أبعدوا الأطفال عن الشاشات اللعينة!
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع بدء العودة المدرسية، لاحظت أن بعض المدارس تعلق لافتات تحظر على التلاميذ استخدام هواتفهم المحمولة. ورغم علمي بمدى معاناة المشرفين والمعلمين في تطبيق القواعد والتعامل مع المخالفين فإنها محاولات محمودة جدا، وليت العائلات تنفذ نفس هذه القواعد مع أطفالها داخل المنازل بل غالبا العكس ما يحدث.
المشكلة على ما يبدو عامة ومنتشرة في شتى أنحاء العالم؛ لذلك تم تحديد يوم 22 أكتوبر من كل عام للاحتفال بالتلعثم واضطراب الكلام وصعوبة النطق، وهي مشكلات يعاني منها 70 مليون شخص أي ما يقارب 1% عالميا. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، كل 11 طفلا بين عمر (3-6) يوجد بينهم طفل واحد على الأقل يعاني مشكلة من مشكلات التخاطب.
الأطباء والمتخصصون يقولون إن الأهل غالبا لا ينتبهون طالما وجدوا أن الأطفال نشاطهم طبيعي؛ هذا ما يجعلهم يهملون مشاكل النطق وتأخر الكلام، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وصعوبة الاستجابة للعلاج فيما بعد.
هذا الإهمال لا يقتصر فقط على الآباء بل قد يستمر عندما يدخل الطفل إلى المدرسة فلا يكترث القائمون على المؤسسات التعليمية بمشاكل النطق عند التلاميذ وعندما تتفاقم الأزمة يوجهون الآباء بضرورة تحويل أبنائهم إلى مدارس الدمج بدعوى وجود مشكلات لغوية تمنعهم من متابعة المدرسين واللحاق بزملائهم. طبعا هذا الأمر يعرض الأطفال إلى مشكلات نفسية مثل التنمر من طرف زملائهم، وهم في غنى عنها لو تم الانتباه مبكرا للحالة. والأطفال يحتاجون إلى التحفيز من المعلمين على النطق والحديث، والتشجيع عند تحقيق أبسط النجاحات لكسر حاجز الخوف والانعزال.
وأفضل علاج للأطفال في مرحلة مبكرة بوضعهم داخل مجتمع الصغار في مثل عمرهم، في الحضانة أو الروضة والنادي والتجمعات العائلية، وهي أفضل بيئة تحفّز الأطفال على الحديث والتواصل. أما تركهم في المنزل أو انعزالهم أمام التلفزيون والأجهزة المختلفة فهذا لن يساعدهم على التحسن واكتساب مهارات اللغة والتواصل.
لكن متى يتم تصنيف الطفل بأن لديه مشاكل لغوية؟ المتخصصون يجيبون أنه حال وصوله لسن الخامسة ولا يتكلم بشكل جيد، ويلفتون إلى أن الأطفال الذكور يميلون إلى إظهار مهارات اللغة بشكل متأخر قليلا مقارنة بالإناث. لكن يمكن وصف الأطفال بأن لديهم تأخرا في النطق إذا نطقوا أقل من عشر كلمات وهم في عمر 18-20 شهرا، أو أقل من خمسين كلمة وهم في عمر 21-30 شهرا.
أما عن أسباب تأخر الأطفال في الحديث فلم تعد خافية على أحد حيث إن خطر الشاشات، سواء الرقمية أو التلفزيونية، على الأطفال بات أمرا معروفا للجميع. وتؤكد دراسة حديثة أن الإفراط في استخدام الشاشات يجعلهم يسمعون كلمات أقل. وكشفت هذه الدراسة المنشورة في مجلة الطب الأمريكية (جاما) أن الأطفال الصغار يفقدون الفرصة لسماع أكثر من 1000 كلمة ينطقها البالغون كل يوم بسبب الجلوس أمام الشاشات، مما يؤثر سلبيا على تطور لغتهم. كما توضح الدراسة، التي تابعت 220 عائلة لمدة عامين بين (2018 -2021 ) داخل المنزل، أن قلة التفاعل بين الطفل والألعاب تساهم في زيادة مشاكل النطق. وقد وجدت الدراسة التي قادتها الدكتورة ماري بروش من معهد ثيليثون للأطفال أن التعرض للهواتف والتلفزيونات والألواح الرقمية أثر بشكل خطير خاصة على الأطفال في عمر الثلاث سنوات. وأظهرت النتائج أنه لكل دقيقة إضافية من وقت الشاشة كان الأطفال في عمر الثلاث سنوات يسمعون سبع كلمات أقل، وينطقون بخمس كلمات أقل، ويشاركون في محادثة واحدة أقل.
وأظن أن هذه النتائج رغم خطورتها أقل من الحقيقة لأنها لم ترصد استخدام الآباء والأمهات للهاتف أثناء تواجدهم بجانب أطفالهم وهو ما نلاحظه يوميا في بيوتنا. يضاف إلى ذلك ظاهرة لم ترصدها الدراسة أيضا وهي أن الأطفال لا يأكلون إلا أمام الشاشات؛ هذا الأمر يتضح جيدا في قلة التركيز عند دخول المدرسة، ناهيك عن أمراض رائجة الآن وهي زيادة الكهرباء في المخ نتيجة الإشعاعات التي تصدرها الهواتف والتي يتعرض لها الأطفال منذ فترة الرضاعة. بعد استعراض كل هذه المعلومات والحقائق لا أدري كيف يمكن لجيل زاد (مواليد بعد 1995) والذين أصبحوا آباء أو في طريقهم لذلك وتربوا على صداقة الشاشات أكثر من صداقة الإنسان أن يقتنعوا بخطورة الشاشات على حياة ومستقبل أبنائهم. ولعلها المعضلة الأكبر التي تحتاج لحلول الآن!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دخول المدرسة الشاشات التلعثم الأطفال علاج الاطفال أن الأطفال فی عمر
إقرأ أيضاً:
بعد إحالتها للمفتي.. الجنايات: 6 مارس النطق بالحكم على ربة منزل الشرقية
حددت محكمة جنايات الزقازيق اليوم الخميس برئاسة المستشار محمد عبدالكريم عبدالرحمن رئيس المحكمة، جلسة 6 مارس المقبل للنطق بالحكم على ربة منزل بعد إحالتها لفضيلة مفتي الديار المصرية، لأخذ الرأي الشرعي في معاقبتها بالإعدام شنقا، وذلك لاتهامها بقتل زوجها بمساعدة نجل شقيقتها بمركز كفر صقر.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد عبدالكريم عبدالرحمن رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين الدكتور مصطفى بلاسي رئيسا بالمحكمة، والمستشارين أحمد سمير سليم وإسلام أحمد سرور الرؤساء بالمحكمة ،وسكرتارية محمد فاروق أحمد غريب.
وتعود أحداث القضية التي حملت رقم 15181 لسنة 2024 جنايات مركز كفر صقر، المقيدة برقم 3852 لسنة 2024 كلي شمال الزقازيق، ليوم 10 سبتمبر الماضي، عندما قررت النيابة العامة إحالة المتهمين "نها أ ال أ" 39 عاما، ربة منزل، ونجل شقيقتها "السيد م ال م ع" 17 عاما، مقيمين بمركز كفر صقر، للمحاكمة الجنائية بمحكمة جنايات الزقازيق؛ لاتهامهما بقتل المجني عليه "منير فكري" زوج المتهمة، ونحر رقبته بمركز كفر صقر.
وأوضح أمر الإحالة في القضية بأن المتهمين قتلا المجني عليه عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن قاما بتوجيه عدة ضربات استقرت بالرأس باستخدام أداة حديدية بحوزة كلا منهما، ما أحدث إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياته، ثم نحرت المتهمة رقبته على النحو المبين بالتحقيقات.