يديعوت: إسرائيل تفتح جبهات متعددة دون إستراتيجية محددة
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
سلطت صحيفة يديعوت أحرونوت الضوء على عدم وجود إستراتيجية محددة لإسرائيل بعد مرور عام على الحرب التي تشنها على غزة، وفي ظل عدوانها على لبنان والاستعدادات لشن هجوم على إيران.
ووجه الصحفي الاستقصائي المعروف رونين بيرغمان انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية وكبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، بسبب ما سماه حالة عدم اليقين التي تعاني منها إسرائيل، معتبرا أن خطأ عدم وجود إستراتيجية تحول إلى ميزة تساعد على تجنب اتخاذ قرارات نهائية.
وقال بيرغمان المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، الذي يكتب أيضا في نيويورك تايمز الأميركية، إن إسرائيل تقف أمام واقع معقد، فهي تتعرض لضربات من الشمال عبر حزب الله، ومن الجنوب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وصواريخ أخرى تنطلق من اليمن، وفي الوقت نفسه تعاني تل أبيب من غياب الإستراتيجية، واصفا العام الذي مضى من الحرب بأنه "عام بلا إستراتيجية".
ووصف بيرغمان الوضع في الشمال بأنه معقد، حيث يستمر حزب الله في إطلاق الصواريخ، التي رغم الأضرار القليلة التي تسببت بها، فإنها تشير إلى تحدٍ مستمر دون حل ناجع، حيث اعتبر أن لجوء إسرائيل للقصف في حي المزة بدمشق، والذي أدى إلى مقتل أحد كبار مسؤولي حزب الله، حسب قوله، "يعكس محاولة إسرائيلية مستمرة للحد من قدرات الحزب على تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان".
أما في الجبهة الجنوبية، فيشير بيرغمان إلى الوضع المعقد في غزة حيث ما زال الجنود يُقتلون، وتستمر العمليات العسكرية دون أن يكون هناك أي مؤشر على نهاية الصراع. ويضيف باستغراب "لا أحد يستطيع أن يوضح للغرباء ما الذي يجري هناك، وما الهدف النهائي من العمليات".
وفيما يتعلق بقضية الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، يشير بيرغمان إلى أن الموضوع يُذكر في كل خطاب رسمي، ولكن لا توجد مفاوضات حقيقية لاستعادتهم. ويقتبس الكاتب قول أحد كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية "لا توجد مفاوضات ولا صفقة، ولا يبدو أن أحدا في النظام الحكومي يتعامل بجدية مع هذا الملف".
كما تحدث الصحفي الإسرائيلي عن أن قوات الاحتلال "تخوض صراعا شرسا" لمنع حدوث انفجار في الضفة الغربية، والتسبب في اشتعال جبهة أخرى في وجه إسرائيل.
النجاح من خلال الفشلوتوسع بيرغمان في الحديث عن الصراع مع إيران، والضربة الإسرائيلية المرتقبة لها، وقال إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ينشغل في الصراع مع وزير دفاعه يوآف غالانت دون أن يعرف أحد حقيقة ما يدور في رأسه.
واستدل على ذلك بالشائعات حول حقيقة موقفه من زيارة غالانت للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الشائعات تعكس الخلافات العميقة بين دوائر صنع القرار في إسرائيل.
وقال إنه على الرغم من إلغاء نتنياهو لزيارة وزير دفاعه لواشنطن في اللحظة الأخيرة، فإنه "من الصعب تحقيق الخطة التي قدمها الجيش الإسرائيلي إلى الحكومة لمهاجمة إيران دون تنسيق ومساعدة من الولايات المتحدة".
وأضاف "لقد جرى بالفعل ترتيب اجتماع ماراثوني في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لمناقشة خطة مهاجمة إيران بالتفصيل، لكنه تعثر بسبب الخلافات الداخلية في إسرائيل".
وانتقد بيرغمان سياسة إسرائيل في فتح الجبهات المتعددة، وقال "من خلال المحادثات مع العديد من كبار المسؤولين في مؤسسة الدفاع ومجتمع الاستخبارات، لا يبدو واضحا إلى أين يتجه كل هذا وما الذي يسعون بالضبط إلى تحقيقه في هجوم واسع النطاق ومتعدد البؤر ضد إيران".
وأضاف أن تقييم مجتمع الاستخبارات هو أن إيران سترد على أي هجوم إسرائيلي، ومن ثم سيتعين على إسرائيل الرد أيضا، وأشار إلى أن "تبادل الضربات هذا له اسم.. يسمونه الحرب".
كما نقل عن مصدر عسكري كبير قوله "يمكن أيضا وضع الأمر بشكل مختلف: النجاح من خلال الفشل"، وعلق على ذلك بالقول "لقد خاضت إسرائيل الحرب في غزة من أجل تحقيق هدفين: إطلاق سراح الرهائن وتفكيك قدرات حماس (ناهيك عن تدميرها في انتصار إلهي كامل). وبعد أن فشلت في تحقيق أي من هذه الأهداف، أضيف هدف آخر على الجبهة الشمالية، وهو إعادة السكان بأمان إلى منازلهم".
وأضاف "يعتقد البعض أنه من الممكن إغلاق الجبهة الجنوبية من خلال الانتصار على الجبهة الشمالية، والآن هم واثقون من أننا إذا ضربنا إيران بشكل حاسم، فسوف تغلق الجبهة في الشمال وستغلق الجبهة في الجنوب".
واستدعى الصحفي الاستقصائي رد الممثل الكوميدي والمقدم الأميركي جون ستيوارت على الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، الذي قال على شبكة "سي إن إن" الأميركية إن سياسة إسرائيل هي خفض التصعيد من خلال التصعيد، أي تصعيد الوضع من أجل تهدئة الوضع. حيث وصف ستيوارت هذه الجملة بأنها "جملة حمقاء".
وقال إن "رافيد عكس بدقة السياسة الإسرائيلية، التي شرحها المسؤولون الإسرائيليون بصدق وجدية لكبار المسؤولين في الجيوش الأجنبية هذا الأسبوع فقط".
وفي ختام مقاله، يعكس بيرغمان مشاعر الإحباط لدى الكثيرين داخل إسرائيل، ممن يشعرون بأن "الافتقار إلى إستراتيجية أدى إلى نهج عشوائي وقرارات مرتجلة دون نظام واضح أو خطة محكمة، وتحول من خطأ إلى ميزة تساعد على تجنب اتخاذ قرارات نهائية".
ويقول "ربما تكون هذه هي الطريقة التي يعيش بها الإسرائيليون في هذه الفوضى المتواصلة، حيث أصبح غياب الإستراتيجية جزءا من الطبيعة العادية للحياة هنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات من خلال
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: تقدم "كبير" في صفقة وقف إطلاق النار بغزة
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الأحد، آخر التطورات المتعلقة بصفقة غزة بين إسرائيل وحركة "حماس".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن هناك "تقدم كبير بخصوص صفقة غزة وقد تتحقق خلال أسابيع".
وأضاف المسؤول أن رئيسا الشاباك والموساد "أبلغا مجلس الوزراء بأن حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لم يكن موجودا من قبل".
وتابع قائلا: "من المتوقع أن يتم تنفيذ الصفقة على مراحل تبدأ في نهاية ولاية الرئيس جو بايدن وتمتد إلى ولاية دونالد ترامب".
وستكون المرحلة الأولى من صفقة غزة بحسب المسؤول "إنسانية تبدأ بإطلاق سراح رهائن مقابل وقف لإطلاق النار لمدة 7 أسابيع".
وفيما يتعلق بالوضع على الجبهة اللبنانية، قال المسؤول إن "اتفاق وقف النار في لبنان صامد وحزب الله بقى من دون إمدادات للذخيرة".
وبالنسبة إلى سوريا قال المسؤول: "ستبقى قواتنا في المناطق التي توغلت فيها داخل سوريا حتى استقرار الأوضاع في البلاد".
وقتل الجيش الإسرائيلي يوم السبت 22 فلسطينيا على الأقل بينهم صحفي في هجمات عسكرية على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية، إن الجيش الإسرائيلي قتل 10 فلسطينيين على الأقل وأصاب عشرات آخرين في استهداف جوي لمبنى بلدية دير البلح.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في أعقاب ذلك، إن الهدف من الغارة كان قتل رئيس بلدية دير البلح، الذي زعم الجيش الإسرائيلي أنه كان من الكوادر النشطة في الجناح العسكري لحركة حماس.
وذكر الناطق باسم الدفاع المدني أن الجيش الإسرائيلي قتل 11 فلسطينيا وأصاب عشرات آخرين في استهداف ثلاث مدارس تؤوي نازحين في مدينة غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة السبت أن الحصيلة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، ارتفعت إلى 44930 قتيلا و106624 إصابة، منذ السابع من أكتوبر 2023.