خليفة مصبح الطنيجي: البيانات تدعم الأمن الغذائي وساهمت في خفض استهلاك مياه الري بنسبة 40% في مزرعة مليحة للقمح
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أكد الدكتور المهندس خليفة مصبح الطنيجي، رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة، أن البيانات ساهمت بشكل كبير في دعم الأمن الغذائي بدولة الإمارات، لاسيما في المشاريع التي نفّذتها الدائرة، حيث كان لها دور كبير في توفير 40% من مياه الري، المستخدمة في زراعة القمح بالشارقة، لافتاً إلى أن تجربة البيانات في الأمن الغذائي أثبتت فاعلية وحققت دفعة كبيرة في رفع مؤشر الأمن الغذائي في البلدان التي تعاني من جفاف التربة وشح المياه.
جاء ذلك خلال خطاب ملهم بعنوان “مزارع مليحة: الأمن الغذائي المستدام من خلال البيانات”، ضمن فعاليات الدورة الأولى من المنتدى الإقليمي للبيانات والتنمية المجتمعية، والذي تنظمه دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية تحت شعار “معايير تصنع التغيير”، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، على مدار يومي 9-10 أكتوبر الجاري.
البيانات والقمح
وقال الطنيجي: “حققت مؤسسة (اكتفاء) للإنتاج الزراعي نجاحات كبيرة بإنتاج دقيق سبع سنابل وحليب مليحة، والفضل الرئيسي في ذلك يعود إلى الرؤية والخبرة العلمية والأكاديمية التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ ففي مرحلة دراسة المشروع الرائد في مجال الأمن الغذائي وتنمية الثروة الحيوانية، واجهتنا تحديات كبيرة، خاصة ما يرتبط بالمناخ الحار للمنطقة، وكمية المياه المطلوبة، إلا أن الاعتماد على البيانات الموثوقة حقق نقلة نوعية في نجاح هذا هذا المشروع الحيوي”.
وأضاف: “التقييمات التي وصلتنا كانت سلبية وزعمت بأنه لا يمكننا زراعة القمح، لكن اعتمدنا على البيانات لمعرفة تجارب القمح الحديثة وأي البذور يمكن زراعتها في الإمارات؛ فحصلنا على بذور قادرة على التكيف مع البيئة في الإمارات”، مشيراً إلى أنه تم الاعتماد على منصة تستخدم تقنية التصوير الحراري عبر الأقمار الصناعية وهذه المنصة تتيح البيانات للتنبؤ بالمحاصيل، بحيث تعطينا كم حبّة تحتاجها المزرعة ووزن الحبة الواحدة ومستوى نضجها، وكذلك المجسات في التربة وهل الحقل اكتفى بالري أو لم يكتفِ، ما أسهم في توفير 40% من مياه الري، وهذا انعكس إيجابا على تجربة زراعة القمح.
القلادة الإلكترونية للأبقار
وحول مزرعة ألبان مليحة، قال الطنيجي: “مشاريع الأمن الغذائي في الشارقة هي الوحيدة التي تنتقل بالغذاء إلى الطبيعة والأصالة من مراحله البدائية لاختيار السلالات حتى المرحلة النهائية للمنتج، فحليب مليحة لم يُنزع منه شيء ولم يُضف إليه شيء”.
وكشف أنه تم الاعتماد على تقنية “القلادة الإلكترونية للأبقار”، وهي مبنية على معلومات مسبقة وتساهم في تحليل البيانات واتخاذ قرار سليم؛ إذ تراقب درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب والأنشطة اليومية والتنبؤ بالأمراض بما يساعد على الوقاية الاستباقية والتحصين المبكر من الأمراض، كما تتبع الدورة الإنجابية بما يساهم في زيادة عدد المواليد ومن ثم كمية الإنتاجية اليومية، وأيضاً تحليل سلوك الأبقار لمعرفة ما إذا كانت تعاني من مشكلة نفسية أو صحية يمكن علاجها.
وفي السياق ذاته، استضاف اليوم الأول من المنتدى جلسة بعنوان “ممارسات محلية مستدامة تغير خارطة الأمن الغذائي العالمي”، بمشاركة نعمة العبودي رئيسة قسم الدراسات والتخطيط في دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وحمد الجناحي، رئيس قسم البرمجة في الدائرة. وتناولت نعمة العبودي خلال الجلسة مفاهيم رئيسية حول الأمن الغذائي، مؤكدةً دور الأفراد والمجتمعات وأفضل الممارسات التي تدعم الجهود العالمية لتحقيق الأمن الغذائي. أما حمد الجناحي، فاستعرض أحدث برامج الدائرة، التي توفر بيانات هامة لبحوث إمارة الشارقة، وتم تطويرها بناءً على الرؤى التي تم جمعها خلال تعداد 2022.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وزير الري يشارك بفعاليات منتدى "توطين زراعة النباتات الطبية" في الوادي الجديد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى في فعاليات "منتدى توطين زراعة النباتات الطبية والعطرية العضوية في محافظة الوادى الجديد وعرض الفرص الإستثمارية" والذى نظمته جامعة هليوبوليس بالتعاون مع محافظة مطروح والجمعية المصرية للزراعة الحيوية .
وفى كلمته بالمنتدى .. توجه الدكتور سويلم بالتحية لجامعة هليوبوليس على تنظيم هذا المنتدى لمناقشة هذا الموضوع الهام المعنى بالزراعة العضوية إعتماداً على المياه الجوفية ، معرباً عن حرصه على التعاون الدائم مع كل من وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى ومحافظة الوادى الجديد في كافة الملفات المشتركة .
وأشار الدكتور سويلم، الى تحدى الزيادة السكانية وما يمثله من ضغط كبير على الموارد المائية المحدودة ، حيث تصل الاحتياجات المائية الى ١١٤ مليار متر مكعب سنوياً يقابلها موارد مائية لا تتجاوز ٦٠ مليار متر مكعب سنوياً ، حيث يتم سد جزء من الفجوة بين الموارد والإحتياجات المائية من خلال إعادة إستخدام ٢١ مليار متر مكعب من المياه سنوياً ، بالإضافة لإستيراد محاصيل من الخارج بما يقابل حوالى ٣٣.٥٠ مليار متر مكعب سنوياً .
وأوضح، أن مشروعات الاستصلاح الزراعى التي تهدف لتحقيق الأمن الغذائي تتطلب توفير إحتياجات مائية لتنفيذ هذه المشروعات من خلال التوسع في إعادة إستخدام المياه ، مشيراً إلى أنه وفى ظل الحاجة لمواجهة هذه التحديات والنظر للمستقبل بصورة علمية فإن الإعتماد على الزراعة الحيوية أمر هام في ظل تحقيقها لترشيد المياه بالإضافة لأن مياه الصرف الزراعى الناتجة عن الزراعة الحيوية يمكن إعادة استخدامها بدون معالجة مما يوفر من تكاليف معالجة مياه الصرف الزراعى التي تتوسع فيها مصر لسد الفجوة بين الموارد والإحتياجات .
وأضاف الوزير: أننا نتحول حالياً للجيل الثانى لمنظومة الرى في مصر 2.0 والتي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في تحقيق محاورها ، والتي من بينها التوسع في إعادة إستخدام المياه ، حيث قامت الدولة المصرية بإنشاء عدد (٣) محطات كبرى ( الدلتا الجديدة – بحر البقر – المحسمة ) بطاقة إجمالية ٤.٨٠ مليار متر مكعب سنوياً ستضاف خلال العام القادم ٢٠٢٦ للمنظومة المائية في مصر ، ومن محاور الجيل الثانى أيضاً الإعتماد على الذكاء الإصطناعى وصور الأقمار الصناعية والتصوير الجوى (الدرون) في إدارة المنظومة المائية وتوزيع المياه بكفاءة وعدالة ، وتأهيل وإحلال ٤٧ ألف منشأ مائى بمختلف المحافظات .
وأكد وزير الري، ضرورة إستخدام نظم الرى الحديثة بالأراضى الصحراوية المعتمدة على المياه الجوفية شريطة إستخدام نظم الرى الحديث الملائمة للبيئة الصحراوية مثل الرى بالتنقيط والرى تحت السطحى لضمان تحقيق ترشيد حقيقى في إستهلاك المياه ، مؤكداً على أن المياه الجوفية العميقة بالصحارى المصرية هي مياه جوفية غير متجددة مما يتطلب الإستخدام الرشيد لها للحفاظ عليها ومنع استنزاف الخزانات الجوفية .
وشدد “سويلم” على أهمية تشكيل روابط مستخدمى المياه وهو ما يُسهم في التعامل مع تحدى تفتت الملكية الزراعية والتنسيق بين المزارعين في تطهير المساقى الخصوصية والتنسيق في مواعيد الرى والعمالة واستلام البذور والأسمدة وبيع المحاصيل ، بالإضافة لتطبيق مبادئ الحوكمة في إدارة المياه الجوفية ، من خلال تشكيل روابط مستخدمى المياه للمنتفعين على آبار المياه الجوفية و رقمنة تراخيص المياه الجوفية .