البرش يكشف لـ"صفا" أرقامًا صادمة عن الوضع الصحي في غزة بعد عام من حرب الإبادة
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
غزة - آبة صمامة ـ صفا
أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة الطبيب منير البرش، أن الوضع الصحي في قطاع غزة "يمر بأصعب مراحله منذ سنوات"، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، واقتحام قوات الاحتلال المستشفيات وتدميرها، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، وسفر الجرحى.
وكشف البرش، الذي يرأس لجنة الطوارئ الصحية في شمالي غزة، خلال حوار خاص مع وكالة "صفا"- أُجري قبل الاجتياح الإسرائيلي المستمر لليوم الخامس على التوالي لشمالي القطاع- أرقامًا صادمة تتعلق بالبنية التحتية الصحية في القطاع.
وشدد على أن الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة ركز على استهداف المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والكوادر الصحية، مشيرًا إلى أن الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة "مخيفة جدًا".
وقال الطبيب البرش: "لدينا 17 مستشفى تعمل بشكل جزئي، بينما 19 مستشفى من أصل 36 في القطاع خارج الخدمة تمامًا، وتوجد 9 مستشفيات ميدانية، 4 منها تعمل بكامل طاقتها و5 تعمل جزئيًا".
وجاء حديث الطبيب البرش قبل تهديد قوات الاحتلال أمس مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة في شمالي القطاع بالإخلاء، تحت القصف وإطلاق نار.
وأشار إلى أن 43% من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل بشكل جزئي، بينما تعمل 37% فقط من مراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بشكل كامل، وهي 10 مراكز من أصل 27.
وأوضح المسؤول الطبي أن 38% من المستشفيات غير قادرة على تقديم خدمات الولادة، و31% من المستشفيات العاملة تواجه صعوبات في تقديم الرعاية الطارئة وإجراء العمليات.
وبيّن أن 25% من المستشفيات التي تقدم خدمات العناية المركزة تعاني من تحديات كبيرة، وسط ظروف صعبة يعيشها قطاع غزة بعد عام كامل من الدمار واستهداف الكوادر الصحية.
ولفت إلى أن 80% من المرضى لا يجدون أدويتهم، في ظل توقف خدمات أساسية مثل القسطرة القلبية، مما يؤدي إلى وفاة العديد بسبب الجلطات والأمراض المزمنة، كما أن توقف خدمة غسيل الكلى أدى إلى وفاة 25% من المعتمدين عليها.
عجز في الدواء والكوادر
وبيّن أن العجز الدوائي في القطاع الصحي في غزة "مخيف للغاية"، حيث نفدت أكثر من 83% من المستهلكات الطبية و60% من الأدوية الأساسية.
وأوضح الطبيب البرش أن المنظومة الصحية تعاني من نزيف حاد في كوادرها الرئيسية بسبب النزوح القسري من شمالي القطاع إلى جنوبه، واستشهاد أكثر من 830 طبيبًا وممرضًا وعاملًا في القطاع الطبي، عدا عن اعتقال أكثر من 310 آخرين في سجون الاحتلال.
وتسعى الوزارة، وفق الطبيب، لتعويض النقص من خلال الاستعانة ببعض الوفود الخارجية، خاصة في التخصصات الدقيقة مثل جراحة المخ والأعصاب، والتجميل، والمسالك البولية.
وأشار إلى أن هناك نحو ألف كادر صحي فقط موجودون في شمالي القطاع من أصل 12 ألفًا، مما زاد العبء على المنظومة الطبية بشكل خطير.
حصر الإعاقات وتحديات التأهيل
وقال المدير العام للصحة في غزة إن الوزارة تعمل حاليًا على حصر الإعاقات بالتعاون مع منظمة الصليب الأحمر، موضحًا أن عملية الحصر لا تزال جارية، خصوصًا فيما يتعلق بحالات البتر.
وأضاف أن "جميع الأرقام التي صدرت غير دقيقة، وأن الجهود مستمرة مع الصليب الأحمر لإحصاء حالات البتر المختلفة وإعداد برامج لتأهيل المصابين".
وأشار إلى أن العمل مستمر في مراكز العلاج الطبيعي، بما في ذلك مركز الشيخ رضوان، والمستشفى المعمداني، والمستشفى الأندونيسي (قبل الاجتياح)، مؤكدًا الحاجة الملحة لفتح مراكز جديدة.
وتابع "يوجد لدينا أكثر من 20 مشروعًا للتأهيل، بما في ذلك مشاريع في جنوبي قطاع غزة لإعادة تأهيل مستشفى ناصر الطبي، وأيضًا استئناف العمل في مستشفى الشفاء، ولكن تنفيذ هذه المشاريع يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين".
تحديات صحية
وأكد مدير عام وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات شمالي القطاع تعاني من نقص العديد من الأجهزة الطبية، خاصة أجهزة الرنين المغناطيسسي وأجهزة التشخيص التخصصية، بعد أن دمرها الاحتلال بشكل كامل.
ولفت إلى أن المختبر المركزي لقطاع غزة، الذي كان مسؤولًا عن فحص المياه والأغذية والأدوية، تعرض لتدمير كامل، مما يحول دون إجراء الفحوصات الضرورية، بالإضافة إلى عدم توفر أجهزة إنعاش حياة أو مستلزمات طبية تخصصية في غرف العمليات، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة للمرضى.
وبيّن الطبيب البرش وجود أكثر من 25 ألف طلب تحويل للعلاج خارج قطاع غزة منذ إغلاق معبر رفح في 7 مايو/ أيار 2024، مشددًا على ضرورة فتح المعبر لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى.
"إرادة أسطورية"
وأكد الطبيب البرش "قوة إرادة الكادر الصحي في قطاع غزة، رغم التحديات الصعبة التي يواجهها'، إذ أُعيد- بشكل جزئي- إعمار عديد المستشفيات في ظل حصار شديد يمنع خلاله الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية والوقود، إلا بكميات محدودة جدًا.
وتابع "الكادر الطبي يعيش في أسوأ ظروفه، فهو مستنزف ومنهك بسبب قلة أعداده في شمالي القطاع، ويتحمل أعباءً كبيرة تجاه المواطنين والنازحين ومراكز الإيواء، ويؤدي دورًا أسطوريًا في علاج المرضى".
"عام كالقيامة"
وذكر الطبيب البرش، في ختام حواره مع وكالة "صفا"، أن "هذا العام مرّ علينا كمنظومة صحية مليئًا بالألم وفقدان الأحبة والعاملين في وزارة الصحة، فقد شهدنا الكثير من المآسي".
وأضاف "لقد كانت الأيام كأيام القيامة، حيث شهدنا كيف يُقتل الناس ويدفنون في مقابر جماعية، ودفنا عشرات الأحبة الذين ماتوا بين أيدينا، هذا العام لا يمكن وصفه بكل الكلمات والقواميس، ولكنه يحفزنا على الأمل بأننا شعب ذو إرادة قوية، وأننا بإذن الله منتصرون، وسيعوّضنا الله عن هذا الألم الكبير والفراق العظيم".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: منير البرش الحرب على غزة طوفان الأقصى الطبیب البرش شمالی القطاع فی القطاع قطاع غزة فی شمالی الصحی فی أکثر من إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
أمير المنطقة الشرقية ونائبه يطّلعان على إنجازات القطاع الشرقي الصحي لعام 2024
أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بالدعم غير المحدود الذي توليه القيادة الرشيدة – أيدها الله – للقطاع الصحي، مؤكدًا أن صحة الإنسان تأتي في صدارة أولوياتها، الأمر الذي انعكس إيجابًا على تطور المنظومة الصحية، وتعزيز جودة الخدمات الطبية، إلى جانب توفير بيئة صحية متكاملة، تضمن وصول الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين والمقيمين تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
جاء ذلك خلال استقباله في مكتبه اليوم رئيس المجلس التأسيسي للقطاع الشرقي الصحي عصام المهيدب، والرئيس التنفيذي لتجمع الشرقية الصحي الدكتور عبدالعزيز الغامدي، وعددًا من قيادات التجمع، حيث استلم سموه التقرير السنوي للتجمع للعام 2024م، مطلعًا على عرض مرئي لأبرز منجزات القطاع الشرقي الصحي.
وأوضح المهيدب أن القطاع الشرقي الصحي حقق خلال عام 2024م العديد من المنجزات، من أبرزها التحول الرقمي الشامل، واعتماد النظام الصحي الموحد في جميع المرافق الصحية التابعة له؛ بهدف تعزيز جودة الرعاية الصحية، ورفع كفاءة الخدمات الطبية، مشيرًا إلى أن برنامج الرعاية الصحية الافتراضية سجل إنجازًا بوصوله إلى الموعد الافتراضي رقم “مليون”، مما يعكس التوسع في تقديم الخدمات الرقمية الصحية، فيما نجح مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام في إجراء أول عملية زراعة كُلى تبادلية على مستوى المملكة، في إنجاز طبي يعكس التقدم المستمر في مجال الرعاية الصحية في المنطقة.
وأعرب المهيدب عن شكره لسمو أمير المنطقة الشرقية على دعمه المستمر للقطاع الصحي، مؤكدًا حرص التجمع على تسخير كافة الإمكانات للارتقاء بالخدمات الصحية في المنطقة، وتحقيق أعلى معايير الجودة في الرعاية الطبية.
كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، بمكتبه اليوم، رئيس المجلس التأسيسي للقطاع الشرقي الصحي عصام المهيدب، والرئيس التنفيذي لتجمع الشرقية الصحي الدكتور عبدالعزيز الغامدي، وعددًا من قيادات التجمع.
اقرأ أيضاًالمجتمعحث على بذل المزيد من الجهد لخدمة المواطن والمقيم.. أمير تبوك يستقبل وكلاء الإمارة ومديري العموم ومنسوبيها
وقدم المهيدب لسمو نائب أمير المنطقة التقرير السنوي للتجمع لعام 2024م، مؤكدًا أن التجمع يسعى إلى تحسين جودة الخدمات الصحية، وتعزيز التحول الرقمي في المرافق الصحية، ورفع كفاءة الأداء لتحقيق أعلى مستويات الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين، مثمنًا تقدير ودعم سموه للقطاع الصحي بالمنطقة.
وأكد أن التجمع يعمل على تطوير البرامج الصحية التخصصية، وتوسيع خدمات الرعاية الافتراضية لتسهيل وصول الخدمات الطبية للجميع بكفاءة وجودة عالية.