خبراء: الإمارات حققت التناغم بين مخرجات التعليم وأسواق العمل
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
أكد عدد من الخبراء في قطاع العمل والتنمية المجتمعية، أهمية البيانات والإحصاءات في سنِّ التشريعات واتخاذ القرارات ورسم الاستراتيجيات الطموحة بما يعزز من الواقع الاقتصادي، وخلق آلافٍ من فرص العمل وتقليل نسب البطالة، على اعتبارها ثروة معلوماتية هائلة، يلجأ إليها صناع وقادة الأعمال لمعرفة طبيعة سوق العمل في بلدانهم.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية «كبسة زر لإنهاء البطالة في العالم» التي استضافها المنتدى الإقليمي للبيانات والتنمية الاجتماعية، في دورته الأولى التي تقام يومي 9 و10 أكتوبر الجاري.
شارك في الجلسة، ماموسو باتريشيا كومي ماساكوا، نائبة وزيرة التعليم الأساسي والثانوي في سيراليون، ورافائيل دييز دي ميدينا، مدير إدارة الإحصاءات وكبير الإحصائيين في منظمة العمل الدولية، ومحمد العلوي، مدير تنفيذي الشؤون الاقتصادية بالإنابة في مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية «نافس»، وأدارها الدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق في مصر والرئيس التنفيذي ومدير المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة).
وقالت ماموسو ماساكوا: «تتميز التركيبة الديموغرافية في سيراليون بوفرة فئة الشباب الذين يشكلون أكثر من النصف، وأسهمت البيانات المتاحة في استهداف هذه الفئة بمجموعة من المبادرات والخدمات لتعزيز التعليم بين صفوفها، وتطوير المرافق والمناهج في مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا».
وأضافت: «خلال السنوات الـ5 المقبلة، نستهدف خلق أكثر من نصف مليون وظيفة، ضمن فئات مهارية وحرفية معينة، ولدينا برنامج وطني واعد لتنمية مهارات الشباب وتدريبهم على الوظائف الجديدة بتمويل خارجي».
بدوره، أشاد رافائيل ميدينا، بتجربة الإمارات في توظيف المعلومات والبيانات، لإجراء الدراسات والأبحاث، كذلك في مواءمتها للجانب الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وتقليل نسب البطالة، وحتى في تعزيز القطاع الزراعي وصناعاته ومنتجاته.
وأوضح: «ينبغي التركيز على الاتجاهات الديموغرافية وتركيبة الشباب لمعرفة نقاط القوة والضعف لسد الفجوات في سوق العمل، وتبني آليات الذكاء الاصطناعي لمساعدة صناع القرار في رسم خطوط المستقبل».
من ناحيته، قال محمد العلوي: «نؤمن في الإمارات بأهمية الشباب ودورهم في بناء المجتمع وتنمية الاقتصاد الوطني، حيث عملنا وبفضل منظومة البيانات الهائلة والإحصاءات الدقيقة على ردم الفجوات في سوق العمل وتقليل مستوى البطالة بين الشباب الإماراتي».
وأضاف: «برنامج (نافس) الذي يهدف لخلق وظائف للشباب الإماراتي بالقطاع الخاص، أسهم بشكل كبير في الحفاظ على ديناميكية سوق العمل لدينا، حيث يقوم على توظيف أكثر من 20 مواطناً في الشركات الخاصة، مع الإشارة إلى أن عدد الملتحقين به من المواطنين بلغوا 114 ألفاً، ونستهدف الوصول إلى 170 ألفاً في 2026».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات التعليم سوق العمل سوق العمل
إقرأ أيضاً:
المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
◄ يجب أن تُركِّز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي
د. مسلم بن علي بن سالم المعني **
نُسلطُ الضوء في هذا المقال على الجانب السلوكي لدى الطالب، وهو الجانب الذي إما يجهله الكثير من أعضاء هيئة التدريس أو لا يعرفون كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ومخرجات التعلم القائمة على السلوك تركز على القيم والمعتقدات والتفكير الذهني الذي يوجه الطالب في كيفية التعامل مع ما يطلب منه تنفيذه أثناء الدراسة أو التعامل مع الآخرين أو التصرف في سياقات مُحددة.
ففي السنة الأولى؛ وهي السنة التي يلتحق فيها الطالب بالدراسة في التخصص، تركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على غرس السلوك الإيجابي لدى الطالب اتجاه التعلم والنزاهة الأكاديمية وتشجيعه على الانضباط الذاتي وإدارة الوقت، وهي عوامل جميعها تساهم في صقل شخصية الطالب بإظهار سلوك واحترام للمعايير الأكاديمية.
أما في السنة الثانية، فتركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على قدرة الطالب على التحلي بالسلوك المهني اتجاه مجال دراسته المعرفي وتشجيعه على التفكير بأهمية التعلم على مدى الحياة وحب الاستكشاف، وهي عوامل جميعها تساهم في توليد التفكير الناقد لدى الطالب وانفتاحه على الأفكار الجديدة.
وفي السنة الثالثة من الدراسة، تستهدف مخرجات التعلم القائمة على السلوك جوانب مثل تعزيز الدور القيادي لدى الطالب والعمل ضمن الفريق والتحلي بالأخلاقيات المهنية مع تمكين الطالب من تحقيق هوية مهنية له ونهج مهني أثناء مواجهته التحديات. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات يجب أن يتحلى بالقدرة على العمل الجماعي والقيادة ضمن المشروعات الجماعية التي يطلب منه تنفيذها.
وأخيرا تأتي السنة الرابعة لتتوج المجال السلوكي حيث يتولد لدى الطالب سلوك يركز على الجانب الوظيفي والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية وهي إما التحاقه بسوق العمل أو مواصلة دراسته العليا، مع تشجيع الطالب على التحلي بالقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والتحلي بالأخلاقيات المهنية لمجال تخصصه. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات على هذا المستوى المتقدم يجب أن يتحلى بالقدرة على إظهار المهنية والقدرة على التكيف مع تحديات بيئات العمل.
وبناءً عليه يجب أن تركز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على مجالات ثلاثة: المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. فلو فعلا تمكنا من تصميم وتنفيذ برنامج يغطي المجالات الثلاثة لتولدت لدى الطالب معارف ومهارات وسلوكيات تمكنه من الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات الجديدة بكل كفاءة واقتدار. فمن السلوك الإيجابي المتمثل في حب التعلم والنزاهة الأكاديمية والانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت في السنة الأولى إلى تطوير سلوك التفكير الناقد والانفتاح على الأفكار الجديدة في السنة الثانية، يستطيع الطالب أن يطور سلوكيات إيجابية للعمل بروح الفريق الواحد مع تولد صفات قيادية له يستطيع من خلالها أن يقود فريق العمل معه في السنة الثالثة لينتقل إلى السنة الرابعة والأخيرة والتي تبني شخصية الطالب في المهنية في العمل والتكيف مع المُتغيرات.
فهل فعلًا تركز برامجنا الأكاديمية على المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية؟ وهل حقًا برامجنا الأكاديمية تصقل المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية عند منحه الدرجة العلمية في التخصص؟
** عميد كلية الزهراء للبنات