وُصفت بأنها الأكبر في الشرق الأوسط..نظرة داخل دار أوبرا العاصمة الإدارية الجديدة في مصر
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- للوهلة الأولى، قد تبدو هذه الصور وكأنها التُقطت بإحدى المدن الأوروبية، لكنها في الواقع جزء من أحد أكبر المشاريع في مصر، أي العاصمة الإدارية الجديدة.
وفي أغسطس/ آب الماضي، شاركت المصورة المصرية، ياسمين خطيب، عبر حسابها على منصة "إنستغرام" سلسلة من الصور المثيرة للدهشة لدار الأوبرا الجديدة، وذلك خلال أول مهمة تصوير داخل مدينة الفنون والثقافة في العاصمة الإدارية الجديدة.
وعلى مساحة ما يقرب من 514 ألف متر مربع، تُعد مدينة الفنون والثقافة بمثابة "سيمفونية إبداع" تتوّج العاصمة الإدارية الجديدة، وفقا لما ذكره الموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات في مصر.
وتتضمن دار الأوبرا قاعة رئيسية تتسع لنحو 3500 شخص، فضلا عن مسرحين للموسيقى والدراما، ومركز إبداع فني، ومتحف شمع.
Credit: Nesrine Elkhatibوبحسب الموقع الرسمي لمدينة الفنون والثقافة، تُعد دار الأوبرا الجديدة الأكبر في الشرق الأوسط، وقد شيدت وفقًا لأحدث التقنيات الهندسية وأنظمة الإضاءة والصوت.
وفي مقابلة مع CNN بالعربية، أوضحت الخطيب أن الإحساس بالعمارة يأتي من خلال التجربة البصرية، لذا من خلال التوثيق البصري والفوتوغرافي لمدينة الفنون والثقافة، وتحديدا دار الأوبرا، أرادت نقل هذه التجربة الغنية حتى تعرّف الجمهور بجماليات هذا الصرح وتفاصيله.
وقد حرصت الخطيب بعدستها على إظهار كافة التفاصيل الدقيقة بكل جزء من المبنى، ما يعكس المهارة المعمارية.
Credit: Nesrine Elkhatibورأت الخطيب، أن مدينة الفنون والثقافة تتميز بأنها تجمع مختلف أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، إذ أوضحت: "تتكونّ من ثلاثة مباني رئيسية عبارة عن مكتبة ضخمة ومتحف كبير يضم عدة حضارات، ومبني دار الأوبرا الذي يتكون من ثلاث قاعات، كل قاعه على حدة تتضمن مسرحًا كبيرًا صُمم على أعلى مستوى".
Credit: Nesrine Elkhatibوتصف الخطيب دار الأوبرا الجديدة كتجسيد لأهمية الفن و الثقافة، حيث حرصت على التقاط صورًا بانورامية تُظهر فخامة المبنى.
مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإداراية الجديدةCredit: Nesrine Elkhatibوقد حظيت الصور التي شاركتها الخطيب عبر منصات الواصل الاجتماعي باهتمام كبير، إذ أكدت: "سعادتي لا توصف بمشاركتي ولو بجزء بسيط في تعريف الناس بهذا الإنجاز الكبير".
مصرعمارةنشر الأربعاء، 09 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: عمارة العاصمة الإداریة الجدیدة مدینة الفنون والثقافة دار الأوبرا الجدیدة
إقرأ أيضاً:
التغيرات المناخية.. أزمة تُعرقِل التنمية
د. أسماء حجازي **
في الفترة الأخيرة شهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة شديدة من التغيرات المناخية التي تمثل تحديًا يهدد بتفاقم حالة الهشاشة والنزاعات، النزوح، التهميش وكذلك الفساد، حيث من المتوقع ان تشهد المنطقة درجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المتوسطات العالمية. وهي بالفعل المنطقة الأكثر ندرة في المياه في العالم ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى المزيد من الجفاف الحاد والمستمر.
ولم تقتصر تأثيرات التغيرات المناخية فحسب على درجات الحرارة والموارد المائية فحسب، وانما لها العديد من التأثيرات حيث تهدد بتزعزع استقرار الدول الاقتصادي والسياسي والأمني وكذلك الاجتماعي، حيث ان منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة مرشحة لتكون من أكثر الدول شحًا بالموارد المائية حول العالم جراء التغيرات المناخية.
والعديد من الدول في الشرق الأوسط شهدت حروبًا وصراعات كثيرة، بسبب ما نتج عن التغيرات المناخية من جفاف واوبئة وجوع وفقر وغيرها من المظاهر الأخرى مثل دولة جنوب السودان، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكن كابوس التغيرات المناخية يحد من قدرة الأجيال في الحاضر والمستقبل على التمتع بالحق في الحياة، والحق في التعليم والحق في المسكن نتيجة النزوح المستمر في الدول التي تشهد موجات عارمة من الفيضانات والسيول وارتفاع درجات الحرارة والتي ينتج عنها بطبيعة الأمر جفاف وانعدام في الأمن الغذائي.
ففي تونس، على سبيل المثال، شهد مطلع مارس 2024 ارتفاعًا في أسعار مياه الشرب بنسبة تصل إلى 16 بالمئة في مواجهة الشح المائي نتيجة جفاف طيلة السنوات الخمس الماضية. وفرضت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، منذ العام الماضي، نظام الحصص في مياه الشرب، وحظرت استخدامها في الزراعة، وبدأت قطع المياه ليلًا.
وفيما يتعلق بمعدلات النزوح "تؤكد أرقام البنك الدولي على خطورة تغير المناخ، حيث يتوقع أن يدفع ملايين الأشخاص، بما في ذلك 19.3 مليون في شمال أفريقيا، إلى النزوح داخل بلدانهم بحلول عام 2050. هذه الأرقام تسلط الضوء على العواقب الوخيمة لتغير المناخ على المجتمعات والاقتصادات."
وفي هذا الإطار تظهر في الشرق الأوسط ثلاث أزمات مياه تعتبر الأكثر حساسية وإلحاحًا، لاسيما وأنها ترتبط بالأمن المائي لأكثر من نصف مليار إنسان موزعين على الدول المعنية بهذه الأزمات، وهي: أزمة مياه دجلة والفرات بين العراق وتركيا وإيران، أزمة نهر النيل بين مصر والسودان وإثيوبيا، وأزمة المياه المشتركة بين الأردن وإسرائيل.
قامت إيران بقطع روافد نهر دجلة بشكل كامل مثل نهر الزاب، وروافد سد "دربندخان"، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي للعراق. وقطع تلك الروافد وتسببها في جفاف حوض ديالى بنسبة 75%، مما أدى إلى معاناة شرق العراق وجنوبه من أزمة جفاف خانقة لاسيما عام 2021 وصيف عام 2023، حيث بلغت إطلاقات المياه من الجانب الإيراني صفرًا
وتشير التقديرات إلى أن 71% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة مهدد بشدة بسبب ندرة المياه، بينما قد تشهد الغابات زيادة في مساحة الاحتراق بنسبة تصل إلى 87% و187% مع ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين أو ثلاث درجات مئوية على التوالي، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ورغم مواجهة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحديات جمة، إلا أنها تمتلك إمكانات هائلة لقيادة التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والابتكار. ويمكن لدول المنطقة، من خلال جذب الاستثمارات وتسهيل نقل التكنولوجيا، أن تتبوأ مكانة رائدة في التنمية الخضراء. تسعى هذه المقالة إلى استكشاف كيفية استغلال هذه الإمكانات لمواجهة التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على الآثار المتعددة لهذه التغيرات على المنطقة على الصعيد السياسي والاجتماعي والحقوقي والاقتصادي.
وبالتالي.. لا بُد من اتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ في بدايته. وبالتالي، يجب على الحكومات في الشرق الأوسط أن تكثف أهدافها للتكيف مع تغير المناخ وخفض مساهمتها في الاحترار العالمي على حد سواء. ووفق أحدث دراسات أجراها صندوق النقد الدولي عن التكيف وتخفيف الآثار، يتعين استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويًا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات بحلول 2030.
** مدرس مساعد بالبحث العلمي وباحثة حقوقية ومتخصصة في الشأن الأفريقي