عربي21:
2024-11-09@02:14:32 GMT

7 أكتوبر وانتكاسة الاقتصاد الإسرائيلي

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

مر عام على أحداث طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وقد قامت كتائب القسام بذلك دفاعا عن حرمة المسجد الأقصى، ورغم الخسائر البشرية والمادية التي حلت بالمقاومة سواء في غزة أو لبنان إلا أن هذا اليوم غيّر معالم المرحلة القادمة، فقد أصيب الكيان الصهيوني بالوهن رغم ما يمتلكه من سلاح وعتاد ومساندة أمريكية وغربية، ولم يبتعد هذا الوهن عن اقتصاده الذي بات هشا ومعرضا لخطر الإفلاس.



فمع تصعيد الكيان الصهيوني الحرب في الجبهة الشمالية ضد حزب الله، أعلنت وكالة موديز الدولية للتصنيف الائتماني خفض تصنيف إسرائيل الائتماني من "A2" إلى "Baa1"، وذلك للمرة الثانية هذا العام، وهذه المرة بدرجتين.

وأشارت الوكالة إلى وجود مخاوف من تفاقم المخاطر السياسية المحلية والمخاطر الجيوسياسية، مع عواقب سلبية مادية على الجدارة الائتمانية للبلاد في الأمد القريب والبعيد، حيث إن إسرائيل ليس لديها استراتيجية خروج من الصراع العسكري، لاستعادة مستوى اليقين والأمن، لذا لا تتوقع الوكالة انتعاشا اقتصاديا سريعا وقويا. وتوقعت موديزأن ينمو الاقتصاد الإسرائيلي بمعدل بطيء قدره 0.5 في المئة في عام 2024، وخفضت توقعاتها للنمو للعام المقبل إلى 1.5 في المئة، من 4 في المئة سابقا.

التخفيضات المستمرة للتصنيف الائتماني لإسرائيل لن تتوقف ما دام هناك توسعا وامتدادا لتلك الحرب الجائرة، وسوف يكون أثرها على اقتصادها انتكاسة حقيقية، خاصة وأن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني من الشلل التام. فالمزيد من هذه التخفيضات، من شأنه أن يخلق ذعرا لدى المستثمرين ويؤدي إلى المزيد من هروب رأس المال خارج الكيان الصهيوني
ولم تمر أيام على تصنيف موديز،وبعد قيام إيران بإطلاق عدد كبير من الصواريخ البالستية على إسرائيل، قامت وكالة ستاندرد آند بورز (S&P) العالمية كذلك بتخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل، للمرة الثانية هذا العام، حيث خفضت الوكالة تصنيف إسرائيل من "+A" إلى "A"، وحافظت على توقعات سلبية، مشيرة إلى أن هناك مخاطر من تصعيد القتال مع حزب الله في لبنان وخطر حرب مباشرة أكثر مع إيران، مما يسرع تداعيات ذلك على الاقتصاد والمالية العامة لإسرائيل. فالنشاط العسكري الإسرائيلي في غزة وتصاعد القتال عبر الحدود الشمالية -بما في ذلك الاجتياح البري في لبنان- قد يستمر حتى عام 2025، مع مخاطر الانتقام من إسرائيل. وأضافت الوكالة أنها تتوقع أن تؤدي التهديدات الأمنية المتزايدة إلى إضعاف ثقة المستهلكين والمستثمرين، في حين ستظل قطاعات السياحة والبناء والزراعة متأثرة. وحذرت من أن عملية برية أوسع نطاقا في لبنان التي تتطلب استدعاء قوات الاحتياط من شأنها أيضا أن تقيد التعافي الاقتصادي في الأمد القريب.

ولا شك أن هذه التخفيضات المستمرة للتصنيف الائتماني لإسرائيل لن تتوقف ما دام هناك توسعا وامتدادا لتلك الحرب الجائرة، وسوف يكون أثرها على اقتصادها انتكاسة حقيقية، خاصة وأن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني من الشلل التام. فالمزيد من هذه التخفيضات، من شأنه أن يخلق ذعرا لدى المستثمرين ويؤدي إلى المزيد من هروب رأس المال خارج الكيان الصهيوني. وقد أشار تقرير نشرته صحيفة "كالكاليست" المالية العبرية إلى أن المستثمرين المؤسسيين حولوا مبالغ ضخمة تقدر بمبلغ 151 مليار شيكل (40 مليار دولار) إلى خارج إسرائيل منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس.

وهروب هذه الاستثمارات يؤدي بالطبع إلى التأثير سلبا على الإنتاج، وإضعاف العملة الإسرائيلية (الشيكل). وهذا الضعف للشيكل سيزيد من تكاليف الاستيراد، ومن ثم زيادة تكلفة المعيشة وتسارع التضخم، لا سيما وأن آخر بيانات لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) كشفت أن إسرائيل احتلت المركز الأول في قائمة الدول المتقدمة من حيث غلاء المعيشة في عام2022 ، حيث كانت الأسعار في إسرائيل أعلى بنسبة 38 في المئة من المتوسط مقارنة بدول (OECD).

وللحد من التضخم سوف تتجه الحكومة الإسرائيلية لرفع سعر الفائدة وهو ما ينتج عنه زيادة عبء الرهون العقارية وديون الأسر والشركات، بل إن رفع سعر الفائدة سيزيد من تكلفة القروض الحكومية، التي من المتوقع أن تزداد بفعل ظروف الحرب وارتفاع النفقات الأمنية وتكاليف إعادة الإعمار، وهو ما يؤدي إلى تفاقم عجز الموازنة في السنوات المقبلة. وقد يؤدي تقاطع هذه العوامل إلى تراجع النمو الاقتصادي ومزيد من التخفيضات للتصنيف الائتماني لها في المستقبل.

دولة الكيان الصهيوني باتت فاقدة للاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، حتى أن هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن نحو ربع الإسرائيليين فكروا في مغادرة البلاد خلال العام الماضي. وشرارة طوفان الأقصى التي انطلقت منذ عام لها ما بعدها، ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم أجمع
إن تكاليف الحرب المباشرة على إسرائيل منذ اندلاعها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وصلت إلى أكثر من 250 مليار شيكل (67.6 مليار دولار)، وهو ما أدى إلى ارتفاع العجز المالي في إسرائيل في آب/ أغسطس الماضي إلى 8.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الشهر الخامس الذي ظل فيه العجز أعلى من الهدف السنوي للحكومة البالغ 6.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي المحدد لنهاية عام 2024.

كما أن الحكومة لن تتوقف احتياجاتها لتعويض التكاليف العسكرية والمدنية المتزايدة للحرب، ولا مفر لديها من سياسة تقشفية بخفض الإنفاق في مجالات أساسية كالتعليم والصحة لصالح البعد العسكري، وهو ما سوف ينتج عنه كذلك وجود زيادات ضريبية لزيادة دخل الدولة والتعامل مع فجوة مالية في عام2025  تقدر بنحو 30 إلى 40 مليار شيكل.

إن دولة الكيان الصهيوني باتت فاقدة للاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، حتى أن هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن نحو ربع الإسرائيليين فكروا في مغادرة البلاد خلال العام الماضي. وشرارة طوفان الأقصى التي انطلقت منذ عام لها ما بعدها، ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم أجمع، وإذا كانت القوة العسكرية في صالح هذا الكيان فإن قوة الإعداد والإيمان لا تنفك عن المرابطين في غزة ولبنان. وما يعاني منه الاقتصاد الإسرائيلي من ترهل وضياع لن يجعله يستمر في حرب لا قبل له من قبل، سواء من حيث المدة أو الخسائر، وهروب نتنياهو مما ينتظره من مساءلة قضائية تلاحقه بمد أمد هذه الحرب أوشك على الانتهاء.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اقتصاده تصنيف إسرائيل اقتصاد إسرائيل تصنيف طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاقتصاد الإسرائیلی للتصنیف الائتمانی الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

تقرير: المتفجرات التي أسقطت على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية

#سواليف

أعلنت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، أن #الجيش_الإسرائيلي أسقط أكثر من 85 ألف طن من #القنابل بما في ذلك #قنابل_الفوسفور_الأبيض على قطاع #غزة منذ أكتوبر 2023.

وأضافت سلطة جودة البيئة الفلسطينية في بيان ، أن #المتفجرات التي ألقاها الجيش الإسرائيلي على قطاع #غزة يتجاوز ما تم إسقاطه خلال #الحرب_العالمية_الثانية.

وفي بيانها بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية الذي يصادف 6 نوفمبر من كل عام بقرار من الأمم المتحدة، أفادت سلطة جودة البيئة الفلسطينية بأن “قصف الاحتلال المستمر أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتلوث التربة بمواد كيميائية سامة تعيق الزراعة لعقود”.

مقالات ذات صلة أ.د بني سلامة يكتب .. عبيدات قدم رؤيته الشاملة والبعيدة النظر حول الأخطار المحدقة بالأردن 2024/11/07

وأوضحت أن إسرائيل استخدمت جميع أنواع #الأسلحة والقذائف أبرزها الفوسفور الأبيض المحظور دوليا حيث يستهدف مكونات البيئة مسببا أضرارا بيئية جسيمة تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية.

ولفتت إلى أن “الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمصادر المياه أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية ما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد مئات الآلاف من السكان لعقود”.

وفي الضفة الغربية، ذكر البيان أن “المستوطنات والتدريبات العسكرية لجيش الاحتلال تشكل خطرا كبيرا على البيئة، إذ تتعرض مساحات شاسعة من الأراضي للاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي الجائر”.

وأشارت السلطة إلى أن “المخلفات الناتجة عن تدريبات الجيش الإسرائيلي تلحق الضرر بمصادر المياه وتلوث الهواء، ما يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، حيث تقدر المستعمرات بأنها تضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنويا في الأرض الفلسطينية”.

ودعت سلطة جودة البيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان المستمر ومنع استغلال البيئة لأغراض عسكرية، وتطبيق القوانين الدولية.

مقالات مشابهة

  • أكتوبر الأسود مرة أخرى وخسائر إسرائيل غير المسبوقة منذ عام
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • ارتفاع الإنفاق العسكري.. كيف أثرت حرب غزة على الاقتصاد الإسرائيلي؟
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • تقرير: المتفجرات التي أسقطت على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية
  • برلمانية: رفع تصنيف مصر الائتماني يعكس تحسن مؤشرات الاقتصاد
  • ماكونل: انتخابات الثلاثاء كانت “استفتاء حول إدارة بايدن”
  • ماكونل: انتخابات الثلاثاء كانت استفتاء حول إدارة بايدن
  •  ما هى تداعيات فوز ترامب على الاقتصاد التركي؟