تعد عتامة الجسم الزجاجي من أمراض العيون الشائعة مع التقدم في العمر، وهو مرض مزعج للغاية؛ إذ يؤثر بالسلب على الرؤية، ويمكن معالجته جراحيا، لكن ذلك ينطوي على بعض المخاطر الصحية.
وقال طبيب العيون الألماني البروفيسور هانز هوراوف إن الجسم الزجاجي هو الكتلة التي تشكل غالبية الجزء الداخلي من مقلة العين، وهو عبارة عن مادة هلامية تملأ الفراغ بين العدسة وشبكية العين.
وأضاف هوراوف أن الجسم الزجاجي يتكون من حوالي 89% من الماء، والباقي عبارة عن ألياف الكولاجين والخلايا "الهيالوية"، وهي نوع معين من الخلايا.
وأردف البروفيسور الألماني أن تكوين الجسم الزجاجي يتغير على مدار الحياة؛ حيث يمكن أن تنضغط ألياف الكولاجين وتتكتل معا، بينما يصبح الجزء الشبيه بالهلام أكثر مرونة.
ويمكن أن يحدث بعد ذلك أن تلقي هذه الهياكل الصغيرة داخل الجسم الزجاجي بظلالها على شبكية العين، وهو ما يسمى بالعتامة.
ومع التقدم في السن -عادة من سن الأربعين فصاعدا- يتقلص الجسم الزجاجي ويتغير هيكله. كما يرتفع خطر الإصابة بعتامة الجسم الزجاجي أيضا لدى الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر.
ذباب طائروتتمثل أعراض الإصابة بعتامة الجسم الزجاجي في رؤية غيوم وظهور بقع سوداء صغيرة تتحرك في مجال الرؤية، والتي تعرف أيضا باسم "الذباب الطائر". ويمكن ملاحظة هذه البقع بشكل خاص على خلفية فاتحة مثل الجدران البيضاء أو الورق.
وعلى أي حال، ينبغي استشارة طبيب العيون، لا سيما إذا كانت الغيوم والبقع السوداء مصحوبة بومضات من الضوء؛ حيث يمكن أن تشير هذه الأعراض إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل انفصال الشبكية واعتلال الشبكية السكري، وهو مرض يصيب شبكية العين بسبب داء السكري.
سبل العلاجومن جانبه، قال طبيب العيون الألماني ماتياس بولهامر إن عتامة الجسم الزجاجي تعد بالنسبة لمعظم المرضى مشكلة يمكن تحملها. ومع ذلك، إذا كانت العتامة شديدة أو تحد من جودة الحياة بشكل كبير، فيتم حينئذ اللجوء إلى الجراحة.
وأوضح بولهامر أنه فيما يسمى باستئصال الجسم الزجاجي تتم إزالته جراحيا واستبدال السوائل به. ويؤدي هذا الإجراء إلى إزالة عتامة الجسم الزجاجي بشكل موثوق.
ولكنه ينطوي -حسب بولهامر- على مخاطر؛ حيث يمكن أن تحدث التهابات أو مضاعفات خطيرة للغاية، ألا وهي انفصال الشبكية. وحينئذ يتعين على المريض إجراء عملية أخرى بسرعة. واعتمادا على مدى الانفصال، قد يتم فقدان القدرة على القراءة.
وثمة مشكلة أخرى تتعلق باستئصال الجسم الزجاجي، ألا وهي إعتام عدسة العين. وبدءا من سن معينة، يجمع جراحو الشبكية بين استئصال الجسم الزجاجي وجراحة إعتام عدسة العين؛ حيث يتم استبدال عدسة اصطناعية بعدسة العين.
وهناك خيار آخر أحدث، ألا وهو تحليل الجسم الزجاجي باستخدام الليزر؛ حيث يتم تمزيق ألياف الكولاجين الموجودة في الجسم الزجاجي. ويعد هذا الإجراء مناسبا لبعض الحالات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات یمکن أن
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية منصور بن زايد.. مهرجان «العين للتمور» ينطلق 3 يناير
أبوظبي (وام)
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، تشهد واحة الهيلي بمدينة العين في إمارة أبوظبي، فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان العين للتمور»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للتراث خلال الفترة من 3 إلى 8 يناير المقبل، ويتضمن 7 مسابقات للتمور خصصت لها 70 جائزة تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من مليون و700 ألف درهم. وأعلنت اللجنة المنظمة عن تفاصيل المهرجان خلال مؤتمر صحفي عقد صباح أمس، في مجلس محمد خلف بأبوظبي، بحضور عبيد خلفان المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع المهرجانات والفعاليات بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، ومبارك علي القصيلي المنصوري، مدير المزاينة بالمهرجان، وعدد من مسؤولي الهيئة وممثلي الجهات الإعلامية والمزارعين والمهتمين بالمسابقات التراثية.
تقدم المزروعي، في بداية كلمته بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، على رعايته الكريمة، ودعمه اللامحدود لمهرجان العين للتمور، مؤكداً أن هيئة أبوظبي للتراث تستلهم أهداف المهرجان من فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في المحافظة على التراث الإماراتي العريق، وخصوصاً شجرة النخيل.
وقال: «إن مهرجان العين للتمور، يهدف إلى ترسيخ المكانة التاريخية للنخيل والمحافظة عليها بصفتها موروثاً إماراتياً يحقق تعميق الوعي بالتراث والسنع الإماراتي، كما يهدف لتثقيف أفراد المجتمع وتشجيعهم على ممارسة الموروث الخاص بالنخلة، ما يعمق لديهم الحس الوطني، عن طريق التعريف بمنتجات النخلة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين المزارعين والتعرف إلى أفضل الممارسات وطرق العناية بالنخيل الأمر الذي يسهم في تعزيز الحركة الاقتصادية لأصحاب المزارع».
وأوضح، أن مهرجان العين للتمور يضم عدداً من الأنشطة التراثية والترفيهية الأخرى بجانب مسابقة ومزاد التمور، من بينها السوق الشعبي الذي يحتوي 26 محلاً للأسر المنتجة، تعرض فيها إنتاجها من المصنوعات التقليدية الإماراتية والأطعمة التراثية والعطور والملابس وغيرها من المنتجات.
وكشف مبارك المنصوري، أن فعاليات المهرجان تتضمن7 مسابقات للتمور خصصت لها 70 جائزة تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من مليون و700 ألف درهم، وهي «نخبة العين»، و«الخلاص»، و«الفرض»، و«الدباس»، و«بومعان»، و«الشيشي»، و«الزاملي».
وقال: إنه يشترط للمشاركة في المسابقة أن يكون التمر من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات لعام 2024، وأن يكون من إنتاج مزرعة المشارك الخاصة مع إبراز مستندات ملكية الأرض الزراعية، كما يحق لكل فرد المشاركة بفئتين من فئات المسابقة، بالإضافة إلى شوط النخبة المتاح للجميع، على ألا تقل الأصناف المراد المشاركة بها في شوط النخبة للتمور عن 3 أصناف، وأن يقبل المشارك بقرارات لجنة التحكيم، وأن تسلم المشاركات حسب التواريخ المحددة لكل فئة من الساعة 9:00 صباحاً ولغاية 2:00 مساءً، ولن تقبل أية مشاركات بعد انقضاء الوقت المحدد.
وتتضمن الشروط أيضاً أن تعود أحقية التصرف بالتمور المشارك بها للجنة المنظمة، في حين يتم إدخال التمور التي لم تحصل على مركز في أي شوط في المزاد، وتكون قيمتها من حق المشارك.
وأشار إلى أن التسجيل للمشاركة في مسابقات وفعاليات المهرجان ستكون عبر تطبيق «مهرجانات تمور الإمارات» المتاح عبر متجري آبل وجوجل بلاي، حيث يمكن من خلال التطبيق الاطلاع على شروط المسابقات ومتابعة النتائج وتحديثات المهرجان، ومواعيد تسليم المشاركات وفقاً للفئات والتواريخ المحددة من قبل اللجنة المنظمة، مؤكداً على أهمية الالتزام بمواصفات التمور ومعايير المشاركات.
فعاليات متنوعة
يتضمن الحدث فعاليات متنوعة، منها مسرح المهرجان وقرية التمور التي تضم 40 محلاً مخصصة لبيع التمور ومنتجاتها، بالإضافة إلى سوق العسل الذي يضم 10 محال تتيح الفرصة لزوار المهرجان للاطلاع والتعرف إلى أصناف العسل الإماراتي والخصائص الغذائية والعلاجية لكل صنف في إطار تحفيز إنتاج العسل ودعم المنتجين وأصحاب المناحل ومصانع العسل. كما يفرد مهرجان العين للتمور مساحة يومية لفرق الفنون الشعبية تقدم خلالها ألواناً من فنون الأداء التراثية وذلك في إطار التكامل بين الأدوار التراثية والترفيهية للمهرجان. ويضم المهرجان معرضاً للصور الفوتوغرافية ويقدم ركن الحرفيات فيه عرضاً حياً للحرف الإبداعية الإماراتية بأيدي «حاميات التراث» في تحقيق عملي لاستدامة التراث من خلال عرض النشاطات الفنية التراثية والتعريف بها، فيما يقدم ركن الأطفال أنشطة وبرامج يومية للأطفال بمراحلهم العمرية المختلفة، مثل الألعاب الترفيهية، والمسابقات التراثية، وأنشطة الرسم والتلوين، والمهارات اليدوية.