«المواجهة تقترب» وسط صمت إسرائيلي.. واستعداد إيراني.. وترقب أمريكي| تقرير إخباري
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
يتعامل المسئولون الإيرانيون مع التهديدات الإسرائيلية بجدية كبيرة، ووضعوا خططا للتعامل مع 10 سيناريوهات للهجوم المحتمل الذي قالوا علنا إن تداعياته ستكون عالمية وليست إقليمية في حال وصل للمنشآت النووية.
ويتوقع المسؤولين الإيرانيين كل شيء، وإنهم انتقلوا من منطقة الحذر إلى منطقة التلويح الجدي وبالعصا نفسها التي تلوح بها إسرائيل.
وكشف مصدر عسكري لوكالة إيرانية أن طهران وضعت 10 سيناريوهات يمكن أن تلجأ إسرائيل لأي منها، مؤكدا وضع خطط دفاعية للتعامل مع كل هذه السيناريوهات. وتتوقع أيران أن تقوم إسرائيل أيضا بتوأمة ضربتها بحيث تستهدف منشآت عسكرية واقتصادية في الوقت نفسه، نظرا لقيام إيران بضرب قواعد عسكرية في هجومها الصاروخي الأخير.
في هذا السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسئولين أمريكيين أن "إسرائيل رفضت حتى الآن الكشف لإدارة الرئيس جو بايدن عن تفاصيل خططها للرد على طهران". ويشعر المسئولون الأمريكيون بالإحباط لأنهم فوجئوا مرارا وتكرارا بالأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، ويسعون إلى تجنب المزيد من التصعيد.
وقال البنتاجون إن البعض كان يأمل أن تعلم الولايات المتحدة المزيد عما كانت تفكر فيه إسرائيل خلال زيارة كانت مقررة، ليوم أمس، يلتقي فيها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ووزير الدفاع لويد أوستن في البنتاجون، لكن جالانت أرجأ رحلته.
وقال مسئول إسرائيلي إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع جالانت من المغادرة إلى الولايات المتحدة بينما واصلت إسرائيل التخطيط لعمليتها في إيران.
من جانبه، أعلن مكتب نتنياهو، أنه لا جدوى من زيارة جالانت لواشنطن طالما لم يتخذ بعد قرار رسمي بشأن طبيعة الرد على إيران. وأضاف، أن "الشخص الذي يجب أن يجري المحادثات بشأن ملف إيران مع الأميركيين هو رئيس الحكومة".
وأفادت "القناة 12" العبرية بأن نتنياهو أبلغ جالانت أن رحلته إلى واشنطن ستتم فقط بعد موافقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) عليها، والحديث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
في الوقت نفسه، كشف موقع أكسيوس إن بايدن ونتنياهو سيتحدثان بشأن "الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني"، إلى جانب مناقشة الحرب في لبنان وغزة.
كما نقل عن مسؤول أمريكي قوله "نريد توظيف مكالمة بايدن ونتنياهو في محاولة لتشكيل حدود الانتقام الإسرائيلي"، والتأكد من أن إسرائيل تهاجم أهدافا في إيران تكون مهمة لكن ليست مبالغا فيها، على حد قول المسئول.
ومن المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي على إيران كبيرا ويشمل غارات جوية على أهداف عسكرية وهجمات أخرى سرية.
ومن خلف الكواليس، تحاول الولايات المتحدة القيام بخطوة غير عادية لبسط الهدوء على كافة الساحات في وقت واحد. وبحسب القناة 12 العبرية فإن إسرائيل لا تعتبر جزءاً من تلك الخطوة في الوقت الحالي.
وفي الأيام القليلة الماضية علم كبار المسئولين في اسرائيل بمناقشة تجري بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية تناقش مع إيران اقتراح وقف شامل لإطلاق النار في كافة الساحات.
علي صعيد متصل، كشفت تقارير محلية إيرانية أن عددا من نواب البرلمان الإيراني وجهوا رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي يطالبون فيها بإعادة النظر في العقيدة الدفاعية الإيرانية، والسماح بتوفير الإمكانيات اللازمة لتصنيع السلاح النووي.
سياسيًا، بحث وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي الذي يزور الرياض، تطورات الأوضاع في المنطقة. وتشمل جولة عراقجي السعودية ودولاً أخرى في المنطقة، فيما تركز على مناقشة القضايا الإقليمية، والعمل على وقف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تقرير: "قنبلة" ترامب تدعم اليمين الإسرائيلي
رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى دول أخرى، أثار جدلاً عالمياً، وتحدى المعايير الدبلوماسية، كما أثار تساؤلات حول استراتيجيات السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت "جيروزاليم بوست" في تحليل تحت عنوان "ترامب يلقي قنبلة غزة محطماً العقيدة الدبلوماسية"، أن الرئيس الأمريكي بعد تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني)، لم يبدأ العمل بشكل فوري فقط، بل سرّع اتخاذ القرارات، مشيرة إلى أنه في إطار دوامة الإجراءات التنفيذية والتصريحات التي خرج بها، بدا عازماً على تحديد نبرة رئاسته، ليس في أول 100 يوم من ولايته، بل في أول مئات الساعات.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى بعض القرارات التي دخلت حيز التنفيذ بـ"جرة قلم"، مثل الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وإغلاق المبادرات الفيدرالية للتنوع والمساواة والإدماج، بالإضافة إلى تحركات أخرى، مثل مراجعة جميع المساعدات الأجنبية، وإصدار أوامر بترحيل المهاجرين غير الشرعيين بشكل أوسع نطاقاً، واعتبرت أن هذا السيل من النشاط يقود الولايات المتحدة الأمريكية إلى مسار مختلف تماماً، ولكن ليس من الواضح بعد ما هو حقيقي وما هو "طموح"، وما هي السياسات التي ستصمد، وأيها سوف تصطدم بصخور الواقع الوعرة.
سكان #غزة بين اليأس والتمسك بالأرض
https://t.co/j8t74xzRLn pic.twitter.com/QLVK1f1pGO
تهجير الفلسطينيين
وأضافت أن تعليقات ترامب هذا الأسبوع حول رغبته في رؤية بعض البلدان تستقبل اللاجئين من غزة، وذكره لمصر والأردن على وجه التحديد، تندرج تماماً تحت هذه الفئة غير المؤكدة، في إشارة إلى أنها طموح له.
وتساءلت الصحيفة: "هل هذه خطة ملموسة؟ هل هي اقتراح سياسي جاد؟ أم أنها مجرد مثال آخر على حديث ترامب غير المنقح؟"، موضحة أن ترامب طرح الفكرة، التي كانت حتى الآن حكراً على اليمين المتطرف الإسرائيلي، للمرة الأولى خلال مؤتمر صحافي، السبت الماضي، على متن طائرة الرئاسة الخاصة به، وعندما سُئل عن محادثة هاتفية مع ملك الأردن عبد الله الثاني، بدأ الرئيس بالثناء على الملك، قائلاً إنه قام "بعمل رائع"، مشيرًا إلى أن الأردن يؤوي "ملايين الفلسطينيين بطريقة إنسانية للغاية"، ثم أضاف: "قلت له، أود أن تتولى المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن، إنه فوضى، إنها فوضى حقيقية"، مستطرداً بأنه بأنه يرغب أيضاً في أن تستقبل مصر فلسطينيين.
ردود فعل عنيفة
وتقول الصحيفة، إن تصريحات ترامب، التي قال فيها إن هذه الترتيبات قد تكون مؤقتة أو طويلة الأجل، أثارت ردود فعل عنيفة على الفور، حيث قالت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وحماس، إن هذا الترتيب غير قابل للتنفيذ، وعلى الرغم من ذلك، عزز ترامب موقفة بعد يومين، قائلاً إنه ناقش الأمر أيضاً مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية على المكسيك وكنداhttps://t.co/eF2scTCIeX
— 24.ae (@20fourMedia) January 31, 2025
فكر اليمين المتطرف
بحسب الصحيفة، وسواء هذه الخطة جيدة الصياغة أم لا، وسواء كان هناك أي تفكير حقيقي أو هناك فريق عمل بالفعل يعمل على تنفيذ هذه الفكرة، فقد حرك ترامب هذه الفكرة من نطاق اليمين المتطرف في إسرائيل، وأدخلها الخطاب السائد، واصفة هذا التحول بأنه "ليس بسيطاً".
وأشارت إلى أنه في الثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، كتب اثنان من أعضاء الكنيست آنذاك ، داني دانون من حزب الليكود، الذي عُيِّن منذ ذلك الحين سفيراً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، ورام بن باراك من حزب يش عتيد، مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال"، وأوصيا فيه بتخفيف المعاناة في غزة، من خلال قيام الدول الغربية، التي أبدت في الماضي استعدادها لاستيعاب ملايين اللاجئين من المناطق التي مزقتها الحرب، بإظهار نفس الاستعداد واستقبال اللاجئين من غزة كحل للأزمة الإنسانية هناك، وقد كُتب هذا المقال بعد أكثر من شهر بقليل من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وكتبا: "تتمثل إحدى الأفكار في أن تقبل الدول في مختلف أنحاء العالم أعداداً محدودة من الأسر الغزية التي أعربت عن رغبتها في الانتقال"، كما أكدا أنهما كانا يتحدثان عن سكان غزة الذين يسعون إلى الانتقال، ولا يدعوان إلى أي نوع من النقل القسري، ولكن في الوقت نفسه، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالاً وصف هذا المقترح بأنه "نسخة مزخرفة من التطهير العرقي".