شبكة انباء العراق:
2025-04-24@16:49:52 GMT

كدت أغتال الرئيس صدام حسين !

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

بقلم: فراس الحمداني ..

بعيداً عن الإدعاء أو محاولة تسجيل إنتصار أو مجد شخصي أقول : إن الكثير من العراقيين كانوا يحلمون في لحظة ما بتحقيق معجزة إغتيال الرئيس صدام حسين في ظرف جعل هؤلاء الأشخاص وبمحض الصدفة على مقربة وعلى بعد أمتار من القائد الضرورة فراودتهم أحلام إغتياله والدخول إلى التأريخ والشهرة من أوسع أبوابها وهذا ما حدث معي وإليكم تفاصيل القصة .

ذات يوم وفي صباح أول أيام عيد الفطر المبارك الموافق 6 / 5 / 1989 فوجئنا ومن خلال وسائل الإعلام العراقية وهي تنعى لنا مقتل (عدنان خير الله) الذي سقطت به الطائرة التي تقلُّه وهي من بين ثلاث طائرات قرب منطقة (الكوير) التابعة لمحافظة نينوى أو كما يرى البعض أن الذي أسقطها صدام من خلال عملية مدبرة ثم تباكى عليه ودعا العراقيين في مصباح العيد لنعيه والبكاء على الفارس الذي ترجل مبكراً كما ذكر النعي الصادر من رئيس الجمهورية صدام حسين عبر الإذاعة والتلفزيون ( لقد هوى أحد النجوم في سمائكم أيها العراقيون أنه الفريق أول الركن الطيار عدنان خير الله وزير الدفاع عندما كان بزيارة تفقدية للمنطقة الشمالية حيث قامت ثلاث طائرات سمتية بالإقلاع من المنطقة الشمالية إلى بغداد وصلت إثنتان منها وكبت طائرة الوزير بسبب عاصفة هوجاء أدت إلى تحطمها وإستشهاد الوزير ومن معه ) ، لا أدري كيف قادتني قدمي حين أخبرني أحد الأصدقاء في المكان والزمان الذي سيتم فيه تشييع عدنان ، وما هي إلا نصف ساعة حتى وصلت بالقرب من مكان التشييع القريب من ساحة الإحتفالات الكبرى وبالضبط في المكان الذي هو الآن بناية مجلس الوزراء التي كانت هيئة التصنيع العسكري حيث شهد الشارع المقابل لها إستعدادات خرافية لتهيئة عملية تشييع رسمي بحضور شخصيات عربية كبيرة يتصدرها صدام وأسرة وأقارب وأصدقاء ومحبو الفقيد من مختلف مفاصل الدولة .

لقد إستطعت إن أدخل إلى مكان التشييع خلسة مع حاشية أحد الوزراء مستغلاً الفوضى التي سادت المكان دون إن ينتبه أحدا حيث كان الوزراء يتوافدون بمواكبهم الكبيرة ويركنون سياراتهم في الجهة المقابلة إلى فندق الرشيد وبالضبط جوار بناية قصر المؤتمرات الآن وبعدها يترجلون ويدخلون بأتجاه الطريق الذي يمتد من ساحة الإحتفالات حتى مطار المثنى حيث يأخذ الجنود المدججون بالسلاح أماكنهم في جانبي الطريق ، وعندما يصل أي وزير أو مسؤول مع حاشيته يفتح الحرس طريقا لدخولهم وكنت أنا من بينهم .

كنت أتابع الإرتباك الذي يسود مشهد مكان التشييع فكان من المفترض أن يُشيَّع جثمان إبن خيرالله في عربة ملكية تجرها الخيول ولكن وفي اللحظة الأخيرة تم العدول عن ذلك حيث بدأت الخيول تفقد توازنها وكأن الهلع أصابها وبدأت تقذف نفاياتها بطريقة مقرفة وكأنها تعلم أن القائد الضرورة سيصل المكان فأحتفلت بمجيئه على طريقتها الخاصة ، وقبل أن تنطلق مدافع ترحيبها تم في الحال إلغاء مشاركتها وإستبدالها بسيارة حديثة لجر العربة التي سُجِّي فيها نعش وزير الدفاع المغدور وكان على مقربة مني ( خير الله طلفاح ) وهو يطل برأسه الضخم من سيارة مرسيدس فاخرة سوداء وكان الجميع يبتعدون عنه لأنه كان يجهش بالبكاء بصوت عال معبرا عن فجيعته وخسارته لإبنه عدنان وإتهامه لصدام بكلمات غدروك يا عدنان .

ثم تصاعد المشهد بحضور كبار المسؤولين حيث كان بجواري طارق عزيز وقطيع من الوزراء ينتشرون تحت ضلال الأشجار المتفرقة قرب الرصيف ليحتموا من حرارة الجو وهم لا يعلمون كيف تسلل هذا الصعلوك الذي بينهم إلى هذا المكان على الرغم من التشديدات الأمنية الخرافية وما هي إلا لحظات حتى ساد المكان السكون حيث وصل صدام وهو يقود سيارة مرسيدس بنفسه ولم يكن أحد معه فترجل من سيارته الفارهة بلباسه الزيتوني الفاتح ونظارته العسلية محاولا أمام الجميع أن يتقمص دور المفجوع والحزين وتقدَّم بإتجاهنا ليقف بالقرب منا بإنتظار البدء في التشييع وحينها كنت أتأمَّل صدام وهو كان على مرمى حجر مني وأقسم بالله العظيم وبدون إدعاء إنني فكرت في تلك اللحظة أن يكون معي سلاح لأطلق النار بإتجاه الطاغية دون تردد ، لكنني بقيت مذهولاً لهذا المشهد وشعرت بالحزن لعجزي عن تنفيذ عملية إغتيال صدام حسين والتي ستجعلني أدخل التاريخ من أوسع أبوابه ولكني ومثل مئات العراقيين الذين أتيحت لهم هذه الفرصة إستسلمت للعجز والإستسلام للأمنيات وهذا ما حدث لي في ذلك اليوم الرهيب والغريب .

وكان على رأس المشيعين الرئيس صدام حسين وأعضاء القيادتين القومية والقطرية والقيادة العامة للقوات المسلحة والهيئات الدبلوماسية العربية والأجنبية وكبار رجال الدولة من المدنيين والعسكريين وقد خرج الناس في بغداد على جانبي الطريق المؤدي إلى الجندي المجهول بأتجاه مطار المثنى وإلى مثواه الأخير في مدينة تكريت حيث دفن هناك وقد أُمِّن جثمانه ثم نُقِلَ بعد فترة إلى ساحة نصب الشهيد الملاصقة لمدينة الألعاب في الرصافة .

إن هذا المشهد وهذا الإستذكار يؤكد حقيقة كبرى هي إن نهاية الطغاة محسومة وإنها محكومة بظرفها وهي متوقعة في كل لحظة وثانية تماماً كما حدث للسادات الذي كان في ذروة غطرسته وهو يتابع الإستعراض العسكري فإنهال عليه الرصاص ليرديه قتيلاً ويجعل حاشيته يبحثون عنه بين الكراسي وهم يصرخون ( الريس فين ) .

وهذا السيناريو قد يحدث وينجح في أية لحظة مع أي رئيس أو ملك أو أمير أو صاحب سمو أو رئيس وزراء أو رئيس حزب أو رئيس كتلة أو عضو في البرلمان .
Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات صدام حسین کان على

إقرأ أيضاً:

عدنان درجال يتوجه إلى أبوظبي لتوقيع عقد مع الحسين عموتة ومفاوضات مع الجزيرة

أبريل 22, 2025آخر تحديث: أبريل 22, 2025

المستقلة /- يبدو أن نهاية هذا الأسبوع ستكون حافلة بالأحداث المهمة في عالم كرة القدم العراقية. بحسب مصادر موثوقة، من المتوقع أن يتوجه رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي لمتابعة مستجدات قضية المدرب المغربي الحسين عموتة، الذي يشغل حالياً منصب مدرب المنتخب العراقي.

الزيارة التي سيقوم بها درجال إلى أبوظبي ستكون بهدف التوقيع على عقد جديد مع عموتة يمتد لمدة عام، وهو ما يعني أن الاتحاد العراقي يسعى إلى تثبيت استقرار الجهاز الفني للفريق الوطني بعد فترة من المفاوضات والتجديدات. ما يزيد من أهمية هذه الخطوة هو التوقعات بتوقيع عقد جزائي مع نادي الجزيرة الإماراتي، وهو ما سيكون له تأثير كبير على مستقبل المدرب المغربي مع المنتخب الوطني في حال قرر الاتحاد العراقي اتخاذ خطوات جديدة في سياق التعاقدات.

من خلال هذه المفاوضات، يبدو أن الاتحاد العراقي لكرة القدم يتطلع إلى رسم خارطة طريق واضحة للمستقبل، وذلك ضمن محاولاته لتطوير الفريق الوطني في الفترة المقبلة. إلا أن تلك المفاوضات قد تحمل في طياتها بعض المفاجآت التي قد تحدث تغييراً في مسار الأمور، سواء على مستوى المدرب أو التعاقدات المرتبطة به.

سيبقى الجمهور العراقي في ترقب لما ستسفر عنه هذه المفاوضات وما إذا كان سيتم الإعلان عن أي تغييرات مفاجئة في الأيام القادمة. هذه التحركات تشير إلى اهتمام الاتحاد بتوفير كل سبل النجاح للمنتخب، وقد تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من الإنجازات على الساحة الإقليمية والدولية.

تبقى الأسئلة حول نوعية العقد الجزائي مع نادي الجزيرة واحتمال وجود صفقات جديدة أو مفاجآت خلال المفاوضات، ولكن من المؤكد أن هذه الفترة ستكون حاسمة في مستقبل المنتخب العراقي.

مقالات مشابهة

  • صدام حسين سيقصف إسطنبول بقُنبلةٍ نووية .. ما القصة؟
  • بعد وفاته.. معالي المستشار تركي آل الشيخ يحقّق أمنية سليمان عيد
  • أفراح آل بالخير وآل نوح
  • محافظ جنوب سيناء: الرئيس السيسي وجه بالحفاظ على المواطنين في سانت كاترين وهوية المكان
  • نص قسم الولاء الذي ردده أئمة الأوقاف أمام الرئيس السيسي
  • السيرة الذاتية للإمام السيوطي الذي تمنى الرئيس السيسي الاقتداء به؟
  • من هو الإمام السيوطي الذي تمنى الرئيس السيسي الاقتداء به؟
  • ‏⁧‫سؤال امام العراقيين‬⁩ بمختلف طوائفهم :-
  • عدنان درجال يتوجه إلى أبوظبي لتوقيع عقد مع الحسين عموتة ومفاوضات مع الجزيرة
  • حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري