يحتل الجيش الإسرائيلي المركز الـ17 بين أقوى 145 جيشا في العالم، وفق أرقام موقع "غلوبال فاير باور" الأميركي لعام 2024، بميزانية إنفاق عسكري تُقدر بـ24 مليار دولار للعام نفسه.

ويبلغ قوام الجيش الإسرائيلي 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، و35 ألفا في القوات شبه العسكرية، و465 ألف جندي احتياط، أما عدد المؤهلين للخدمة العسكرية فأكثر من 3 ملايين نسمة.

وقد أسهمت الولايات المتحدة الأميركية في اكتساب الجيش الإسرائيلي تفوقا عسكريا نوعيا وكمّيا على مستوى الشرق الأوسط، فهي مصدر أكثر من 80% من واردات إسرائيل من الأسلحة في الفترة بين 1950 و2020.

وبلغت المساعدات العسكرية التي قدمتها أميركا لإسرائيل بين عامي 1948 و2023، وفق الخارجية الأميركية، نحو 130 مليار دولار. وبموجب اتفاقية وُقعت بين الطرفين، تحصل إسرائيل منذ 2016 على مساعدات عسكرية تبلغ 3.8 مليارات دولار سنويا.

ويملك الجيش الإسرائيلي ترسانة عسكرية ضخمة ومتطورة، تضم مجموعة واسعة من السلاح والمعدات البرية والجوية والبحرية، وأنظمة حديثة للرصد والمراقبة، إضافة إلى رؤوس وقنابل نووية ونظام دفاعي متطور ومتعدد الطبقات.

نشأة الجيش الإسرائيلي

تعود جذور الجيش الإسرائيلي إلى العصابات الصهيونية المسلحة التي أُسّست مطلع القرن العشرين، بهدف حراسة المستوطنات اليهودية وتدريب المستوطنين على القتال وقيادة العمل الزراعي.

وقد نشأت أولى تلك العصابات سنة 1907، تحت اسم "بار جيورا"، في مستوطنة السجرة (إيلانيا لاحقا) في الجليل. وكانت تلك العصابة تحمل طابعا سريا، وتتكون من مجموعة من المستوطنين اليهود الذين رفعوا شعار "بالدم والنار سقطت يهودا، وبالدم والنار تقوم يهودا".

تم حلّ "بار جيورا" عام 1909، وأسست منظمة هاشومير بدلا منها، وشمل نشاطها حراسة المستوطنات في كل أنحاء فلسطين.

وفي عام 1920، أسست عصابة الهاغاناه على أنقاض هاشومير، وفتحت ذراعيها لجميع اليهود، بعيدا عن قانون الانتقاء الذي اعتمدته هاشومير في اختيار عناصرها، ولكن بعض قادتها انشقوا عام 1931، وشكلوا عصابة الإيتسل (الأرغون)، إذ أرادوا رفع مستوى العمليات الهجومية على العرب.

وقبيل الحرب العالمية الثانية التي بدأت عام 1939، أنشأت الهاغاناه فرقا خاصة، وأخذت تشن حرب عصابات واسعة ضد العرب، ونشطت في تهريب اليهود إلى فلسطين، واستولت على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية باستخدام أسلوب "السور والبرج".

وعند اندلاع الحرب، انضم عشرات الآلاف من اليهود إلى الجيش البريطاني، وخدموا في مناصب عدة، كفرق المظليين، وحازوا نصيبا كبيرا من التدريب والتسليح.

وأصدرت بريطانيا في العام نفسه الكتاب الأبيض الذي حدّ من الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وهو ما حفز ظهور عصابة ليحي (شتيرن) التي انشقت عن الأرغون، وبدأت تهاجم البريطانيين احتجاجا على الحد من الهجرة.

وأسست الهاغاناه في تلك الأيام منظمة عسكرية أخرى، أطلقت عليها اسم البالماخ، وأسهمت بريطانيا بتدريبها وتسليحها، وأخذت تنشط في حرب العصابات وعمليات التجسس والهجوم والتخريب ضد الفلسطينيين، وشكلت وحدات خاصة، مثل: الفرقة البحرية (باليام) وفرقة القوات الجوية (شا) ووحدة المستعربين (الدائرة العربية).

وفي أعقاب صدور قرار الأمم المتحدة رقم 181 عام 1947، المتضمن خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، اتفقت العصابات الصهيونية الهاغاناه بألويتها المختلفة والإيتسل وليحي على احتلال الأراضي الفلسطينية بالقوة، فشنت عمليات عسكرية واسعة، وارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين، وروّعت المدنيين وأجبرت نحو مليون فلسطيني على ترك أراضيهم.

وأعلن أول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، قيام دولة إسرائيل في 15 مايو/أيار 1948. وفي اليوم الـ26 من الشهر نفسه، أمر بتفكيك جميع العصابات الصهيونية المسلحة، وتشكيل جيش موحد أُطلق عليه اسم "قوات الدفاع الإسرائيلية".

غالانت (أقصى اليسار) ورئيس أركان الجيش هاليفي (وسط) ورئيسا شعبتي الاستخبارات والعمليات (الصحافة الأجنبية) الهيكل التنظيمي

تمثل هيئة الأركان العامة رأس الهرم في هيكلة الجيش الإسرائيلي، ويرأسها رئيس هيئة الأركان الذي يعدّ قائد الجيش، ويضم تحت إدارته 24 لواء وعميدا مسؤولين عن الفروع والإدارات المختلفة في الجيش، مثل: رؤساء القيادات الإقليمية الأربع، وقادة القوات البرية والجوية والبحرية، ورئيس إدارة الاستخبارات العسكرية (أمان).

القيادات الإقليمية

يتكون الجيش الإسرائيلي من 4 قيادات إقليمية، هي:

القيادة الشمالية: تتمركز قواتها في منطقتي الجليل ومرتفعات الجولان، ومهمتها إدارة العمليات العسكرية على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسوريا.

ويتبع لتلك القيادة مجموعة من الألوية، هي: لواء غولاني واللواء المدرع السابع واللواء المدرع 188 والفرقة 282 من فيلق المدفعية، فضلا عن عدد من كتائب الاستطلاع.

القيادة المركزية: ومهمتها إدارة العمليات العسكرية في المنطقة الوسطى من إسرائيل (تشمل منطقة وادي الأردن والضفة الغربية والقدس وتحرس القوات التابعة لها الحدود مع الأردن)، وملاحقة التنظيمات الفلسطينية وإعاقة النشاطات المسلحة واعتقال الناشطين وهدم المنازل في مناطق عملياتها.

ويخضع للقيادة المركزية فرقة يهودا والسامرة بألويتها الستة، وفرقة تشكيل النيران ومركز تدريب القيادة، ولواء الوادي.

أفراد قوات الفرقة 36 في جنوب لبنان (الصحافة الإسرائيلية) القيادة الجنوبية: ومهمتها إدارة العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية لإسرائيل، حيث تتولى مسؤولية حراسة 250 كيلومترا على الحدود الشرقية لإسرائيل مع الأردن، ونحو 215 كيلومترا على الحدود الغربية مع مصر، ونحو 65 كيلومترا على طول الحدود مع قطاع غزة، إضافة إلى التحكم بجميع المعابر مع القطاع.

وتخضع لإدارتها جميع الوحدات الموجودة في مناطق وادي عربة والنقب وإيلات، وهي: لواء غفعاتي ولواء ناحال واللواء المدرع 401 والفرقة 215 والفرقتان الشمالية والجنوبية ولواء ساغي ولواء إيلات وكتيبتا بارديلاس وكاراكال.

الجبهة الداخلية: ومهمتها تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ وحماية المدنيين وإرشادهم في أوقات الطوارئ والأزمات كالحروب والفيضانات والحرائق، ويشمل نشاطها جميع أنحاء إسرائيل.

وتضم وحدات وألوية متخصصة، منها: لواء البحث والإنقاذ ووحدة التكنولوجيا والابتكار والوحدات اللوجستية.

أقسام الجيش الإسرائيلي

ينقسم الجيش الإسرائيلي إلى 3 فروع رئيسة: القوات البرية والقوات الجوية والقوات البحرية.

القوات البرية

تضم القوات البرية أكثر من نصف مليون جندي، وتشمل 5 فيالق رئيسة:

فيلق المشاة والمظليين: وهو فيلق مناورات، ينفذ مهام عسكرية خاصة أو روتينية، إضافة إلى تدريب جميع القوات البرية في الجيش الإسرائيلي.

ويتألف من عدد من الألوية، هي: غولاني وغفعاتي وناحال وكفير والمظليين وعوز وبيسلماخ، ويتكون كل لواء من مجموعة من الوحدات والكتائب، ويضم الفيلق كذلك العديد من ألوية الاحتياط.

سلاح المدرعات: وهو سلاح المناورات الرئيسي للقوات البرية الإسرائيلية، ويشغّل دبابات الميركافا بطرزها المختلفة، ويقود الخطوط الأمامية في جبهات القتال، ويعمل بشكل أساسي على دعم القتال البري بالدبابات، وكذلك تنفيذ عمليات الاستطلاع.

ويتألف من الفرقة المدرعة السادسة، المعروفة باسم تشكيل غاش، وهي أكبر فرق سلاح المدرعات، وتتمركز في الجولان، وتضم اللواء السابع واللواء باراك أو 188، وكلاهما تابع للقيادة الشمالية، ويُشغِّلان دبابات ميركافا مارك 4 و3 على التوالي.

كما يضم السلاح اللواء 401، التابع للقيادة الجنوبية، ويُشغِّل دبابات ميركافا مارك 4، واللواء المدرع 460.

سلاح المدفعية: ومهمته توفير غطاء ناري للقوات البرية في الجيش الإسرائيلي، عن طريق تشغيل سلاح المدفعية الطويلة المدى والمتوسطة، وتدمير التمركزات والأهداف التابعة للقوات المعادية.

ويضم مجموعة من التشكيلات، أهمها: مجموعة المدافع ومجموعة الصواريخ ومنظومة تحديد المواقع ونظام الطائرات من دون طيار ومجموعة الأسلحة الدقيقة.

ويضم سلاح المدفعية الفرقة 282 أو ما يعرف بفرقة الجولان، والفرقة 215 التي تتكون من كتيبتين نظاميتين: رشيف ودراغون، وكتيبة احتياطية تُسمى إيال.

فيلق الهندسة القتالي: يعمل على خطوط المواجهة، وينفذ مهام مثل زرع الألغام أو إبطال مفعولها، وكسر الحواجز وبناء التحصينات وإقامة جسور لعبور الممرات المائية، والرد على الهجمات النووية أو البيولوجية أو الكيميائية.

فيلق الاستخبارات الميدانية: ومهمته المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية ونقلها إلى مختلف القوات.

ويتكون من عدد من الكتائب، مثل كتيبتي شاهاف وآيت اللتين تعملان تحت إمرة القيادة الشمالية على الحدود اللبنانية والسورية على التوالي، ونيتسان التي تعمل ضمن القيادة المركزية في الضفة الغربية وعلى الحدود الأردنية، وكتيبتي نيشير وإتيام التابعتين للقيادة الجنوبية وتتمركزان على الحدود مع غزة ومصر.

القوات الجوية

تقوم القوات الجوية الإسرائيلية بمهام متعددة، تشمل تنفيذ عمليات هجومية مستقلة داخل إسرائيل وخارجها، وتوفير الدعم الجوي للقوات البرية والبحرية، وتقديم معلومات استخباراتية لقوات الجيش كافة.

وتمتلك القوات الجوية قواعد ذات قدرات عسكرية وتكنولوجية عالية، وتتمركز فيها قوة بشرية مدربة تُقدر بـ89 ألف فرد يُشغِّلون مئات الطائرات الحربية من أنواع مختلفة، أبرزها:

الطائرات المقاتلة: مثل الطائرات المتعددة المهام "إف 35" و"إف 16 آي" و"إف 16 سي" و"إف 15 آي" والمقاتلة "إف 15 سي".

المروحيات العسكرية: وتضم مروحيات النقل "يو إتش-60 إيه/إل" و"سي إتش 53″، ومروحيات الهجوم "إيه إتش-64 إيه".

طائرات النقل العسكري: وعلى رأسها "سي 130 جيه" و"سي 130 إيه/إتش"، و"كينغ إير 200″.

طائرات التدريب: وتضم أنواعا مثل: "إف 16 دي" و"إم 346″ و"تي 6 إيه".

طائرات المهام الخاصة: وتشمل طائرة الاستطلاع "كينغ إير 200″، وطائرات المهام الاستخباراتية "جي 550″، وطراز طائرات "جي 550" المخصص للإنذار.

الطائرات من دون طيار: مثل إلبيت هيرميس 450، والطائرات الإسرائيلية المسيّرة أيتان.

القوات البحرية

تضم القوات البحرية الإسرائيلية 19 ألفا و500 عنصر، يؤدون وظائف مختلفة، تتضمن مهام عسكرية، كتأمين الحدود البحرية والقيام بعمليات هجومية بحرية، إضافة إلى مهام الرصد والاستطلاع، وتنفيذ عمليات مدنية مثل البحث والإنقاذ البحري.

وتتكون من عدد من الوحدات الرئيسة، هي:

قوات الأمن النظامية (بالجوت هاباتاش): ومهمتها حراسة الحدود البحرية لإسرائيل.

سرب الزوارق الصاروخية (شايطيت 3): ومهمته التصدي للسفن المعادية وقت الحرب، وتأمين الطرق البحرية، ومساندة القوات البرية أثناء التوغل في الأراضي المعادية.

الغواصات (شايطيت 7): ومهمتها تدمير السفن المعادية، والسيطرة على مداخل الموانئ، وتنفيذ أعمال تجسس سرية، ومساعدة الوحدات الأخرى أثناء القتال.

وحدة التحكم البحرية: وتنقسم إلى 4 سرايا: القيادة، والاتصالات، والإلكترونيات، والموارد البشرية. وتتلخص مهمتها في إدارة عمليات وحدات البحرية، والقيام بجميع التدريبات العسكرية.

وحدة النخبة البحرية (شايطيت 13): وتقوم بعمليات خاصة في البحر وعلى البر وفي الجو.

الأسلحة والمعدات

تمتلك القوات الجوية الإسرائيلية ترسانة عسكرية متطورة، تشمل أكثر من 600 طائرة حربية، بما في ذلك 241 طائرة مقاتلة و39 طائرة هجومية و23 للمهام الخاصة و194 مروحية، نحو 50 منها تستخدم للعمليات الهجومية، فضلا عن أسراب من الطائرات المسيرة الهجومية والتجسسية.

وتضم القوات البرية 1650 دبابة، بينها 500 من فئة الميركافا بطرزها المختلفة، والتي تتمتع بنظام حماية نشط وقدرة على إطلاق النار على أهداف متحركة، إضافة إلى 7500 مدرعة قتالية وما يقارب 1400 آلية مدفعية، بما في ذلك 650 مركبة مدرعة ذاتية الحركة و300 مدفعية ميدانية مقطورة و150 مدفعية صاروخية.

أما القوات البحرية فلديها 67 قطعة بحرية، منها 45 سفينة دوريات و5 غواصات و7 بارجات من طراز كورفيت، وتمتلك زوارق حربية مزودة بالصواريخ، إضافة إلى أجهزة استشعار بحرية ومسيّرات بحرية.

وتضم وحدات القوات البحرية الإسرائيلية سفنا مخصصة للدفاع الصاروخي أبرزها السفن الحربية الألمانية من طراز ساعر، وهي مجهزة بقدرات صاروخية دفاعية وهجومية.

ويُعتقد أن إسرائيل تمتلك حوالي 200 قنبلة نووية، وكميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح لها بإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى.

ويمتلك الجيش الإسرائيلي منظومة دفاعية متطورة، تشمل القبة الحديدية القصيرة المدى ومنظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 البعيدة المدى ومقلاع داود المتوسط المدى.

الحروب والعمليات

دخلت إسرائيل منذ احتلالها فلسطين عام 1948 في صراع مع الفلسطينيين، ودول الجوار، واندلعت معها العديد من الحروب والاشتباكات العسكرية، أبرزها:

حرب 1948: شنتها كل من مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق على إسرائيل، رفضا لإعلان قيام دولة يهودية على أرض فلسطين في 15 مايو/أيار 1948، وأسفرت الحرب عن خسارة العرب واحتلال إسرائيل 77% من الأراضي الفلسطينية. حرب 1956: شنتها إسرائيل وفرنسا وإنجلترا على مصر، وعرفت بالعدوان الثلاثي، اعتراضا على قرار تأميم قناة السويس الذي اتخذه الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وفيها احتلت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء، ولم تنسحب منها حتى مارس/آذار 1957. حرب 1967: شنتها إسرائيل على 3 دول عربية، هي مصر والأردن ولبنان، وألحقت بها هزيمة ساحقة، واحتلت شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان وقطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية. حرب 1973: شنتها القوات المصرية والسورية على الجيش الإسرائيلي في سيناء والجولان، وألحقت به هزيمة ساحقة، إذ استعادت مصر سيادتها على قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، واستردت سوريا جزءا من الجولان. عملية الليطاني 1978: أطلقتها إسرائيل على لبنان، إذ اجتاح 25 ألف جندي إسرائيلي الجنوب اللبناني في عملية عسكرية واسعة النطاق، لطرد الفصائل الفلسطينية المسلحة من المنطقة الحدودية، وبعد 8 أيام انسحبت إسرائيل، واحتفظت بحزام أمني في جنوب لبنان. حرب 1982: شنتها القوات الإسرائيلية على لبنان، حين اجتاحت الجنوب وصولا إلى العاصمة بيروت، وتوقفت الحرب بعد أكثر من شهرين، بعد أن نجح المبعوث الأميركي فيليب حبيب في التوصل إلى اتفاق يقضي بإجلاء حركات المقاومة الفلسطينية من لبنان.

وفي عام 1985، انسحبت إسرائيل جزئيا من لبنان، واحتفظت بحزام أمني أوسع من سابقه الذي احتلته عام 1978، وأبقت سيطرتها عليه حتى عام 2000، حين انسحبت نهائيا من الأراضي اللبنانية.

حرب 2006: شنها الجيش الإسرائيلي على لبنان، حين نفذ عمليات حربية واسعة، شاركت فيها قوات برية وجوية وبحرية إسرائيلية على مدى 34 يوما. وبمقتضى القرار الأممي رقم 1701، انسحبت إسرائيل نهائيا من جنوب لبنان باستثناء مزارع شبعا. عملية "الرصاص المصبوب" 2008: أطلقتها إسرائيل على قطاع غزة على مدى 23 يوما، بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، ولم تحقق العملية أهدافها، ولكنها أسفرت عن دمار هائل في منازل القطاع وآلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين. عملية "عمود السحاب" 2012: شنتها إسرائيل على القطاع، بهدف تدمير القدرات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية، وأسفرت العملية عن عدد من القتلى والجرحى الإسرائيليين، وخسائر مادية فادحة للاحتلال قُدرت بأكثر من مليار دولار، واستشهد نحو 180 فلسطينيا، وجرح حوالي 1300 آخرين. عملية "الجرف الصامد" 2014: أطلقتها إسرائيل على غزة على مدى 51 يوما، نفذ خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على القطاع، أسفرت عن استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني وجرح 11 ألفا آخرين. عملية "السيوف الحديدية" 2023: أطلقتها إسرائيل في أعقاب معركة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة. وشمل العدوان الإسرائيلي عمليات جوية وبرية وبحرية عنيفة، وارتكب الاحتلال على مدى عام عمليات إبادة جماعية وآلاف المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.

واستشهد في هذه الحرب أكثر من 41 ألف فلسطيني، وأصيب ما يزيد على 96 ألفا، فضلا عن 10 آلاف مفقود وتهجير 90% من السكان، وسط دمار هائل في المنازل والبنى التحتية وانهيار في جميع القطاعات الحيوية في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی أطلقتها إسرائیل القوات البحریة القوات الجویة القوات البریة إسرائیل على على الحدود إضافة إلى مجموعة من أکثر من على مدى عدد من

إقرأ أيضاً:

لماذا صمدت “حماس”؟.. تحليل لفشل الإستراتيجية الإسرائيلية

#سواليف

نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريراً أعده أستاذ دراسات الحرب في كلية كينغز كوليج في لندن مايكل كلارك، تساءل فيه عن قدرة “ #حماس ” في #غزة، وكيف أن #إسرائيل فشلت في تدمير الحركة.

وقال إن حكومة “حماس” في القطاع لم تهزم، وهذا بسبب تحضيراتها الذكية، واعتماد إسرائيل على القصف الجوي.

وأضاف الكاتب أن إسرائيل أعلنت رسمياً، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، الحرب على “حماس”، وأعلن رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو أن “تدميرها” هو هدفه الرئيسي في #الحرب. ثم تحدث لاحقاً عن “إبادتها”.

مقالات ذات صلة الاثنين .. ارتفاع طفيف على الحرارة 2025/03/10

وفي الأسبوع الماضي، وجه الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب لـ “حماس” “تحذيراً أخيراً”، على منصته “تروث سوشيال”. وقال: “أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وإلا انتهى الأمر بالنسبة لكم”.

وكان رد “حماس” على خطاب ترامب قوياً، مدروساً تقريباً. وقالت فيه إن أفضل طريقة للإفراج عن الأسرى هي المضي قدماً في المرحلة الثانية المحددة من اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال كلارك إن العروض التي نظمتها “حماس” في الأسابيع الماضية لتسليم الأسرى كانت تهدف إلى تمرير رسالة تحدٍ بأن الجماعة لا تزال تسيطر على غزة ولم يتم محوها. كما ترسل أيضاً رسالة إلى العالم بأنها بعيدة كل البعد عن النهاية، وتهين إسرائيل في طريقة تسليم الأسرى أو جثثهم. ولكن “حماس” تضررت بشدة من الهجوم الإسرائيلي على غزة. فقد قتلت إسرائيل ثلاثة من كبار قادتها. وفككت كتائبها الـ 24 وقتلت 18,000 مقاتل من بين 48,200 شخص قتلوا في الحرب حسب أرقام وزارة الصحة في غزة.

العروض التي نظمتها “حماس” لتسليم الأسرى كانت تهدف إلى تمرير رسالة تحدٍ وهي أن الجماعة لا تزال تسيطر على غزة ولم يتم محوها

ويرى الكاتب أن “حماس” فشلت في استفزاز حرب ضد إسرائيل وعلى عدة جبهات، والتي كان يمكن أن تحفز “حزب الله” في لبنان والفلسطينيين في الضفة الغربية والجماعات المدعومة من إيران في مختلف أنحاء المنطقة. وفي الحقيقة، كما يقول الكاتب، تشن إسرائيل حرباً ضد أعدائها بالمنطقة وتأمل بـ “إعادة تشكيل” المحيط المباشر لها.

ولكن “حماس” نجت، مع ذلك، وهذا ما يجب على أي جماعة تمرد فعله. ويعتقد الجيش الإسرائيلي أنه بحاجة لعدة سنوات قبل أن يتمكن من إعادة “حماس” للوضع الذي كانت عليه قبل عام 2006، عندما سيطرت على القطاع بعد صراع مع السلطة الوطنية، وربما لن تحقق هذا الهدف أبداً. وأشار كلارك إلى ما قاله وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، في الأسابيع الأخيرة من منصبه، بأن “حماس” “جندت مقاتلين بنفس العدد أو أكثر من الذين خسرتهم”، وربما كان الأمر أسوأ بالنسبة للجيش الإسرائيلي. فمن بين سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، والذين يعيشون وسط الدمار، فإن أكثر من نصفهم دون سن الـ 18 عاماً ونحو 300,000 شاب في الفئة العمرية التي تجند “حماس” مقاتليها منهم عادة.

ويعلق كلارك أن قادة الظل للحركة يشعرون أن لدى الحركة الكثير لتعيش من أجله، ومن غير المرجح أن يعيشوا ليروا الكثير منه.

ويعتقد الكاتب أن نجاة “حماس” يمكن نسبتها إلى وجهين لعملة واحدة إستراتيجية. الوجه الأول هو الاستعدادات التي قام بها قادة “حماس” للرد الإسرائيلي على هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولعل قادتها لم يتوقعوا فجوة مدتها عشرون يوماً قبل أن يتقدم الجيش الإسرائيلي إلى غزة. ولكن عندما حدث ذلك، لجأت “حماس” إلى مخزونها من الأسلحة في أنفاقها التي تمتد لأميال تحت الأرض. ومع إجبارهم على الخروج من كل منطقة، كانوا يفرون عبر هذه الأنفاق، أو ينضمون إلى حشود اللاجئين المدنيين الذين كانوا أكثر عدداً من أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من فحصهم بدقة. وقد لجأوا إلى الأنفاق التي لم تكن متاحة لسكان غزة العاديين من الهجمات الجوية الإسرائيلية، وكانوا يعيشون على مخزونهم من الطعام عندما قيدت إسرائيل إمدادات الغذاء، في محاولة فاشلة لتحويل السكان ضد “حماس”.

ووجد مقاتلو الحركة سهولة في إعادة تموضعهم، مع تركيز هجوم الجيش الإسرائيلي. فعندما ركزت إسرائيل على الشمال، اتجهوا جنوباً، وعندما تحركت القوات الإسرائيلية أخيراً نحو الجنوب، عادت “حماس” إلى الشمال ومراكز مثل جباليا والشجاعية. وقد أعاد الجيش الإسرائيلي الهجوم على مخيم جباليا ثلاث مرات بالفعل. وتمكنت “حماس” من إدارة دولة صغيرة بحرية تقريباً في وسط غزة، والتي تجاوزها الجيش الإسرائيلي، بل وحتى سيطرت على المواصي، الملجأ المدني المخصص في الجنوب، بمجرد أن تمكنت من الحصول على إمدادات المساعدات المرسلة إلى هناك. وفوق كل شيء، قامت “حماس” بالاستعدادات اللازمة للحفاظ على بنيتها سليمة من خلال عملياتها الاستخباراتية الخاصة، بغض النظر عن عدد قادتها أو مقاتليها أو مصانع إنتاج الأسلحة التي فقدت. ويقال إنها أعادت توجيه مواردها بعد كل هجوم. وإلى جانب الأسلحة التي تخزنها “حماس”، فإن إنتاجها المحلي من الصواريخ قصيرة المدى عيار 107 ملم زاد الآن أكثر من أي وقت مضى.

واستمر إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من عيار 60 ملم، كما حافظت على تدفق بعض الأسلحة الروسية والصينية التي زودتها بها إيران. ومن الواضح أن بنادق إي كي-47 الروسية كانت منتشرة في كل مكان، فضلاً عن بندقية القنص الإيرانية الصنع من طراز صياد. وعلاوة على ذلك، تم استخدام قاذفات أر بي جي-7 الروسية المضادة للدروع ومشتقاتها العديدة على نطاق واسع ضد القوات الإسرائيلية، إلى جانب نوع آخر صيني من أر بي جي وهو نوع 69.

جندت “حماس” مقاتلين بنفس العدد أو أكثر من الذين خسرتهم

وقال كلارك إن إيران واصلت تمويل “حماس”، ولكن على مدى 17 شهراً من الحرب، استولت “حماس” أيضاً على ما يكفي من المساعدات الغذائية لجمع ما يقرب من مليار دولار من بيع المساعدات إلى سكان غزة أنفسهم، أي ما يزيد بنحو 30% عن المبلغ الذي يعتقد أن القطريين قدموه مباشرة إلى القطاع لأغراض إنسانية. ولا يمكن لمنظمة مفككة أن تفعل كل هذا.

والواقع أنه بحلول ربيع العام الماضي بدا أن الصراع تحول إلى معركة بين ذراع الاستخبارات الإسرائيلية الشاباك والعملية الاستخباراتية الصارمة لـ”حماس” في “كتائب القسام”، التي صمدت حتى الآن وتمكنت من الحفاظ على سيطرة محكمة على السكان اليائسين. والجانب الآخر من العملة إذن هو العجز الإستراتيجي للجيش الإسرائيلي، نظراً لأن نتنياهو لم يحدد له قط هدفاً قابلاً للتحقيق في الحرب.

ويرى كلارك أن إستراتيجية مكافحة تمرد ربما نجحت أكثر، لو استندت على إستراتيجية “تطهير وسيطرة” على مناطق غزة والسماح للمدنيين بالعودة وتوفير ما يحتاجونه، ومن ثم التحرك من منطقة إلى أخرى، وربط “بقع الحبر” بين المناطق الآمنة والمحتلة حتى يتم تجميد وعزل “حماس” عن المجتمعات التي تم حصرها في منطقة معينة. وهذا النوع من مكافحة التمرد يتطلب أعداداً كبيرة من القوات لفترة طويلة، ومن المؤكد أنه سيتسبب في خسائر فادحة. كما يتطلب قدراً كبيراً من “ضبط النفس الكبير”، وهو أمر محبط للقادة والجنود على حد سواء.

ولكن الجيش الإسرائيلي لم يقترب أبداً من تطبيق هذه الإستراتيجية، وقد وصف المحللون في مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية عمليات الجيش الإسرائيلي بأنها أديرت بشكل “عشوائي”.

ولأن الحكومة الإسرائيلية كانت مستعدة لخوض حرب على ثلاث أو ربما أربع جبهات مختلفة، فإنها حققت بعض النجاح. ولهذا، لم تكن راغبة قط بتخصيص العدد الأكبر من القوات لغزة.

وبعد استدعاء 300,000 جندي احتياطي وهجوم أولي بخمس فرق على القطاع، انخفض العدد في غزة بشكل كبير في أوائل عام 2024 ولم يرتفع مرة أخرى إلا من حين لآخر.

عندما ركزت إسرائيل على الشمال، اتجهوا جنوباً، وعندما تحركت القوات الإسرائيلية أخيراً نحو الجنوب، عادت “حماس” إلى الشمال

وتم إرسال القوات إلى جبهة لبنان والضفة الغربية، ثم عاد الجنود إلى وظائفهم المدنية بسبب حاجة الاقتصاد إليهم. وبدلاً من ذلك، اعتمدت القوات الإسرائيلية على الهجمات الجوية المكثفة كلما حصلت على معلومات استخباراتية عن إعادة تأسيس مجموعات “حماس”. وهذا يناسب “حماس” تماماً. أعادت تأسيس نفسها في المدارس والمستشفيات وهي تعلم أن القوات الإسرائيلية ستقصف وتقتل المزيد من المدنيين. قد يفكر الجيش الإسرائيلي في تاريخ من حملات مكافحة التمرد الفاشلة التي اعتمدت كثيراً على القصف الجوي، من الحدود الشمالية الغربية في عشرينيات القرن الماضي إلى أفغانستان وشمال العراق في عشرينيات القرن الحادي والعشرين. ولا تزال مئات الأنفاق التي أنشأتها “حماس”، حوالي 40% منها، موجودة هناك ويمكن استخدامها كملاجئ للمقاتلين من الغارات الجوية.

وتم تكليف مهندسي الفرقة 143 في الجيش الإسرائيلي بالعثور على تلك الأنفاق الأساسية التي تربط جنوب غزة بطرق إمداد “حماس” عبر الحدود في سيناء وتدميرها. لكنها مهمة طويلة، وحتى هنا يعتقد أن جميعها لم يتم تحديدها على الخرائط بعد.

وربما بدت مزاعم إسرائيل أن “حماس” تحتجز شعب غزة رهينة، فلم تجر أي انتخابات لا في غزة ولا في الضفة الغربية، إلا أن “حماس”، وحتى نهاية أيلول/سبتمبر، كانت تحظى بأعلى دعم بين الفلسطينيين، 36% وربما كانت إستراتيجية الجيش الإسرائيلي المعيبة في غزة سبباً وراء هذه النسبة.

مقالات مشابهة

  • لماذا صمدت “حماس”؟.. تحليل لفشل الإستراتيجية الإسرائيلية
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم بلدات ومدنا في الضفة الغ
  • مجلس النواب يؤيد إعلان قائد الثورة استئناف العمليات البحرية ضد العدو الإسرائيلي في حال عدم دخول المساعدات إلى غزة
  • "الدفاع السورية": إفشال هجوم لعناصر النظام السابق على قيادة القوات البحرية باللاذقية
  • السيد القائد: نمهل العدو الإسرائيلي ٤ أيام لفتح المعابر ما لم سنستأنف عملياتنا البحرية
  • اللاذقية.. هجوم على قيادة القوات البحرية والدفاع السورية تعلن استعادة السيطرة
  • السيد القائد: سنعطي مهلة 4 أيام واذا استمر العدو الإسرائيلي بمنع دخول المساعدات لغزة سنستأنف عملياتنا البحرية ضده
  • شاهد.. مئات اليهود المتشددين يعبرون الحدود إلى لبنان بدعم من الجيش الإسرائيلي
  • قائد الثورة: نمهل العدو الإسرائيلي أربعة أيام لفتح المعابر ما لم سنستأنف عملياتنا البحرية
  • صحف عالمية: سحب القوات الإسرائيلية من غزة ضرورة لإنقاذ الأسرى