نيوزويك: انتصارات حماس كما ترويها بعد عام من الحرب مع إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
حصلت مجلة نيوزويك على مقابلة حصرية مع مسؤول كبير في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قدم فيها تقييمه لعام من الحرب مع إسرائيل، وعدد سلسلة من الانتصارات الإستراتيجية والتكتيكية والسياسية التي تضخمت نتيجة تكثيف الهجمات من قبل الجماعات المتحالفة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة، حسب المجلة.
وذكرت نيوزويك -في البداية- بهجوم حماس غير المسبوق في "معركة طوفان الأقصى" من قطاع غزة على إسرائيل، والحرب التي تلته باعتبارها الأطول والأكثر دموية، مشيرة إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية أحصت بعد مرور عام، مقتل أكثر من 42 ألفا و600 شخص في غزة، أغلبهم من النساء والأطفال، في حين أفادت القوات الإسرائيلية بمقتل 350 من جنودها وبقاء حوالي 100 إسرائيلي محتجزين في غزة.
وتواصل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى -حسب الصحيفة- الإعلان عن عمليات جديدة ضد القوات والمدن الإسرائيلية، في الوقت الذي صعد فيه محور المقاومة المتحالف مع إيران والناشطة في لبنان والعراق وسوريا واليمن من هجماتها على تل أبيب، وأطلقت طهران نفسها ثاني أكبر وابل من الصواريخ على إسرائيل.
وفي خضم العنف والفوضى المستمرين، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس والمتحدث باسمها باسم نعيم -في مقابلته مع المجلة- إن انعدام الأمن سيستمر في الشرق الأوسط وما بعده حتى تتحقق أهداف الجماعة المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الطويل الأمد.
أهداف لم تتحقق
وقال نعيم إن "رسالة طوفان الأقصى" كانت واضحة منذ البداية، وهي أنه لا أحد في المنطقة أو خارجها سيتمتع بالأمن أو الاستقرار أو الرخاء ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه في الحرية والكرامة والاستقلال والحق في تقرير المصير وعودة اللاجئين".
وخاضت إسرائيل منذ قيامها عام 1948، حروبا مع الدول العربية، وواجهت تمردا فلسطينيا مستمرا، حتى تمت اتفاقيات أوسلو في تسعينيات القرن الـ20 ومنحت حكما ذاتيا محدودا للفلسطينيين ولكنها فشلت في نهاية المطاف في تحقيق حل الدولتين وحل الصراع الأساسي.
وعارضت حماس التي تشكلت في الثمانينيات اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وخاضت صراعا مع حركة فتح اليسارية المهيمنة تقليديا، في أعقاب فوزها في الانتخابات عام 2006، قبل أن يستتب لها الأمر في غزة عام 2007، حسب المجلة.
وأعلن نتنياهو عن 4 أهداف للحرب الحالية، وهي تشمل تحييد حماس كمنظمة عسكرية وسياسية، وجعل غزة غير قادرة على تشكيل تهديد لإسرائيل في المستقبل، واستعادة جميع المحتجزين الذين ما زالوا في غزة وإعادة مواطنيه من المجتمعات المتضررة من الصراع في الشمال والجنوب.
وقد روى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم ناداف شوشاني لمجلة نيوزويك التقدم الذي أحرزته إسرائيل حتى الآن في تحقيق هذه الأهداف، وقال "نحن على الطريق الصحيح، وما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه"، وقال إن حماس رغم خسائرها، تمكنت من شن هجوم صاروخي كبير من غزة في الذكرى السنوية للحرب، كما أشار إلى بقاء 101 من المحتجزين في غزة.
ومن جانبه، أشار نعيم إلى 3 أهداف حددها نتنياهو في "تدمير المقاومة وخاصة حماس، وتهجير السكان الفلسطينيين من قطاع غزة، واستعادة الأسرى داخل القطاع"، ورأى أن "أي مراقب ومتابع لهذه المعركة بعد عام سيجد أن إسرائيل فشلت في تحقيق أي من هذه الأهداف الثلاثة".
تعطيل التطبيع
وفيما يتعلق بالقضاء على حماس، يقول نعيم إن إسرائيل "ربما كانت قادرة على قتل الآلاف وتدمير المنازل والمدارس والمساجد والكنائس، وتدمير شبكات المياه والاتصالات والكهرباء وغيرها من البنى التحتية والشبكات، ولكنها لم تكن قادرة على هزيمة المقاومة"، كما أنها لم تكن قادرة على استعادة الأسرى، بل على قتل العديد منهم.
وقال نعيم إن تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في إسرائيل، إلى جانب تحقيق منفصل تجريه محكمة العدل الدولية، سلط الضوء على انتكاسة كبرى أخرى لإسرائيل، "بتدمير الرواية التي نسجتها على مدى 70 عاما من الاحتلال والصراع"، و"لم يعد أحد -حسب نعيم- ينخدع بالقصة التي تقول إن إسرائيل هي الدولة الأكثر تحضرا في المنطقة والتي تحترم قيم حقوق الإنسان والديمقراطية وما إلى ذلك".
وأضاف نعيم "الأمر الأكثر أهمية هو أن مثل هذه التحقيقات جعلت من المستحيل على إسرائيل الاندماج في المنطقة ومواصلة مشروع التطبيع القائم على اتفاقيات أبراهام" التي أطلقتها الولايات المتحدة عام 2020، وشهدت إقامة إسرائيل علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
واليوم -كما يقول نعيم- "إذا لم يكن هذا المشروع قد توقف فإنه تأخر على الأقل لسنوات عديدة. وحماس عندما أطلقت هذه العملية، رأت أن القضية الفلسطينية كانت على المحك، وأنه كان يخطط لمحوها تماما، وذلك بالتزامن مع الخطط الإسرائيلية لتوسيع السيطرة على الضفة الغربية نحو الضم في نهاية المطاف، فضلا عن ترسيخ سلطتها في مدينة القدس بما فيها المسجد الأقصى.
والآن، لم يتم تعطيل العديد من هذه الخطط فحسب -كما قال نعيم- بل إن إسرائيل لم تتعاف بعد من "الضربة المدمرة" الأولية التي وجهت إليها قبل عام، لا "على مستوى الجيش الذي فشل في صد هذا الهجوم ولا على مستوى الاستخبارات التي فشلت في التنبؤ به"، وبالتالي لم تعد إسرائيل تتمتع بصورة "القوة العظمى والجيش الذي لا يقهر والمخابرات ذات الذراع الطويلة".
عامل خارجي
غير أن هناك عاملا خارجيا آخر أثبت أهميته في سياق الحرب، وهو الدور الأميركي في تقديم مساعدات عسكرية واسعة النطاق لإسرائيل وحتى تنفيذ ضربات ضد مجموعات محور المقاومة في العراق وسوريا واليمن طوال الحرب.
وقد كشفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة لوقف إطلاق النار من 3 مراحل، حصلت على دعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأعربت كل من إسرائيل وحماس عن استعدادهما لقبولها، ولكن بعد فترة وجيزة قدمت تفسيرات متباينة لما ينطوي عليه الاتفاق بالفعل، وألقت كل منهما باللوم على الأخرى في عرقلة التقدم.
وفي حين بدا أن الإحباط الأميركي من موقف إسرائيل يتزايد، فإن توسع الحرب إلى الجبهة اللبنانية والخطر المتزايد من الصدام المباشر بين إيران وإسرائيل قد أدى إلى تهميش محادثات وقف إطلاق النار في الوقت الراهن، كما أن الانتخابات الرئاسية الوشيكة أثقلت كاهل حسابات البيت الأبيض.
وقال نعيم "إن الولايات المتحدة الأميركية، بسبب فقدانها لتوازن القيادة في فترة الانتخابات وبسبب تحيزها الدائم لصالح الاحتلال الإسرائيلي، تعمل في الأمد البعيد ضد مصلحتها الإستراتيجية"، وأضاف أن "هذه المنطقة التي تمثل مصلحة إستراتيجية للولايات المتحدة لن تكون مستقرة، ولن تكون أي دولة مستقرة، حتى يتم حل القضية الفلسطينية، ويحصل الفلسطينيون على حقوقهم في الحرية والاستقلال وعودة اللاجئين".
وأضاف نعيم أن "كراهية الولايات المتحدة تتزايد في المنطقة كل يوم، وأن الأجيال الشابة في المنطقة وخارجها تدرك بوضوح أن الولايات المتحدة تكذب عندما تزعم أنها تتحرك في العالم لنشر الديمقراطية والمساواة والحرية، وأن هذه المعركة أثبتت زيف كل هذه الادعاءات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات الولایات المتحدة فی المنطقة قادرة على فی غزة
إقرأ أيضاً:
أبو اليزيد سلامة: القبر أول منازل الآخرة ينتقل الإنسان إلى الحياة البرزخية فيها نعيم أو عذاب
قال الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، خلال تصريح له، إن الحياة لا تنتهي بالموت، بل ينتقل الإنسان من حياة الدنيا إلى حياة جديدة تُسمى الحياة البرزخية .
وأشار الى ان القبر ليس نهاية المطاف، وإنما بداية لحياة تالية تفصل بين الدنيا والآخرة، فالقبر أول منازل الآخرة، وسواء دُفن الإنسان تحت التراب أو فقد في البحر أو حتى مات في الفضاء، فإن جسده يدخل في طور جديد من الحياة يُعرف بالحياة البرزخية"، مستشهدا بقوله تعالى: "ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُبعثون" [المؤمنون: 100]، وهذا دليل قاطع على وجود حياة بعد الموت.
ولفت الى أن البرزخ هو الفاصل بين الدنيا والآخرة، مثلما فَصَل الله بين البحرين، فقال تعالى: "مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخٌ لا يبغيان".
وأوضح أن الروح تعود إلى الجسد بعد الوفاة، لكن باتصالٍ يناسب طبيعة البرزخ، حيث يُسأل الإنسان في قبره عن ربه ودينه ونبيه، وهو ما ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: "إذا وُضع العبد في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟".
واكد أن الإيمان بعذاب القبر ونعيمه من ثوابت العقيدة، واستشهد بقول الإمام صاحب "الجوهرة": "سؤالُنا ثمَّ عذابُ القبرِ نعيمُهُ... واجبٌ كبعثِ الحشرِ كما علِموا".
ما يعين المسلم على الثبات فى القبر
وبين أن "من أعظم ما يُعين المسلم على الثبات في القبر هو الإيمان الصادق، والعمل الصالح، وتوحيد الله عز وجل، والصدق في محبة رسول الله ﷺ"، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن المؤمن يُبشَّر في قبره، ويُقال له: "انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة"، فيراهما جميعًا.
ودعا المسلمين إلى التزود بالإيمان والعمل الصالح، والتمسك بالسنة النبوية الصحيحة، والتأكيد على أن القرآن والسنة مصدران متكاملان في بناء العقيدة، ولا يجوز الفصل بينهما، فكما أن القرآن وحيٌ من الله بلفظه ومعناه، فالسنة وحيٌ بمعناها على لسان النبي ﷺ.