تركيا تناقش خطر إسرائيل على أمنها القومي
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
بحث البرلمان التركي في جلسة مغلقة، أمس الثلاثاء، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، كما قدم فيها وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع ياشار غولر، إحاطة إلى النواب بشأن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وتدابير أنقرة لحماية الأمن القومي التركي، في ظل احتمال توسع دائرة الحرب في المنطقة.
رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، قال بعد خروجه من الجلسة المغلقة، إنهم لم يسمعوا شيئا جديدا، واتهم الحكومة بمحاولة تغيير أجندة البلاد وإبعادها عن مشاكلها الحقيقية من خلال بث الرعب حول الخطر الإسرائيلي، مدعيا بأن إسرائيل لا تشكل خطرا على تركيا ولا ترغب في مهاجمتها، وأن الذين يدافعون عن "الأرض الموعودة" في إسرائيل ليسوا إلا أقلية صغيرة.
رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، يختلف مع رئيس حزب الشعب الجمهوري، ويقول إن هدف إسرائيل هو أنقرة وإسطنبول وليس بيروت وبغداد، ويضيف أن تركيا مسجلة في أجندة الإرهاب الإسرائيلي الخفية. ودعا بهتشلي في كلمته أمام نواب حزبه، إلى استخدام القوة لوقف العدوان الإسرائيلي.
أنقرة ترى أن شهية رئيس الوزراء الإسرائيلي مفتوحة لنشر الحرب وتوسيع الاحتلال، وأنه يسعى إلى ترتيب الشرق الأوسط وتغيير حدود الدول وأنظمتها، كما توعد في تصريحاته، وأن هذه الرغبة العدوانية المبنية على خرافة "الأرض الموعودة" تهدد دول المنطقة كلها بما فيها تركيا
الجلسة المغلقة الأخيرة في البرلمان التركي جاءت بعد أن لفت رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، إلى أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، تتحرك من منطلق "هذيان الأرض الموعودة"، وتضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان. وتتفق الأغلبية الساحقة من الأتراك مع أردوغان في هذا الرأي، كما أشارت نتائج استطلاع رأي أجري قبل أيام في عموم البلاد، إلى أن 89,4 في المائة من الأتراك يعتقدون بأن إسرائيل تريد أن تحتل جزءا من الأراضي التركية.
أنقرة ترى أن شهية رئيس الوزراء الإسرائيلي مفتوحة لنشر الحرب وتوسيع الاحتلال، وأنه يسعى إلى ترتيب الشرق الأوسط وتغيير حدود الدول وأنظمتها، كما توعد في تصريحاته، وأن هذه الرغبة العدوانية المبنية على خرافة "الأرض الموعودة" تهدد دول المنطقة كلها بما فيها تركيا. وبالتالي، يجب العمل لوقف الهجمات الإسرائيلية قبل أن تتحول إلى حرب شاملة تأكل الأخضر واليابس.
هناك أسئلة تطرح نفسها في ظل تصريحات المسؤولين المشيرة إلى الخطر المحدق الذي تشكله السياسة الإسرائيلية التوسعية على الأمن القومي التركي، مثل: "هل تستطيع إسرائيل أن تهاجم تركيا عسكريا؟"، و"هل تصل شرارة الحرب إلى الأراضي التركية في حال انتشرت في المنطقة؟"، و"هل يمكن أن تتدخل تركيا عسكريا لوقف العدوان الإسرائيلي قبل أن يتوسع؟". هذه الأسئلة وغيرها يطرحها المواطنون في مجالسهم، ويبحثون لها عن أجوبة، في محاولة لفهم الواقع واستشراف المستقبل.
وزارة الدفاع التركية أكدت قبل حوالي أسبوع أن القوات المسلحة التركية تتابع عن كثب جميع التطورات التي تشهدها المنطقة، وتقوم بتقييمها في إطار إستراتيجية أمنية ذات أبعاد متعددة، وتتخذ كافة التدابير اللازمة، كما أنها مستعدة لتحييد أي خطر أو تهديد يوجّه أو يمكن أن يوجّه إلى تركيا. كما شددت في ذات البيان على أن الهجمات الإسرائيلية غير الإنسانية تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط وتهدد الأمن الدولي والاستقرار العالمي والإقليمي.
الرأي السائد في تركيا هو أن إسرائيل لا يمكن أن تتجرأ على استهداف تركيا مباشرة في الظروف الراهنة، ولكنها يمكن أن تستخدم تنظيمات إرهابية أو جماعات موالية لها داخل تركيا لاستهداف أمن البلاد واستقرارها من خلال إثارة الفتن والقلاقل، وهذا ما يجعل رص الصفوف أمرا ضروريا لمواجهة المخاطر والتحديات
تركيا تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، واستخدام جميع الوسائل للجم حكومة نتنياهو المتطرفة. وكما جاء في كلمة أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تدعو أنقرة إلى فرض تدابير قسرية على إسرائيل لحماية الفلسطينيين وتشكيل تحالف دولي ليوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ على غرار تحالف الإنسانية الذي أوقف هتلر قبل سبعين عاما. وتبذل أنقرة جهودا دبلوماسية وقانونية لمعاقبة قادة إسرائيل المتورطين في المجازر، إلا أنه من غير المتوقع أن تتدخل في الحرب ما لم تقم إسرائيل بالهجوم عليها مباشرة.
الرأي السائد في تركيا هو أن إسرائيل لا يمكن أن تتجرأ على استهداف تركيا مباشرة في الظروف الراهنة، ولكنها يمكن أن تستخدم تنظيمات إرهابية أو جماعات موالية لها داخل تركيا لاستهداف أمن البلاد واستقرارها من خلال إثارة الفتن والقلاقل، وهذا ما يجعل رص الصفوف أمرا ضروريا لمواجهة المخاطر والتحديات، في ظل تصاعد التوتر في المنطقة واحتمال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
الساحة السياسية التركية شهدت قبل أيام خطوة رمزية نحو تعزيز الجبهة الداخلية، وهي مبادرة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، بمصافحة نواب حزب المساواة والديمقراطية للشعوب في البرلمان التركي. ودعا بهتشلي الحزب المتهم بموالاة حزب العمال الكردستاني، إلى نبذ العنف والإرهاب والتحول إلى "حزب تركيا"، بدلا من أن يكون "حزب أقلية أو منطقة" في البلاد، مؤكدا أن ما قام به "دعوة إلى الأخوّة والوحدة الوطنية". ورحب قادة حزب المساواة والديمقراطية للشعوب بهذه المبادرة، وأعلنوا أنهم مستعدون للحوار، ولكنهم أشاروا في ذات الوقت إلى الحاجة لخطوات ملموسة لحل المشاكل وتحقيق الأمن والسلام.
x.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة الأمن القومي تركيا أردوغان نتنياهو لبنان إسرائيل تركيا أردوغان غزة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی أن إسرائیل رئیس حزب یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس القومي للمرأة: إعلان ومنهاج عمل بيجين يمثل خارطة طريق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقت المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة وفد مصر كلمة خلال الحدث الجانبي الذي نظمته كل من جامعة الدول العربية وسلطنة عمان، بعنوان "المرأة العربية نحو الإبداع والابتكار" وذلك ضمن فعاليات الدورة 69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، وبمشاركة وفود من سلطنة عمان، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، والمملكة العربية السعودية، ودولة الكويت.
استهلت المستشارة أمل عمار كلمتها بالتأكيد على أن إعلان ومنهاج عمل بيجين يمثل خارطة طريق لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، مشيرة إلى التزام الحكومة المصرية بمواصلة جهودها الحثيثة لتمكين النساء والفتيات وتحقيق المساواة في كافة مجالات الإبداع والابتكار والتطور التكنولوجي في العصر الرقمي ولتحقيق تقدم أكبر في مؤشر الابتكار العالمي في السنوات القادمة.
وأشارت رئيسة إلى استراتيجية الدولة المصرية نحو دعم الابتكار وريادة الأعمال وربط البحث العلمي بالقطاعات الإنتاجية، حيث تم إطلاق "السياسة الوطنية للابتكار المستدام" كإطار استراتيجي يهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام، وذلك ضمن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.
كما أضافت رئيسة وفد مصر أن الحكومة أطلقت مؤشر الابتكار الوطني MOSAIC في عام 2023، بهدف قياس مستوى الابتكار في مصر، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين، بالإضافة إلى إطلاق عدد من المبادرات والبرامج الداعمة للابتكار، مثل مبادرة “مصر تبدع”، وبرنامج “ريادة"، إلى جانب العديد من المسابقات في مجال الإبداع والابتكار، والمبادرة الرئاسية "مستقبلنا رقمي" لتدريب 45 ألف متدرب في مجالات تطوير المواقع وعلوم البيانات والتسويق الرقمي.
وأشارت المستشارة أمل عمار إلى تحسن ترتيب مصر في مؤشر الابتكار العالمي، حيث تقدمت إلى المرتبة 86 في تقرير عام 2024، مقارنة بالمرتبة 96 في عام 2020، وكذلك ظهور أكثر من ألف باحث مميز في قائمة ستانفورد، وزيادة عدد الشركات الناشئة، مؤكدة أن مصر أصبحت الأولى في إفريقيا والثالثة على مستوى الشرق الأوسط بشأن حجم الاستثمارات في عام 2024، وتميز إقليم القاهرة الكبرى ضمن أفضل تجمع علمي وتكنولوجي على مستوى العالم، مما يعكس نجاح الاستراتيجيات المتبعة في تعزيز بيئة الابتكار في مصر، مؤكدة على أن هذا التقدم يعكس رؤية الدولة المصرية الهادفة إلى تشجيع مجال الابتكار والبحث العلمي في قطاعات مختلفة، ويعكس أيضًا أهمية دور صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ الذي أطلقته الحكومة المصرية عام 2022 في دعم وتشجيع المبتكرين، ورواد الأعمال، والباحثين، وتمويل مشاريعهم المبتكرة، وتأهيلهم من خلال برامج متخصصة؛ لتطوير مهارات الابتكار وريادة الأعمال لديهم.
كما أكدت رئيسة المجلس أن الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 التي أقرها رئيس الجمهورية كوثيقة العمل الحكومية تسلط الضوء على أهمية الإبداع والابتكار منذ عام ٢٠١٧، حيث تضمنت المبادرات والأطر الوطنية للتمكين والاستثمار في الفتيات أنشطة للتوعية بتلك الموضوعات، إلى جانب إطلاق مصر برامج ومبادرات لتشجيع المرأة للدخول في هذا المجال، مشيرة إلى أن إجمالي براءات الاختراعات خلال ال١٠ أعوام الماضية بلغ ٩٦٥ منهم ١٣١ من السيدات و ٣١٨ السيدات والرجال معا، حيث تمت الشراكة لأول مرة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "وايبو"، لتمكين رائدات الأعمال بالمجتمعات المحلية، وتم إطلاق منصة لتمكين المرأة تُقدم فرصًا تدريبية وجوائز لأفضل أفكار مبتكرة.
وأضافت المستشارة أمل عمار أنه يتم تأهيل الفتيات للعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات والابتكار، واستخدام هذه التقنية في شتى المجالات، مما يساهم فى خلق جيل جديد من الفتيات المؤهلات لإيجاد حلول علمية ابتكارية لجميع المشاكل والأزمات التى تواجه العالم ولاسيما أزمة تغير المناخ، كما تم إطلاق برنامج ريادة الأعمال المجتمعية باستخدام تكنولوجيا المعلومات Social Innovation HUB : ويهدف إلى تمكين الشباب الموهوبين من الجنسين لاسيما الفتيات من إنجاز المزيد من الأعمال باستخدام التكنولوجيا، وربط الفجوة بين الجنسين في مصر، مؤكدة على أنه تم تنفيذ البرنامج على عدة مراحل استفاد منها 17,167 من شباب الجنسين تدربوا على أحدث تقنيات مايكروسوفت في مجال ريادة الأعمال المجتمعية باستخدام التكنولوجيا، حيث تأهل جزء منهم كمدربين لنقل تلك الخبرة.
وأكدت المستشارة أمل عمار على أهمية تعزيز القدرات الفنية والإبداعية، حيث تم تخصيص برامج تلفزيونية لاكتشاف المبدعين من الشباب والفتيات ودعمهم بالإضافة إلى إنشاء حاضنات الأعمال بالجامعات المصرية، مضيفة أن للدولة المصرية منبر ثقافي هام في قلب أوروبا متمثل في أكاديمية الفنون المصرية بالعاصمة الإيطالية روما والذى يتم من خلاله تنظيم العديد من الفعاليات والمشاركات الفنية التي تتضمن تقديم النماذج الفنية المصرية ومبدعيها للمجتمع الأوروبي، ومؤكدة على أن تحقيق مجالات عمل إعلان ومنهاج عمل بيجين وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة لن تتحقق دون وجود كلٍ من الإبداع والابتكار، وهو ما تعمل عليه الدولة المصرية بكل جدية.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة 69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، تدور حول "مراجعة واستعراض التقدم المحرز بمنهاج عمل بيجين +30"CSW69"، وتعقد خلال شهر مارس الجارى.