تسلا تستعد للكشف عن "التاكسي الآلي" متأخرة سنوات عن منافسيها
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
كثرت الشائعات والتكهنات في شأن سيارة الأجرة الآلية ذاتية القيادة التي تكشف شركة "تسلا" الأميركية النقاب عنها، الخميس، إذ حرصت المجموعة على إحاطة هذا الحدث المرتقب بالغموض، مع أن سيارات التاكسي الكهربائية المستقلة باتت أصلا قيد الاستخدام منذ سنوات في الولايات المتحدة ودول أخرى، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وقد تحدث إيلون ماسك، رئيس الشركة المتخصصة في السيارات الكهربائية، مرات عدة منذ أبريل عن العرض التقديمي الذي كان مقررا في بادئ الأمر في الثامن من أغسطس، لكنه أرجئ إلى 10 أكتوبر.
وأوضح في منتصف يوليو "لقد طلبتُ ما أعتقد أنه تغيير مهم في التصميم الأمامي، ويتيح لنا الوقت الإضافي الكشف عن بعض الأمور الصغيرة الأخرى".
وفي 25 سبتمبر، كشف عن عنوان الحدث "We, Robot" ("نحن الروبوت")، في إشارة إلى عمل الخيال العلمي "I, Robot" ("أنا الروبوت") للكاتب ايزاك أسيموف، الذي طُرح في المكتبات عام 1950 واقتُبس في السينما عام 2004.
وترافق هذا المنشور صورة تظهر ما يبدو أنها عدسة كاميرا، مع ذكر تاريخ الخميس ولوس أنجلوس، وتعليق جاء فيه "هذا سيُدرج في كتب التاريخ".
أما التفاصيل الأخرى فبقيت ضمن إطار الشائعات والتكهنات، بما يشمل حتى موقع العرض، وهي استوديوهات وارنر في لوس أنجلوس، ما قد يتيح تسيير المركبة في الشوارع وسط ديكورات سينمائية.
ورأى مراقبون شاحنات تسلا في الموقع والتقطوا صورا لسيارة ملفوفة بغطاء أصفر فاتح، ما فُسّر بأنه تمويه لسيارة أجرة آلية.
"ثورة في النقل الحضري"
السيارة، التي ستسمى "سايبركاب"، مستوحاة برأي البعض من طراز "موديل 3" الذي طرحته "تيسلا" في عام 2017، ولكن بالنسبة لآخرين، فإنه مستوحى من شاحنة البيك اب "سايبرتراك" Cybertruck التي بدأ تسليمها في نهاية عام 2023 بعد سنوات من التأخير. وقد رأى آخرون في الطراز الجديد مزيجا من الطرازين المذكورين.
ولكن لا يزال هناك طريق طويل قبل أن يصبح التنقل عبر "سايبركاب" متاحا بصورة كبيرة.
وجاء في تحليل لـ"يو بي اس": "نعتقد أن نشر سيارة أجرة تيسلا الآلية على نطاق واسع أمر غير مرجح في السنوات المقبلة".
وعلق غاريت نيلسون من "سي اف ار ايه ريسرتش" CFRA Research قائلاً "لدى إيلون ماسك تاريخ طويل من المبالغة بشأن توفر منتجات تسلا المختلفة في السوق - ونعتقد أن التاكسي الآلي لن يشذّ عن هذه القاعدة".
يتوقع محللو شركة "ويدبوش" أن تكشف الشركة عن تقنيات ثورية على صعد القيادة الذاتية"، مشددين على أن قلّة من العروض التقديمية للشركة تحظى بهذا المقدار من الاهتمام.
وقد بدأت سيارات الأجرة الآلية تنقل عملاء على الطرق في الكثير من المدن في الولايات المتحدة منذ عام 2021، بفضل خدمة "وايمو" Waymo من "غوغل"، و"كروز" من شركة السيارات العملاقة "جنرال موتورز".
وتسيّر "وايمو" أكثر من 700 مركبة أجرة آلية، وهي سيارات جاكوار بيضاء، بينها 300 سيارة في سان فرانسيسكو حيث أصبحت الآن في متناول عامة الناس ولم تعد مقتصرة على المختبرين والمطورين فقط.
كل أسبوع، يتم تسيير مئة ألف رحلة مدفوعة، في كل منها ما يصل إلى أربعة ركاب، مع خدمة "وايمو" الموجودة أيضا في فينيكس (أريزونا) وأوستن (تكساس) حيث تنشط "تيسلا"، وفي لوس أنجلوس، وقريبا في أتلانتا (جورجيا).
ومع توافر السيارات بسهولة تشبه طلب رحلات الأجرة على "أوبر" و"ليفت"، وبأسعار مشابهة لهاتين الخدمتين، أصبحت الرحلات بمركبات الأجرة الآلية جزءا من الحياة اليومية لسكان كثر، حتى أنها باتت تستقطب زائرين كثيرين مهتمين بعيش هذه التجربة.
وفي الصين، تصل سيارات الأجرة الآلية عدد متزايد من المدن، وهي أرخص بكثير من سيارات الأجرة التقليدية.
لكن بالنسبة لـ"جنرال موتورز"، تبدو الطريق أكثر وعورة. فقد علقت الشركة خدمتها للأجرة الآلية "كروز" في أكتوبر 2023 لخمسة أشهر، بعد حوادث عدة. وكانت الخدمة تغطي وسط المدينة في كل من فينيكس وسان فرانسيسكو وهيوستن وأوستن.
وقالت رئيسة المجموعة ماري بارا في مؤتمر للمستثمرين الثلاثاء "في الأسابيع الأخيرة، بدأ تسيير رحلات (كروز) بوجود مشرفين (في المركبات) في فينيكس ودالاس وهيوستن، وبدأت أخيرا اختبارات على القيادة بدون سائق في هيوستن".
تثير مركبات الأجرة الآلية، المجهزة بالكاميرات وأجهزة الليدار (ليزر الكشف)، نقاشات حادة حول مخاطر التكنولوجيا. وقد تسبب نظام المساعدة على القيادة "أوتوبايلوت" في حوادث مميتة عبر مركبات تابعة لـ"تيسلا".
وبالإضافة إلى التاكسي الآلي، يتوقع الخبراء أن يُصدر إيلون ماسك إعلانات تتعلق بمشاريع أخرى مثل السيارة الكهربائية منخفضة التكلفة "موديل 2"، المتوقع طرحها عام 2025 بسعر يناهز 25 ألف دولار، أو روبوته الآلي "أوبتيموس" المتوقع تسويقه في عام 2026، أو حتى مركبة "سايبر فان"، وهي نسخة من سيارة الأجرة الآلية تتسع لحوالى عشرة أشخاص.
وبالنسبة إلى "ويدبوش"، ستقدم تسلا "تقنية طليعية تهدف إلى إحداث ثورة في النقل الحضري"، وذلك بفضل ثنائي الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية الكاملة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات تسلا تسلا إيلون ماسك تسلا أسواق الأجرة الآلیة
إقرأ أيضاً:
مجموعة استثمارية يابانية تقترح على تسلا الاستثمار في نيسان
ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن مجموعة استثمارية يابانية رفيعة المستوى تقدمت بمقترح لشركة "تسلا" للاستحواذ على شركة "نيسان" المتعثرة، في خطوة تهدف إلى إعادة هيكلة أعمال الشركة اليابانية وتعزيز إنتاجها في الولايات المتحدة.
تفاصيل المقترح بحسب المصادر، يعتقد المستثمرون أن "تسلا" قد تكون مهتمة بالاستحواذ على مصانع "نيسان" في الولايات المتحدة، مما سيوفر لها إمكانية توسيع الإنتاج وتحديث تقنياتها. المخطط المقترح يشمل تحالفًا استثماريًا تكون "تسلا" الداعم الرئيسي له، إلى جانب "هون هاي بريسيشن إنداستري" التايوانية (فوكسكون)، التي ستستحوذ على حصة أقلية لضمان عدم استحواذ "تسلا" بالكامل على "نيسان". يقود هذا التحالف المستثمر الياباني "هيرو ميزونو"، العضو السابق في مجلس إدارة تسلا، ويحظى بدعم رئيس الوزراء الياباني الأسبق "يوشيهيدي سوجا".وقفزت أسهم نيسان بأكثر من 12 بالمئة، بعد صدور الأنباء عن الاستثمار المحتمل.
"نيسان" تبحث عن مخرجتواجه نيسان أزمة جديدة بعد فشل مفاوضاتها مع "هوندا موتور" لتأسيس شركة قابضة مشتركة، وهي صفقة كان يُنظر إليها على أنها طوق نجاة محتمل للشركة اليابانية المتعثرة.
وتعاني "نيسان" من تراجع المبيعات وزيادة الطاقة الإنتاجية غير المستغلة، بالإضافة إلى خط إنتاج قديم يفتقر إلى الطرازات الجذابة.
منذ الإطاحة برئيسها التنفيذي السابق كارلوس غصن عام 2018، عانت الشركة من قيادة غير مستقرة أثرت على قدرتها التنافسية في السوق العالمية.
أكد الرئيس التنفيذي الحالي، ماكوتو أوشيدا، أن نيسان بحاجة إلى شراكة قوية للبقاء في السوق، حيث تواجه ضغوطًا متزايدة لإيجاد مستثمر أو شريك استراتيجي.
ورغم أن الصفقة المقترحة مع "تسلا" قد تبدو منطقية من حيث تعزيز الإنتاج المشترك، إلا أن الخبراء يرون أن التحديات التي تواجهها "تسلا" نفسها تجعل الأمر غير متوقع.
في الشهر الماضي، أعلنت "تسلا" عن أول انخفاض في مبيعاتها السنوية منذ أكثر من عقد، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات تقشفية شملت خفض أكثر من 10% من قوتها العاملة، بما في ذلك موظفي المبيعات.
تباطؤ سوق السيارات الكهربائية واشتداد المنافسة، خاصة في الصين وأوروبا، أثر سلبًا على أداء "تسلا" المالي واستراتيجيات توسعها.
رغم هذه العقبات، تبقى إمكانية دخول "تسلا" في صفقة لإنقاذ "نيسان" قائمة، لا سيما إذا تمكن التحالف الاستثماري من تقديم عرض مغرٍ يتماشى مع أهداف "تسلا" التوسعية في قطاع التصنيع والبطاريات.