جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-06@13:34:04 GMT

لحظات من الوعي في مسار الحياة

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

لحظات من الوعي في مسار الحياة

 

رهف العولقية

تتوالى أحداث الحياة وتستمر، شاء الإنسان أم أبى، سواء تعلَّق بالماضي أو خاف من المستقبل أو عجز عن مُواجهة صعوبات الحاضر بسبب تعلقه أو خوفه، كما ذكرت سابقًا.

ما يُدمر حاضر الإنسان هو عدم استيعابه وإدراكه أنَّ الماضي قد ولَّى، وأن المُستقبل مُتغير وبيد الله. فلا يمكنه التحكم بشيء سوى حاضره.

لكن مع هذا الخوف والتعلق، يصبح عاجزًا وملولًا، متشائمًا، خصوصًا بعد خوض التجارب – في الماضي- وأن استمراره في هذا المنحنى يجعله أسيرًا لأفكاره السلبية، فيظل يحوم في نفس الدائرة ويقفل على نفسه سجنًا وهميًا وضعه بسبب أفكاره ولا يُفكر بمغادرة منطقة الراحة لديه.

يتجلى الفارق الجوهري بين الخبير والمبتدئ في عنصر واحد حاسم: الزمن واستغلاله، فرغم أن كليهما قد يصلان إلى نفس النتيجة، إلا أن المسافة الزمنية التي تفصل بينهما قد تكون شاسعة. تختلف الطرق التي يسلكها كل منهما؛ فالخبير قد خاض تجارب عديدة، وتعلم كيف يتجاوز العقبات، بينما المبتدئ لا يزال في خضم اكتشاف سُبل التفادي أو المواجهة. لكن الخبرة لا تقتصر على مجالات العمل أو الدراسة فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب الحياة المختلفة. وكل شخص يقرأ هذه السطور سيجد في ذهنه سيناريو خاصاً به، يتماشى مع تجربته الفردية، فنحن جميعًا بشر، لكن عقولنا وأفكارنا تظل متباينة.

أما عن مفهوم الصبر، فهو بعيد عن مجرد التحمل. إنَّ الصبر هو الهدية الخفية وربما المظلمة التي تحملها النظرة الإيجابية. لا يستطيع أحد أن يتحمل ظلام الليل إلا إذا كان يؤمن بأنَّ الفجر قادم. ولا يستطيع المرء أن يواجه المرض إلا بعد أن يرسخ في قلبه إيمان بالشفاء.

بناءً على هذا المبدأ، يمكن تطبيق مفهوم الصبر في شتى جوانب حياتنا، ليصبح قوة دافعة نحو الاستيعاب والفهم والتطور . وعلى هذا النحو، يجب على الإنسان ألا يحزن أو يفقد شغفه وصبره بسبب عقبة ما، فما أنت إلا مبتدئ في مجال يملؤه العديد من الخبراء وما أنت إلا خبير في  مجال آخر يملؤه المبتدئون . فقد وُلد الإنسان ليتحدى ويستمر في القتال. فالفشل ليس نهاية، بل بداية جديدة تفتح آفاقًا للنمو والتعلم. لذا، ليحافظ الإنسان على شغفه وصبره، فالحياة هي معركة مستمرة، وكل عقبة هي دعوة لمزيد من القوة والإصرار.

وتمثل الإيجابية الزائدة أحيانًا، مرضًا يُعيق رؤية الحقيقة، وهذا ما أؤمن به. ففي بعض الأحيان، تؤثر الإيجابية المفرطة على قدرتنا على إدراك الواقع، مما يمنعنا من اكتشاف جوانب خفية في تجاربنا. هنا أرى أهمية التفكير النقدي، فكيف يمكن للإنسان أن يتطور ويتعلم إذا كان محاطًا بإيجابية تعميه؟ يجب أن يُواجه الفرد تحديات وصعوبات، إذ إنَّ الهدم ضروري لعملية إعادة البناء. يمكن تشبيه الإنسان بالبيت؛ عندما يكون طابقه الأول قائمًا على آراء إيجابية بحتة، فإنَّ ذلك لا يُسهم في تطويره. لكن، قد يؤدي التعرض لأفكار وتجارب سلبية ونقدية إلى إعادة بناء هذا البيت الذي يمثل الذات. مما يتيح للفرد التقدم إلى طوابق أعلى.

إنَّ الحياة تستمر بهذه الديناميكية، وهذه مُجرد فلسفة تعكس أفكاري الشخصية في هذه اللحظة. لا يمكن اعتبارها حقيقة ثابتة، فهناك من يتفق معها ومن يُعارضها، وهناك من يتأمل لحظات الوعي. ما أكتبه هنا هو مجرد تعبير عن رؤيتي الراهنة، وما يهمني هو الإدراك، ولحظات الوعي في معركة الحياة المستمرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لحظات رعب في سيرك مصري.. نمر يلتهم يد أحد العاملين

تحوّل عرض سيرك في مدينة طنطا بمحافظة الغربية بمصر إلى مشهد مروّع بعد أن هاجم نمر أبيض أحد العاملين وعضّه بشراسة، ممّا أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في ذراعه. وتم نقل العامل على الفور إلى المستشفى، حيث يسعى الأطباء جاهدين لإنقاذ ذراعه المصابة.

وفي التفاصيل، تعرّض المصري محمد، وهو أحد العاملين في السيرك، لهجوم مباغت من النمر أثناء أدائه مهامه المعتادة المتمثلة في التعامل مع الأسود والنمور ضمن العرض المباشر، بهدف تأمين الجمهور وضمان سلامتهم. الهجوم المفاجئ أدى إلى إصابات بالغة، lما أثار حالة من الذعر بين الحاضرين.

????مشهد أثار الرعب.. أسد يلتهم ذراع مدربه في سيرك بمصر

حادث مرعب شهده السيرك القومي بمنطقة البوريفاج في طنطا شمال مصر مساء الثلاثاء.
فقد تعرض مدرب أسود لهجوم مفاجئ من أحد الأسود أثناء العرض، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة بعد أن التهم الحيوان المفترس ذراعه.
وحسبما أكد شهود عيان… pic.twitter.com/VyMl6tYrLu

— فراس الماسي | Firas Almasi ???? (@FAlmasee2) April 3, 2025

أسد جائع إلتهم يد أحد العاملين في سيرك طنطا
ولا حول ولا قوة إلا بالله pic.twitter.com/Pm0486nZs3

— ????Butterfly???? (@shemaali_77) April 2, 2025

إعلان

تم نقل محمد إلى مستشفى الطوارئ الجامعي بطنطا، حيث خضع لعملية جراحية أدت إلى بتر ذراعه اليسرى بسبب التهتك الشديد في الأنسجة والأوعية الدموية. ووفقًا للدكتور محمد الشبيني، المشرف العام على المستشفى، فإن البتر كان ضروريًا لإنقاذ حياة المريض ومنع حدوث تسمم دموي.

في سياق متصل، أشارت أنوسة كوتة، مدربة الأسود والنمور المسؤولة عن العرض، إلى أنه لا توجد إصابات بين الجمهور، وأنه تم إخلاء السيرك والتأكد من سلامة جميع العاملين. وأضافت أنه سيتم إبعاد النمر عن العروض وإرساله للتدريب في القاهرة.

وأضافت "إن أحد النمور التهم يد أحد العمال المساعدين داخل فمه وذلك أثناء تواجده خارج القفص بعدما مد يده بداخله".

يسلّط هذا الحادث الضوء على المخاطر الجسيمة التي تحيط بتدريب الحيوانات المفترسة وتقديم العروض الحية معها، ويثير العديد من التساؤلات حول فعالية إجراءات السلامة المتبعة في مثل هذه الفعاليات.

وليس هذا الحادث الأول من نوعه؛ فقبل نحو شهرين، تعرّض حارس في حديقة الحيوان بمحافظة الفيوم لهجوم مميت من أسد، التهم جزءا من رأسه، ما أدى إلى وفاته أثناء محاولة إنقاذه في المستشفى. كما تعود الأذهان إلى حادثة شهيرة وقعت عام 1984، حين هاجم الأسد "سلطان" مدرب السيرك المصري الشهير محمد الحلو أثناء تحيته للجمهور بعد عرض ناجح، وهو الهجوم الذي أثار ضجة واسعة في حينه. وتوفي الحلو بعد عدة أيام من إصابته، وكان قد أوصى بعدم قتل الأسد، الذي نُقل لاحقا إلى حديقة الحيوان وصُنّف كأسد شرس لا يصلح للترويض، قبل أن ينفق بعد فترة قصيرة.

السيرك القومي المصري هو أحد أقدم وأشهر العروض الترفيهية المتخصصة في فنون السيرك في العالم العربي، تم افتتاحه عام 1966 في حي العجوزة بمحافظة الجيزة، ويقع على كورنيش النيل بجوار مسرح البالون. يُعد السيرك القومي جزءًا من قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة المصرية.

إعلان أهم مميزات السيرك القومي:

يُقدّم السيرك القومي المصري أكثر من 14 فقرة استعراضية متنوعة، تتضمن ألعاب الأكروبات، عروض الحيوانات المفترسة، فقرات البهلوان والمهرج، إلى جانب عروض السحر وخفة اليد، وغيرها من الفنون الترفيهية.

ويُعرف السيرك بتميزه في تدريب الأسود والنمور، حيث برزت فيه عائلة "كوتة" الشهيرة كواحدة من أبرز العائلات في مجال ترويض الحيوانات.

تُقام العروض يوميًا، ما عدا يوم الأربعاء، وتستقطب جمهورًا واسعًا من الأطفال والكبار، مع أسعار تذاكر تراعي مختلف الفئات.

ويمتد نشاط السيرك القومي إلى عدد من المحافظات المصرية مثل الإسكندرية، كما يشارك بين الحين والآخر في جولات خارجية لتمثيل مصر في المحافل الدولية.

ويُعد السيرك القومي من المعالم الثقافية البارزة في مصر، إذ يوفّق بين الترفيه والحفاظ على تقاليد فن السيرك العريق.

مقالات مشابهة

  • العدل: 1,4 مليون عملية عبر ”كتابة العدل الافتراضية“ في 2024 بنمو 60%
  • برلمانية: مناقشة الحوار الوطني لملف الدراما يعزز من مسار الإصلاح الديمقراطي
  • محللون: لقاء ترامب ونتنياهو سيحدد مسار التعاطي مع إيران
  • لحظات من اللاوعي
  • المليشيا مارست ابشع ما يمكن تصوره من فظائع وعنف، ولكن صمد الأهالي
  • ‎حزب الوعي: النظام العالمي يعيش حالة تدهور أخلاقي
  • مريضة تفارق الحياة بسبب هجوم إلكتروني
  • رأي.. إردام أوزان يكتب عن مسار تصادمي في سوريا: هل تقلب تركيا وإسرائيل الموازين الإقليمية؟
  • 39 ألف طفل يتيم يواجهون قسوة الحياة دون سند أو رعاية
  • لحظات رعب في سيرك مصري.. نمر يلتهم يد أحد العاملين