وكالات:

أثبتت المقاومة الفلسطينية على مدار عام مضى، دارت فيه جولات متواصلة من الاشتباكات والمعارك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، التحاما ووحدة لم تكن مثلها قبل السابع من أكتوبر، لتلتفّ كلها كفصائل مقاومة خلف فكرة مقاومة المحتل عسكريا قبل الانتماء الفصائلي، ولتكون صاحبة قرار مشترك بمعزل عن أي اختلافات كانت سابقا.

من المنازل والشوارع والمباني ومن تحت الأرض؛ يلتحم مقاومون من فصائل مختلفة ويجهزون الكمائن ويستهدفون آليات الاحتلال وقواته على امتداد قطاع غزة.

والتنسيق المشترك بين الفصائل المقاومة خاصة في قطاع غزة، ظهر كبيرا جدا على مستوى القيادات والمقاومين في الميدان، وهو ما أدى في كثير من الأحيان إلى تنفيذ عمليات قوية وضارية كبدت الاحتلال خسائر كبيرة.

ورغم الإمكانيات التي تمتلكها “دولة الاحتلال” مقارنة بفصائل المقاومة الفلسطينية، إلا أن الأخيرة أظهرت تفوقا غير مسبوق على الأرض، وأصبحت قادرة على النهوض مجددا في كل مرة، والسيطرة على المناطق فور خروج الاحتلال منها، وهو ما يؤكد أن المقاومون من مختلف الفصائل موجودون في كل المناطق بلا استثناءات.

وخلال أشهر الحرب وعلى امتدادها، توالت التصريحات القيادية في الفصائل المقاومة لتؤكد أن هناك تنسيقا عالي المستوى بين الأجنحة العسكرية، ليثبت الميدان في كل مرة أن هذه التصريحات كانت واقعا غير قابل للتبديل.

وبالعودة إلى بيانات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي قادت المعارك في قطاع غزة على امتداد اثني عشر شهرا، فإنه ومنذ تاريخ 25 يناير وحتى 25 سبتمبر الماضي، أي على مدار 8 أشهر متتالية، نفذت القسام 53 عملية مشتركة معلن عنها، مع فصائل مقاومة أخرى أبرزها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وفي ذات السياق، نفذت سرايا القدس منذ 11 يناير الماضي وحتى 6 أكتوبر الجاري 67 عملية مشتركة مع فصائل أخرى بما يشمل العمليات المشتركة مع كتائب القسام.

وأوقع الفصيلان المقاومان الأكبر في قطاع غزة كتائب القسام وسرايا القدس إلى جانب الفصائل المقاومة الأخرى، خلال عملياتها المشتركة قتلى وجرحى وتمكنت خلالها من تدمير عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية في كمائن محكمة بعضها مزدوج.

وأثبتت المقاومة في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية أنها في أفضل مراحل التنسيق والتكامل بكل تشكيلاتها، في المواجهة والاشتباك، وأكدت كذلك أن المقاومة مستمرة بغض النظر عن تشكيلاتها وتبعيتها السياسية والعسكرية؛ وستبقى ما دام الاحتلال مستمرا في استهداف الشعب الفلسطيني.

تحمل العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في الميدان، رسائلَ عديدة، أبرزها زيادة مستوى التنسيق والتعاون الميداني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يُظهر بوضوح أن المقاومة وصلت إلى مستوى متطوّر من التنسيق والتكامل في مراحل التخطيط والتنفيذ للعمليات المشتركة.

جعبة المقاومة تفاجئ جيش الاحتلال

ويظهر التنسيق بين فصائل المقاومة الفلسطينية، أن الاحتلال فشل في تحقيق أحد أهم أهداف الحرب على قطاع غزة وهو زعزعة التعاون بين الفصائل الفلسطينية التي تشكلت كالصفوف المتراصة، وضرب حاضنتها الشعبية.

ومعظم عمليات المقاومة المشتركة ضد الاحتلال داخل قطاع غزة؛ تشير إلى أن هناك تعاونا في المجال الاستخباراتي وجمع المعلومات بين الفصائل المقاومة والتي ينتج عنها استهداف مواقع يتمركز فيها جنود وآليات الاحتلال، في عمليات مشتركة ونوعية.

ويواصل مقاومو الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، معاركهم وعملياتهم وكمائنهم تحت القصف وإطلاق النار، وهو ما خلق تحديا كبيرا أمام قوات الاحتلال بسبب العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية، التي استهدفوا فيها على مدار العام الماضي، قوات الاحتلال من مسافة صفر في عشرات العمليات النوعية التي حققوا فيها خسائر كبيرة في قوات الاحتلال، وهو ما أثر على الروح القتالية لجنود الاحتلال في وقت لاحق أثر على أداء الجيش ككل على أرض غزة وزعزع ثقتهم بمنظومتهم العسكرية.

ويعتبر تكثيف التعاون بين الفصائل المقاومة في قطاع غزة؛ خاصة بين سرايا القدس وكتائب القسام، متكاملا من المستوى التخطيطي حتى أدنى مستويات التنفيذ بما يساعد في فعالية عملياتها وإدارة المعركة وعدم حدوث ازدواجية في التعامل مع الأحداث.

ولا تزال فصائل المقاومة تثبت قدرتها على توظيف ما يتوفر لها من إمكانات محدودة من أجل إدامة المعركة وعدم تمكين الاحتلال من تحقيق النصر، مما يجعلها أقرب للنصر.

محاولات إسرائيلية لشق الصفوف عنوانها ملف الأسرى

وسبق أن كشفت حركة الجهاد الإسلامي، عن تحركات أجراها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف شق وحدة الصف الفلسطيني في ملف التفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى، مشيرة إلى أن نتنياهو أرسل مبعوثا من الأمم المتحدة للتفاوض مع الحركة على صفقة تبادل دون حماس.

وفي هذا الصدد أكدت الجهاد، على تفويضها حركة حماس في المفاوضات ورفض المقترحات بالخصوص.

وأجمعت الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على الالتفاف خلف قرارات حركة حماس بشأن المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي المقاومة الفلسطینیة الفصائل المقاومة فصائل المقاومة بین الفصائل فی قطاع غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

الغرفة المشتركة للفصائل: لولا هذه الأمور لما استطاعت المقاومة الصمود

أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الإثنين، بيانًا، في ذكرى مرور سنة على معركة "طوفان الأقصى".

وقالت في بيانها: لا يزال هناك الكثير ليراه العدو من تبعات وآثار استراتيجية مهمة في مسار الصراع مع الاحتلال مما ستحمله قابل الأيام والشهور والسنوات. 

وأضافت، "لولا احتضان شعبنا لمقاوميه وأبطاله ولولا صمود أهلنا  في وجه عدوان الاحتلال غير المسبوق وإبادته الشاملة ورفضهم لمخططات التهجير إلى خارج القطاع، لما استطاع المقاومون أن يصمدوا في وجه آلة حرب الاحتلال العاتية".

وفيما يلي نص البيان كما وصل وكالة سوا:

بيان صادر عن: الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية:

بسم الله الرحمن الرحيم
"
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"

عام على طوفان الأقصى.. المقاومة موحدة وستنتصر

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم.. يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية:

عامٌ على بدء معركة طوفان الأقصى، التي انطلقت شرارتها من غزة في السابع من أكتوبر وامتدت مفاعيلها لتصل إلى كل أرجاء الأرض، فهبت شعوب العالم الحر كلٌ يقاوم بما يستطيع، فمنهم من ساند مقاومة شعبنا بالسلاح والقتال وآخرون بالاحتجاج والتظاهر الشعبي والدعم السياسي وذلك أضعف الإيمان.

لقد كان عبور السابع من أكتوبر وما تبعه حدثاً فارقاً في نضال شعبنا وأمتنا وسيسجل في التاريخ كنقطة تحول كبرى أساءت وجه الكيان الغاصب وأسقطت مرة وإلى الأبد نظرية الردع التي حاول فرضها منذ تأسيسه، وفتحت الباب أمام مقاومي الأمة الأحرار للالتحام بمقاومي فلسطين ومناضليها كخطوة على طريق تحرير فلسطين بسواعد الأحرار.

لقد جن جنون الاحتلال وقيادته المتعجرفة من هول صدمة طوفان الأقصى، فكيف لصاحب الحق بإمكاناته المتواضعة والمحاصر منذ سنوات في بقعة صغيرة بلا أي مقومات للمقاومة، أن يمرغ أنف كيان مدجج بالسلاح  في التراب ويسحق فرقة غزة العسكرية، التي كانت تعدّ أقوى فرقة في جيش العدو وأشدها مراساً وأكثرها استنفاراً، لقد شكلت هذه الضربة المفاجئة صدمة لقيادة الاحتلال وأجهزة أمنه واستخباراته وجيشه، ولا يزال هناك الكثير ليراه العدو من تبعات وآثار استراتيجية مهمة في مسار الصراع مع الاحتلال مما ستحمله قابل الأيام والشهور  والسنوات بإذن الله.

لقد بلغ غضب شعبنا ومقاومتنا ذروته يوم السابع من أكتوبر الماضي مع العدوان المتصاعد على الأقصى والخطوات المتسارعة لتدنيسه واستباحته وتقسيمه زمانيا ومكانياً والخطوات غير المسبوقة التي تمهد لهدمه وبناء الهيكل المزعوم دون أن يحرك العالم ساكناً، أما الأسرى في سجون الاحتلال فالجرائم ضدهم بلغت حداً لا يطاق في ظل إجراءات المتطرف الفاشي بن غفير، وغزة التي يخنقها الحصار ويراد لها أن تموت ببطء، والضفة التي تتسارع الخطوات لضمها لدولة الكيان ويبتلعها الاستيطان، لهذا وغيره الكثير انفجرت مقاومة شعبنا في وجه جلاديه وقاتل شعبنا محتليه بأظافره وبكل ما يملك رغم علمه بأن ثمن الحرية والانعتاق هو ثمن كبير.

ولقد شكلت وحدة المقاتلين في الميدان على مدار عام كامل من القتال والاستبسال في صد العدوان والالتحام بآليات الاحتلال مشهداً عظيماً، ومثلت عامل قوة إضافية لكل قوى المقاومة التي تساندت وتكاملت بالمعلومات والعتاد والرجال والقتال كتفاً لكتف وكبدت العدو خسائر فادحة في الجنود والآليات وأوقعت قواته في كمائن محكمة أعدت في كل شارع وحي وزقاق، وأوصلت رسالة للعدو أن كل شعبنا وفصائلنا يتبنون المقاومة كخيار هو قدر الشعوب الواقعة تحت الاحتلال وحقها المقدّس، فهؤلاء المقاومون هم أبناء شعبنا العظيم وعائلاتنا المعطاءة وعشائرنا الصامدة ومدننا وقرانا الأبية، ولولا احتضان شعبنا لمقاوميه وأبطاله ولولا صمود أهلنا  في وجه عدوان الاحتلال غير المسبوق وإبادته الشاملة ورفضهم لمخططات التهجير إلى خارج القطاع، لما استطاع المقاومون أن يصمدوا في وجه آلة حرب الاحتلال العاتية، فلم يجد العدو أمام فشله في الميدان وعجزه عن تحقيق أي من أهداف الحرب سوى أن يمارس حرب إبادة بحق المدنيين والأبرياء موقعاً عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ومدمراً الحجر والشجر والمعالم ومستهدفاً مراكز الإيواء والمراكز الطبية غير مبالٍ بأية محرمات، آملاً أن يكسر شعبنا أو أن يجعله ينفض من حول المقاومة، وعلى عكس ما تمنى الاحتلال فقد رأينا تسابق أبناء شعبنا للالتحاق بركب المقاتلين قبل وخلال الحرب للانخراط  في هذه المعركة المقدسة.

ولم تتأخر ضفتنا الباسلة عن الالتحاق بهذا الطوفان الذي هز أركان الاحتلال فانتفض مقاتلوها الشجعان في وجه جيش الاحتلال ونقاطه العسكرية وقطعان مستوطنيه، ونفذوا عمليات بطولية في الضفة والداخل المحتل، وشكلوا قواعد حصينة في عدد من المدن والمخيمات الفلسطينية تكاتفت فيها جهود المقاومين من كل الفصائل وطوروا من أدواتهم وتصدوا لقوات الاحتلال التي حاولت اجتثاثهم وتدفيعهم ثمن مقاومتهم وكبدوها خسائر فادحة ولا يزالون يعدّون للمزيد والقادم أعظم على أيدي أبطال الضفة ومقاوميها بعون الله.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • حماس: جرائم الاحتلال في غزة والضفة لن تمر دون عقاب
  • حزب الله: عملية طوفان الأقصى تمثل إرادة المقاومة الفلسطينية
  • فصائل المقاومة الفلسطينية: الكثير بانتظار العدو وموحدون في رؤيتنا وقرارنا
  • تعرف على جبهات إسناد المقاومة الفلسطينية في لبنان بعد طوفان الأقصى؟
  • في الذكرى الأولى لـ«7 أكتوبر».. الفصائل الفلسطينية تقصف تل أبيب برشقة صاروخية
  • الغرفة المشتركة للفصائل: لولا هذه الأمور لما استطاعت المقاومة الصمود
  • عام على "طوفان الأقصى".. حماس في ذكرى 7 أكتوبر: سنقاوم حتى زوال الاحتلال
  • فصائل المقاومة الفلسطينية توجه التحية لجبهات الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية
  • عام على طوفان الأقصى.. المقاومة الفلسطينية تواصل صمودها في وجه العدوان الغاشم