الخطاب الديني ودعم المبادرات الرئاسية ندوة بمجمع إعلام الجمرك بالإسكندرية
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
نظم مجمع إعلام الجمرك بالهيئة العامة للاستعلامات، ندوة توعوية بعنوان «الخطاب الديني ودعم المبادرات الرئاسية » بالتعاون مع مديرية أوقاف الإسكندرية والمركز الإقليمى لنقل الدم ، في إطار حملة «إيد في إيد هننجح أكيد»، والتي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي برئاسة الدكتور أحمد يحيى، وبحضور الدكتور عاصم قبيصي وكيل أول وزارة الأوقاف بالإسكندرية، والدكتور أحمد عبده رئيس قسم التبرع بالدم بالمركز الإقليمي لخدمات نقل الدم بالإسكندرية، والدكتورة تقى حسام عبدالله مسؤول العلاقات العامة بالمركز الإقليمي لخدمات نقل الدم، وبمشاركة عدد من الأئمة والخطباء وطلبة وطالبات الخدمة الاجتماعية.
افتتحت الإعلامية أماني سريح مدير مجمع إعلام الجمرك، الندوة بالترحيب بالحضور، موضحةً أن الحملة تهدف إلى توعية المواطنين بأهمية المشاركة والاستفادة من المبادرات الرئاسية، لافتة إلى أن مبادرة بداية تستهدف مشاركة القطاع الرسمي مع الأهلي من أجل حياة أفضل لكل مواطن.
أهمية التبرع بالدم
وخلال كلمته بالندوة، قال الدكتور أحمد عبده: إن الدم أحد أهم العناصر التي يحتاجها الإنسان، ومصدره الوحيد هو الإنسان المتبرع، والمتبرعون هم المصدر الوحيد لتوفير الدم وتحقيق المخزون الاستراتيجي للدم لتقديمه للمرضى ومصابي الحوادث .
واستعرض «عبده» أهمية التبرع بالدم قائلاً: إن التبرع بالدم عمل إنساني نبيل هادف يساهم في إنقاذ الآلاف من المرضى، لافتًا إلى أن واحد من كل عشرة مرضى يدخل المستشفى في حاجة لنقل الدم، إذ يحتاجه مصابي الحوادث وأصحاب الأمراض الخبٌيثة المستعصية بكافة أنواعها، وأثناء العمليات الجراحية الكبيرة، وأمراض الدم الوراثية والمناعة، فيما تحتاج أمراض الكبد لنقل البلازما كأحد مشتقات الدم .
استثمار العنصر البشريفيما قال الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة الأوقاف: «بداية مبادرة تنموية هادفة وتعد أحد أهم المبادرات الرئاسية التي دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرًا، من أجل التنمية البشرية وتهدف لبناء مسار جديد وبداية جديدة للمواطن المصري، خاصة أن الإنسان المصرى هو ركيزة الدولة المصرية، ومن ثمّ فإن التبرع بالدم قضية هامة ولها من الأهداف النبيلة ما يعجز الكلام عن وصفها، والدولة دائما تعول على المواطن المصرى وتستثمر فيه لأن العنصر البشرى هو أهم ما فى الحياة، في ظل انهيار العالم من حولنا وما يحدث من حروب وفي ظل التهاب الحدود من حول وطننا الغالي مصر.
الأئمة أصحاب الدور الأبرزوأكد قبيصي أن الأئمة والخطباء هم أصحاب الدور الأبرز والأكبر في مفهوم التطوع بصفة عامة والتبرع بالدم بصفة خاصة، وأتمنى أن تكون مبادرة بداية «بداية رسائل أمان واطمئنان للمواطن المصري من خلال أئمة المساجد وقساوسة الكنائس، ومصر دائما كانت الملاذ الآمن لكل المرضى والجرحى من مختلف الدول المجاورة لتلقي الدعم والرعاية والعلاج».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الخطاب الديني مبادرات الرئيس المبادرات الرئاسية محافظة الإسكندرية المبادرات الرئاسیة التبرع بالدم
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: تكنيك منى أبو زيد وخطاب الكراهية
تعجبني الطريقة التي تستهل بها الزميلة الصحفية المتميزة “منى أبو زيد” مقالاتها، حيث تبني فكرتها على اقتباس فلسفي أو تراثي مستمد من تجارب الحياة وتحدياتها، وذلك لإحكام السياق وتوصيل الفكرة بعمق. لذا أستأذنها اليوم في استعارة هذا التكنيك في كتابة مقالي، والسبب الثاني هو أن دراستي للفلسفة في بواكير العمر منحتني إدراكًا لقيمتها في تحليل الأفكار وإيصال الرسائل المطلوبة بوعي وانتباه.
يقول الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور : “الكراهية تنبع من ضعف العقل أكثر مما تنبع من شدة العاطفة.” تتجلى هذه الحقيقة بوضوح في المجتمعات التي تعاني من الاضطرابات والحروب، حيث يصبح خطاب الكراهية ملاذًا لمن لم يدركوا بعد أن الكلمات قد تكون أخطر من الرصاص، وأن الشعوب لا تنهض عبر تأجيج الصراعات، بل من خلال إعلاء قيم التسامح والتفاهم.
لقد فرضت الحرب نفسها على بلادنا بفعل أطماع دولية و إقليمية متجددة توافقت مع اطماع النخب في سلطة بلا تفويض، مخلفة شروخًا عميقة في النسيج الاجتماعي، واستغل البعض منابر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لبث خطابات الكراهية معبرا عن الصراع الصفري ، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة ويعطل أي فرصة لتحقيق سلام حقيقي ومستدام.
لذلك تبرز الحاجة إلى مواجهة هذا الخطاب المدمر، الذي بات يغذي النزاعات ويؤخر فرص السلام. فخطاب الكراهية الذي يتبناه البعض بوعي أو دون وعي، ليس مجرد كلمات تُلقى في فضاء الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي، بل هو أداة قد تؤسس لانقسامات تمتد لعقود إن لم تتم مواجهتها بحزم القانون ووعي القائمين على الخطاب الإعلامي والسياسي.
علينا جميعًا مقاومة خطاب الكراهية لأن التجارب الإقليمية والعالمية أثبتت أن هذا النوع من الخطاب لا يقود إلا إلى مزيد من الدمار وتشظي المجتمعات وتفككها. رواندا مثلًا : التي عانت من إبادة جماعية أودت بحياة أكثر من 800 ألف شخص، كانت نتيجة مباشرة لتحريض إعلامي ممنهج. ومع ذلك تعيش رواندا اليوم نهضة تنموية لأنها اختارت طريق المصالحة الوطنية بعد أن تم احتواء خطاب الكراهية من خلال تشريعات قوية وبرامج توعوية قادتها النخب السياسية والإعلام الوطني، مما أعاد بناء المجتمع.
أما في لبنان : فقد اندلعت الحرب الأهلية عام 1975 واستمرت حتى 1990، وكانت إحدى أبرز الحروب التي غذّاها خطاب الكراهية الطائفي والسياسي. لعبت الخطابات التحريضية دورًا رئيسيًا في تقسيم المجتمع اللبناني بين طوائفه المختلفة، مما أدى إلى اندلاع صراعات مسلحة بين الميليشيات، ثم تدخل قوى إقليمية ودولية زاد من تعقيد المشهد وإذكاء الصراع.
السودان اليوم ليس استثناءً، بل هو بحاجة إلى مشروع وطني نهضوي شامل يُكرّس لمواجهة خطاب الكراهية، سواء من خلال الإعلام الواعي أو المؤسسات التعليمية أو القوانين الرادعة. كما أن على القوى السياسية والاجتماعية أن تعي خطورة الانجراف وراء هذا الخطاب المخزي، الذي قد يؤخر تعافي البلاد لعقود.
لذلك لا بد من دور رشيد للإعلام والإعلاميين في المعركة ضد الكراهية. فالإعلام ليس فقط ناقلًا للأخبار، بل هو صانع للوعي. ومن هنا تأتي أهمية حملة “المجد نيوز” التي يقودها شباب مستنير استشعروا مسؤولية وأهمية التعافي الوطني ووحدة الصف ونبذ العنصرية والمناطقية. لتجاوز خطاب الكراهية، هذه الخطوة الواعية مهمة في مواجهة هذا الخطر الداهم.. أن مثل هذه المبادرات يجب أن تتوسع لتشمل منصات الإعلام كافة، لتوجيه رسالة واضحة مفادها أن السودان لن يتعافى إلا إذا تجاوز خطاب الكراهية واستعاد قيمه الأصيلة في التسامح والتعايش السلمي .
وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فإن معركة الوعي ضد خطاب الكراهية ليست ترفًا، كما أنها ليست مسؤولية فردية، بل ضرورة وجودية يجب أن ينهض بها الجميع لحماية بلادنا من الوقوع في دوامة الاحتراب الداخلي والانقسام المجتمعي. وحين ندرك بوعي أن الكلمات قد تكون أكثر فتكًا من الرصاص، يصبح واجبنا جميعًا أن نستخدمها لبناء الوطن لا لهدمه. فالمستقبل الذي نحلم به لا يمكن أن يولد من رحم الكراهية، بل من رحم المصالحة الوطنية، والمواقف العقلانية، والاحترام المتبادل.
دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
السبت 5 أبريل 2025 م