت سابقًا.

ما يُدمر حاضر الإنسان هو عدم استيعابه وإدراكه أنَّ الماضي قد ولَّى، وأن المُستقبل مُتغير وبيد الله. فلا يمكنه التحكم بشيء سوى حاضره.

لكن مع هذا الخوف والتعلق، يصبح عاجزًا وملولًا، متشائمًا، خصوصًا بعد خوض التجارب – في الماضي- وأن استمراره في هذا المنحنى يجعله أسيرًا لأفكاره السلبية، فيظل يحوم في نفس الدائرة ويقفل على نفسه سجنًا وهميًا وضعه بسبب أفكاره ولا يُفكر بمغادرة منطقة الراحة لديه.

يتجلى الفارق الجوهري بين الخبير والمبتدئ في عنصر واحد حاسم: الزمن واستغلاله، فرغم أن كليهما قد يصلان إلى نفس النتيجة، إلا أن المسافة الزمنية التي تفصل بينهما قد تكون شاسعة. تختلف الطرق التي يسلكها كل منهما؛ فالخبير قد خاض تجارب عديدة، وتعلم كيف يتجاوز العقبات، بينما المبتدئ لا يزال في خضم اكتشاف سُبل التفادي أو المواجهة. لكن الخبرة لا تقتصر على مجالات العمل أو الدراسة فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب الحياة المختلفة. وكل شخص يقرأ هذه السطور سيجد في ذهنه سيناريو خاصاً به، يتماشى مع تجربته الفردية، فنحن جميعًا بشر، لكن عقولنا وأفكارنا تظل متباينة.

أما عن مفهوم الصبر، فهو بعيد عن مجرد التحمل. إنَّ الصبر هو الهدية الخفية وربما المظلمة التي تحملها النظرة الإيجابية. لا يستطيع أحد أن يتحمل ظلام الليل إلا إذا كان يؤمن بأنَّ الفجر قادم. ولا يستطيع المرء أن يواجه المرض إلا بعد أن يرسخ في قلبه إيمان بالشفاء.

بناءً على هذا المبدأ، يمكن تطبيق مفهوم الصبر في شتى جوانب حياتنا، ليصبح قوة دافعة نحو الاستيعاب والفهم والتطور . وعلى هذا النحو، يجب على الإنسان ألا يحزن أو يفقد شغفه وصبره بسبب عقبة ما، فما أنت إلا مبتدئ في مجال يملؤه العديد من الخبراء وما أنت إلا خبير في  مجال آخر يملؤه المبتدئون . فقد وُلد الإنسان ليتحدى ويستمر في القتال. فالفشل ليس نهاية، بل بداية جديدة تفتح آفاقًا للنمو والتعلم. لذا، ليحافظ الإنسان على شغفه وصبره، فالحياة هي معركة مستمرة، وكل عقبة هي دعوة لمزيد من القوة والإصرار.

وتمثل الإيجابية الزائدة أحيانًا، مرضًا يُعيق رؤية الحقيقة، وهذا ما أؤمن به. ففي بعض الأحيان، تؤثر الإيجابية المفرطة على قدرتنا على إدراك الواقع، مما يمنعنا من اكتشاف جوانب خفية في تجاربنا. هنا أرى أهمية التفكير النقدي، فكيف يمكن للإنسان أن يتطور ويتعلم إذا كان محاطًا بإيجابية تعميه؟ يجب أن يُواجه الفرد تحديات وصعوبات، إذ إنَّ الهدم ضروري لعملية إعادة البناء. يمكن تشبيه الإنسان بالبيت؛ عندما يكون طابقه الأول قائمًا على آراء إيجابية بحتة، فإنَّ ذلك لا يُسهم في تطويره. لكن، قد يؤدي التعرض لأفكار وتجارب سلبية ونقدية إلى إعادة بناء هذا البيت الذي يمثل الذات. مما يتيح للفرد التقدم إلى طوابق أعلى.

إنَّ الحياة تستمر بهذه الديناميكية، وهذه مُجرد فلسفة تعكس أفكاري الشخصية في هذه اللحظة. لا يمكن اعتبارها حقيقة ثابتة، فهناك من يتفق معها ومن يُعارضها، وهناك من يتأمل لحظات الوعي. ما أكتبه هنا هو مجرد تعبير عن رؤيتي الراهنة، وما يهمني هو الإدراك، ولحظات الوعي في معركة الحياة المستمرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بليك ليفلي تحتفي بمسرحية “هاملتون” وتشارك لحظات مؤثرة من كواليس برودواي

تخطف الممثلة الأميركية بليك ليفلي الأنظار مجددًا، ليس عبر الشاشة الفضية، بل على خشبة برودواي، حيث وثّقت الممثلة لحظات عفوية ومفعمة بالحماس خلال حضورها عرض مسرحية هاملتون الشهيرة. 

ونشرت ليفلي سلسلة صور ومقاطع عبر حسابها على إنستجرام، أظهرت تفاعلها الكبير مع العرض وإعجابها الشديد بطاقم العمل الذي وصفته بأنه “الأكثر إبداعًا وتألقًا على المسرح”.

الاحتفاء بطاقم “هاملتون” وإشادة خاصة بلين مانويل ميراندا


تعبّر بليك ليفلي في منشورها عن امتنانها للفرصة التي أتيحت لها لمشاهدة الأداء الحي، مؤكدة أنها لا تستطيع التوقف عن التفكير في الطاقم الحالي لمسرحية هاملتون. 

وكتبت الممثلة البالغة من العمر 37 عامًا تقول: “اركضوا لمشاهدتهم قبل أن يفوت الأوان. إنهم يقدمون أداءً يفوق الوصف”. 

كما خصّت المؤلف والمخرج لين مانويل ميراندا برسالة إعجاب مؤثرة قالت فيها: “عقلك خدمة عامة لسعادتنا جميعًا. أنت واحد من القلائل الذين يجعلوننا فخورين بأن نكون على قيد الحياة في هذا العصر. تألقك لا يُصدّق”.

تجربة شخصية تفيض بالعاطفة والامتنان


تُظهر الصور التي نشرتها ليفلي لقاءها بعدد من الممثلين المشاركين في العرض، من بينهم ليزلي أودوم جونيور، حيث بدت النجمة في حالة من البهجة والانفعال. وعلّقت على إحدى الصور بعبارة طريفة قالت فيها: “ليس لدي أي راحة، فقط امتنان”. ويبدو أن الزيارة لم تكن مجرد حضور عابر، بل لحظة إنسانية خاصة استرجعت فيها الممثلة شغفها الأول بالفن والتعبير.

رسالة إنسانية من قلب الصخب الفني


ورغم أجواء الفرح التي صاحبت زيارتها، لم تغب قضاياها الاجتماعية عن المشهد. ففي منشور آخر يوم الثلاثاء 21 أكتوبر، شاركت بليك ليفلي رسالة توعوية بعنوان “الخط الساخن الوطني للعنف المنزلي”، سلطت فيها الضوء على الآثار الخفية للعنف النفسي والإساءة اللفظية، ودعت إلى استخدام المنصات الرقمية لنشر الوعي والدعم للضحايا.

بليك ليفلي بين الفن والإنسانية


تثبت بليك ليفلي، من خلال حضورها المتوازن بين الأضواء والمسؤولية الاجتماعية، أنها ليست فقط ممثلة بارعة، بل أيضًا صوت مؤثر يسعى إلى إحداث فرق في المجتمع. وتؤكد منشوراتها الأخيرة أن الفن بالنسبة لها ليس مجرد عرض على المسرح، بل وسيلة للاحتفاء بالجمال ومواجهة القبح في آن واحد.

مقالات مشابهة

  • جومانا مراد تشارك جمهورها لحظات تألقها بالقطيفة في مهرجان الجونة
  • بليك ليفلي تحتفي بمسرحية “هاملتون” وتشارك لحظات مؤثرة من كواليس برودواي
  • مضامير المشي في نجران تعزز الوعي الرياضي وجودة الحياة للسكان
  • «العالم الإسلامي» تدعم هذه الخطوة الإيجابية
  • الرئيس السيسي يوجه بتجديد الخطاب الديني وتعزيز الوعي لمواجهة التطرف.. نواب: خطوة فعالة لبناء الإنسان.. وتحتاج دعاة مخلصين للدين والوطن
  • الأسهم الأوروبية تغلق في المنطقة الإيجابية بقيادة أسهم الدفاع
  • المرور يحذر من الإنشغال بالجوال أثناء قيادة المركبات
  • مفتي الجمهورية ووزير الثقافة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الوعي وبناء الإنسان المصري
  • لتعزيز الوعي وبناء الإنسان المصري.. توقيع بروتوكول تعاون بين «الإفتاء» و«الثقافة»
  • «دوري آسيا للنخبة».. شباب الأهلي لمواصلة «السلسلة الإيجابية» أمام ناساف