قال المحلل الأمريكي مارك كاتز، إن الجيش الروسي بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، ربما لا يكون بنفس الحجم الكبير الذي هو عليه الآن. وتساءل عن الشكل الذي سيكون عليه الجيش بعد انتهاء هذه الحرب، مشيراً إلى أن الكثير من الأمور تعتمد على الكيفية التي ستنتهي بها الحرب.

ورأى مارك كاتز الأستاذ الفخري في كلية شار للسياسة والحكومة بجامعة جورج ماسون الأمريكية، والزميل العالمي في مركز ويلسون، والزميل البارز غير المقيم في المجلس الأطلسي في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، أنه إذا انتهت الحرب نتيجة لانهيار الجيش الروسي كما حدث في عام 1917، فإن شكل الجيش الروسي وروسيا نفسها سيكون سيئاً للغاية.

ومع ذلك، ورغم أنه لا يمكن استبعاد ذلك، فإن هذا السيناريو يبدو غير مرجحاً.

وقال كاتز إن "الطريقة المرجح أن تنتهي بها الحرب، هي إما من خلال وقف لإطلاق النار تحتفظ من خلاله روسيا بالأراضي الأوكرانية التي تحتلها الآن، أو موافقة أوكرانيا على التخلي عن مزيد من الأراضي أكثر مما فعلت بالفعل مع تقديم تنازلات أخرى لموسكو".

@TheNatlInterest published my thoughts on the future of the Russian army after the end of the Russia-Ukraine War: The Uncertain Future of the Russian Army https://t.co/gmG6NQanzt

— Mark N. Katz (@Mark_N_Katz) October 8, 2024

ويرى كاتز أنه وفقاً لهذين السيناريوهين، فإن الجيش الروسي لن يظل سليماً فحسب، لكنه سيبدو أيضاً أكثر تهديداً من أي وقت مضى لبقية أوكرانيا وللدول الأوروبية الأخرى، الأقل استعداداً وقدرة على الدفاع عن نفسها مقارنة بأوكرانيا، وأيضاً للولايات المتحدة الملتزمة بالدفاع عن حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكن شعبها غير مستعد لحرب كبرى مع روسيا والخسائر التي ستنطوي عليها.

والجيش الروسي حال انتصاره في أوكرانيا، وتمتعه بالخبرة في حرب طويلة الأمد وواسعة النطاق سيعزز فقط هذا التصور لدى الأمريكيين. ولكن على الرغم من القوة التي قد يبدو عليها الجيش الروسي بعد حرب أوكرانيا، ربما تظهر عدة عوامل قد تؤدي إلى تقييد أو حتى الحد من حجم وحتى قدرات هذا الجيش.

وقال كاتز إن أحد هذه العوامل، هو أن الجيش الروسي القوي إذا لم يكن منخرطاً في حرب ربما يجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يخشى من أن يتحول إلى قوة قد تحول انتباهها إلى تقييد خياراته أو حتى الإطاحة به.

ورغم أن الضباط الروس الذين حاربوا في أوكرانيا غير معارضين، فإنهم ربما يسعون إلى إصلاح استرتيجية وأساليب الجيش الروسي، لتجنب نهج الهجوم الشامل الذي ينطوي على عدد كبير من الخسائر الذي كان بوتين مستعداً لإجباره عليه.

وأشار كاتز إلى أن بوتين قد ينظر إلى أى حركة لإصلاح الجيش، على أنها بمثابة انتقاد ضمني لقيادته، وربما يرغب في نقل ضباط الجيش الأكثر كفاءة بعيداً عن المواقع القيادية إلى أماكن أخرى يكونون فيها أقل قدرة على تهديده ودفعه للتقاعد.

وفي الوقت نفسه، ربما يخلق عدم احترام الضباط الذين حاربوا من أجله في أوكرانيا، معارضة له في الجيش الروسي وهذا ما يسعى بوتين لتجنبه. وسواء اتضح أن بوتين يشعر بالارتياب إلى هذا الحد أم لا، يتوقع الجنود العاديين أن يتم تسريحهم بمجرد انتهاء الحرب. كما أن عائلاتهم ستتوقع أيضاً ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، ربما يتوقع مئات الآلاف من الجنود الروس الذين أصيبوا في الحرب، وهو أمر مفهوم تماماً، أن الحكومة الروسية ستخصص موارد لرعايتهم.

وعدم تحقيق هذه التوقعات سواء من خلال الإبقاء على جيش كبير، أو عدم تخصيص الأموال لرعاية المحاربين القدامي المصابين، يمكن أن يتسبب في زعزعة استقرار البلاد. كما سيرغب صانعو السياسات الاقتصادية الروس ومديرو الشركات أن يتم تسريح الجنود من الجيش بعد الحرب، لكي يتمكنوا من العودة إلى العمل في الاقتصاد الروسي الذي تعرض لنقص حاد في العمالة بسبب الحرب. وسوف يتسبب عدم تسريح الجنود للعمل في الاقتصاد الروسي فقط على المدى البعيد، في إضعاف الاقتصاد الروسي، وبالتالي إضعاف الجيش الروسي الذي يدعمه هذا الاقتصاد.

واختتم كاتز تحليله بالقول إنه "بينما يخشى الأوكرانيون والغربيون ما سوف يفعله بوتين- الذي يعتقد أنه انتصر في الحرب ضد أوكرانيا وداعميها الغربيين- بجيشه الكبير الذي اكتسب خبرة المعارك بعد انتهاء حرب أوكرانيا، قد تظهر ضغوط سياسية واجتماعية واقتصادية تشجع بوتين أو حتى تجبره على تقليص حجم وقدرات الجيش الروسي فيما بعد".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب روسيا الحرب الأوكرانية روسيا الجیش الروسی فی أوکرانیا بعد انتهاء

إقرأ أيضاً:

هاريس: لقاء بوتين مرهون بمشاركة أوكرانيا

أعلنت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في مقابلة تلفزيونية بثت أمس الإثنين، أنها لن تلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حال أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، لمناقشة الحرب في أوكرانيا، إلا إذا حضر ممثل عن كييف الاجتماع.

وأكدت هاريس لشبكة "سي بي إس" أن أي اجتماع محتمل بينها وبين بوتين "لن يكون ثنائيًا دون مشاركة أوكرانيا"، مشددة على أن "لكييف الحق في تحديد مستقبل أوكرانيا"، وفقًا لتقارير وكالة فرانس برس.

تمييز سياسي عن ترامب

سعت هاريس من خلال هذه التصريحات إلى تمييز موقفها بوضوح عن منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر. وانتقدت موقف ترامب بشأن أوكرانيا، قائلة: "لو كان دونالد ترامب رئيسًا، لكان بوتين جالسًا الآن في كييف".

وأشارت هاريس إلى تصريحات ترامب السابقة التي زعم فيها أنه يستطيع إنهاء الحرب الأوكرانية في يوم واحد، واصفة هذه الفكرة بأنها "استسلام".

موقف هاريس من دعم أوكرانيا

وخلال المقابلة، شددت هاريس على دعم الولايات المتحدة لحق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد "العدوان الروسي غير المبرر". وعندما سُئلت عن احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، قالت هاريس إن هذه "أسئلة سنجيب عليها عندما نصل إلى تلك المرحلة".

زيارة زيلينسكي إلى الولايات المتحدة

في نهاية سبتمبر، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة، حيث التقى الرئيس الأميركي جو بايدن، وهاريس، بالإضافة إلى المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز دعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا.

مقالات مشابهة

  • أمين عام الناتو: أوكرانيا ربما تشهد أسوأ شتاء منذ بداية الغزو الروسي
  • أوكرانيا: مقتل شخصين إثر إطلاق الجيش الروسي النار على مناطق حدودية
  • هاريس: لقاء بوتين مرهون بمشاركة أوكرانيا
  • أوكرانيا: الجيش الروسي يقصف مناطق حدودية بإقليم سومي 39 مرة في يوم واحد
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 662 ألفًا و970 جنديًا
  • هاريس تشترط حضور كييف أي لقاء مع بوتين حول أوكرانيا
  • كامالا هاريس توضح موقفها من عقد لقاء مع بوتين بشأن أوكرانيا
  • كامالا هاريس: لن أتفاوض مع الرئيس الروسي على إنهاء الحرب في أوكرانيا دون مشاركة كييف
  • الجيش الروسي يسيطر على بلدة قرب بوكروفسك ويواصل تقدمه في شرق أوكرانيا