مع مرور عام على الحرب المدمرة على غزة، يزداد تساؤل العالم حول دور شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاعات المسلحة.

ومن بين أبرز القضايا التي أثيرت في هذا السياق هو دور الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية التكنولوجية الحديثة في تنفيذ العمليات العسكرية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مكاسب وإخفاقات المحاكم الدولية بتحقيق العدالة للفلسطينيينlist 2 of 2هل حيّدت إسرائيل فلسطينيي 48 خلال حرب غزة؟end of list

ووفقًا لتقرير نشرته ديلي صباح، فإن هذه الحرب سلطت الضوء على كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في ساحات المعارك الحديثة، وطرحت تساؤلات عميقة حول مسؤولية الشركات التي تنتج هذه الأدوات.

التكنولوجيا في قلب الحرب

وعلى مدار هذه الحرب، برزت التكنولوجيا كأداة حاسمة في توجيه العمليات العسكرية وتحقيق الأهداف على الأرض.

وأشارت الباحثة صوفيا جودفريند، الزميلة في جامعة هارفارد إلى أن "الحرب على غزة، مثل أوكرانيا، أصبحت بمثابة مختبر للحروب المستقبلية"، حيث يتم اختبار وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي مباشرة في أرض المعركة، وفق الصحيفة التركية.

الحرب الحالية على غزة واحدة من أكبر النزاعات التي شهدت استخدامًا مكثفًا للتكنولوجيا في توجيه الهجمات (أسوشيتد برس)

وتعد الحرب الحالية على غزة واحدة من أكبر النزاعات التي شهدت استخدامًا مكثفًا للتكنولوجيا في توجيه الهجمات، مما يثير تساؤلات حول مسؤولية الشركات التكنولوجية الكبرى التي توفر هذه الأدوات للجيش الإسرائيلي.

وكانت شركة أمازون، غوغل، ومايكروسوفت من بين الشركات التي تعرضت لانتقادات واسعة بسبب دورها في تقديم خدمات تكنولوجية قد تكون أسهمت في العمليات العسكرية.

أصوات معارضة داخل شركات التكنولوجيا

ومع تصاعد الخسائر البشرية في غزة، التي قُدر عدد الضحايا فيها بأكثر من 41 ألفا و600 شخص، تزايدت حدة المعارضة داخل شركات التكنولوجيا الكبرى.

وفقًا لتقرير ديلي صباح، شهدت شركة أمازون تضاعف عدد موظفيها الذين انضموا إلى مجموعات داخلية تدعم حقوق الفلسطينيين 5 مرات خلال العام الماضي.

أحد موظفي أمازون، الذي رفض الكشف عن اسمه خوفًا من الانتقام، قال: "مجرد معرفة كيفية استخدام خدمات أمازون ويب في غزة كان كافيًا لدفع الناس للمشاركة".

ولم تكن أمازون وحدها في مواجهة هذه الانتقادات. فالعديد من موظفي غوغل ومايكروسوفت عبروا عن قلقهم إزاء استخدام تقنياتهم في النزاع، حيث اندلعت احتجاجات داخلية ودعوات لوقف توريد التكنولوجيا للجيش الإسرائيلي.

ونقلت ديلي صباح عن موظف سابق في غوغل قوله: "غوغل استمرت في تقليل شأن المخاوف ولم تستجب للتقارير حول كيفية استخدام تقنياتها في الحرب".

"نيمبوس".. بين التكنولوجيا والحرب

من بين أبرز العقود التي أثارت الجدل، مشروع نيمبوس الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار، والذي مُنح لشركتي غوغل وأمازون لتوفير بنية تحتية للحوسبة السحابية للحكومة الإسرائيلية.

هذا المشروع، الذي أُعلن عنه في مايو/أيار 2021، وُصف بأنه "استجابة شاملة لتوفير الخدمات السحابية للحكومة والأجهزة الأمنية".

مشروع نيمبوس بلغت قيمته 1.2 مليار دولار و مُنح لغوغل وأمازون لتوفير بنية تحتية للحوسبة السحابية للحكومة الإسرائيلية (رويترز)

ومع ذلك، أثار المشروع قلقًا واسعًا بين موظفي الشركتين، حيث أعربوا عن مخاوفهم من استخدام التكنولوجيا لتعزيز المراقبة وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.

ورغم الغموض الذي يحيط بكيفية استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات مشروع نيمبوس في غزة، فإن التقارير الإعلامية أشارت إلى دورها المحتمل في تحديد الأهداف العسكرية عبر الذكاء الاصطناعي.

ونقلت ديلي صباح عن تقارير أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف، وهي مسألة أثارت جدلا واسعًا حول ما إذا كان يمكن اعتبار هذه التكنولوجيا محايدة أم لا.

تحديات أخلاقية للشركات

أكدت ديبورا براون، الباحثة في هيومن رايتس ووتش أن "الخط الفاصل بين ما تقدمه هذه الشركات وما يفعله الجيش غير واضح"، وأضافت أن هناك حاجة ماسة لمزيد من التدقيق قبل أن تدخل الشركات التكنولوجية في عقود مربحة مع الجيوش، وفق ما أورد تقرير ديلي صباح.

وأشارت الباحثة إلى أن هذه الشركات تحتاج إلى اتخاذ خطوات جدية لإجراء تدقيق على حقوق الإنسان لضمان عدم مساهمتها في انتهاكات.

أثارت تقارير عن دور مايكروسوفت في تقديم خدمات الحوسبة السحابية للجيش الإسرائيلي من خلال منصة "أزور Azure" جدلا كبيرا (شترستوك)

وإلى جانب نيمبوس، أثارت تقارير عن دور مايكروسوفت في تقديم خدمات الحوسبة السحابية للجيش الإسرائيلي من خلال منصة "أزور Azure" جدلا كبيرًا، تقول الصحيفة التركية.

وقال الموظف في مايكروسوفت، حسام نصر، الذي شارك في حملة "لا أزور للفصل العنصري": "ما نراه هو أن البشر يتم إدخالهم في خوارزميات، ويتم اتخاذ قرار بشأن حياتهم بضغط زر".

رقابة على المحتوى المؤيد لفلسطين

بالإضافة إلى ذلك، تعرضت شركات التواصل الاجتماعي مثل ميتا (فيسبوك وإنستغرام) لانتقادات واسعة بسبب الرقابة على المحتوى المؤيد للفلسطينيين.

ووفقًا لتقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش، فإن الرقابة على المحتوى الفلسطيني هي مشكلة عالمية ومنهجية.

وأكد موظفون سابقون في ميتا أنهم تعرضوا للقمع داخل الشركة عندما حاولوا التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية، وفق الصحيفة التركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات شرکات التکنولوجیا الذکاء الاصطناعی للجیش الإسرائیلی دیلی صباح استخدام ا على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد 470 يوما من الحرب.. خسائر إسرائيل في غزة بالأرقام

كشف معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عن حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل بعد توقف الحرب وبدء صفقات تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال، بوساطة مصرية- قطرية- أمريكية، وعبر الهلال الأحمر.

خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات 

وفقًا لتقديرات المعهد، أسفرت الحرب عن إصابة 23 ألفًا و955 إسرائيليًا، بينما بلغ عدد القتلى 1,845 شخصًا، بينهم 841 جنديًا، كما اضطر 143 ألف مستوطن إسرائيلي إلى النزوح بعد إجلائهم من منازلهم.

وشهدت إسرائيل وابلًا من الهجمات الصاروخية، حيث تم إطلاق 27 ألف قذيفة وصاروخ وطائرة مسيرة باتجاه الأراضي المحتلة، منها 13 ألفًا و400 قذيفة مصدرها غزة.

وتوقفت الحرب على غزة بعد 470 يومًا، مخلفةً أكثر من 150 ألف شهيد ومصاب، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ومن المقرر تنفيذ صفقات تبادل الأسرى على مرحلتين، على أن تشمل المرحلة الثالثة إعادة إعمار غزة، بمشاركة شركات مقاولات عالمية، لم يُكشف عنها حتى الآن.

استشهاد الضيف وعيسى

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، استشهاد رئيس أركان الفصائل الفلسطينية محمد الضيف، والقيادي مروان عيسى (أبو البراء)، في قطاع غزة رغم وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • وزير “البيئة” يُشيد بالمنجزات غير المسبوقة في قطاع الزراعة باعتماد شركات القطاع الخاص استخدام التقنيات الزراعية الحديثة
  • خلال الربع الرابع.. كم سجلت مكاسب شركات التكنولوجيا والهواتف عالميا؟
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • تطبيق صيني يهوي بالنفط والذهب ويضرب أسهم شركات التكنولوجيا
  • بعد 470 يوما من الحرب.. خسائر إسرائيل في غزة بالأرقام
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • المجلس الاقتصادي والاجتماعي يدعو لتوضيح مسؤولية شركات التكنولوجيا بخصوص انتهاك حقوق الطفل
  • صعود الأسهم الآسيوية بعد قرار الفيدرالي وأرباح شركات التكنولوجيا