ما علاقة استهداف السيد حسن نصر الله باللعبة الأمريكية؟
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
يمانيون/ كتابات/ مطهر الأشموري
.المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إلى السيد ترامب
السيد ترامب، رئيس أمريكا، أتمنى أن تصلك رسالتي، ربما يعود إليك صوابك الذي نسيتَه في لحظة نشوة الانتصار برئاسة أمريكا، وروحتَ تطلق التصريحات الرنانة والشعارات المزيفة. ومن ضمن ما قلتَ أنه على مصر أن تستقبل المهجرين الفلسطينيين إلى سيناء لمدة قصيرة أو طويلة!!
للأسف، وقعتَ في المحظور، واستطعتَ بسبب تصريحاتك الهوجاء أن تجعل الشعب المصري، عن بكرة أبيه، سواء مؤيدين أو معارضين، يلتف جميعًا حول قيادته وجيشه بصورة لم يسبق لها مثيل. ولأنك جاهل جدًا بالتاريخ، نسيتَ من هي مصر ومن هو رئيسها؟!
مصر، يا سيد ترامب، طوال تاريخها لا تقبل شروطًا من أحد، ومنذ آلاف السنين هزمت التتار والهكسوس شر هزيمة، رغم أنهم هزموا جميع الدول وأعدموا زعماءها وقتلوا شعوبها، ولم يستطيعوا هزيمة مصر.
وفي العصر الحديث، قامت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بضرب مصر من أجل عيون إسرائيل. ومن قبل، احتلوا مصر لعشرات السنين، ولم يستطيعوا البقاء فيها، ولم يغيروا لغتنا العربية، ولا ديننا سواء الإسلام أو المسيحية، ولا لهجتنا، ولا طباعنا. وخرجوا من مصر يجرون أذيال الخزي والعار مكسورين بسبب مقاومة الشعب المصري لهم، وإنهاك قواهم.
وفي 6 أكتوبر عام 1973، شنّت قواتنا المسلحة حربًا ضد إسرائيل لاستعادة أرضنا بما نملكه من سلاح ضد ترسانة الأسلحة التي كنتم ترسلونها إلى العدو الإسرائيلي. وكان لدينا زعيم عظيم في ذلك اليوم، ابن مصر البار، الذي خدع الأقمار الصناعية والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وقضى على الأسطورة الإسرائيلية التي لا تقهر كما كانوا يزعمون.
والشيء الذي لا تعلمه يا سيد ترامب هو أن مصر ليست كأي دولة ممن تتوعدهم بالسب والشتائم، والوعيد.وليس لدينا قواعد عسكرية أمريكية كي تهددنا بها من حين لآخر، وليس لمصر أموال في بنوك أمريكا لكي تسطو عليها بحجة أنها مقابل دم الجنود الأمريكان، وللأسف كما تردد بمئات المليارات. ولا أعلم كيف يأتمنكم الأخوة العرب على أموالهم السرية والمعلنة وهم يعرفون أنكم لصوص الأرض والمال والحرية!!
وبخصوص رئيس مصر الحالي القائد عبد الفتاح السيسي، ليس لديه حسابات سرية ولا علنية لديكم، ولا يخشى شيئًا من الأموال أو الأسرار. فهو رجل شريف ويعرف الله جيدًا. وكل رؤساء مصر كانوا شرفاء وحموا مصر من غطرستكم لأنكم لا تعرفون معنى قدسية الأرض والعرض، ولن ينسى لكم التاريخ أنكم قمتم بسرقة ملك الهنود الحمر، وقتلتمهم، واحتللتم أرضهم، وزرعتم إسرائيل في قلب المنطقة كي تظل المنطقة مشتعلة بالحروب والخراب، لتعمل مصانع الأسلحة لديكم. وأشعلتم المنطقة في حروب لا تنتهي من أجل صالح إسرائيل من النيل إلى الفرات.
قتلتم ملايين الأطفال والشيوخ والنساء في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وقتلتم قادة العراق وليبيا واليمن، واعتديتم على شرف الرجال في سجن أبو غريب وجوانتانامو بحجة الحرية والديمقراطية. وللأسف ضاعت هذه الدول بعد أن سرقتم بترولها وأموالها، وقتلتم شعوبها. ولم تتوجعوا من أنهار الدماء التي سالت في غزة، وبأسلحتكم الفتاكة تم قصف مدينة غزة، وأصبحت ركامًا. ومع ذلك، رفض أهل غزة التهجير، ورفض زعيم مصر أن تكون سيناء وطنًا بديلًا لأحد، وستظل سيناء المباركة مقبرة لكل غازٍ أو طامع. ويكفي أن تفهم وتعرف أن كل حبة رمل في سيناء على جسدها آثار من دم شهيد.
ونصيحتي لك، سيد ترامب، أن تقرأ تاريخ مصر جيدًا لعلك تفهم أن مصر دولة شامخة قوية ليست كأي دولة مما تعرفهم، وتأمرهم فيعطونك تمامًا لأننا مسلمون ومسيحيون في رباط إلى يوم الدين.