تساهم كلية التربية الموسيقية بـجامعة حلوان، كما عودتنا على مدار عقود، في إثراء الحياة الأكاديمية المصرية مع الحفاظ على الارتباط الوثيق بالمجتمع.. فهي تدمج الفن بالمجتمع، وتبرز دور الموسيقى في تعزيز التواصل المجتمعي، وانطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الرابع (العلمي الثاني عشر) تحت عنوان "الموسيقى والمجتمع في القرن الحادي والعشرين – رؤى وتجارب القاهرة، تحت رعاية وحضور الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، الدكتور عماد أبو الدهب، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.

ويقام تحت اشراف الدكتورة شيرين عبد اللطيف، عميد الكلية وأستاذ الموسيقى العربية والتأليف الموسيقي العربي وآلة العود ورئيس المؤتمر، الدكتورة ماجدة العفيفي، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي وأستاذ الموسيقى العربية (قانون)، ومقرر المؤتمر، الدكتورة نهلة مطر، أمين المؤتمر.

وشهد المؤتمر حضور عمداء كليات جامعة حلوان، والفنان حلمي عبد الباقي، وكيل نقيب الموسيقيين، ممثلًا لنقابة المهن الموسيقية، وأعضاء مجلس النقابة.

يأتي المؤتمر الدولي الرابع للكلية كمنصة لتبادل التجارب والرؤى في هذا المجال الريادي والتنويري، وإيماناً من المنظمين بأهمية الدور الاجتماعي للموسيقى في الألفية الجديدة، ويُعقد المؤتمر بشراكة علمية مع  المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية،  وبرعاية نقابة المهن الموسيقية، ومشروع موسيقى المدارس بياماها - الخليج، وشراكة تنظيمية مع الجمعية الدولية للتربية الموسيقية ISME، حيث يهدف المؤتمر إلى استكشاف وتحليل الدور الاجتماعي للموسيقى في عصرنا الحالي، داعياً المختصين والمهتمين للمشاركة في إثراء النقاش حول هذا الموضوع الحيوي.

افتتح المؤتمر الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان مرحباً بالحضور ومؤكداً على الدور المحوري للموسيقى في المجتمع، حيث استعرض نماذج بارزة من تاريخ مصر والوطن العربي تجسد هذا الدور، فأشار إلى سيد درويش الذي كان قائداً للثورة وزعيماً ساهم بموسيقاه المنسوجة بالنسيج المصري في إشعال الثورة وتقدم الصفوف، كما ذكر الشيخ زكريا أحمد كأحد المجددين في الموسيقى، وأم كلثوم التي كانت تجمع الوطن العربي بأكمله لسماعها وساهمت في الكفاح الشعبي والحربي، وأكد قنديل أن الموسيقى ليست مجرد وسيلة للترفيه بل هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب على مر العصور، فهي تحمل في طياتها قدراً هائلاً من القوة للتأثير على الأفراد والمجتمعات، وتلعب دوراً حيوياً في التعبير عن الأفكار والمشاعر وتعزيز الوحدة والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع، كما تضفي أجواء من الفرح والانسجام والتحفيز بين المستمعين في كافة المناسبات العامة والوطنية.

وأضاف رئيس جامعة حلوان أن الجامعة تتميز باحتوائها على كليات فنية فريدة ومميزة، مؤكداً أنها الكليات الأم والرائدة والمعاصرة في مجالاتها، مما يدفعهم للعمل على تطويرها بشكل دوري لتحقيق القيادة في المجال الفني والأكاديمي، وأشار إلى أن الموسيقى أصبحت علماً قائماً بذاته، مستذكراً علامات رائدة من تاريخ كلية التربية الموسيقية مثل الفنانة رتيبة الحفني، إحدى أبرز علامات الأوبرا، والفنان هاني شنودة المعروف بتجديداته في الموسيقى، وأكد أن هذا المؤتمر يأتي في وقت مناسب لمناقشة قضية الاهتمام بعلوم الموسيقى كأساس للكلية، والعمل على تغيير الرؤية والفلسفة التعليمية بما يتواكب مع متطلبات العصر الحديث.

أشادت الدكتورة شيرين عبد اللطيف في كلمتها بالمؤتمر بالدور البارز لرئيس جامعة حلوان في دعم الأنشطة الطلابية والكليات والفنون، وأوضحت أن المؤتمر يسعى لتحقيق عدة أهداف رئيسية تتمثل في تبادل أحدث طرق تدريس الموسيقى المبنية على تعدد الثقافات، ومناقشة دور العلوم الموسيقية التربوية في التنمية المستدامة، واستعراض التغيرات المهمة في سوق العمل الموسيقي، والمساهمة في تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، إضافة إلى مواكبة الاهتمام العالمي في مجال علوم وفنون التربية الموسيقية وتعزيز التواصل بين الجهات المعنية بالموسيقى والفنون محلياً وإقليمياً ودولياً للارتقاء بالذوق الفني.

وأضافت أن المؤتمر يتناول ثمانية محاور رئيسية وهي التربية الموسيقية ومتطلبات سوق العمل، والعلاج بالموسيقى والفنون، والموسيقى وذوى الاحتياجات الخاصة، والموسيقى والذكاء الاصطناعي وتحديات القرن الحادي والعشرين، ودور الموسيقى والفنون في تنمية البيئة وخدمة المجتمع، والموسيقى وتعدد الثقافات، والموسيقى والمشاركة المجتمعية، وأخيراً العلوم الموسيقية والتنمية المستدامة لخدمة المجتمع.

كما يشارك في المؤتمر العديد من الأبحاث من مختلف مناطق القطر المصري ومن المشرق والمغرب والخليج العربي.

وتضمن المؤتمر فقرة فنية قدمها أساتذة وطلاب الكلية من خلال مجموعة من روائع الفن الموسيقي العربي والغربي على حد السواء، عزف منفرد للدكتور علاء حسين صابر الموسيقى أغنية "قلبي القاسي" لسعد عبد الوهاب، و مجموعة الوتريات من أساتذة الكلية، و مقطوعات عالمية والابتهالات والتواشيح والمتميز وفرقة كورال صوت العاصمة بقيادة الدكتورة داليا حسنين ، وميدلي سيد درويش من توزيع الدكتور أحمد فايز وغناء كورال صوت العاصمة.

جدير بالذكر أن الحرم الحالي لكلية التربية الموسيقية يقع في منطقة الزمالك، ويتمحور حول قصر محمد إسماعيل المتميز بطرازه المعماري القوطي. وتمتلك كلية التربية الموسيقية تاريخاً عريقاً باعتبارها الكلية الأم التي اهتمت بنقل المعرفة الموسيقية وتأصيلها، كما رسخت مكانة المدرس الفنان في المجتمع المصري. أسس الكلية الدكتور محمود الحفني عام ١٩٣٥ بعد عودته من بعثته الدراسية في ألمانيا، وذلك في أعقاب انعقاد مؤتمر الموسيقى العربية الأول، المعروف باسم مؤتمر القاهرة ٣٢. وقد جاء تأسيس الكلية استجابةً لتوصيات لجنة التربية الموسيقية التي انبثقت عن هذا المؤتمر.

وقد استضاف فعاليات المؤتمر مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان والذي أصبح وجهة للمؤتمرات العلمية، وذلك تحت إشراف الدكتور أشرف رضا المدير التنفيذي للمجمع ومستشار رئيس الجامعة للفنون، وقام بتقديم فعاليات المؤتمر الإعلامي خالد سعد كبير مذيعين القناة الأولى بالتليفزيون المصري.

وفي ختام فعاليات المؤتمر تم تكريم  المشاركين ورموز الفن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان كلية التربية الموسيقية التربية الموسيقية جامعة حلوان دور الموسيقى التربیة الموسیقیة رئیس جامعة حلوان فعالیات المؤتمر

إقرأ أيضاً:

مناقشة توظيف عناصر الموسيقى في ختام ندوات مهرجان الإسماعيلية

اختتمت بقصر ثقافة الإسماعيلية، اليوم الأحد، الندوات العلمية المتخصصة حول استلهام وتوظيف عناصر التراث والمأثور الشعبي في فرق الفنون الشعبية ضمن مهرجان الإسماعيلية الدُولي للفنون الشعبية في دورته الرابعة والعشرين، المنعقد برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، وتقيمه وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، والعلاقات الثقافية الخارجية، بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية.

وتناولت الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية مناقشة "توظيف عناصر الموسيقى في فرق الفنون الشعبية" وأدارها الشاعر د. مسعود شومان، وشارك بها د. محمد شبانة أستاذ الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى الشعبية، الفنان ماهر كمال مدير المهرجان، الباحث والملحن أشرف عوض الله. 

واستهل "شومان" حديثه بتهنئة الحضور بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر العظيم، قائلا: نحتفل مع الفرق الموسيقية التي تغنت وناضلت بالأغنيات في ظل الحروب والمقاومة الشعبية بمدن القناة.

وأشار إلى الآلات الموسيقية المستخدمة في الفنون الشعبية منها آلالات النفخ الخشبية والمصنوعة من الغاب، والآلات الوترية كالسمسمية والرباب،  والإيقاعات.

وأضاف أن فرق الفنون الشعبية عليها أن تستخدم كل المعطيات البيئية الخاصة بها من الآلات الموسيقية وتكون ذات صلة بالرقصات المقدمة حتى تكون فرق فنون شعبية حقيقية وليست فرق استعراضية.

وتحدث أشرف عوض الله عن عناصر الموسيقى بشكل عام، موضحا أنها تتكون من الإيقاع، اللحن، الموسيقى التوفيقية "الهارموني"، الطابع الصوتي.

وتطرق إلى الآلات الموسيقية المستخدمة في الفنون الشعبية وأنواعها، موضحا أن السمسمية هى آلة خاصة ومميزة ومرتبطة بثقافة منطقة القناة، وأضاف أن كل آلة موسيقية لها استخداماتها المرتبطة بمناسبة معينة، ارتبطت السمسمية بروح المقاومة الشعبية، وآلة "الناي" يتم استخدمها لتعبير عن الجمل الحزينة. وأشار إلى أهمية توثيق وجمع و تدوين الموسيقى الشعبية خوفا من الاندثار أو النسيان.

وفي كلمته أوضح ماهر كمال التغييرات التي طرأت على آلة السمسمية، موضحا الفرق بين آلة "السمسمية" وآلة "الباسنكوب"، بشكل علمي وعملي، وذلك بمشاركة العازفين على هذه الآلات الموسيقية. وتناول المقامات الموسيقية المستخدمة في كل الآلات الموسيقية الشعبية التى تستخدمها الفرق الفنون الشعبية مثل "المجرونة، السمسمية، الناى، الباسنكوب".

كما قام بتوضيح الفرق بين غناء أغنية "بتغنى لمين ياحمام" من خلال ثلاث نماذج مختلفة من الجمل اللحنية لمدن القناة "الإسماعيلية ، بورسعيد، السويس" على آله السمسمية.

وطالب "كمال" بتقديم الرعاية والاهتمام بكل عازف على آلالات النادرة والتأمين عليه ونقل خبراتهم  للأجيال القادم.

من جهته أشاد د. محمد شبانة بموضوع الندوة واهتمام مهرجان الإسماعيلية بها نظرا لأهميته في مجال الفنون الشعبية، وكيف يساهم في تسليط الضوء على الثقافة الموسيقية في مصر، موضحا أن فناني فرق الفنون الشعبية بحاجة إلى تثقيفيهم بالمصطلحات الموسيقية، فليست كل الألحان قابلة للتقديم الجماهيري.

موضحا أن آلة "الناي" ليس آلة شعبية وإنما تقع في إطار الآلات المصرية التقليدية. وأن الفنان عليه أن يكون مدركا لأبعاد العمل الموسيقي الذى يقدمه، والاهتمام بالمقامات الموسيقية. وأشار إلى مخاطبة منظمة اليونسكو لتسجيل آلة السمسمية في قائمة التراث الثقافي غير المادي. 

وشهدت الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية تكريم اسم الراحل الفنان يحيى مولر، الباحث والفنان أشرف عوض الله والفنان إبراهيم الورداني، وذلك بحضور د. شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي.

وفي المداخلات حول الندوة أثنت الكاتبة الصحفية حسناء الجريسي على موضوع الندوة الذى أضافت لها الكثير من معارف ومعلومات عن الآلات الموسيقية الشعبية، وطرحت تساؤلا عن سبب غياب بعض الآلات الموسيقية.

وتحدثت الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان عن تجربة الكاتب صبري موسي أول كاتب يحصل على منحة التفرغ ليسجل العادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية والشعبية بالواحات الداخلة والخارجة  بالوادي الجديد وحلايب وشلاتين في بداية الستينيات وتم توثيق ذلك في كتاب أدب الصحراء ورواية فساد الأمكنة. وطالبت بتسجيل وتوثيق الآلات الموسيقية الشعبية المهمة في اليونسكو قبل اندثارها.

وأكد الكاتب الصحفي والشاعر محمد بغدادي دراسة توصيات هذه الندوات العلمية بعناية لتفعيل ما يمكن أن ينفذ على أرض الواقع.

وأشار الكاتب الصحفي محمد الشافعي إلى تجربته في مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، والثقافة الجماهيرية وإصداراته التاريخية. كما تحدث عن مشروع تسجيل آلة السمسمية كتراث غنائي.

مهرجان الإسماعيلية 

يشار إلى أن فعاليات مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية تقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتنفذ الفعاليات الفنية من خلال الإدارة العامة للمهرجانات برئاسة إيمان حمدي، والإدارة العامة للفنون الشعبية، برئاسة الفنان محمد  حجاج، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة الإسماعيلية، برئاسة شيرين عبد الرحمن، ويشارك به 21 فرقة مصرية وأجنبية تقدم عروضها بأنحاء محافظة الإسماعيلية وتختتم الفعاليات 7 أكتوبر الحالي.

وتقدم الندوات العلمية للمهرجان بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وتناقش عدة موضوعات أهمها: "توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات في فرق الفنون الشعبية"، "توظيف فنون القول والموسيقى في فرق الفنون الشعبية"، وكذلك "توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي".

مقالات مشابهة

  • انطلاق المؤتمر الدولي الرابع لكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان
  • وُصفت بأنها الأكبر في الشرق الأوسط..نظرة داخل دار أوبرا العاصمة الإدارية الجديدة في مصر
  • انطلاق مؤتمر كلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان عن «الموسيقى والمجتمع»
  • انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان
  • تواصل أعمال المؤتمر الدولي توظيف التراث في الأدب العُماني بشمال الشرقية
  • انعقاد المؤتمر الدولي الرابع عشر لكليات ومعاهد السياحة العربية بجامعة قناة السويس
  • الدكتور الفضل يحقق جائزة مؤسسي الكلية الكندية للوراثة البشرية كأول عالِم خارج نطاق الولايات المتحدة وكندا
  • التربية تعلن ضوابط استضافة طلبة معاهد الفنون الجميلة
  • مناقشة توظيف عناصر الموسيقى في ختام ندوات مهرجان الإسماعيلية