إحالة طبيب ومشرفة عناية مركزة في "حميات طوخ" إلى التحقيق
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
قرر الدكتور اسامة الشلقاني وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إحالة طبيب العناية ومشرفة العناية للتحقيق بمستشفى حميات طوخ، كما احال العاملين بمركز صحه الاسره بقريه مرصفا ببنها للتحقيق بسبب التقصير.
جاء ذلك خلال جولة لوكيل وزارة الصحة بالقليوبية على المستشفيات، في إطار المتابعة المستمرة لسير العمل داخل المنشآت الصحية، وبناءا على توجيهات الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والمهندس أيمن عطية محافظ القليوبية.
شملت الجولة المرور على مستشفى حميات طوخ وتاكد من الانضباط الإداري وتواجد المدير المناوب، كما تفقد قسم الاستقبال والطوارئ واطمأن على احوال المرضى، وقام بالمرور ايضا على قسم العنايه المركزة، وراجع بعض سجلات المرضى ومناقشة الحالات مع طبيب العناية تلاحظ عدم الدقه في تنفيذ الوصفات الطبية، وجرى إحالة طبيب العناية ومشرفة العناية للتحقيق.
كما وجه وكيل الوزارة، مدير إدارة الطوارئ بالمديرية بضرورة الاستغلال الأمثل لأسرة العنايات المركزة المتاحة، ثم توجه فريق المرور إلى مستشفى شبين القناطر المركزي، وجرى التأكد من الانضباط الإداري وتواجد الطاقم الطبي النوباتجي.
كما تفقد وكيل الوزارة قسم الاستقبال والطوارئ، وتأكد من توافر أدوية ومستلزمات الطوارئ.
وأكد وكيل الوزارة أثناء المرور على ضرورة عمل جدول معلن لنوباتجيات الأطباء كما راجع أيضا ملفات بعض المرضى بالعناية المركزة، وأكد على ضروره الالتزام بتنفيذ الوصفات العلاجيه في ميعادها، حيث وجه مدير المستشفى الذي حضر اثناء المرور بضروره تفرغ المدير المناوب لأعمال الإدارة.
كما تأكد الدكتور أسامة الشلقاني من انتظام سير العمل بالحضانات وقسم العمليات ووجه بضروره رفع مؤشرات الأداء الخاصه بتركيب اللوالب أثناء الولادة القيصرية.
كما تفقد وكيل الوزراء إلى مركز طب الأسرة بالاحراز بشبين القناطر وتأكد من تواجد الطاقم النوباتجي،قسم الحضانات التابعة لمستشفى شبين القناطر والملحقه بالمركز، ووجه بضرورة الاستغلال الأمثل للحضانات المتاحة.
واختتم وكيل الوزاره جولته المرورية بالمرور على مركز صحة الأسرة بقرية مرصفا حيث تلاحظ حالة من عدم الانضباط الاداري وتم احالتهم إلى التحقيق العاجل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدكتور خالد عبد الغفار محافـظ القليوبيــة وزارة الصحة بالقليوبية وكيل وزارة الصحة بالقليوبية
إقرأ أيضاً:
في غرفة العناية المركّزة
تدخل إلى المستشفى، تذهب إلى جناح العناية المركزة، تشاهد جثثًا نائمة، لا تقوى على الحراك، محاطة بالأسلاك، والأنابيب، والأجهزة الطبية، تشاهد أولئك الراقدين، الذين استسلموا لمرضهم، ولطبيبهم، وتشاهد ملامح القلق، وأحيانًا اليأس على وجوه ذويهم، أُمٌّ تبكي حين ترى ابنها ممددًا على سرير، وأبٌ يحاول التماسك، وأخت تحاول كتم دموعها، وزوجة تمسك بالمصحف تدعو لزوجها، وزوج يسعى من أجل بصيص من الأمل لزوجته، تراهم جميعًا واجمين، ينتظرون اللحظة التالية، بينما يقوم الأطباء والممرضون بعملهم «المعتاد»، مشهد يشعرك بضعفك، بإنسانيتك، بحزنك، وانكسارك.
ليس هناك أسوأ من الانتظار أمام سرير مريض، لا تعرف مصيره التالي، مؤلمة تلك اللحظات الفارقة بين الأمل واليأس، بين الموت والحياة، الجميع سواسية فـي ذلك المكان، يحاولون التماسك، والتمسك بحبل التفاؤل، وسط أمواج عاتية من القلق، يطلبون من الطبيب أن يطمئنهم على حال مريضهم، ولكنه لا يملك أحيانًا غير مصارحتهم بالحقيقة المؤلمة: «ليس هناك من أمل إلا بالله».. لا يجد المرء فـي تلك اللحظة إلا اللجوء إلى الخالق، يشعر بضعفه أمام جبروت الموت، ويمنّي نفسه أن تُستجاب دعواته، ولكن تمضي الأمور ـ أحيانًا ـ على غير إرادته، لا يكف ذوو المرضى عن الدعاء، حتى الرمق الأخير، إنه سلاح العاجز أمام قدرة الله.
أحيانًا تأتي لحظة الفرج، يُشفى المريض بعد أيام، أو أشهر من الغيبوبة، يفتح عينيه، ويرى العالم كأنما يراه لأول مرة، تدب فـي أوصاله الحياة، وسط «صدمة» أهله، الذين فقد بعضهم الأمل فـي شفائه، وتبدأ احتفالات محبيه بنجاته، يفرحون به كيوم ولادته، تلك اللحظة التي يخرج فـيها من كماشة الموت، إلى مسار الحياة، لحظة زمنية فارقة فـي الذاكرة، لم تكن التجربة سهلة، بذل الأطباء قُصارى جهدهم كي يُنقذوا حياة إنسان لا حيلة له إلا بالله، نجحوا، وذلك مبلغ غايتهم، تحمّلوا صراخ ذوي المريض، وتفهموا انفعالاته، وقدّروا ظرفه الإنساني، ولم ينتظروا الشكر من أحد، فشفاء المريض هو مكافأتهم التي سعوا لأجلها.
فـي جناح العناية المركزة يرقد طفل صغير، أو فتاة يافعة، أو رجل فتيّ، أو شيخ عجوز، يرقدون جنبًا إلى جنب مستسلمين لأقدارهم، لا أدري ما الذي يدور فـي أدمغتهم فـي ذلك الحين، هل ينقطعون عن العالم؟.. هل ينتهي تفكيرهم؟.. أي عالم خفـيّ يعيشونه؟.. هل بإمكانهم التخيل؟.. هل يشعرون بألم أهليهم؟.. هل يمر عليهم شريط حياتهم؟.. (حبيباتهم.. لحظات طيشهم.. خيباتهم.. انتصاراتهم.. حكاياتهم.. من ظلمهم.. ومن ظلموه؟..).. لا يملك الإجابة سواهم، وقد لا يملكون الإجابة بعد شفائهم، فذاكرتهم المشوشة لا تتسع لكل تلك الأسئلة، يخرجون ـ إن كتب الله لهم النجاة ـ إلى حياتهم العادية، قد يتذكرون فـي وقت ما، كيف عادوا من فم الموت، فـيتّعظون، وقد يمضون دون أن يلتفتوا لتلك اللحظات العصيبة.
فـي المستشفى، وحيث العناية المركزة، يتساوى الأحياء بالأموات، الجميع فـي سبات عميق، لا يلوون على شيء، يقضون أيامهم قابضين على جمرة الأمل، يحاولون الفرار من قَدَر إلى قَدَر..
شفى الله كل مريض يعاني، وأعان أهله، ومُحبيه على لحظات الانتظار المرير، وكفانا الله وإياكم شرور «أمراض الفجأة» التي كثرت هذه الأيام، ورحم الله موتى المسلمين جميعًا.