جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-13@07:09:34 GMT

المقاومة مُستمرة.. وستنتصر

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

المقاومة مُستمرة.. وستنتصر

 

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

 

إذا كان التاريخ يُعيد نفسه مرتين، في المرة الأولى كمأساة، وفي المرة الثانية كمهزلة، فإنَّ التاريخ العربي يُعيد نفسه مئات المرات كمأساة ومهزلة معًا، غير أن هذه الصورة السلبية العامة لا تخلو من ومضات مشرقة، ولا يجوز أن تغيب عن الأذهان، وأن ذلك لا يُغني عن أهمية بحث أسباب الأزمة البُنيوية التي تُعيد إنتاج المآسي والمهازل بمظاهرها وتجلياتها، وسيكون فحص التركيبة الاقتصادية والاجتماعية والوقوف بشكل محدد على طبيعة وتكوين القوى المتحكمة بزمام القرار السياسي وارتباطاتها الأجنبية هي الخطوة الأولى.

في حين أن نشر الوعي الثوري المضاد لنهج الاستسلام والتمسك بالمقاومة بكافة أشكالها كخيار استراتيجي ورفض التسليم بهزيمة الأمة العربية، وهو ما يُراد تكريسه من أجل قتل الروح المعنوية وبث اليأس والإحباط في صفوف الجماهير، بمثابة الخطوة الثانية. وهذه الأخيرة بالذات، تستدعي سؤالين محددين؛ الأول: متى قاتلت الأمة العربية؟! وأين هُزِمت؟ والسؤال الثاني: لماذا لم تُقاتل بشكل جماعي، ولم تُعبِّئ طاقاتها ضد عدوها التاريخي؟

وفي غمرة الغليان الشعبي وجلد الذات على خلفية حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني وامتداها نحو لبنان والقوى المساندة لنضاله العادل والمشروع، وفي إطار ارتفاع نغمة طمس التضحيات العربية، سنحاول التوقف عند بعض الحقائق التاريخية التي تنتصر لنضال الأمة العربية؛ سواءً من خلال الجيوش العربية الرسمية، كما حصل في حروب 1948 و1956 و1967 و1973، أو من خلال المقاومة الشعبية التي مثَّلت ذروتها الثورة الفلسطينية المعاصرة بعد 1967، والمقاومة الوطنية اللبنانية بعد اجتياح بيروت سنة 1982، مرورًا بالانتفاضة الفلسطينية سنة 1987 وما تلاها، وصولًا إلى المقاومة الإسلامية الحالية بتلاوينها المختلفة، والتي يمثل "حزب الله" نموذجها الأبرز.

إنَّه بمجرد استرجاع تلك المراحل، يتضح لنا أن المقاومة كانت على الدوام مُستمرة، غير أنها كانت وما تزال بجزء من الجماهير العربية، وبجزء من الإمكانات المادية السياسية والعسكرية. وهذا ينقلنا للسؤال الثاني وهو: لماذا لم تُقاتل الأمة العربية بشكل جماعي ضد عدوها التاريخي؟ الأمر الذي لا يتطرق إليه الشك أن فريقًا فاعلًا في الأمة العربية ارتبطت مصالحه ووجوده بالوجود الاستعماري، وكان وما يزال من حيث المبدأ ضد كل قوى التحرر الوطني في المنطقة والعالم، بصرف النظر عن بُعدها الآيديولوجي، وقد خاض- تاريخيًا- معارك على كافة الصعد الإعلامية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، لمصلحة الإمبريالية والصهيونية العالمية، وفي كل محطة نضالية يُسخِّر إمكانياته لخدمة الطرف النقيض لمصالح الأمة العربية العليا، وحقها في التحرُّر من السيطرة الاستعمارية والاحتلال الصهيوني، وذلك بافتعال الخلافات للقضاء على نهج التصدي للمشروعين الإمبريالي والصهيوني، فكرًا وممارسةً.

وقد استقر كأداة من أدوات الإمبريالية؛ حيث أدى دورًا بارزًا في تمرير أجندتها الاستراتيجية وحرف بوصلة الصراع عن مجراها الطبيعي. وإذا كان التشكيك في دوافع بعض القوى الداعمة للمقاومة ووضعها في خانة الصراعات المذهبية والطائفية العبثية يمثل مُرتكزَها الجوهري في هذه المرحلة، فمن المفيد التذكير بأنَّ المقاومة العربية ليست وليدة اللحظة الراهنة، وقد تعاقبت على قيادتها قوى سياسية ذات طابع قومي ويساري، بينما ظلت تلك القوى الرجعية المُتحالفة مع القوى الاستعمارية على مواقفها الثابتة! وهذا يدحض الادعاءات التي تتذرع بها، والحجج التي تسوغها في تبرير تخاذلها.

وأمام هذه الحقائق يتجدد السؤال التاريخي: ما العمل؟ وكيف الخروج من هذا المأزق القاتل؟

لن تكون الإجابة بتلك البساطة، بَيْدَ أن بعض التجارب الثورية التحررية الناجحة تقدم جزءًا من الجواب؛ حيث تؤكد أهمية تغليب التناقضات الرئيسية على التناقضات الثانوية- مهما كان حجمها- لجهة حشد كافة الطاقات لمصلحة الهدف الاستراتيجي، وعدم إغراق الحاضنة الشعبية بمعارك جانبية، ريثما تنجلي الغيوم الفكرية والسياسية وتتضح أبعاد المواقف أمام القطاع الجماهيري العريض، الذي سيبقى على ثوابته من الغزوة الصهيونية. وإذا كان معظم النظم العربية الرسمية لم يعد التناقص معها تناقضًا ثانويًا، فإنَّ الدخول في مواجهتها في أتون الصراع العنفي، يعني في العمق تقديم خدمة مجانية للقوى الإمبريالية والصهيونية، والانسياق خلف مخططاتها الجهنمية. غير أن تفجير أوضاعها الداخلية دون الانجرار إلى المحظورات الوطنية والقومية، مسألة معقدة ومركبة، وربما السبيل الوحيد والأقرب للواقعية يتمثل في التركيز على العدو الصهيوني، ووضعها أمام الخيارات الصعبة، وبطبيعة الحال فإنَّ تحالفها العلني والسافر مع الإمبريالية والصهيونية، سيُفقدها- مع اشتداد المواجهة- ثلاثة أرباع قوتها ومشروعيتها على الأقل؟ ولعل هذا ما أشار إليه الدكتور جورج حبش أحد أبرز الرموز الثورية العربية في القرن العشرين، عندما قال إن مواجهة العدو الصهيوني هو الطريق المختصر لصهر جزء كبير من التناقضات العربية في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مواجهة الصلف الصهيوأمريكي مسؤولية إيمانية على كل أبناء الأمة

مواجهة الصلف الصهيوأمريكي مسؤولية إيمانية على كل أبناء الأمة جميل نائف الشرجبي: يمن الأنصار يستمد من الهوية الإيمانية الثبات على الحق وليد النجار: التوحش الصهيوامريكي ارتكب جريمة العصر بحق الأشقاء في غزة ولبنان صالح أبو كحلاء: يمتلك اليمن الدور الحاسم في المعركة المقدسة ضد الاستكبار

الثورة  /

إن ثبات يمن الإيمان في مواجهة الصلف الصهيوأمريكي وتعاظم دور جبهة الإسناد اليمنية رسالة واضحة تؤكد صدق انتماء أبناء الشعب لقيم الإسلام المحمدي الأصيل واندحار العدوان الغاشم الذي يراهن على إخضاع أبناء اليمن لأطماع صهاينة العالم..

الأخ صادق مصلح- المدير التنفيذي للمؤسسة اليمنية للاتصالات- بارك ثبات وصمود أحرار المقاومة في الوطن العربي والإسلامي في مواجهة الطغيان المعاصر المتمثل في جرائم الولايات المتحدة وكيان العدو الغاصب واعتبر قرار الرئيس المتعجرف ترامب باستهداف مقدرات الشعب اليمني محاولة لحماية الكيان الإسرائيلي من غضب وانتقام أحرار العالم.

الإسلام المحمدي

بدوره اعتبر الأخ جميل نائف الشرجبي -مدير عام الوحدة التنفيذية لكبار المكلفين- ثبات يمن الإيمان في مواجهة الصلف الصهيوامريكي رسالة واضحة تؤكد صدق انتماء الشعب اليمني لقيم الإسلام المحمدي الأصيل واندحار العدوان الإجرامي الذي يراهن على إخضاع أبناء اليمن لأطماع صهاينة العالم.

وتابع قائلا: يمن الأنصار يستمد من الهوية الإيمانية الثبات على الحق وعدم الرضوخ لأعداء الإنسانية.

مباركا تعاظم الموقف اليماني الإيماني المناصر لكفاح الأحرار في أرض الأنبياء.

وأكد أن إسهام القوات المسلحة في معركة “طوفان الأقصى” واستمرار الحصار البحري الشامل للملاحة الإسرائيلية والسفن المرتبطة بالكيان الغاصب يمثل مصداقا لحديث الكريم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: “الإيمان يمان والحكمة يمانية” ويجسد الالتزام بالمسؤولية الإيمانية التي تقع على عاتق أبناء الأمة العربية والإسلامية.

وأشاد الأخ جميل نائف الشرجبي بالزخم الجماهيري الذي يتميز به يمن الإيمان والحكمة في إسناد المرابطين في أرض الجهاد المقدس.

محور الجهاد

الأخ وليد النجار- مدير الوحدة التنفيذية للعقارات في مديرية السبعين بأمانة العاصمة- تحدث قائلا: أنظمة التطبيع والخيانة تواصل دورها التدميري ضد العرب والمسلمين من خلال دعم العدوان الصهيوامريكي على يمن الإيمان والحكمة وتواصل هذه الأنظمة الارتهان الكامل للسردية الصهيونية والوقوف في صف التوحش الأمريكي الإسرائيلي الذي ارتكب جريمة العصر بحق الأشقاء الأبرياء في فلسطين ولبنان.

وتابع قائلا: يمن الأنصار يقدم أروع صور التضامن الإسلامي من خلال الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني ولن يتراجع أبناء اليمن عن هذا الموقف الراسخ مهما كان حجم المخاطر والتحديات.

وأشار الأخ وليد النجار إلى أن شعوب الأمة العربية والإسلامية تقف اليوم وجها لوجه أمام التحدي المصيري المتمثل بإيقاف التوحش الصهيوأمريكي الذي يستهدف أبناء العروبة والإسلام.

بطولة وتاريخ

الأخ جمال غوبر – مدير فرع شركة كمران للصناعة والاستثمار بأمانة العاصمة- بارك تصاعد الموقف اليماني البطولي والتاريخي الداعم لقضية المقدسات الإسلامية.

مشيدا بثبات أبناء اليمن في مواجهة الطغيان المعاصر المتمثل في جرائم الولايات المتحدة وكيان العدو الإسرائيلي.

وأكد رسوخ هذا الموقف المبدئي والإنساني والأخلاقي حتى تطهير المسجد الأقصى المبارك وزوال الكيان المحتل.

ونوه إلى أهمية الحذر من مخططات الإدارة الأمريكية الهادفة إلى اغراق العرب والمسلمين في مستنقع التناحر والاقتتال المذهبي وتحريك الجماعات التكفيرية التي تعمل وفق أجندة واشنطن وكيان الاحتلال.

وأشاد الأخ جمال غوبر بموقف قائد الثورة المباركة ويمن الإيمان والجهاد المناصر للقضية الفلسطينية على كل المستويات والتصدي لمخطط تهجير شعب فلسطين إلى إصقاع العالم.

تدريب وتأهيل

الأخ عبدالله الآنسي- مدير عام المعهد العام للاتصالات- حيا ثبات وصمود يمن الإيمان والجهاد في المعركة المقدسة ضد التوحش الصهيوأمريكي وأكد أهمية استشعار المسؤولية الإيمانية في هذه المرحلة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية.

وفي مسار تأهيل الكوادر الوطنية في مجال تكنولوجيا المعلومات بما يسهم في تطوير الأداء المؤسسي في مختلف القطاعات، أوضح المدير العام أن رؤية المعهد هي الريادة والتميز في التدريب والتأهيل وبناء القدرات في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات على المستوى الوطني والإقليمي وتتضمن رسالة المعهد تقديم خدمات تدريبية وتعليمية في مجال تقنية المعلومات من خلال منظومة تدريبية ذات كفاءة عالية بما يلبي احتياجات المستفيدين ويساهم في تحقيق التنمية.

الأرض والمقدسات

الأخ نوير النويرة- مدير الوحدة التنفيذية للعقارات في مديرية الثورة بأمانة العاصمة صنعاء- أكد أن قرار الرئيس الأمريكي الأرعن ترامب بشن الهجمات العدوانية على يمن الإيمان واستهداف مقدرات شعب اليمن هو امتداد لسياسة الانحياز الأمريكي الواضحة والداعمة لحرب الإبادة والتهجير التي يرتكبها الاحتلال الغاصب والتنكر للحق الإسلامي في استعادة الأرض والمقدسات.

وبارك تصاعد العمليات البطولية والتاريخية للقوات المسلحة اليمنية في عمق كيان الأعداء وتواصل حصار الملاحة الصهيونية في البحار والمحيطات.

وتابع: الموقف اليماني المساند لكفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة كان له الأثر الواضح في تحقيق التضامن الإسلامي والدولي الواسع مع غزة ولبنان.

وحيا الأخ نوير النويرة الاستعداد الجهادي ليمن الإيمان والحكمة في مواجهة الطغيان المعاصر.

وأشار إلى أن المسار الجهادي هو السبيل الأكيد لحماية وصون الأرض والإنسان.

غزة ولبنان

الأخ صالح أبو كحلاء -مدير عام المنطقة الثانية بالمؤسسة المحلية للمياه  في أمانة العاصمة صنعاء- تحدث قائلا: بعون الله تعالى وتأييده استطاعت الجمهورية اليمنية أن تكون في طليعة الدول التي تساند المقاومة الإسلامية في غزة وجنوب لبنان من خلال الإسهام الفاعل في معركة طوفان الأقصى.

وأضاف: بصمود وثبات المحور المقاوم لم تفلح المخططات الصهيوامريكية في إخضاع المجاهدين في قطاع غزة لشروط الاحتلال.

وأشاد الأخ صالح أبو كحلاء بالإسهام اليماني الفاعل والحاسم في المعركة المقدسة ضد الاستكبار العالمي على كل المستويات العسكرية والجماهيرية والإعلامية.

ترسيخ الانتماء

الأخ محمد جباري -مدير الوحدة التنفيذية للعقارات في مديرية الصافية بأمانة العاصمة- أوضح أن يمن الأنصار يستمد من هوية الإيمان الثبات على الحق في مواجهة أعداء الأمة ويمضي بعزيمة لا تلين في مسار ترسيخ الانتماء للإسلام المحمدي الأصيل الذي لا يقبل الهزيمة والرضوخ لطواغيت العصر وسيظل أبناء اليمن إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان وكل أحرار العالم حتى تحقيق الحرية والسيادة وزوال الاحتلال.

ونوه الأخ محمد جباري إلى أهمية توحيد الصف العربي والإسلامي في مواجهة الطغيان المعاصر المتمثل بالتوحش الصهيوامريكي باعتبار هذا الموقف مسؤولية إيمانية تقع على عاتق العرب والمسلمين.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • زمن بورقيبة التونسي
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية
  • قلاع التخلف الحصينة تعيق يقظة الأمة
  • دعوات ماليزية باكستانية لتحركات عملية لنصرة غزة
  • ترف المثقف وقضايا الأمة
  • القوّات في مواجهة حزب الله أم القوى المسيحية؟
  • مواجهة الصلف الصهيوأمريكي مسؤولية إيمانية على كل أبناء الأمة
  • خطاب السيد القائد يربك حسابات الأعداء ويعزز يقين الأمة بنصر محور المقاومة
  • معركتنا الوطنية في خطر
  • المراكز الصيفية.. حيث تصاغ الأمـة التي كسرت هيبة أمريكا