السودان.. النائب العام يكشف بالأسماء والارقام تفاصيل خطيرة عن جرائم الدعم السريع ..قتل معاقين ومسنين وإعدام خارج القانون في منزل
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
تاق برس – كشف الفاتح طيفور النائب العام لجمهورية السودان عن حجم اعتداءات قوات الدعم السريع على السجون في سياق حربها على السودان.
وقال أن من وصفها بالمليشيا المتمردة اعتدت على (36) سجنا في عدد من الولايات واطلقت سراح (19,481) نزيلاً بعضهم من الإرهابيين المحكومين وجندتهم ضمن قواتها .
وأشار النائب العام في بيان السودان في جلسة الحوار التفاعلي المعزز حول تقرير لجنة تقصي الحقائق بمجلس حقوق الإنسان اليوم , أن قوات الدعم السريع جندت أعدادا كبيرة من المرتزقة من أكثر من (12) دولة.
ونوه الى ان السلطات اعتقلت منهم (105) بمسارح العمليات . واتهم النائب العام الدعم السريع التي وصفها بالمليشيا المتمردة بارتكاب جرائم إرهابية واسعة أبرزها الاعتداء على (7) مطارات مدنية ، ومقار (18) من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية ونهبت قوافل المساعدات الإنسانية وأعاقت وصولها , فضلا عن نهب التقاوي المعالجة كيميائياً وبيعها في الاسواق محدثة اضرارا صحية واسعة بالمواطنين . وقال رئيس وفد السودان في الحوار التفاعلي أن قوات الدعم السريع استهدفت المدنيين والاعيان المدنية , واحتلت منازل المواطنين, ونهبت محتوياتها واتخذت منها ثكنات عسكرية, حيث تم نهب واحتلال (540) الف من الاعيان المدنية 80% منها منازل مواطنين كما اتلفت ونهبت حوالي (570) الف طن متري من المواد الغذائية والصحية والإغاثية . وزاد “دنست المليشيا (1002) مسجد و(51) كنيسة واعتدت على (5) من المتاحف والمواقع الأثرية والثقافية والتراثية ودور الوثائق بالإضافة الى (250) مستشفى اخرجتها من الخدمة واتخذت (15) منها ثكنات عسكرية بالإضافة للاعتداء على (26) من مصانع الأدوية و (20) مصرفاً . وأضاف “إعتدت على أجهزة العدالة وجهات إنفاذ القانون والمحميات البرية وقامت بزراعة المخدرات فيها، بالإضافة إلى اعتداءاتها على القطاع الزراعي والصناعي والطاقة والنفط والاتصالات مما تسبب في خسائر مادية ضخمة .
وأشار النائب العام الى اجتياح قوات الدعم السريع لمناطق واسعة من السودان بغرض النهب والسلب , وارتكاب مجازر ضد المدنيين العزل ما بين شهري يونيو وأغسطس عام 2024 في ولايتي الجزيرة وسنار في قرى ود النورة , العدناب , ود العشاء, جلقني , الشيخ السماني، وقوز الناقة.
وكشف عن أن عدد القتلى بلغ (419) والجرحى (420).
وأضاف “المليشيا المتمردة ارتكبت انتهاكات جسيمة في حق الأشخاص ذوي الإعاقة حيث قتلت (8) منهم بالرصاص الحي، بالإضافة الى فرض الحصار الشديد على دار الضو حجوج لرعاية المسنين ما أدى الى وفاة (8) من المسنين بسبب نقص الخدمات الأساسية.
وقال طيفور نفذت قوات الدعم السريع احكاماً بالإعدام خارج نطاق القضاء لعدد (12) من المدنيين في حي ود نوباوي بام درمان .
وتطرق طيفور الى عمل اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني برئاسة النائب العام.
وأبان أن اللجنة راعت في تحقيقاتها إشتراطات المحاكمة العادلة في جميع الدعاوي المقيدة والتي بلغت (18.741) منها عدد من الدعاوى تم قيدها ضد منسوبي القوات النظامية وتم رفع الحصانة عن بعضهم، كما تم شطب (43) منها في مرحلة التحريات واكتملت التحريات في (273) دعوى أحيلت الى المحاكم الوطنية وتم الفصل في (144) منها، وتم إعلان (346) متهماً هارباً لتسليم انفسهم للعدالة.
وأشار الى مخاطبة اللجنة لست دول لتسليم (16) متهماً يعتقد بوجودهم في تلك الدول.
واعلن التأكيد على قدرة وكفاءة ورغبة القضاء السوداني في منع الإفلات من العقاب.
النائب العامجرائم الدعم السريعالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: النائب العام جرائم الدعم السريع قوات الدعم السریع النائب العام
إقرأ أيضاً:
الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
زهير عثمان
تشهد الساحة السودانية تصاعداً في تعقيد الصراعات السياسية والعسكرية، حيث تُعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وقوات الدعم السريع فاعلين رئيسيين في المشهد السوداني. ورغم اختلاف أهدافهما وسياقاتهما، يتشاركان النفوذ العسكري والسياسي. يُثير هذا التساؤل حول مصير البلاد إذا ما قررت الحركة الشعبية إعلان حكومة في مناطق نفوذها، وما قد يعنيه ذلك على المستويين الداخلي والإقليمي.
الفروق الأساسية بين الحركة الشعبية والدعم السريع
الأيديولوجيا والأهداف
الحركة الشعبية لتحرير السودان , تعتمد الحركة على رؤية سياسية واضحة تُعرف بـ"السودان الجديد"، التي تسعى لإعادة تشكيل الدولة السودانية على أسس المواطنة والمساواة واحترام التنوع. تهدف إلى إنهاء التهميش التاريخي لمناطق مثل جبال النوبة والنيل الأزرق.
الدعم السريع وطرحه نعلم انها تفتقر قوات الدعم السريع إلى أيديولوجيا متماسكة أو رؤية سياسية طويلة المدى. يُنظر إليها كقوة عسكرية تهدف إلى تعزيز نفوذ قيادتها، وعلى رأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع التركيز على تحقيق مكاسب تكتيكية بدلاً من طرح مشروع وطني شامل.
القاعدة الشعبية والجغرافية
الحركة الشعبية اسست والان تمتلك قاعدة شعبية راسخة في المناطق المهمشة مثل جبال النوبة والنيل الأزرق، وتطرح نفسها كممثل للمهمشين والمظلومين في السودان.
الدعم السريع قاعدته الأساسية في دارفور مع توسع نفوذها إلى مناطق أخرى، لكنها تُعتبر أكثر ارتباطاً بالبُنى القبلية والمصالح الاقتصادية لقادتها.
الشرعية والممارسات
الحركة الشعبية بالرغم تعرضها لانتقادات في قضايا كثيرة مثل علمانية الحكم والحقوق المدنية ، إلا أنها تُعتبر فاعلاً سياسياً مشروعاً يسعى إلى تغيير بنية الدولة السودانية.
الدعم السريع يواجه انتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واعتمادها على القوة العسكرية المفرطة في حروبها كلها .
إعلان حكومة من قبل الحركة الشعبية: السيناريوهات والتداعيات
الأثر على وحدة السودان
إعلان حكومة في مناطق نفوذ الحركة الشعبية سيُعيد إلى الأذهان تجربة جنوب السودان. قد يُعزز ذلك الشعور بانعدام الثقة بين الأطراف السودانية المختلفة، ويُؤدي إلى مزيد من الاستقطاب.
التحديات الداخلية
الاعتراف الدولي أول ما ستواجه الحركة تحدياً كبيراً في الحصول على اعتراف دولي بحكومتها.
الخدمات والبنية التحتية: تعتمد هذه المناطق على المركز في تقديم الخدمات، ما يعني أن إعلان حكومة سيضع عبئاً هائلاً على موارد الحركة.
التداعيات الإقليمية
التدخل الإقليمي وقد يدفع إعلان حكومة دول الجوار مثل إثيوبيا وجنوب السودان إلى اتخاذ مواقف متباينة، بناءً على مصالحها.
التوازنات الجيوسياسية سيُربك ذلك حسابات القوى الدولية والإقليمية لفترة وخاصة التي تسعى لاستقرار السودان.
مقارنة مع تجربة الدعم السريع
إذا كانت قوات الدعم السريع تُركز على تثبيت نفوذها داخل النظام الحالي، فإن الحركة الشعبية قد تسعى لتأسيس كيان مستقل تماماً. الفرق الجوهري هو أن الدعم السريع لا يمتلك مشروعاً سياسياً متكاملاً، بينما للحركة الشعبية رؤية تتجاوز حدود السلاح.
وفي حال أعلنت الحركة الشعبية حكومة في مناطق نفوذها، سيشكل ذلك تحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوداني. بينما تظل احتمالات نجاحها مرتبطة بقدرتها على كسب الاعتراف الدولي والتعامل مع تحديات داخلية معقدة. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل هو السعي نحو تسوية سياسية شاملة تُعالج جذور الأزمات السودانية وتجنب البلاد سيناريوهات التفكك والمزيد من الصراع.
zuhair.osman@aol.com