تواجه الولايات المتحدة الأمريكية موجة من الأعاصير الشديدة من بينها إعصار ميلتون والذي يترقب نحو 22 مليون مواطن أمريكي مروره في سلام، فهل يعد هذا الإعصار الذي يهدد ملايين الأمريكيين خلال الساعات القليلة المقبلة هو غضب أو انتقام إلهي لسياستهم في الشرق الأوسط ودعم قوات الاحتلال؟.

هل إعصار ميلتون غضب من الله على أمريكا؟

لم يرد دليل في الشرع على أن الإعصار من علامات الساعة، ولكن ورد أن كثرة الزلازل من علامات الساعة الصغرى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ - وهو القَتْلُ القَتْلُ - حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ».

الإعصار جندي من جنود الله يبتلي الله به من يشاء من عباده، قال تعالى: «وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ» (المدثر: 31)، والإعصار عبارة عن منخفض جوي عميق تحيط به سحب هائلة تحمل بين طياتها أمطاراً غزيرة ورياحاً شديدة وتعتبر الأعاصير هي الأقوى والأشد تدميراً على وجه الأرض وتعد من أخط الكوارث البيئية التي تصيب البشرية ويموت بسببها في كل عام مئات البشر أو الآف البشر في هذه المعمورة خاصة إذا ارتفعت درجة خطورة الإعصار إلى الدرجة الخامسة التي تعتبر درجة خطيرة ومدمرة.

وتتجلى خطورة الأعاصير في ثلاث قوى القوة الأولى هي ارتفاع موجات البحر التي تتسبب في فيضانات بحرية ربما تمتد إلى اليابسة فتحدث دماراً هائلاً وكبيراً والثانية قوة الرياح العاصفة التي تصحب هذه الأعاصير والثالثة هي قوة المطر المصاحبة لتلك الرياح حيث تعادل كمية الأمطار الهاطلة مع الإعصار كمية الأمطار التي تسقط خلال العام بأكمله فتقع السيول الجارفة والفيضانات المدمرة.

وقد ورد عن زينب رضي الله عنها، قالت: «قلت لرسول الله، أنهلك وفينا الصالحين، قال نعم، إذا كثر الخبث»، و‏حدث زلزال في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فجمع الناس وقال لهم: ( والله ما اهتزَّت إلا لأمرٍ أحدثته، أو أحدثتموه، والله لأن عادت، لا أساكنكم فيها أبداً)، خاف سيدنا عمر من غضب الله وهو فاروق الأمة و أمير المؤمنين ، وأكثر الناس اليوم يستقبل مثل هذا الموقف بالضحك والمزاح ، دون أن يعطي نفسه أدنى فرصه للتفكير.

شاهد | الإعصار هيلين يتسبب في وفاة 130 شخصا ولاية فلوريدا الأمريكية تصحو على دمار واسع.. الإعصار هيلين مرّ من هناك|فيديو آية من آيات الله تعالى

تقول دار الإفتاء المصرية إنه من المعلوم في ديننا الحنيف أن كل ما يحدث في هذا الكون هو بقدرة الله عزَّ وجلَّ، يقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73].

قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (1/ 515، ط. دار الكلم الطيب): [والمعنى أنه خلق السماوات والأرض بالحق والحكمة، وحين يقول لشيءٍ من الأشياء: كُن، فيكون ذلك الشيء. ﴿قَوْلُهُ الْحَقُّ﴾ والحكمة؛ أي: لا يكون شيء من السماوات والأرض وسائر المكونات إلا عن حكمة وصواب... ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ﴾ في الإفناء والإحياء ﴿الْخَبِيرُ﴾ بالحساب والجزاء] اهـ.

كما أنه آية من آيات الله تعالى من أجل ما يريد الله بذلك من خشية عباده له وفزعهم إليه بالدعاء والتوبة، فالصالح إذا صبر على البلاء نال الأجر والثواب من الله تعالى بصبره على ما أصابه من جراء هذه الزلازل من ضرر، يقول تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155- 157].

قال الإمام القشيري في "لطائف الإشارات" (1/ 139- 141، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب): [ابتلاهم بالنعمة ليظهر شكرهم، وابتلاهم بالمحنة ليظهر صبرهم، فلما أدخل المعلوم من حالهم في الوجود، ورسمهم بالرقم الذي قسمه، وأثبتهم على الوصف الذي علمه، ابتلاهم بالخوف وفيه تصفية لصدورهم، وبالجوع وفيه تنقية لأبدانهم، وبنقص من الأموال تزكو به نفوسهم، وبمصائب النفوس يعظم بها عند الله أجرهم، وبآفة الثمرات يتضاعف من الله خلفهم. ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، يعني: الذين لا اعتراض لهم على تقديره فيما أمضاه... ﴿قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾: قابلوا الأمر بالصبر، لا بل بالشكر، لا بل بالفرح والفخر... ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾، لما رحمهم في البداية اهتدوا في النهاية] اهـ.

أما العاصي إذا نزل به البلاء فقد يكون عقوبة، أو تخويفًا وإنذارًا له؛ لينتهي عن ارتكاب ما نهى الله عنه، يقول تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: 59].

قال الإمام البيضاوي في "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" (3/ 259، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ﴾، أي: بالآيات المقترحة ﴿إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ من نزول العذاب المستأصل، فإن لم يخافوا نزل] اهـ.

إعصار ميلتون يهدد حياة الملايين في فلوريدا

واشتدّت قوة الإعصار ميلتون مجددًا، أمس الثلاثاء، إلى الفئة القصوى مع بلوغ سرعة الرياح المصاحبة له 270 كلم/ساعة، بحسب ما أعلن المركز الأميركي للأعاصير الذي حذّر من أنّ الإعصار المدمّر يواصل تقدّمه في خليج المكسيك نحو ولاية فلوريدا.

وقال المركز إنّه "من المرجّح أن تحدث تقلبات في قوة ميلتون أثناء تقدّمه عبر خليج المكسيك الشرقي، لكن من المتوقع أن يكون ميلتون إعصارا كبيرا وخطرا عندما يصل إلى الساحل الغربي الأوسط لفلوريدا مساء الأربعاء". ومن المتوقع أن يبلغ ميلتون اليابسة في فلوريدا ليل الأربعاء-الخميس.

وسبق لميلتون أن بلغ هذه الفئة القصوى قبل أن تتراجع قوّته إلى الفئة الرابعة على مقياس سافير-سيمبسون المكوّن من 5 فئات تصاعدية.

وحذّر الرئيس جو بايدن سكّان المناطق المهدّدة في فلوريدا بالإعصار من أنّهم قد يواجهون "أسوأ عاصفة" تضرب ولايتهم "منذ قرن". ويتحرّك الإعصار حاليًا في خليج المكسيك من الجنوب الغربي باتجاه الشمال الشرقي.

ولم يتسبّب مروره أمس الثلاثاء قبالة شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك بوقوع خسائر بشرية إذ اقتصرت أضراره على الماديات.

من جانبه، قال رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا الواقعة جنوبي شرق الولايات المتحدة، إنّ "شبه جزيرة فلوريدا بأكملها تخضع لشكل من أشكال المراقبة أو الإنذار".

وعلى هامش اجتماع ترأسه اجتماعا في البيت الأبيض لبحث الاستعدادات لمواجهة الإعصار المدمر، قال بايدن إنّ ميلتون قد يكون "أسوأ عاصفة تشهدها فلوريدا منذ قرن"، مخاطبًا سكّان ثالث أكبر ولاية في البلاد من حيث عدد السكان: "عليكم الإخلاء الآن، إنها مسألة حياة أو موت".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إعصار إعصار ميلتون الاعصار المدمر دار الإفتاء إعصار میلتون أ ول ئ ک

إقرأ أيضاً:

حكم الدعاء بعبارة "يا غارة الله" وبيان معناها

حكم الدعاء.. قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للداعي أن يقول في دعائه "يا غارة الله" ولا حرج عليه في ذلك شرعًا، وذلك لأن أمر الدعاء مبناه على السَّعة وَتَخَيُّر الداعي ما شاء من الأدعية، دون ما اشتمل على الإثم والسوء.

مفهوم الدعاء

وأكدت الإفتاء أنه يجب على المسلم أن يُحَسِّن ظنه فيما يسمعه من المسلمين، وأن يحمل كلامهم على أفضل وأصح ما يحتمله من المعاني.

وأوضحت الإفتاء أن الدعاء بهذه الصيغة فيه إظهار لليقين بنصر الله وتحقيق وعده لعباده بالنصر والتأييد؛ إذ إن الداعي يخاطب جند الله الذين قيضهم الله لنصرة عباده بأمره جل جلاله؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

مفهوم الدعاء وبيان أنه من أفضل الطاعات


وقالت الإفتاء إن الدعاء والتضرع من أَجَلِّ وأشرف القرب والطاعات التي يتقرب بها المكلفون إلى الله جل جلاله؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].

وروى الإمام الترمذي في "سننه" عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول على المنبر: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ».

وحقيقة الدعاء في اللغة: الرغبة إلى الله تعالى فيما عنده من الخير والابتهال إليه بالسؤال ينظر: "تاج العروس" للعلامة الزبيدي (38/ 46، ط. دار الهداية).

الدعاء

ولا يبعد معناه الاصطلاحي عن معناه اللغوي؛ قال الإمام الخطابي في كتابه "شأن الدعاء" (1/ 4، ط. دار الثقافة العربية): [ومعنى الدعاء: استدعاء العبد ربَّه عز وجل العناية واستمداده إياه المعونة. وحقيقته: إظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية، واستشعار الذِّلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل وإضافة الجود والكرم إليه] اهـ.

وجاء في "التحرير والتنوير" للإمام الطاهر بن عاشور (24/ 182، ط. الدار التونسية): [الدعاء يطلق على سؤال العبد من الله حاجته، وهو ظاهر معناه في اللغة، ويطلق على عبادة الله على طريق الكناية؛ لأن العبادة لا تخلو من دعاء المعبود بنداء تعظيمه والتضرع إليه] اهـ.

حكم الدعاء

وقال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 395، ط. دار الفكر): [اعلم أنَّ المذهب المختار الذي عليه الفقهاء والمحدثون وجماهير العلماء من الطوائف كلها من السلف والخلف أنَّ الدعاء مستحب] اهـ.

صيغة الدعاء

أمَّا صيغة الدعاء فالأصل أن مبناها على السعة؛ للإطلاق في قوله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، والقاعدة: أن المطلق يظل على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده؛ قال الإمام الزركشي في "البحر المحيط" (5/ 8، ط. دار الكتبي): [الخطاب إذا ورد مطلقًا لا مُقَيِّد له حُمِل على إطلاقه] اهـ.

مقالات مشابهة

  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • وزير الخارجية الروسي: اقتراحات ترامب بتهجير الفلسطينيين تعود إلى ثقافة إلغاء الشرق الأوسط
  • السعودية والإمارات تبحثان فرص تطوير التعاون والسلام بالشرق الأوسط
  • حكم الدعاء بعبارة "يا غارة الله" وبيان معناها
  • الاعيسر .. نستنكر بأشد العبارات الجريمة البشعة التي تعرض لها المدنيون في مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان
  • «إم آي جي» و«الصناعات الوطنية» يفتتحان أكبر مصنع للخرسانة مسبقة الصبّ بالشرق الأوسط
  • هل يصح القول: الأديان السماوية؟
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في مواطن لتهريبه أقراص مخدرة إلى المملكة
  • «الخليج العربي» تفتتح «مركز بيانات» مزوّد بأحدث التقنيات بالشرق الأوسط
  • تهجير أهل غزة وتغيير بالشرق الأوسط .. ما أهداف زيارة نتنياهو لواشنطن؟