من الأرض إلى البحر: الجبهات المتعددة في استراتيجيات المقاومة
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
في الذكرى الأولى لأحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نشهد تصاعدا في التوتر على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية. وفي ظل هذا السياق، يمكن تصور عدة استراتيجيات للمقاومة تستخدمها المقاومة في الأيام الحالية والقادمة في ظل المعركة الممتدة والردع المتبادل:
1- حرب العصابات والعمليات الخاطفة:
تعتبر هذه الاستراتيجية من أكثر الأساليب فعالية للمقاومة في مواجهة قوة عسكرية متفوقة.
وفقا لإحصائيات سابقة، نجحت هذه الاستراتيجية في إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية خلال حرب لبنان عام 2006، حيث تمكن حزب الله من تدمير أكثر من 50 دبابة إسرائيلية باستخدام صواريخ مضادة للدروع.
2- استهداف البنية التحتية الحيوية:
قد تلجأ المقاومة إلى استهداف منشآت حيوية مثل محطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه ومراكز الاتصالات.
في حرب غزة 2014، تمكنت المقاومة الفلسطينية من إطلاق صواريخ وصلت إلى مطار بن غوريون الدولي، مما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية لفترة وكما يحدث الآن في الذكري الأولى للطوفان.
3- تطوير القدرات الصاروخية:
شهدت السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في القدرات الصاروخية للمقاومة. في أيار/ مايو 2021، تم إطلاق أكثر من 4000 صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل خلال 11 يوما، وفي عملية طوفان الأقصى أطلقت المقاومة 5000 صاروخ في الساعات الأولى لبدء العملية.
أما حزب الله، فيقدر أنه يمتلك ترسانة تضم أكثر من 150,000 صاروخ، بعضها قادر على الوصول إلى أي نقطة في الأراضي المحتلة.
4- العمليات السيبرانية:
مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، قد تلجأ المقاومة إلى شن هجمات إلكترونية على البنية التحتية الرقمية الإسرائيلية. في عام 2020، تعرضت شركة المياه الإسرائيلية لهجوم سيبراني نسب إلى إيران، مما يشير إلى إمكانية استخدام هذا الأسلوب في المستقبل.
5- استراتيجية الردع المتبادل:
قد تعتمد المقاومة، خاصة في لبنان، على مبدأ الردع المتبادل. يعتمد هذا على امتلاك قدرات عسكرية كافية لردع أي هجوم إسرائيلي محتمل، وهذا ما حدث عندما صرح العدو ببدء عملية برية لاجتياح جنوب لبنان وتصدت له قوات النخبة في حزب الله. ووفقا لتقديرات عسكرية، يمتلك حزب الله صواريخ دقيقة قادرة على إصابة أهداف استراتيجية في إسرائيل.
6- تعزيز الدفاعات الجوية:
مع تفوق سلاح الجو الإسرائيلي، قد تسعى المقاومة لتطوير قدراتها الدفاعية الجوية. في غزة، تم استخدام صواريخ محلية الصنع مضادة للطائرات أو صناعة مضادات ارضية لطيران الاحتلال، بينما يُعتقد أن حزب الله يمتلك أنظمة دفاع جوي متطورة.
7- العمليات البحرية:
قد تشهد الجبهة البحرية نشاطا متزايدا. في السابق، نفذت حماس عمليات بحرية محدودة، بينما يمتلك حزب الله وحدات بحرية متخصصة. وقد يشمل ذلك استهداف منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط.
8- تكتيكات الأنفاق:
أثبتت الأنفاق فعاليتها في غزة ولبنان. في عام 2018، كشف الجيش الإسرائيلي عن عدة أنفاق عبر الحدود مع لبنان، وفي غزة، تم استخدام شبكة معقدة من الأنفاق لنقل المقاتلين والأسلحة وأثبتت فاعليتها حتى الآن على مدار عام كامل من الطوفان.
9- العمليات النوعية خلف خطوط العدو:
قد تلجأ المقاومة إلى تنفيذ عمليات نوعية داخل إسرائيل مثل عملية يافا الأخيرة وعمليات الضفة الغربية، كما قد تنقل المقاومة بعض العمليات إلى خارج الاراضي المحتلة كما حدث في الماضي وكما في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فقد نفذت حماس عملية واسعة النطاق اخترقت فيها الحدود.
10- تعزيز التحالفات الإقليمية:
قد تسعى المقاومة لتوسيع شبكة تحالفاتها الإقليمية، يشمل ذلك تعزيز العلاقات مع إيران وسوريا وجماعات المقاومة في العراق واليمن.
11- استراتيجية الصمود الشعبي:
تعتمد هذه الاستراتيجية على تعبئة الجماهير وتعزيز صمودها في وجه الضغوط والحصار. في غزة، استمر الصمود الشعبي رغم الحصار المفروض منذ عام 2007.
12- الدبلوماسية والإعلام:
قد تركز المقاومة على تعزيز حضورها الدبلوماسي والإعلامي لكسب التأييد الدولي. في السنوات الأخيرة، نجحت الحركات الفلسطينية في تحقيق مكاسب دبلوماسية في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية.
13- تطوير الصناعات العسكرية المحلية:
تعتبر مواجهة الحصار وصعوبة استيراد الأسلحة تحديا للمقاومة، وعليه تركز المقاومة على تطوير صناعاتها العسكرية المحلية بالأخص في غزة، فتم تطوير صواريخ محلية الصنع مثل "القسام" و"عياش".
14- استراتيجية المعركة الممتدة:
قد تعتمد المقاومة على إطالة أمد أي مواجهة عسكرية لإنهاك العدو، وهذا ما صرح به أبو عبيدة في رسالته المسجلة الأخيرة وكما في حرب 2006، استمرت المعارك لمدة 34 يوما، مما أثر سلبا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فما بالك الآن بحرب هي الأطول في تاريخ الاحتلال، والمستمرة لمدة عام كامل وأصبحت على عدة جبهات.
15- توظيف التكنولوجيا الحديثة:
قد تسعى المقاومة لاستخدام تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيرة والروبوتات. في الآونة الأخيرة، تم رصد استخدام متزايد للطائرات المسيرة في العمليات العسكرية في المنطقة وبالأخص من الجبهة اللبنانية والإيرانية واليمنية.
ورغم الاستراتيجيات التي تستخدمها المقاومة أو سوف تستخدمها في المستقبل بتطويرها أو تضيف للقديم، إلا أن هناك تحديات تظهر أمام المقاومة:
1- التفوق التكنولوجي الإسرائيلي:
تواجه المقاومة تحديا كبيرا في مواجهة القدرات التكنولوجية المتقدمة للجيش الإسرائيلي، خاصة في مجال الاستخبارات والمراقبة، إلا أن المقاومة حتى الآن متقدمة بخطوة.
2- الحصار والقيود:
يحد الحصار المفروض على غزة وجنوب لبنان من قدرة المقاومة على استيراد الأسلحة والمعدات المتطورة.
3- التنسيق بين الجبهات:
يشكل التنسيق بين الفصائل الفلسطينية وحزب الله تحديا لوجستيا وأمنيا، وتحاول المقاومة تخطي هذا التحدي بكل ما تستطيع من قوة وخبرة.
4- الخسائر المدنية:
تواجه المقاومة تحديا أخلاقيا وإعلاميا في تجنب الخسائر المدنية، خاصة مع كثافة السكان في المناطق الحضرية.
5- الضغوط الدولية:
قد تؤثر الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية الدولية على قدرة المقاومة على التحرك بحرية، ولكن تتقدم المقاومة في هذه النقطة بالضغط الشعبي كما توجه بعض الدول للاعتراف بدولة فلسطين الحرة مثل إسبانيا والنرويج ودول أمريكا الجنوبية.
في الختام، من المهم أن نعلم جيدا أن الوضع في المنطقة متغير باستمرار، وقد تظهر استراتيجيات وتكتيكات جديدة مع تطور الأحداث. يبقى الحل السياسي والدبلوماسي هو الطريق الأمثل لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الفلسطينية المقاومة الاستراتيجية الإسرائيلية لبنان لبنان إسرائيل فلسطين المقاومة استراتيجية مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة على حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
إبراهيم الهدهد: عدم إكرام اليتيم من أخطر صور الفساد
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن الفساد في الأرض يؤدي إلى زوال الخير ونهايات مأساوية للأمم التي تنشر الظلم والمعاصي، مستدلًا بآيات من سورة الفجر التي تُحذّر من الاستهتار بحدود الله وظلم الضعفاء والمساكين.
وأشار "الهدهد"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إلى أن القرآن الكريم يُصحّح المفاهيم الخاطئة حول تقييم النعم والابتلاءات، مؤكدًا أن كثرة المال ليست بالضرورة دليلًا على رضا الله، كما أن ضيق الرزق ليس مؤشرًا على غضب الله، وإنما يكون التقييم الحقيقي من خلال الأعمال الصالحة والرحمة بالمحتاجين.
وأوضح أن عدم إكرام اليتيم من أخطر صور الفساد التي تهدد المجتمعات، مشددًا على أن الأمم السابقة هلكت بسبب استهانتها بالضعفاء وحقوقهم. واستشهد بقول النبي ﷺ: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة"، موضحًا أن كفالة الأيتام من شعائر الإسلام العظيمة التي تُصلح الأرض وتُبارك في الأرزاق والصحة والعافية.
ودعا الهدهد إلى ضرورة الاهتمام باليتامى ورعايتهم، مؤكدًا أن ذلك يحقق بركة في المجتمعات ويمنع انتشار الفساد، خاتمًا حديثه بالصلاة والسلام على النبي الكريم.
أعظم أسباب العقوبات الإلهيةوكان أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن الفساد في الأرض هو من أعظم أسباب العقوبات الإلهية التي تصيب البشرية، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم حذر من عواقبه في قوله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها".
وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، أن الفساد لا يقتصر على جانب دون آخر، بل يشمل جميع المجالات، من الأخلاق إلى الاقتصاد، ومن السلوك الفردي إلى القرارات الجماعية، مما يؤدي إلى اختلال النظام الطبيعي الذي خلقه الله، مستشهدا بقوله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"، مبينًا أن هذا الفساد يؤدي إلى القحط، وفساد الزرع، وظهور الأمراض نتيجة تلف الأقوات.
وأضاف أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمات يكمن في التوبة إلى الله والإقلاع عن المعاصي، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: "ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا".