هل بدأ الردع العسكري الاسرائيلي الغربي بإحدث تغيرات في التحالفات الاقليمية..؟
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
هل بدأ #الردع_العسكري_الاسرائيلي الغربي بإحدث #تغيرات في #التحالفات_الاقليمية..؟
ا.د #حسين_محادين*
(1)
بعيدا عن ايماننا بأن اسرائيل “وفقا للشرعية الدولية ايضا” دولة محتلة في فلسطين وغيرها ..وهذا محسوم ابتدأ.
(2)
بعد مرور عام على غزوة 7 اكتوبر بقيادة المقاومة الاسلامية
“حماس” في غزة بكل مصاحباتها المتوالدة للآن، وبعيد قيام الحرب الإسرائيلية المعولمة على جبهات لبنان وغزة المدعومة نسبيا من ايران واذرعها في الاقليم وتحت مظلة ما سمي بمحور الاسناد عِوضا عن مصطلح محور المقاومة تحديدا؛ وهذا مُستجد يحمل من الدلالات اللافتة فكريا وعسكريا للمحلل المتابع،
(3)
لاشك ان كثيرا من المستجدات الميدانية والسياسية رغم استمرار الحرب قد ولدت وبصورة مختلفة عما كان الحال عليه قبل الهجوم الاسرائيلي المتصاعد عربيا وايرانيا وخسائره المهولة من المدنيين تهجيرا وإحباطات جمعية لدى شعوب المنطقة، اضافة للخسائر الاقتصادية المدنية والعسكرية والمواد الطبيعية التي تنفق على وفي الحرب هذه المجهولة النهايات للآن .
(4)
اما ابرز التغيرات العميقة التي نعيشها اقليميا وعولميا وذات النهايات المفتوحة على كل النهايات فهي:-
أ- لاول مرة تتضاءل ولو مؤقتا حقيقة الاختلاف والصراع بين حركتي أمل وحزب الله”اللبنانيان” وتمثل هذا التحول تحت وطأة الضربات الإسرائيلية الدامية على ارض لبنان ، وجاء ذلك في خطاب القائد في حزب الله “نعيم” باعتبار نبيه بري قائد حركة وهو جناح سياسي، بأنه الاخ الاكبر لحزب الله “الجناح العسكري” وبالتالي تفويض بري بالعمل على ايقاف اطلاق النار،علما أن كلاهما ذا مرجعية ايرانية في المحصلة…وبالتالي ماهي طبيعة هذه التغيرات وما هي نسبة احتمالية تاثيرها فيما يجري في الاقليم بعمقه الايراني..؟.
ب- ما المعاني المُستنتجة من اشهار اتفاق القاهرة بين منظمة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينة ولأول مرة منذ سنوات والقائل بتوقيعهما على اتفاق اداري يقضي بالتنسيق على ادارة ما بين الطرفين لغزة على ان تكون تبعية هذه الإدارة للسلطة الوطنية..وهذا تغيير عميق جراء الاحساس الجارف بتهديد إسرائيل المحتلة لهما معا.
مظاهر مستجدة تستوجب التفكر والترقب الواعي لمآلات ونتائج كل من الضربة الاسرائيلية والرد الايراني المتوقعان لاحقا
.ج- مغزى ودلالات تتويج محمد رضا شاه الايراني في امريكا ودعم اسراىيلي يوم أمس ملكا على ايران … تساؤلات مفتوحة على الرصد والتحليل لواقع الشرق الاوسط الذي قال الرئيس نتياهو ان الحرب الحالية تسعى لإعادة ترتيب هذا الاقليم الملتهب الذي نعيش فيه بكل وجع.
*قسم علم الاجتماع. -جامعة مؤتة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الردع العسكري الاسرائيلي تغيرات التحالفات الاقليمية
إقرأ أيضاً:
هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
لم يكن اللبنانيون، إلى أي فئة انتموا، يحتاجون إلى الكثير من المعلومات لكي يعرفوا مسبقًا ما سيكون عليه ردّ الرئيس بري، بصفته "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله"، على الورقة الأميركية للحّل. فهو في النهاية يريد أن يأكل عنبًا، بالتزامن مع سعيه من خلال تنسيقه مع "حزب الله" إلى إبعاد "الناطور" عن الحديقة الخلفية للبنان، وذلك من خلال رفضه ما تضمّنته الورقة الأميركية للحّل من نقاط من شأنها إطلاق يد إسرائيل جوًّا وبرًّا وبحرًا. وهذا ما لا يقبله أي لبناني عاقل. فالقبول بما يمكن أن يطمئن إسرائيل غير وارد، لأن ما يطمئن إسرائيل يتعارض مع السيادة اللبنانية، وهذا ما كانت عليه طبيعة الردّ اللبناني. فالرئيس بري على تنسيق تام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يصرّ على تطبيق القرار 1701 بكل بنوده، بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإعطاء الجيش الدور الأكبر في المحافظة على الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، من دون توسيع لصلاحياتها الأساسية، مع رفض مطلق لما تحاول إسرائيل فرضه بقوة النار، أي أن تمتلك "حق العمل العسكري" متى شاءت. وهذا يعني التنازل عن مبدأ السيادة، وبالتالي التسليم باستباحة مناطق البيئة الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، بحيث يصبح العيش فيها شبه مستحيل. أمّا ما يتعلق بتوسيع اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ القرار 1701 فإن الرئيس بري، ومعه الرئيس ميقاتي، لا يريان أي فائدة في انضمام كل من المانيا وبريطانيا إلى هذه اللجنة الدولية، التي يرأسها جنرال أميركي وآخر فرنسي. ويرى الجانب اللبناني تفعيل عمل اللجنة القديمة بدلًا من توسيعها. وهو لزوم ما لا يلزم. لأن أي زيادة على عمل اللجنة القديمة يعني زيادة على ما نصّ عليه القرار 1701، أي أن يكون مذّيلًا بعلامة +. وهذا ما يرفضه لبنان كأساس صالح لمفاوضات يُعتقد أنها ستكون طويلة وشاقة، مع إصرار على ألا تبدأ هذه المفاوضات إلاّ بعد وقف شامل للنار، إذ من غير المنطقي أن يقبل لبنان بالسير بهذه المفاوضات على وقع الغارات الإسرائيلية، التي تدّك المناطق المستهدفة يوميًا، والتي ينتج عنها المزيد من الضحايا والدمار والخراب. لذلك فإن الاولوية اليوم هي للتفاوض على وقف الحرب، أما ما بعدها فمتروك لنجاح التسوية، ولكن على عكس ما يروج له البعض من أن التسويات تأتي دائمًا على حساب لبنان، الذي دفع أثمانًا باهظة نتيجة عدم وضوح في الرؤية وفي التقدير وبعد النظر. ويرى مراقبون حياديون أن مستقبل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، والتي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، مرهون بمدى جدّية استعداد تل أبيب لوقف شامل للنار، وهي التي تؤكد على لسان قادتها والمسؤولين فيها أن الحرب الشاملة والواسعة، التي شنتّها على لبنان منذ شهرين تقريبًا لم تحقّق أهدافها بعد. وهذا يعني أن لا نية لدى حكومة الحرب الإسرائيلية بوقف مسلسل اعتداءاتها قبل أن تضمن عدم تكرار عملية "طوفان الأقصى" بنسخته اللبنانية". ويقابل إصرار تل أبيب على مواصلة اعتداءاتها تمسّك "حزب الله" بخطابه الجماهيري، الذي يرفض التسليم بالأمر الواقع، من خلال ابرازه ما حقّقه من إنجازات ميدانية، حتى أن بعض نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" يذهبون بعيدًا في مسألة إبراز هذه الإنجازات، التي يعتبرون أنها ستفضي عاجلًا أم آجلًا، إلى تراجع تل أبيب عن شروطها التعجيزية، ومن ضمنها بالتأكيد إبقاء الجنوب ولبنان كله تحت العين الإسرائيلية، مع الإصرار على أن تطورات الميدان الجنوبي لا تسمح لإسرائيل بأن تدّعي النصر وفرض شروطها التي تتناقض مع السيادة. من هنا، فإن "حزب الله"، الذي سلم ملاحظاته للرئيس بري، يحاول أن يرسّخ معادلة جديدة تقوم على التناغم بين الميدان والمسار الديبلوماسي، مع ما يمكن أن يترتب عن هذه المعادلة المعقدة والمكلفة في آن. وهذا ما تفعله أيضًا إسرائيل، التي تسابق دباباتها في الجنوب المسار التفاوضي. المصدر: خاص "لبنان 24"