تعيش الولايات المتحدة حالة من الإحباط على وقع رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي كشف خطط هجومها الانتقامي المحتمل ضد إيران لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك وسط مخاوف من استهداف "إسرائيل" المواقع النووية الإيرانية، حسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقل التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤولين أمريكيين، لم يسمهم، قولهم إن "إسرائيل رفضت حتى الآن الكشف لإدارة بايدن عن تفاصيل خططها للانتقام من طهران"، حتى مع حث البيت الأبيض أقرب حليف لها في الشرق الأوسط على عدم ضرب منشآت النفط الإيرانية أو المواقع النووية.



وأشار التقرير إلى أن "المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالإحباط لأنهم فوجئوا مرارا وتكرارا بالأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، ويسعون إلى تجنب المزيد من التصعيد".

ووفقا للصحيفة، فإن "البعض كان يأمل أن تعرف الولايات المتحدة المزيد عما تفكر فيه إسرائيل خلال زيارة مقررة يوم الأربعاء بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الدفاع لويد أوستن في البنتاغون"، لكن غالانت أرجأ رحلته، حسبما قال البنتاغون. 


ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منع غالانت من المغادرة إلى الولايات المتحدة مساء الثلاثاء بينما واصلت إسرائيل التخطيط لعمليتها في إيران. يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم "لا يعرفون حتى الآن توقيت الضربة أو ما قد تستهدفه إسرائيل".

ولفت التقرير إلى أن "إسرائيل، نفذت ضربة ضد زعيم حزب الله حسن نصر الله دون إبلاغ الولايات المتحدة مسبقا"، مشيرا إلى أن "القصف الذي وقع بينما كانت واشنطن تأمل في الانتهاء من خطة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، فاجأ كبار المسؤولين في الإدارة".

قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عندما أخبره غالانت خلال مكالمة هاتفية عن هجوم نصر الله، "عفوا، ماذا قلت؟"، وفقا لما نقله التقرير عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على المحادثة.

وخلال مكالمة ثانية في نفس اليوم، سأل أوستن غالانت عما إذا كانت إسرائيل مستعدة لأن تكون "وحيدة" عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن نفسها، نظرا لعدم وجود إشعار. 

وقال مسؤولون دفاعيون، حسب التقرير، إن أوستن كان محبطا لأن الولايات المتحدة لم يكن لديها الوقت الكافي لوضع قواتها للدفاع عن إسرائيل أو حماية القوات الأمريكية القريبة. 

ومع وعد إسرائيل بالرد على إطلاق إيران لما يقرب من 200 صاروخ بعد وقت قصير من اغتيال نصر الله، يأمل المسؤولون الأمريكيون هذه المرة أن يكون لديهم فكرة أوضح حول ضربة يمكن أن تؤدي إلى مشاركة عسكرية أمريكية أكبر، وفقا للصحيفة.

وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل، استجابت في بعض الأحيان لنصيحة الولايات المتحدة على مدار العام الماضي. سعت الولايات المتحدة إلى خطة أكثر عمدا لإفراغ مدينة رفح جنوب غزة، مما دفع إسرائيل إلى الحد من عملياتها هناك. كما أقنعت الولايات المتحدة إسرائيل بعدم شن هجوم على حزب الله في لبنان بناء على معلومات استخباراتية خاطئة بعد أيام قليلة من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

لكن رد إسرائيل على إيران قد يختبر حدود استجابة "تل أبيب"، وفقا للتقرير.

وسافر الجنرال إريك كوريلا، الذي يترأس القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، إلى إسرائيل يوم الأحد حيث التقى غالانت وكبار القادة العسكريين الإسرائيليين، جزئيا، لتحذيرهم من ضرب المواقع النووية أو المنشآت النفطية الإيرانية. 


ينظر إلى غالانت على نطاق واسع باعتباره المسؤول الإسرائيلي الأكثر استجابة للمخاوف الأميركية بشأن استمرار إسرائيل في شن الحرب في غزة، وفقا للتقرير. 

وكان أوستن وغالانت على اتصال وثيق على مدى العام الماضي، حيث كانا يتحدثان في بعض الأحيان عدة مرات في الأسبوع عبر الهاتف، ويُعتَقَد عموما أن علاقتهما جيدة. 

ولكن المسؤولين الأمريكيين، وفقا للتقرير، لم يقولوا ما إذا كانوا قد حصلوا على تأكيدات من "إسرائيل" بأن واشنطن سيتم إخطارها قبل الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران، بل أشاروا بدلا من ذلك إلى محادثات متكررة بين كبار المسؤولين. وقالت المتحدثة باسم "البنتاغون" سابرينا سينغ يوم الثلاثاء إن أوستن وغالانت تحدثا أكثر من 80 مرة على مدى العام الماضي. 

وقال مسؤولون أمريكيون، إنه خلال اجتماع واشنطن الذي كان من المفترض أن يتم يوم الأربعاء، كان من المتوقع أن يقدم غالانت بعض التفاصيل حول خطة الضربة، بما في ذلك الأهداف المحتملة. 
ويأمل بعض المسؤولين في واشنطن أن توضح إسرائيل خطتها لإخطار الولايات المتحدة قبل أي حملة محتملة. وقال شخص مطلع على الأمر للصحيفة إن" غالانت وأوستن كانا يخططان أيضا للحديث عن الأهداف الإسرائيلية في حربها في لبنان".

كما قال مسؤول إسرائيلي، إن "هناك أشياء معينة لا يمكنهم مناقشتها عبر الهاتف". 

على مدار العام الماضي، عزز البنتاغون وجوده في المنطقة للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل والمصالح الأمريكية. يوجد حاليا حاملتا طائرات قريبتان وسفن هجومية برمائية ومدمرات وأسراب إضافية من الطائرات المقاتلة. 

في نيسان/ أبريل وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعترضت السفن والطائرات الأمريكية بعض الصواريخ والمسيرات الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل. 

ووفقا للتقرير، فإن "الولايات المتحدة نفذت عشرات الضربات ضد أعداء إسرائيل". وقال مسؤولون دفاعيون إن "الولايات المتحدة شنت الأسبوع الماضي ضربات على 15 هدفا للحوثيين في اليمن، بما في ذلك مواقع الإطلاق والبنية التحتية العسكرية". 


وبعد أيام من اغتيال نصر الله في 27 أيلول/ سبتمبر، أطلقت إيران صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية، وتعهدت إسرائيل بالرد. 

قال بعض المسؤولين الأمريكيين، حسب التقرير، إن إسرائيل يمكن أن تشن شيئا أكبر من الضربة الانتقامية التي شنتها في نيسان/ أبريل، وهي استعراض محدود للقوة استهدف الرادار لنظام مضاد للصواريخ في إيران، لكنه توقف عن ضرب المواقع النووية والمنشآت النفطية في البلاد. يمكن لإسرائيل هذه المرة أن تضرب البنية التحتية العسكرية والاستخباراتية الإيرانية. 

وأشار التقرير، إلى أنه من الممكن أن يكون للضربات الإسرائيلية تداعيات في واشنطن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والاقتصاد هو قضية الحملة الرئيسية. ارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن اقترح الرئيس بايدن أن المسؤولين الأمريكيين يدرسون ما إذا كانوا سيدعمون ضربة إسرائيلية على منشآت النفط الإيرانية. 

بعد يوم واحد، ظهر بايدن في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض ليقول إن "إسرائيل يجب أن تمتنع عن مهاجمة منشآت النفط الإيرانية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة الاحتلال إيران بايدن نتنياهو إيران الولايات المتحدة نتنياهو الاحتلال بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسؤولین الأمریکیین الولایات المتحدة المواقع النوویة العام الماضی نصر الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: غوغل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع حرب غزة

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن أن شركة غوغل عملت على تزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ الأسابيع الأولى للعدوان على غزة.

وأوضحت الصحيفة أن التعاون بين غوغل ووزارة الدفاع الإسرائيلية بدأ عام 2021، حين طلبت إسرائيل توسيع استخدامها لخدمة "فيرتيكس" من غوغل لتطوير خدمات بالذكاء الاصطناعي.

وذكرت واشنطن بوست أن موظفا في غوغل حذر من لجوء الجيش الإسرائيلي إلى خدمات شركة أمازون إن لم يجد ما يطلبه عند عملاق محركات البحث الأميركي.

وقالت إن موظفا طلب منح الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي المسماة "جيميناي" للجيش الإسرائيلي، الذي أراد تطوير مساعد ذكاء اصطناعي خاص به لمعالجة الوثائق والصوتيات.

وأوضحت الصحيفة أنه حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قد حولت أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض، تُظهر الوثائق أن الجيش الإسرائيلي كان لا يزال يستعين بآخر تقنيات الذكاء الاصطناعي من غوغل.

ونقلت الصحيفة عن موظفة بالشركة أن أكثر من 100 من طواقم غوغل طالبوا الشركة بمراجعة عملها مع الجيش الإسرائيلي إلا أن الشركة تجاهلتهم تماما.

وتقول غوغل إنها تنأى بنفسها عن أجهزة الأمن القومي الإسرائيلية، وكانت قد فصلت أكثر من 50 موظفا العام الماضي بعد احتجاجهم على العقد المعروف باسم "نيمبوس"، خشية من أن تُستخدم تقنيات غوغل في برامج عسكرية واستخباراتية تضر بالفلسطينيين.

إعلان

وقالت الشركة الأميركية إن عقد نيمبوس مع الحكومة الإسرائيلية "لا يستهدف الوظائف الحساسة للغاية أو السرية أو العسكرية المتعلقة بالأسلحة أو الخدمات الاستخباراتية".

عقد بالمليارات

وفي 2021 تم اختيار غوغل جنبا إلى جنب أمازون لإبرام عقد "نيمبوس" للحوسبة السحابية بمليارات الدولارات، والذي يهدف إلى إجراء ترقية شاملة لتكنولوجيا الحكومة الإسرائيلية.

وشهدت الصفقة قيام الشركتين المتنافستين ببناء مراكز بيانات في إسرائيل والموافقة على تقديم برامج وخدمات تخزين سحابية للأقسام الحكومية، وأخبر المسؤولون الإسرائيليون في ذلك الوقت وسائل الإعلام المحلية بأن الصفقة ستشمل العمل مع الجيش الإسرائيلي.

وأكدت واشنطن بوست أن الوثائق التي حصلت عليها لا تشير إلى كيفية استخدام الجيش الإسرائيلي لقدرات الذكاء الاصطناعي من غوغل، إلا أنها نقلت تصريحات سابقة للمدير العام للمديرية الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلية جابي بورتنوي، أكد فيها أن عقد نيمبوس يدعم مباشرة التطبيقات القتالية، وقال "تحدث أشياء مذهلة في أثناء القتال، وهذه الأشياء تلعب دورا كبيرا في الانتصار.. لن أفصح عن المزيد".

ووفقا للصحيفة الأميركية، يوسع الجيش الإسرائيلي منذ سنوات قدراته في مجال الذكاء الاصطناعي لتسريع معالجة الصور الاستخباراتية واختيار الأهداف العسكرية المحتملة.

وأوضحت أن جيش الاحتلال استعان خلال العدوان على غزة بأداة ذكاء اصطناعي تدعى "هبسورا" تم تطويرها داخليا لتزويد القادة بآلاف الأهداف البشرية والبنية التحتية للقصف.

وبُنيت "هبسورا" على مئات الخوارزميات التي تحلل بيانات من مصادر متعددة، مثل رصد الاتصالات وصور الأقمار الصناعية، بهدف توليد إحداثيات لأهداف عسكرية محتملة. لكن بعض القادة الإسرائيليين أثاروا مخاوفهم بشأن دقة هذه التقنية.

مقالات مشابهة

  • هجوم حماس دمّر المفاوضات مع واشنطن..ظريف يهاجم حلفاء إيران
  • إيران: صُدمنا وتفاجأنا بعملية حماس في أكتوبر ضد إسرائيل
  • «واشنطن بوست»: جوجل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حرب غزة
  • واشنطن بوست: غوغل سارعت لتزويد إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي بعد 7 أكتوبر
  • «واشنطن بوست» تفضح تورط «جوجل» في حرب غزة.. هل زودت إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟
  • وزير الأمن الإيراني: الولايات المتحدة ستمارس ضغوطا علينا للتصالح مع إسرائيل
  • بكين: لا فائز في الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • واشنطن بوست: غوغل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع حرب غزة
  • قريباً..دبلوماسي أوروبي: إسرائيل قررت ضرب منشآت إيران النووية
  • واشنطن بوست: هذا حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل بلبنان بعد الهدنة