مغردون: حين نافس قيس سعيد نفسه وفاز بالانتخابات
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
"كأننا عدنا إلى عهد بن علي"، هذه المقولة بدأت تنتشر على منصات التواصل التونسية فما قصتها؟ ولماذا استذكر جمهور "السوشال ميديا" الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي فرّ خارج البلاد، بعد 14 عاما من الثورة التونسية أو كما يطلق عليها ثورة الياسمين؟
فبعد اندلاع ثورة شعبية أواخر عام 2010 في تونس، أطلق شراراتها الأولى الشاب محمد البوعزيزي الذي أضرم النار بجسده، في حادث تضامن معه التونسيون، اتسعت سريعا رقعة الاحتجاجات التي توّجت بسقوط نظام الرئيس بن علي وكانت الشرارة التي أطلقت الربيع العربي.
وبدأ الشعب التونسي بقطاف نتائج ثورته بممارسة حقه الانتخابي بكل حرية، ولكن على ما يبدو أن الأمر لم يطل حتى عادت تونس إلى مربع "بن علي"، بحسب بعض المغردين.
فبالأمس الثلاثاء أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في تونس فوز الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد بفترة رئاسية ثانية وبأغلبية مطلقة للأصوات، بنسبة وصلت إلى 90%، بعد حبس ومطاردة لجميع منافسيه على الرئاسة.
ففوز سعيد بنسبة تفوق 90% أثار كثيرا من الجدل على منصات التواصل التونسية، إذ شكك بعضهم بنتائج الانتخابات ووصفوها بالمزورة، في المقابل هناك من وصفها بالعرس الانتخابي والانتصار للديمقراطية.
وعلق أحد المدونين على هذه النتائج بالقول إن الانتخابات الرئاسية في تونس التي أُقصي منها كل المترشحين الجدّيين، وسجنوا أو لوحقوا قضائيا، تعطي لرئيس الأمر الواقع قيس سعيد أكثر من 90%، وأشار إلى أنه لم يشارك في الانتخابات إلا مليونين ونصف مليون ناخب من أصل 9 ملايين لهم الحق في التصويت.
وكتب وزير الخارجية التونسي السابق رفيق عبد السلام معلقا على نتائج الانتخابات، فقال "قيس سعيد أعاد تونس لمربع الأرقام السحرية للدكتاتوريات العربية. يفوز الرؤساء بعد الثورة بما يزيد على 50% قليلا، وفي عهد سعيد غير السعيد أصبحت تحوم النسبة في دائرة 90% بعدما استبعد من استبعد وسجن من سجن من منافسيه ورفض تنفيذ قرارات المحكمة الإدارية وأخيرا تلاعب بالصناديق. ربي يفرج على تونس وشعبها الممتحن من هذه الدكتاتورية العمياء".
قيس سعيد أعاد تونس لمربع الارقام السحرية للدكتاتوريات العربية. يفوز الرؤساء بعد الثورة بما يزيد عن 50% قليلا، وفي عهد سعيد غير السعيد أصبحت تحوم النسبة في دائرة 90% بعدما استبعد من استبعد وسجن من سجن من منافسيه ورفض تنفيذ قرارات المحكمة الإدارية وأخيرا تلاعب بالصناديق.
ربي يفرج… pic.twitter.com/16Lcqm5mti
— Dr Rafik Abdessalem. د. رفيق عبد السلام (@RafikAbdessalem) October 7, 2024
وعبر تونسيون عن رفضهم لنتائج الانتخابات لأنها "غير نزيهة"، بحسب رأيهم. وأضافوا أن قيس سعيد قبل الانتخابات الرئاسية جعل هذه الانتخابات على مقاسه، وسنّ قوانينها من طرفه ليفوز بها.
وأضاف هؤلاء أن هذه الانتخابات التي سجن بسببها مترشحون "بتهم كيدية وملفقة" هي غير شريفة ونزيهة، خاصة أن الهيئة التي تشرف عليها مُنصَّبة من طرف سعيد، وأشاروا إلى أن تغيير قوانيين الانتخابات قبل 6 أيام من يوم الاقتراع يعد أكبر دليل على عدم سير الانتخابات بالطريق الصحيح، على حد وصفهم.
وسخر آخرون من مشاركة الجامعة العربية في مراقبة الانتخابات الرئاسية التونسية، والنتيجة المفاجأة التي خرجت بها هذه الانتخابات الرئاسية في دولة عربية، وقالوا إن الجامعة العربية والروس حضروا وقالوا إنها شفافة. وتساءل أحدهم: "ما المشكلة لو أن أحد المترشحين هو الذي عيّن الهيئة؟ والمشكلة أن قيس سعيد قد دك خصومه في الحبس، هذا كله لمصلحة تونس!".
وأضافوا أنه "بعد هذا كله.. النتيجة التسعينية دليل على أن تونس عادت لمحيطها العربي".
واضح أن الشعب التونسي متحمس لفكرة الفوز الساحق لدرجة أن النتيجة أقرب لمباراة كرة قدم منها إلى انتخابات! 90.69%؟ يبدو أن المنافسة كانت بين قيس سعيد… وقيس سعيد بنسخة أخرى!"
— هشام محمد حسن القرشي (@An5btY9vdBlx3rL) October 7, 2024
اكيد العشرة بالمئة وواحد وثلاثون بالعشرة الذين لم ينتخبوه موجودون بالسجن
— Muhammad janty (@MuhammadJanty) October 7, 2024
في المقابل، رأى آخرون أن "هذه النتيجة هي نتيجة عادية في ظل مقاطعة المعارضة للانتخابات ومن امتنع عن ممارسة حقه الانتخابي، فقد تخلّى عن أمانته الوطنية وترك مصير البلاد في أيدي من اختاروا المشاركة وقرروا مسارها".
???? ألف مبروك لــ #تونس قيادة وشعبًا بمناسبة نجاح العرس الانتخابي بفوز الرئيس #قيس_سعيد بعهدة رئاسية ثانية نحو مزيد من الرقي والتطور والازدهار. ???????????????? pic.twitter.com/dSmFh5TLzt
— ????﮼رَاشـــــد | Rashid (@RLehbib) October 7, 2024
وأشار بعض التونسيين إلى أن الصندوق الانتخابي هو التعبير الأسمى عن إرادة الشعب، ومن قاطع الانتخابات عليه أن يتحمل مسؤولية اختياره، إذ لا يصح له الاعتراض على ما أفرزته صناديق الاقتراع.
ورأوا أن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق، بل واجب وطني، ومن يُهمل واجبه يفقد حقه في الاعتراض على النتائج، لأن الديمقراطية تقوم على المشاركة والالتزام بما يقرره من اختاروا أن يكون لهم صوت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الانتخابات الرئاسیة قیس سعید بن علی
إقرأ أيضاً:
مغردون: هل يعود بشار الجعفري سفير سوريا بروسيا إلى دمشق بعد استدعائه؟
تفاعل السوريون على منصات التواصل الاجتماعي مع خبر نشرته وكالة الأنباء السورية "سانا"، والذي أفاد بقرار صادر عن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، يقضي بنقل سفيري سوريا في روسيا وفي المملكة العربية السعودية إلى الإدارة المركزية بدمشق.
وجاء هذا القرار في إطار حركة تغييرات دبلوماسية يُعتقد أنها جزء من إعادة هيكلة واسعة في الخارجية السورية، وأكد المصدر في وزارة الخارجية أن إدارة السفارتين في البلدين المذكورين ستتم عبر القائم بالأعمال إلى حين صدور قرارات جديدة من رئيس الجمهورية لتعيين سفراء بدلاء.
هذا القرار أثار ردود فعل واسعة، خاصة فيما يتعلق بمصير السفير بشار الجعفري، الذي شغل منصب سفير سوريا في موسكو وقبلها سفير دمشق في الأمم المتحدة. وتساءل كثيرون عمّا إذا كان الجعفري سيعود إلى دمشق، أم أنه سيتخذ قرارًا بالانشقاق أو ربما يطلب اللجوء السياسي من روسيا، حيث كان يمارس مهامه.
هذه التساؤلات أضفت مزيدًا من الغموض حول مصير الجعفري، خاصة أنه لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن النظام السوري في المحافل الدولية، وهو ما جعله هدفًا للنقد الحاد من قبل المعارضة السورية حينها.
ليس تسليم نفسه لأنه ليس مطلوباً أساسا و إنما العودة للإدارة المركزية لوازرة الخارجية في دمشق.
بس السؤال هل سيفعلها و يعود إلى دمشق أو يعلن انشقاقه من موسكو أو يطلب اللجوء في بلد ما؟
— Jafeth Al Arabi (@al_jafeth) April 7, 2025
ويرى السوريون أن بشار الجعفري كان أحد أبرز المدافعين عن جرائم نظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، في المحافل الدولية.
إعلانووفق آراء المنتقدين، لعب الجعفري دورًا رئيسيًا في التغطية على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري الذي ثار ضد حكمه.
واستند المغردون إلى مواقفه السابقة، التي وصفوها بأنها كانت بمثابة "إطالة لعمر النظام البائد" وأنه أسهم في "تشويه الحقائق أمام المجتمع الدولي".
#الجعفري
من ينسى بشّار الجعفري سفير سوريا في الأمم المتحدة وهو يصول ويجول بينما السوريّون (الشرفاء) يستشهدون على الأرض بالرصاص والغاز والبراميل أو غرقى في أقاصي البحار ليعود اليوم ولا أحد يدري بأيّ ضمير وتبرير ؟
على الأقل تجرى له محاكمة حسّونية منشان من تحمّلوا غلاظته العاتية !
— Mohammed Qashqary (@RainMan_Q) April 7, 2025
"لماذا استدعي السفراء إلى دمشق بدلا من فصلهم؟ من بين الآراء التي تداولها المغردون، أشار البعض إلى أن استدعاء السفراء إلى دمشق بدلا من فصلهم قد يكون بهدف منعهم من تقديم طلبات اللجوء السياسي في الدول التي كانوا يمثلون سوريا فيها، حيث إن فصلهم من مناصبهم قد يتيح لهم فرصة الانشقاق أو الهروب من المحاسبة.
أما في حالة نقلهم إلى الإدارة المركزية، فسيكون عليهم العودة إلى دمشق، وهو ما قد يمهد لمحاكمتهم أو الاستفادة من المعلومات والعلاقات التي بحوزتهم، حسب محللين.
وطالب ناشطون بمحاسبة كل من بشار الجعفري والسفير أيمن سوسان، الذي كان سفير سوريا في المملكة العربية السعودية، وأكدوا على ضرورة إعلان موعد وصولهما إلى دمشق، ليتم "استقبالهما بما يليق بهما" من الشعب السوري.
#بشار_الجعفري و #أيمن_سوسان قريبا في دمشق بأمر من معالي #وزير_الخارجية أسعد الشيباني.
قد تتسألون لماذا تم استدعائهم الى دمشق
بدلاً من فصلهم !
القصة ب اختصار مع توضيح :
وزير الخارجية #أسعد_الشيباني حفظه الله
عندما كان وزير الخارجية بحكومة مؤقتة لم تكن من صلاحيته اقالة او… pic.twitter.com/pRgHMvltQ8
— نور حلبي (@NoorHalabi95) April 7, 2025
إعلانوحذر البعض من أن أي تهاون في محاسبة هؤلاء المسؤولين قد يؤدي إلى إفلاتهم من العدالة.
وتولي الجعفري منصب مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة تزامن مع وقوع النظام تحت ضغط اتهامه بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، لكنه لم يشتهر إعلاميا في أروقة الأمم المتحدة إلا إثر اندلاع الثورة السورية ضد النظام منتصف مارس/آذار عام 2011.
وتمثل دوره في هذه الحقبة بتبرير فظائعه التي ارتكبها في حق قوى الثورة التي دأب على وصفها بأنها "جماعات إرهابية"، وهو ما أهله لأن يختاره هذا النظام ليكون "كبير المفاوضين" باسمه للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف2 مطلع عام 2014.
وفي جولات التفاوض اللاحقة، أي في 2015 و2016 وخلال تلك المفاوضات، كان حريصا على توجهات النظام أن لا تسفر عن أي اختراق في ظل المواقف المتصلبة له، وعدم الاعتراف بشرعية المعارضة وبحقيقة الثورة.
وفي إطار دفاعه عن نظام بشار الأسد، نفى الجعفري ارتكاب النظام أي مجازر أو انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، ومن ذلك نفيه لقصف غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي في صيف 2013.
كذلك أنكر وجود أي كارثة إنسانية في بلدة مضايا السورية التي تعرضت لمجاعة تم توثيقها إعلاميا بالصوت والصورة بسبب الحصار الطويل.
وقال الجعفري وقتها إن "الحكومة السورية لم ولن تمارس أي سياسة تجويع ضد شعبها". وادعى أن "التنظيمات الإرهابية سطت على المساعدات الإنسانية التي أرسلت إلى المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها"!