تناولت جلسات اليوم الثاني لمؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية الذكاء الاصطناعي وإمكانية استخدام تطبيقاته في قطاع الأرشيف والأرشفة الرقمية والتخزين طويل المدى والثورة التي شهدها الحفظ الرقمي وخلق الوعي بإدارة السجلات ،بالإضافة إلى استعراض بعض التجارب الناجحة والمميزة في مجال حفظ الأرشيفات وإتاحتها.


واتسمت الجلسات بتضافر الجانب النظري، الذي كان ثريا بالمعلومات مع الجانب العملي الذي قدم تجارب مميزة عالميا، وهذا ما أسهم في تبادل الخبرات والتجارب التي أثرت معارف المشاركين والمختصين والمهتمين في قطاع الأرشفة.
وأشاد حمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية بما حفلت به الجلسات من أفكار وآراء مهدت الطريق أمام تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة ذات العلاقة بقطاع الأرشيفات.
وأكد أن هذه الأفكار والآراء لها صداها محليا وعربيا وعالميا، وأن النقاشات التي دارت في المؤتمر أثرت مجال الأرشفة عامة ،مبينا ان المحاضرات والجلسات التي حفل بها البرنامج العلمي للمؤتمر يمكن الخروج بسلسلة من التوصيات التي تتمحور حول الحلول التي يحتاجها العاملون في هذا المجال، لما لها من أثر في تطوير الأعمال في مجال الأرشفة ولا سيما دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة في معالجة البيانات وتوفيرها بأسهل الطرق لمتخذي القرار وللمستفيدين.
ولفت إلى أن ما تطرقت إليه الجلسات حول أحدث التقنيات وأهم المعايير والمقاييس والمواصفات التي تسهم في تحليل البيانات فيها الكثير من الحلول للتحديات المتمثلة بكمية البيانات الرقمية وتزايدها وما تنتجه منصات التواصل الاجتماعي وإدارة الكم الهائل من البيانات الرقمية وتحديات معالجتها وتحليل محتوياتها، وتحديات إتاحتها بما يتناسب مع متطلبات الباحثين.
كما اشتملت فعاليات المؤتمر ورشة عمل في الذكاء الاصطناعي في الأرشيف من البحث إلى التعليم ،ناقشت تطور وإدارة المجموعات الأرشيفية والسياسات المتبعة والتحديات والفرص التي يحققها الوصول المفتوح إلى التحف المؤرشفة في مؤسسات التعليم الإلكتروني المفتوحة ” دراسة حالة في جامعة جنوب إفريقيا”.
ومن المواضيع التي تخللها البرنامج العلمي للمؤتمر، إدخال الأرشيفات الرقمية في نظام تخزين طويل الأمد من خلال برمجيات مفتوحة المصدر مجانية في جنوب إفريقيا ومشاركة الموارد ونمو المعرفة في المكتبات الأكاديمية في دول الخليج العربي.
كما تخلل برنامج المؤتمر الطرق المتطورة في إمكانية الوصول إلى الأرشيفات في المكتبات الكلاسيكية وسلوكيات البحث والمعالجة المعرفية للباحثين في استرجاع المعلومات الأرشيفية وإحداث ثورة في تعليم الحفظ الرقمي وخلق الوعي بإدارة السجلات ،وتسليط الضوء على حوادث الطرق في جنوب إفريقيا نموذجا والتحديات والحلول في تقديم الخدمات من قبل مراكز حفظ الأرشيفات الإقليمية في الصين والأدوار التي يضطلع بها أمناء الأرشيف في إعادة توطين اللاجئين ومنهجية مشاركة أرشيفات التاريخ الشفوي في بناء الذاكرة.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي سوف يواصل فعالياته في اليومين القادمين بمقر جامعة السوربون في أبوظبي.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

د. إيمان هريدي لـ«الفجر»: الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل للمعلم في بناء التعليم الذكي

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، واستجابة لمتطلبات العصر الرقمي، نظّمت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، بالتعاون مع الجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية، مؤتمرها الدولي العاشر، والرابع للجمعية، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي ودوره في الاستثمار في التعليم وتحسين جودة الإنتاج البحثي".

 وقد أقيم المؤتمر برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة،الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتور غادة عبد الباري نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة  وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء العرب في مجالات التربية والبحث العلمي.

في هذا السياق، أجرت "الفجر" حوارًا موسعًا مع  الدكتورة إيمان أحمد هريدي، عميدة كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، والتي أشرفت على تنظيم المؤتمر، حيث تناولت مستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي، وأهمية التوازن بين التقدم التكنولوجي والدور الإنساني للمعلم، بالإضافة إلى رؤيتها لتطوير المناهج والبحث العلمي. الحوار كان فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة في فهم العلاقة بين الإنسان والآلة في العملية التعليمية، وملامح التحول الذي يشهده التعليم العربي اليوم.

  بداية دكتورة إيمان، يتردد كثيرًا سؤال جوهري: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المعلم مستقبلًا؟

دعني أؤكد بكل وضوح: الذكاء الاصطناعي، مهما تطورت قدراته وتعددت تطبيقاته، لا يمكنه أن يحل محل المعلم البشري. هو أداة قوية، نعم، لكنه يظل مجرد وسيلة تكنولوجية نستخدمها لدعم العملية التعليمية لا لإقصاء العنصر البشري منها. صحيح أنه يمكنه محاكاة بعض القدرات مثل التحدث أو تنظيم المحتوى، لكنه يفتقر إلى الروح، والحدس، والقدرة على بناء القيم وتشكيل الوجدان. هذه أمور لا يمكن لأي آلة أن تنجزها. المعلم هو قلب العملية التعليمية، وبدونه يفقد التعليم بُعده الإنساني والتربوي.

كيف ترين العلاقة بين طلاب الكلية الذين يدرسون ويعملون كمعلمين ميدانيين في الوقت نفسه؟ وهل لهذا النموذج أثر في تطوير التعليم؟

 هذا النموذج هو أحد أعمدة رؤيتنا في الكلية، ونفخر به كثيرًا. طلاب الدراسات العليا لدينا لا يعيشون في عزلة عن الواقع التربوي، بل هم جزء فاعل منه. فهم باحثون داخل أسوار الجامعة، ومعلمون ممارسون داخل المدارس. هذا التكامل بين النظرية والتطبيق يمنحهم قدرة كبيرة على الربط بين ما يدرسونه وما يواجهونه من تحديات فعلية. وهذا، بدوره، يُنتج معلمين أكثر وعيًا، قادرين على تطوير المناهج، وتحليل الواقع، واقتراح حلول عملية للتحديات المزمنة في التعليم، مثل الكثافات المرتفعة والفروق الفردية.

ما هي الأدوار التي يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج الدراسية؟

 أولًا، يجب أن نعيد تعريف "المنهج". المنهج ليس مجرد كتاب يُوزّع على الطلاب، بل هو منظومة تشمل المعلم، والمتعلم، والأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقييم، واستراتيجيات التدريس. الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث تحول نوعي داخل هذه المنظومة إذا استُخدم بالشكل الصحيح. على سبيل المثال، يمكن تطوير محتوى تفاعلي يجعل الطالب يتفاعل مع شخصيات تاريخية بشكل واقعي ومحفز. تخيل أن يدخل الطالب في محادثة افتراضية مع شخصية مثل أحمد عرابي أو الرئيس أنور السادات، ويستمع إليهم يشرحون مواقفهم وأفكارهم. هذا النوع من التعليم يخلق انتماءً وفهمًا عميقًا، ويجعل من التاريخ مادة حية لا جافة.

 وماذا عن البُعد القيمي والتربوي؟ هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخدم التربية الأخلاقية؟

بالتأكيد يمكنه ذلك إذا وُجه الاستخدام بشكل تربوي هادف. نحن بحاجة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في دعم الشراكة بين المدرسة والأسرة. من خلال تطبيقات تفاعلية، يمكن تتبع سلوكيات الطالب ومدى التزامه بالقيم التي يتعلمها في المدرسة، مثل الصدق، والاحترام، والإحسان، وإشراك الوالدين في هذه المنظومة. التطبيق يمكن أن يقدم تقارير بسيطة وسهلة حول التقدم الأخلاقي للطفل، ويقترح أنشطة تعزز القيم داخل المنزل. بهذه الطريقة نعيد صياغة التربية في سياق عصري، بلغة يفهمها الجيل ويستجيب لها.

 ننتقل إلى ملف البحث العلمي، وهو من أبرز اهتمامات الكلية. ما الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي هنا؟

 الذكاء الاصطناعي أداة مهمة، لكنه مثل أي أداة يمكن إساءة استخدامها. هناك من قد يلجأ إليه لإنتاج أبحاث جاهزة، لكن في المقابل، هناك تطبيقات ذكية قادرة على كشف هذا التزييف بدقة عالية. نحن في الكلية نُعلّم طلابنا ألا يكون الذكاء الاصطناعي بديلًا للعقل، بل مساعدًا له. الفكرة الأصيلة تظل الأساس، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تطويرها، وتحليل البيانات، وتقديم توصيات. كما أننا ندعو إلى تغيير فلسفة البحث العلمي، بحيث لا يُقاس بجودة الصياغة أو عدد الصفحات، بل بمدى تأثيره في المجتمع وإمكانية تطبيقه.

هل تؤمنين بأن الذكاء الاصطناعي سيُغيّر شكل البحث العلمي في السنوات القادمة؟

بكل تأكيد. نحن بالفعل في مرحلة انتقالية. لم يعد البحث العلمي رفًا يُضاف إلى مكتبة، بل أصبح مشروعًا يُقاس أثره في الواقع. مؤتمراتنا تركز اليوم على "الاستثمار في البحث العلمي"، أي كيف نُحوّل الفكرة إلى منتج أو حل واقعي. الذكاء الاصطناعي يختصر كثيرًا من الجهد، ويوجه الباحث نحو طرق أكثر فعالية في استقراء الواقع وتحليل البيانات الضخمة واستشراف الحلول.

وما هي الخطوات الفعلية التي اتخذتموها في الكلية لدمج الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية؟

 بدأنا بتصميم برامج تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب حول الذكاء الاصطناعي ومهارات التحول الرقمي. كما أننا نُعيد بناء بعض المقررات لتشمل موضوعات مثل التفكير الخوارزمي، وتحليل البيانات، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. عقدنا شراكات مع شركات تكنولوجية لتزويد طلابنا بأحدث الأدوات، ونركز على تمكينهم ليكونوا منتجين ومطورين للتكنولوجيا، لا مجرد مستخدمين لها. هدفنا هو إعداد معلم ذكي لعصر ذكي.

 أخيرًا، في ظل هذه التحولات الرقمية، ما هي رسالتك للمجتمع التربوي؟

 رسالتي بسيطة وعميقة: لا تخافوا من الذكاء الاصطناعي، بل افهموه، وادرسوه، واستخدموه بحكمة. المعلم لن يختفي، بل سيتحول إلى معلم ذكي، قادر على توظيف التكنولوجيا لصالح الطالب. مستقبلنا ليس في مقاومة التغيير، بل في قيادته. التعليم هو البوابة الأولى لبناء الإنسان، وإذا أحسنا استخدام الذكاء الاصطناعي، فسنبني جيلًا أذكى، أكثر وعيًا، ومتمسكًا بقيمه وإنسانيته.

 شكرًا جزيلًا دكتورة إيمان على هذا الحوار الثري والملهم.

أشكر "الفجر" على هذه المساحة. يسعدني دائمًا الحوار مع الإعلام الواعي. وأدعو الجميع لحضور فعاليات المؤتمر ومتابعة الندوات وورش العمل، فهي فرصة فريدة للتعرف على أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال، ومشاركة الخبرات بين التربويين والباحثين من مختلف الدول.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر بإسطنبول يناقش توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الإنساني
  • وزارة التربية والتعليم تنظّم ندوة تعريفية حول توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم
  • تحديث المناهج لتسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • مؤتمر عمان الدولي لسلامة الغذاء يناقش تحديث منظومة السلامة ودور الذكاء الاصطناعي في الرقابة
  • مؤتمر الأشعة: الذكاء الاصطناعي يحسّن التشخيص
  • مؤتمر يناقش دور الذكاء الاصطناعي في علاج الجلطات الدماغية وسرطان الثدي
  • «تريندز» ومركز السياسات الرقمية الأميركي يستعرضان حوكمة الذكاء الاصطناعي
  • مؤتمر يبحث تأثير الذكاء الاصطناعي في تشخيص أسباب التوحد
  • د. إيمان هريدي لـ«الفجر»: الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل للمعلم في بناء التعليم الذكي
  • مؤتمر دولي بجامعة القاهرة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي فى العلاج الطبيعي